عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 07-01-2016, 07:26 PM
 


انْسلّتْ خيوطُ الشمسِ البَاهتَة مِن السّماء، لِتُلقِي بِظلالِها عَلَيه،
هُو الجَالسُ فِي حِضنِ الشّجرة، تتساقطْ علَيهِ أوراق الشّجرِ المُهترِئة كَروحِه تمامًا!
بمَلابسِه الرّثة، ويداه التّي بَرزتْ مِنها العُروق بوضُوح، تُوحِي بالكَدحِ اليومِي المُتعِب.
نَظرَ بعينَينِ ذابلتَين - اضمحلَّ فيهِما أيّ بريقٍ للحَياة - لقطعةٍ خَشبيّة يَحتضنُها بيدهِ المُرتجِفة.
أيُّ مشاعرٍ كَان يخْتزِلُ فِي خافِقه، وَقدْ باتَ كلّ شيءٍ عَاشه مُجرد سرابٍ مُنجَلِي؟!
تأجّج الاشتيَاق للرُّوحِ الرّاحِلة، الرُّوح التّي شَاركتْه كلّ تفاصِيل حياتِه، التّفاصيل التّي حاولَ مَحوها،
وَبدتْ حَياته كأنها أوهامْ منسوجَة مِن خَيالٍ مُنكَسِر، فمَضى يُودعُ تلكَ القطعة كُلّ الحَنين!

~
__________________

رغمَ الزّوالِ فيكَ، لا زلتَ جُرمًا.

التعديل الأخير تم بواسطة عَدم❝. ; 07-01-2016 الساعة 10:04 PM