عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 07-03-2016, 08:01 PM
 
وجبة الغداء كانت رائعة .. كما هو متوقع من ميراي ..!
لقد اعدت لنا الباستا .. لم أتناولها منذ زمن لذا كدت أبكي فرحاً !!..
أيضاً هناك السلطة و العصير .. و السيدة آنيا أحضرت لنا بعض من الشطائر لأن ابنها في ضيافتنا ..!
بعد ان انتهى الغداء قامت كيت و الخالة ميراي بجلي الصحون .. ريكايل عاد لاستذكار دروسه مجدداً بينما ليو هو الآخر بدأ بالاستعداد لامتحانه غداً ..!
قررنا أنا و خالتي أن نذهب لاقتناء آوني للمطبخ و قد انضمت إلينا كيت ..!
الساعة الآن تشير إلى الرابعة مساءاً ..!
.................................................. ...
كنت أنظر إلى ذلك الصحن الخزفي المذهل .. سعره مرتفع للغاية ..!
لقد كنت أكل في صحن أفخر منه في السابق لكني لم أنتبه له إطلاقاً ..!
- لينك .. تعال و انظر إلى هذه ..!
سرت ناحية خالتي التي كانت تقف عند رف آخر تحمل بين يديها صحناً عليه بعض الزهور البسيطة ..!
قطبت حاجبي : نحن شباب وهذه زهور ..!
باستياء قالت : لكنها جميلة .. كيت تأكل معكم أليس كذلك ؟!.. انها فتاة و وجودها يفي بالغرض ..!
تمتمت بنوع من السخرية : لا .. يمكنك أن تعتبريها احد الشباب ..!
- قلت شيئاً ؟!..
- لا شيء ..!
أعادت الصحن لمكانه فالتفت أنا لجهة أخرى لأجد كيت تحدق في طبق ما ..!
اقتربت ناحيتها بهدوء : ماذا وجدت ؟!..
- إنه الانسب ؟!..
ان لديها ما تفضله إذاً ..! ما هو يا ترى ؟!..
ادارت الطبق نحوي لأجد أنه عبارة عن لون أبيض لا غير !!!..
تنهدت عندها : ألم تجد أجمل من هذا ؟!.. هناك الكثير من الأشكال المليئة بالرسوم ..!
بضجر أجابتني : كلها بشعة !!.. هذا هو الأفضل هنا ..! كما ان ثمنه ليس مرتفعاً ..!
- بالتأكيد لن يكون كذلك بما انه لا يحتوي أي شيء فني ..!
- هل سنأكل فيها أم سنتأملها ؟!!..
بالنسبة لي فقد بقيت أتأمل كلماتها التي كانت تقولها بسخرية .. " سنأكل " .. الأجدر بها أنها قالت " ستأكل " ..!
هذا يعني أنها جادة بشأن السيطرة على منزلي !!..
أخذت الطبق منها و اتجهت إلى خالتي : سآخذ هذا ..!
التفتت إلي و بدا عليها الضجر : ها ؟!.. لكنه ليس لطيفاً إطلاقاً ؟!..
ابتسمت عندها : نحن سنأكل فيه و لن نتأمله .. كما أنه أرخص من البقية و يبدو عملياً أيضاً ..!
التفت ناحية كيت التي كانت لا تزال تحدق بالصحون المعروضة ..!
تنهدت خالتي عندها : كما تشاء .. بما أن ميزانيتك محدودة ..!
في النهاية اشترينا سبعة صحون و سبعة أكواب من ذلك النوع .. كما أخذنا رزمة صغيرة من الملاعق و السكاكين و مستلزمات المائدة ..!
تابعنا التسوق و اشترينا الأواني و مواد الطبخ كلها ..!
و هكذا مضى الوقت و نحن نتسوق دون أن نحمل شيئاً بل هم سيرسلون الصناديق إلى الشقة في المساء ..!
كانت الساعة تشير إلى السادسة و نحن نسير في ذلك الشارع المليء بالناس ..!
وقفنا عند أحد المقاهي حيث الطاولات الخارجية : لنجلس هنا ..!
هذا ما قالته خالتي بسعادة فما كان منا إلا أن نفذنا ..!
حين قدم النادل طلبنا القهوة و بعض الكعك ..!
التفت إلى كيت عندها : يمكنك أن تأكلي كعكة الكراميل الحلوة فأنت بالتأكيد قد صرفت الكثير من الطاقة بعد هذا السير اليوم .. لكن القهوة ستكون بلا سكر ..!
