وبعد ان تناولو العشاء في الخارج عاد الجميع الى المنزل ، جاءت السيدة ربيكا لتقول
"كايل ، ان غرفتك جاهزة ، اما عن السنيورا لانا فهى ستشارك تالا في غرفتها "
قالت تالا وعلى وجهها الاسمر ابتسامة رائعة "سيكون دلك رائع "
خلد الجميع الى النوم اما فى غرفة تلا فلا يزال ضوء خافت ينيرها .
اتجهت لانا الى السرير بعد ان بدلت ملابسها وتركت شعرها البنى ينسدل على كتفيها . أستلقت على ظهرها ثم نظرت نحو تالا النائمة على الصوفا التى حولتها الى سرير وستلقت عليها براحه .
سالت لانا قائلة "تالا ، هل يمكنك ان تحدثينى عن كايل ؟"سكتت قليلا ثم تابعت "ان كان هدا سيزعجك فلا باس ..انا فقط ..."
قاطعتها تالا قائلة "بتاكيد سا خبرك !ولكن مالدى ترغبين فى معرفته ؟"
جلست لانا وبداء عليها الاهتمام "اخبرينى بكل ما تعرفينه عنه ، انه يبدو غامضا بالنسبة لى ولا استطيع فهمه "
"هو كدلك ، ولكن استطيع القول اننى اكتر انسانة تستطيع فهمه . " اخدت نفس عميق ثم ابعدت شعرها خلف ادنها "لقد توفيت خالتى _والدة كايل_ بمرض في القلب ..كان كايل انداك يبلغ من العمر سبع سنوات ...عندها اخده والده الى لندن وبعد ان توفى والده سمعنا انه قد جعل وصيا عليه ...وهو احد اصدقائه "
تكلمت لانا في نفسها "هدا عمى !لقد اخبرنى عمى سابق ان كايل كان تحت وصايته لسنوات "
اكملت تالا حديثها "بعدها انقطعت اخباره ولم نعرف عنه اى شي ، ولكن بعد سنوات عاد ليكمل دراسته هنا ...وجاء لزيارتنا وما سرنا كثيرا انه لم ينسي ابدا مكان نشئته"
"اتسال هل سبق وارتبط " سألت لانا
"ان تحدثنا عن هده المواضيع بتاكيد فلن ندكر كايل !لم يسبق لى ان سمعت بانه احب من قبل " لوحت بيدها بسخرية
قالت بشك "ولكن ماذا عن العلاقات العابرة "نظرت اليها "انتى تفهمين قصدى "
"تبقي هده اشياء لا علاقة لنا بها ، مايهمنا هو ما يظهره الشخص لنا فقط "
ثم سالت بخبث "ولمادا تسائلين هده الاسئلة ؟هل انتى مهتمه به لهده الدرجة "
"احب ان اعرف الكثير عن من ارافقهم !" كذبت ثم استأذنت لنوم
فى الصباح عندما استيقظت لانا حملقت فى السقف بعيون نصف مفتوحه كانت اشعت الشمس قد نفدت الى الغرفة ، نهضت بنصف جسدها وابعدت شعرها عن عينيها ...لم تكن تالا موجودة فى الغرفة ، يبدو انها استيقظت قبلها بساعات .
نزلت من السرير واتجهت لتفتح الباب بعد ان رفعت شعرها بطريقة مهمله على شكل ذيل حصان ، عندما خرجت ...
رأت كايل يسير فى الممر نحو غرفته وهو يرتدي بنطال مربعات وقميص بيقاقة طويلة .كان شعره مبعثر وفي يده كوب من القهوة قد ملأت رائحتها انف لانا بداء لها مختلف جدا عن مظهره في الملابس الرسمية وتصفيفة شعره المميزة .ما أن رأته حتى ارتسمت على شفتيها أبتسامه ،كان يجب ان يتفاجاء من ذلك فهذه اول مرة تبتسم فى وجهه بهذه الطريقة .
"صباح الخير !". قالت لانا
"صباح الخير ، هل نمتى جيدا " سألها
اومئت "أجل "
سمعا صوت تالا من الاسفل وهي تناديهم لتناول الفطور .
" الا ترغب بتناول الفطور ؟"
" لا ، لا رغبة لى " .
تعجبت لانا عندما دخل واوصد باب غرفته ، اتجهت للاسفل وهناك قام راميرو بسحب الكرسي لها .
تناولت الفطور معهم فى جو مرح جدا حتى انها كادت تنسي انها بالكاد تعرفهم .
" هل هذه اول مرة تزورين فيها مدريد ؟" سألتها ربيكا
اومئت لانا قائلة " أجل ، لم يسبق لى ان زرتها ابدا !" .
" هممم ، فى هذه الحالة يجب علينا ان نأخدك فى جوله حول المدينة " قالت تالا ونظرت نحو راميرو " مارائك ؟" وجهت كلامها الى راميرو
قال مرحب بالفكرة " أجل ، فكرت فى ذلك ايضا " نظر الي لانا بأعجاب " لن يكون هناك شئ اجمل من مرافقة حسناء مثلها !" .
