اليوم الأهم في تاريخ المملكة قد حل ، الجميع كان متشوقاً لهذا اليوم ، الملكة ، البارون و النبلاء ، و حتى الأقنان . اليوم هو الذكرى المائة و الخمسون لتولى الملكة الحكم .. و كذلك العديد من الاحتفالات تقام، و تكشف الملكة عن نفسها أمام الملأ ، و يتعهدون جميعاً بحماية الملكة و المملكة بكل ما أتوه من قوة و من ثم تبدأ الاحتفالات و يسمع صوت الألعاب النارية . أما هناكَ في الجزء المهجور من المملكة ، كان آدم أحد أمهر لاعبي الشطرنج ، سارقٌ النبلاء .. و كذلكَ من يهزمهم شر هزيمة !
جهز آدم حصانه ليذهب إلى المملكة ، ليشهد الاحتفالات و يجد من يمتعونه بخسارتهم، فهو لم يلعب مع أحد لأكثر من شهر .
و في الجانب السعيد من المملكة ،و بالتحديد في قصر مهيب ، يبدو و كأنه بنيَّ من الذهب و الفضة ، أجل كان هذا القصر للنبيل ليو لامبيروج ذو العشرين عاماً و الذي قد ورثه عن جده السابع . كان النبيل يمشي مسرعاً ، فهناك تحدٍ يريد أن يلقيه على طاولة الاحتفال .. أجل لقد كان التحدي {لعبة شطرنج}.
العديد من اللقطاء و كان من بينهم –آدم- تجمعوا عند قصر لامبيروج ، فقد أتاهم الحظ ليلعبوا الشطرنج مع أحد النبلاء .. و يهزِموا لكسب الرزق . تقدم آدم من بين هؤلاء اللقطاء نحو بوابة القصر ، حتى وصل إلى ذاك الرواق المُذّهب ! اندهش آدم من جمال هذا الرواق ؛ فهو لطالما كان معتاداً على العيش في كوخٍ قديمٍ ، مهترئ . تقدم آدم ، و أبعد قبعته عن وجهه ، و في البرهة ذاتها جاء من فوقه صوتُ النبيل ليو يردد " ها قد أتيت – آدم- أم أقول اللقيط الفاسد ؟"
-"إذن هذا أنتَ أيها النبيل المدلل ؟، يبدو بأنك كنت في انتظاري ؟"
-" إيه ، أجل..كنت أنتظركَ ، أنتظركَ أنتَ بالذات*و هو يمشي نحو آدم* كل هؤلاء اللقطاء لا أهمية لهم "
- " هذا اللقيط ، هو من سيهزمك أيها المدلل"
- " اذا لنرى ، سنلعب الشطرنج ، هذه المرة ستكون لعبة الشطرنج الأخيرة لأحدنا !! "
-" لا بأس .. و ماذا إن فزت ؟"
-" إن فزتُ أنا سأمر بقتلكَ ، فقد نهبتَ أموال الكثير من النبلاء!! و لقيط مثلكَ لا يجب أن يبقى على قيد الحياة .. أما إن .."
-"أما إن فزتُ أنا ستتخلى عن مكانتك في المجتمع و ستنفى إلى جزيرة بعيدة ،و أصبحُ أنا الوريث لعائلة لامبيروج "
- " في احلامك و سترى من منا سيفوز !!"
- " اذاً ، هل ستقرر متى سنلعب أم ماذا ؟"
-" اه ، صحيح ، موعدنا الليلة هنا و سنلعب أمام جميع نبلاء المملكة .. و ستشهد الملكة على لعبنا ، و هي من ستعلن الفائز !"
- " حسنا .. يا له من شرفٍ !! إذاً إلى اللقاء، أراك في ساحة المعركة أيها .. المدلل !"
غادر آدم المملكة و عاد إلى كوخ الرث ، جهز نفسه .. فالليلة هي إما آخر ليلةِ له في الحياة ، او آخر ليلة في عش الفقر !
حل الليل و عاد آدم إلى قصر لامبيروج ، بعد أن استذكر خططه التي قد فاقت احتمالات نظائر الذرات في الكون . جميع النبلاء كانوا متواجدين ، فمن منهم يريد أن يفوت هزيمة آدم على يد النبيل ليو ؟
بدأت اللعبة ، و عمَ الهدوء القاعة .. الجميع كان محدقاً في لوح الشطرنج ، يراقبون تحركات القطع .
بيدقاً تلو بيدق ،و من ثم أغلب بيادق آدم أبيدت ..
هل يمكن أن آدم مقدمٌ على هزيمة نكراء؟ و على يد من هو أكبر منه بخمس سنين فقط !؟
حرّك ليو وزيره ليقضي على الفارس الأسود ، إلا أن آدم بدأ بالضحك .. و من ثم تبسم و قال
" تبقت خطوةٌ واحدة أيها النبيل.. فقط فل تتحرك بسرعة فقد مللتُ "
تنفس ليو الصعداء ، و أباد الفارس الأسود . إلا أن آدم حرك ملكه مباشرةً نحو الملكِ الأبيض
ليردد و بصوتٍ عال " مات الشَاه ".
"كيف حدث هذا ؟ معظم قطع آدم قد أبيدت ! " هذا ما ردده ليو و كذلكَ جميع الحضور .
وقف آدم و نظر للملكة ، و من ثم نظر لليو المصدوم من خسارته ..
" عزيزي النبيل ليو ، أم أقول ليو القِن ! .. هه ، كنت تعتقد بأني سأخسر، لربما هذا لأنك مجرد مدلل . أتدري ما خطأكَ الوحيد ؟ لم تستطع أن تتحكم بهذه المنطقة *أشار إلى المـــركز * المـــركز .. أنتَ وجهت جميع قوات الدفاع و الهجوم إلى هنا و أهملت الملك الذي يفترض بكَ حمايته . صحيح أنه قد تم استقصاء العديد من قطعي إلا أن الطريق نحو ملكك قد فتحَ لي ! "
ابتسم ليو و بدأ يذرف دموعه " إذا هكذا سلبتُ مكانتي .. سلبت من جل ما ملكت ، كم كنت أحمقاً و ضحيت بكل ما أملك ".
تقدمت الملكة نحو آدم و ليو ، فقد جاء دورها بإعلان الفائز !
" اليوم و بعد هذه اللعبة النزيهة ، أعلن آدم فائزاً . من اليوم و صاعداً ، هذا الموجود أمامكم هو الوريث لآل لامبيروج .. أما هذا *أشارت إلى ليو* فسينفى إلى أبعد جزيرة عن المملكة . "