نظرت إلي بنوع من الحقد و الانزعاج الهادئ : لكني صرفت طاقة أكثر مما تتوقع ..!
ابتسمت عندها : إن كنت تريدين أن تضعي السكر مع القهوة فعليك أن تغيري الكعكة إلى كعكة الشوكولا المرة ..!
- يا لك من لئيم !!..
- يمكنك وصفي كما تشائين لكني أخبرتك بما عليك فعله ..!
اشاحت بوجهها مستاءة بينما بدا الاستغراب على خالتي ..!
قدم النادل عندها و وضع الكعكات و القهوة أمامنا ..!
و قبل أن أفعل شيئاً أخذت مكعبات السكر من أمام كيت : ليس هذه ..!
نظرت إلي بترجي : أرجوك واحد فقط .. أنا لا استطيع شربها مرة ..!
- لكن الكعكة حلوة جداً .. سيضرك هذا ..!
- أخبرتك أني صرفت طاقة !!..
- قلت لا !!..
- لا تدعني أبدأ بعنادك و أضيفك لقائمة هاري الآن !!!..
بدا انها غضبت بالفعل !!.. لكني لن أرضخ لها مثل هاري !!..
و قبل أن أقول شيئاً انتبهت للنادل الذي قال : عذراً .. هناك سكر قليل السعرات .. إن كنت تعانين من مرض ما فيمكنك استخدامه ..!
بضجر قالت :أعلم هذا .. لكن نكهته ليست كالسكر كامل السعرات ..!
نظرت إلى النادل وقد تجاهلتها : أحضر بعضاً منه .. إن كانت تريد السكر فيجب عليها أن ترضى به ..!
أومأ إيجاباً باحترام :حاضر سيدي ..!
سيدي .. لقد افتقدتها في الفترة الأخيرة ..!
نظرت إلي خالتي باستغراب : ما القصة ؟!..
نظرت بطرف عين إلى كيت : إنها تعاني من سكري الأطفال ..!
بانزعاج علقت تلك : أنا لست طفلة ..!
- اعلم .. لكن حين يصيب السكري من في عمرك يسمى بسكري الأطفال !!..
- أعلم هذا ..!
ابتسمت لها عندها : كعكة الكراميل أمامك .. ألست سعيدة ؟!!..
نظرت للحظات للكعكة و قد تغيرت ملامحها إلى الهدوء .. أمسكت الملعقة و أخذت عينة منها و فور أن دخلت الملعقة لفمها حتى بانت عليها السعادة الكبيرة وهي تمتم : الكراميل .. هو الأفضل دوماً ..!
للأسف .. فالكراميل حلو للغاية .. و أحياناً أكثر من الشوكولا و الفانيلا .. لكنها تفضله على البقية ..!
نحن أيضاً بدأنا بتناول الكعك ..!
علينا العودة مبكراً من أجل إبرة كيت عند السابعة ..!
.............................................
دخلت عبر تلك البوابة مع كيت و الخالة ميراي ..!
و بينما نحن نسير على ذلك الطريق انتبهت لساحة اللعب هناك حيث كان طفلان يبنيان رجلاً ثلجياً و ريك يجلس معهما ..!
التفت إلى خالتي : اسبقوني للأعلى ..!
أومأتا موافقتين فسرت بهدوء ناحية رايل الذي كان يجلس على الثلج هناك ..!
كانت معه فتاتان .. لقد عرفت الأولى فقد رأيتها مسبقاً .. أعتقد أنها تدعى ايميلي ..!
الأخرى رأيتها عدة مرات تلعب هنا لكني لم أركز عليها ..!
كان لديها شعر ذهبي ينزل على أكتافها كالحرير و عينان عسليتان ..!
حين وصلت إليهم سألت باستغراب : ماذا تفعلون ؟!..
التفت لي ريك و ابتسم : لقد عدتم ..! نحن نلعب بالثلج ..!
ابتسمت بهدوء : و من هاتان ؟!..
- صديقتاي الجديدتان .. ايميلي و لين ..!
- انت بالعفل تحب الأطفال ..!
- لقد اعتدت على وجود الأطفال في حياتي .. و لأني لا استطيع الذهاب للملجأ كثيراً هذه الفترة فكرت بعقد الصداقات هنا ..!
نظرت إلى الفتاتين اللتان كانتا تحدقان بي و ابتسمت : مرحباً ..!
ابتسمتا و هتفتا سوية : مرحباً ..!