وكزته امه " توقف عن مغازلتها ، انظر لقد احمر وجهها بسرعه"
ضحك راميرو " أحب ذلك ! يصعب ان تجد فتاة خجولة هنا !" قال ذبك وقد رمته تالا بنظرات غاضبة .
" مالذي تقصده!"
"لا ، لا شئ !" قال وقد ضحكت كل من لانا وريبيكا .
بعد انتهائهم من تناول الطعام ...خرجت لانا برفقة تالا الى المزرعه ...كان الجو جميل جدا فى الخارج ..
" تعالى لأريك اصطبل الخيول ، انه اروع مكان فى هذا المكان " قالت تالا وهي تسحبها من يدها .
عندما دخلو الى هناك ..كانت تطلعها على الأحصنه
" ارتغبين فى اخد جولة على ظهر حصاني ؟" سألتها وهي تربت على ظهر حصان ابيض .
هزت لانا رأسها . " لا ، فلم يسبق لى ان امتطيت حصان ! "
جاء صوت رميرو المرح كالعادة وهو يقول "يجب عليك تجربة ذلك " تقدم نحوهما
" لكننى ، اخشي الوقوع او ان ..." قاطعها قائلا وهو يستعد لأخراج الخيل ...
" لا تكوني جبانة ! "
خرج كايل من المنزل وتنفس الصعداء ...كان بحاجة الي ان يغلق هواتفه لأخد راحة ولو ليوم واحد ! .
تقدمت تالا نحوه
"اوه ، ظننن بأنك ستمضي اليوم كله فى غرفتك!"
"اين هي لانا ؟" سأل بهتمام وتجاهل كلامها !
"لقد اخدها راميرو فى جولة على ظهر حصانه " قالت
"ذلك اللعين!" قال بصوت منخفض ، نظرت تالا نحوه وسألته
"هل قلت شيئا؟"
" لا ! ولكن الن يتوقف راميرو عن ملاحقت الفتيات انه يغرم بألف فتاة فى اليوم ....بل فى الساعه !" قال بحنق
ضحكت تالا " هذه طبيعته ، ولكن لا تقلق ان لانا صعب المراس ، واظن بأنها لا تسمح لراميرو بتقرب منها "
زفرت ثم اضافت
"لكنها محضوضة ، اليس كذلك ؟" .
"ولمَ ؟" سأل بقتضاب
"لأنك معجب بها ! ..الى حد ما ..وواضح جدا انك مهتم بها " قالت
" لا أخفي ذلك ، فهي تروقني .."
"تروقك ؟ !" قالت ذلك بستجهان " عليك ان تختار كلمة معبرة اكثر ..انا لست غبية لكي لا الاحظ
" اهتمامك بها وطريقة تعاملك معها تثبت لى انك تحبها حقا " .
" لا اريد توريط نفسي بذلك " قال وفى صوته عدم راحة
تكلمت تالا قائلة ا " لن اسئلك لماذا! لان الخوف من الحب يعنى الوقوع فيه !" ابتسم ابتسامه لها صوت ثم قال
" لقد التقينا فى ظروف غير ودية ابدا !"
"ذلك لا يهم ، فالأشياء لا تبدو دائما جميلة فى البداية !"
"ولكن الأنطباع الاول مهم جدا !" أجابها
"حسنا ، وماهو انطباعك الأول عنها من غيرها!"
" اول مرة رأيتها فيها قلت تبدو صغيرة ولطيفة ..اعتقد ان ما جذبنى اليها جمالها ...وقصر قامتها بالرغم اننى لا احب قصيرات القامة ! " قال بهدوء
ضحكت تالا " فارق الطول بينكما هائل لكنكما رائعين !"
"بالمناسبة ، ما ذكرته يشأن الأنطباع الأول فأنا اقصد لانا ...ففى اول مرة تقابلنا كنت فظ معها كثيرا " شدد على كلمته الاخيرة ثم اضاف " على الأرجح هي تكرهنى حتى الان !"
"لا تبدو وكأنها تكرهك! " .
فى مكان ما كانت لانا برققة راميرو وعو يعيد ااحصان الى الاسطبل
"لقد كانت تجربة رائعه ، اشكرك!" قالت لانا وعلى زجهها ابتسامة صغيرة .
بعد ان انضم لانا وراميرو الى تالا وكايل ، قررو الذهاب فى جولة نحو المدينة ...كانت لانا سعيدة جدا لحصولها على جولة مثل هذه تكتشف من خلالها هذه الجميلة التى تحمل فى جنباتها الكثير من الروائع ، بعد مرورهم على ساحة الكبرى التي توجد فى قلب مدريد اتجهو الى حديقة " الروتيرو " .
اول شئ استحوذ عليه نظر لانا هو تلك البحيرة التى تقع فى وسط المدينة ...كان الكثير من الناس يستئجرون قوارب لدخولها . والثماتيل الرائعه المنتشرة هناك والمبانى الضخمة ايضا.
"انه مكان رائع حقا " لم تستطع ان تسيطر على دهشتها .