- أنا لينك .. و أنا أخوه الأكبر ..!
قلت هذا و أنا أشير إلى ريك الذي قال بامتعاض : التوأم ..!
- التوأم الأكبر ..! و أنتما ؟!..
نظرت إلي الكبرى منهما : أنا ايميلي .. و أنا في الثامنة ..! و أعيش في الطابق الثالث ..!
هتفت الأخرى بمرح و بصوت طفولي للغاية : و أنا لين .. عمري ست سنوات ..! و أعيش في الطابق الثاني ..!
جلست بقربهما عندها : تبدوان مستمتعتين ..! أنتما ماهرتان في صنع الرجال الثلجين ..!
بمرح قالت تلك الصغيرة : انا اصنع العم الثلجي كل يوم هنا ..!
لفت نظري انها نادته بالعم الثلجي ..!
أومأت ايميلي ايجاباً : صحيح .. أنا و لين و البقية نصنع السيد ثلجة كل يوم هنا ..!
السيد ثلجة أيضاً !!.. يبدو أن جين ليست الوحيدة التي تملك أسلوباً خاصاً في تسمية الأشياء ..!
- ايميلي .. لين ..!
التفت إلى الخلف لأرى ذلك الفتى الصغير وهو يركض ناحيتنا .. يمكنني القول انه في التاسعة من عمره و اعتقد أني رأيته عدة مرات سابقاً ..!
اقترب منا وهو يقول : ماذا تفعلون ؟!..
أجابته ايميلي : نصنع السيد ثلجة ..!
نظر إلينا ذلك الصغير ذو الشعر البني و العينين البنيتين فقالت لين و هي تشير إلي : هذا ريكايل صديقنا الجديد .. و الآخر هو اخوه لينك ؟!..
أومأ ريك سلباً : لا .. أنا ريكايل .. وهو لينك ؟!..
بدا عليها الاستغراب : هل هناك فرق ؟!..
ابتسم لها بهدوء : بالتأكيد صغيرتي .. فأنا شخص وهو شخص آخر ..!
- لكنكما تبدوان كشخص واحد ..!
- نحن متشابهان بالمظهر فقط ..!
- لكني لا اعرف ايكما ريكايل ؟!..
ربت على رأس أخي عندها وأنا أقول بابتسامة و اشير إلى وجهه : أنظري .. إن لريكايل جبين .. أليس كذلك ؟!!..
أومأت إيجاباً فأشرت لوجهي عندها : و لينك ليس لديه جبين ..!
هتفت بسعادة : فهمت ..!
نظر أخي للفتى الجديد : تعال و انظم إلينا .. ما اسمك ؟!..
- آركيف .. و أنا أعيش في الطابق الثاني ..!
يبدو أن من أصول التعارف هنا أن تذكر الدور الذي تعيش به !!.. فقد لاحظت أن الجميع يذكر هذا في أي لقاء تعارف !!..
وقفت عندها و أنا أقول : ريك سأعود للشقة الآن .. لا تتأخر فلا زال لديك الكثير لتسترجعه قبل موعد العشاء ..!
أومأ موافقاً عندها بضجر : اعلم هذا .. سأستذكر الرياضيات ..!
ابتسمت بهدوء : ما باليد حيله .. إنها فرصتك الوحيدة إن كنت تريد الدراسة هذه السنة ..!
تنهد بتعب عندها : اتمنى أن يسير الأمر على خير ..!
نظرت إلى ساعتي لأجد أنها تشير للسابعة .. و حين نظرت لموقف السيارات رأيت سيارة هاري هناك ..!
هذا يعني أنه سيتولى أمر ابرة أخته الآن ..!
رغم ذلك ودعت الأطفال و صعدت للأعلى ..!
دخلت إلى الشقة ليستقبلني صوت شجار ما ..!
- قلت لك تعالي الآن .. لا داعي لأن تكوني عنيدة هكذا ..!
- و أنا قلت أني لن أتحرك من هنا مهما حدث !!..
- و ماذا عن ابرتك ؟!..
- لا داعي لأخذها !!..
- لا أعلم متى ستفهمين بأنك لن تسطيعي أن تحافظي على توازنك بدونها !!..
- قل ما تشاء .. أنا لن أتحرك من هذا المكان ..!
تنهدت بتعب و أنا استمع لشجار هاري و كيت الصادر من غرفة الجلوس ..!
دخلت عندها لأرى تلك الفتاة تجلس على أريكتها بلا اهتمام بينما شقيقها الأكبر يقف أمامها و الغضب بادٍ عليه بينما خالتي تقف قرب الباب ..!
نظرت إليهما بهدوء : ما الذي يجري ؟!..
التفت هاري ناحيتي و قد تغيرت ملامحه إلى الهدوء و هو يقول : هذه العنيدة ترفض أن تأتي معي للمنزل لتأخذ ابرتها ..!
نظرت إليها عندها : كيت .. ألا بأس لديك بأخذها هنا ؟!..
أومأت إيجاباً مما أدهش هاري الذي ارتفع منسوب غضبه : أتمزحين ؟!!.. لا تتصرفي و كأن هذا منزلك كي تفعلي ما تشائي فيه !!.. هيا تعالي معي حالاً ..!
صرخت هي الأخرى بغضب : لن آتي معك الآن مهما فعلت !!..
تقدمت ناحية هاري حينها : لما أنت غاضب ؟!.. المهم أنها وافقت على أخذ الإبرة و ليس مهم المكان ..!
نظر إلي باحتجاج : إن تركتها تفعل ما تشاء فتتجاوز حدودها ..!
- لكن الأولوية الآن لأخذها الابرة .. ثم لا مشكلة لدي ببقائها هنا ..!
- الأمر ليس كما تعتقد لينك .. عليها أن تفهم أن لكل منزل خصوصياته و أنه لا يمكنها البقاء هنا طيلة اليوم و كأنها بلا منزل ..!
- طبيعي أن لا تبقى في المنزل وحدها .. ثم أن الشقتين متجاورتين و كالمنزل الواحد ..! غير أني و ريك لا نمانع وجودها إطلاقاً ..!
أيدتني خالتي فوراً وهي تقول بقلق : هذا صحيح دكتور ليبيرت .. ما رأيته أنها لم تسبب لهما أي مشكلة .. لذا لا تقلق بهذا الشأن فهم كالأصدقاء تماماً ..! المهم الآن ان تأخذ أبرتها ..!
نظر إلينا باستياء : هل تحرضانها علي ؟!..
أومأت سلباً و أنا أقول بجد : ليس الأمر كذلك .. لكن لا داعي لهذا الغضب الذي لن يحل شيئاً .. أنت تعلم أنها عنيدة لذا لا يجب أن يكون كلاكما عنيداً ..! على أحدكما أن يتنازل قليلاً ..!
نظر إليها بغضب : و أنا لن أكون من يتنازل دوماً ..!
يا إلهي .. لا يمكن أن يستمع لي إطلاقاً !!.. واضح أن شقيقته هذه قد أخرجته من طوره !!.. و ما يزيد الطين بله أنها لا تبدي أي اهتمام بغضبه و لا بالموضوع باسره ..!
لم أكن أنا من تكلم عندها بل ميراي التي قال بهدوء : دكتور ليبيرت .. يبدو أنك غاضب الآن لذا الأفضل أن تأخذ قسطاً من الراحة و أن تعطيها ابرتها .. سأعد لكم الشاي كي تريحوا اعصابكم ..!
تنهد بتعب وهو يقول : شكراً لك آنسة ستيوارت ..!
عاد ينظر لكيت عندها : حسناً الآن .. اتبعيني للمطبخ كي اعطيك ابرتك ..!
- لن أفعل !!..
نظر إليها بصدمة و لم يلبث أن صرخ غاضباً : أتمزحين معي ؟!..
هذه المرة صرخة هي : لا أريدك أنت !!.. لينك هو من سيعطيني ابرتي !!!!!!!!!..
.
.
.
صدمة !!..
.
.
.
هذه الفتاة مجنونة بكل تأكيد !!!..
لما أنا ؟!!.. لما فجأة تفضلني على أخيها ؟!.. رغم أني لا أعرفها إلا منذ يومين فقط !!..
بدا أن هاري غضب أيضاً !!.. هو غاضب من الأساس لكنه الآن سينفجر من الغضب !!!..
و حتى لا يعمل كارثة هنا سار مغادراً بغضب : أفعلي ما تشائين !!..
لم أعلم ماذا أفعل ؟!!.. هل علي أن أسرع خلف هاري و اعتذر منه ؟!.. أم علي أن أتحدث لهذه المجنونة و أفهم ما علتها ؟!..
نظرت لساعتي لأجد انها تشير للسابعة و خمس دقائق لذا تنهدت بتعب : حسناً .. هي اتبعيني للمطبخ كي أعطيك ابرتك ..!
.................................................. ............
رد مع اقتباس