" أجل يجب ان يكون كذلك ، ففى الماضي كانت هذه الحديقة منطقة استجمام الملك فيليب السادس !". قال كايل
"بعد الحديقة ..سنذهب للمتحف " اقترح راميرو
" لا ، لا ارغب بذلك فالمتاحف شئ ممل بالنسبة لى !" قالت تالا
"اقترح ذلك على لانا ، لم اطلب رائك!"
قال ذلك بمزاح
ضحك كل من كايل ولانا ثم اضافت تالا
" بربك ! من يحب زيارت المتاحف "
"أنا " هتفت لانا قائلة .
نظرت اليها تالا " اذا هاقد وجدنا شئ مشترك بينكما!" .
بعد زيارة المتحف ذهبو لركوب التلفريك من هناك تمكنو من رؤية اهم معالم مدريد مم أعلى .
ومن نقطة انطلاقتهم ، توقف به عند مدينة الألعاب "اتراكيونيس " .
"لندخل الى مدينة الألعاب ، لم ادخل اليها منذو فترة " تكلمت تالا وهي تبعد شعرها عن عينيها .
"أجل ، ارغب بذلك ايضا" قالت لانا
"انني جائع ، لقد قطعنا اشواط طويلة حتى الان " اشتكا راميرو
اتجه نظره نحو كايل وسأله ." الن تدعونا الى الغداء ؟"
"انت لا تفكر سوا فى بطنك ، هناك مطاعم فى الداخل !"
"ماذا؟ اتقصد بذلك انك موافق على دخول مدينة الألعاب !"
" لامشكلة فى ذلك "
قضو ساعات طويلة هناك وبعد ذلك اتجهو لأحد المطاعم لتناول الغداء كان غداء متأخر جدا فالشمس قاربت على المغيب ، اختارو طاولة لأربعه اشخاص .بعد ان انتهو من تناول الطعام ...تبقي بعض الطعام فى صحن لانا ..
"عليك ان تكملى وجبتك " امرها كايل بهدوء
"لكننى شبعت ، هل المطعم يفرض ذلك ؟" قالت
"ترك الطعام فى الاطباق يثير انطباعا سيئا عن الاسبان " أجابها
"اوه ، انا لا استطيع ان اكل اى شئ اخر ..."
سكتت عندما راته يحمل شوكتها ويحاول هو اطعامها ...
" هيا كُلى !" قرب الطعام من فمها
"انت تحرجنى امام الجميع !" ثم ضحكت
" ومالمشكلة ..ثم انهم لا يمانعون الرومانسية بين الثنائيات!" تحادق
"لكننا لسنا ثنائي " عبست
قرب الطعام اكثر من فمها دون ان يتكلم ..بعد ان اكلت ما تبقي قى صحنها قررو الخروج .
لم تكن لانا تستطيع السير خطوة واحد لقد كانت تشعر بالتعب .
"شكرا لكم على هذا اليوم ...انه يوم جميل لن انساه ابدا" .قالت متبسمه
"كان ذلك من دواعي سرورنا " قالت تالا . ثم نظرت الي راميرو
"أليس كذلك ؟"
اؤمئ برأسه " بطبع !" ثم استطرد قائلا " بعد ساعه سيتم عرض فيلم (دا سن وف دا ماسك) "
بدا التعجب على وجه كايل وقال من تحت نفسه " يالا هذا الفلم السخيف !" ثم اضاف بصوت مسموع " بالله عليك ، اتشاهد افلام كهذه ؟"
"لقد شاهدته اكثر من عشر مرات!"
"وهنا تكمن المشكلة ! انه حتى ليس بالفيلم الذي يستحق ان اضيع وقتى بمشاهدته!" . قال كايل
"لقد شاهدته مرة انه ....انه جيد !" قالت لانا
"احب الأفلام الكوميدية ..سنذهب لمشاهدته " قالت تالا وربتت على كثف راميرو
"انا سأعود الى المنزل " تكلمت كايل
نظرت لانا نحوه ثم اسرعت لتقول " وأنا ايضا !" .
تكلم تالا " حسنا ، اذا ...سأذهب انا وراميرو الى السينماء " .
لوحت لانا بيدها مودعه " حسنا ، الي اللقاء !"
واسرعت خلف كايل ...اوقف سيارة اجرى واتجهو نحو المنزل ...وهناك عندما وصلو الى المزرعه نزل كلاهما .
"لقد تعبث اليوم كثيرا !" اشتكت
لم يعقب لكنه مشي امامها بخطوتين توقفت عندما رأته يجتو امامها معطيا اياها ظهره .
اندهشت عندما دعاها لاخدها على ظهره ، شعرت بالخجل وتمنعت فى البداية لكنه اصر عليها ...عندما اتفععت عن الارض احاطت عنقه بذراعيها النحيلة ...سار بها فى التجاه المنزل
"كم وزنك!" سأل متهكما لانها نحيلة
" هل ستبداء بالسخرية منى الان؟!" قالت بحنق
"لا ! فنحن فى هدنه ، أنسيتى ذلك "
ابتسمت عند سماع كلماته ، وتمنت ان تكون هدنه الى الابد ! .