عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-04-2016, 01:15 AM
 
.











سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ..... وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ

سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها ..... وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ

فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها ..... بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ

فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ ..... وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ

وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ ..... وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ

فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟ ..... وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ

لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ ..... وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ

فَمَ ا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا ..... شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجاب

كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه ..... وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ

ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ..... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ

لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ..... ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ

فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ ..... وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ




~•








كانَ الربيعُ الحُيُّ روحاً، حالماً ..... غضَّ الشَّبابِ، مُعَطَّرَ الجلبابِ
يمشي على الدنيا، بفكرة شاعرٍ ..... ويطوفها، في موكبٍ خلاَّبِ
والأُفقُ يملأه الحنانُ، كأنه ..... قلبُ الوجود المنتِجِ الوهابِ
والكون من طهرِ الحياة كأنما ..... هُوَ معبدٌ، والغابُ كالمحرابِ
والشّاعرُ الشَّحْرورُ يَرْقُصُ، مُنشداً ..... للشمس، فوقَ الوردِ والأعشابِ
شعْرَ السَّعادة والسَّلامِ، ونفسهُ ..... سَكْرَى بسِحْر العالَم الخلاّبِ
ورآه ثعبانُ الجبالِ، فغمَّه ..... ما فيه من مَرَحٍ، وفيْضِ شبابِ
وانقضّ، مضْطَغِناً عليه، كأنَّه ..... سَوْطُ القضاءِ، ولعنة الأربابِ
بُغتَ الشقيُّ، فصاح من هول القضا ..... متلفِّتاً للصائل المُنتابِ
وتَدَفَّق المسكين يصرخُ ثائراً: ..... «ماذا جنيتُ أنا فَحُقَّ عِقابي؟»
لاشيءِ، إلا أنني متغزلٌ ..... بالكائنات، مغرِّدٌ في غابي
«أَلْقَى من الدّنيا حناناً طاهراً ..... وأَبُثُّها نَجْوَى المحبِّ الصّابي»
« أَيُعَدُّ هذا في الوجود جريمة ً؟! ..... أينَ العدالة يا رفاقَ شبابي؟»
«لا أين؟، فالشَّرْعُ المقدّسُ ههنا ..... رأيُ القويِّ، وفكرة الغَلاّبِ! »
«وَسَعَادة ُ الضَّعفاءِ جُرْمُ..، ما لَهُ ..... عند القويِّ سوى أشدِّ عِقَاب! »
ولتشهد- الدنيا التي غَنَّيْتَه ..... حُلْمَ الشَّبابِ، وَرَوعة الإعجابِ
«أنَّ السَّلاَمَ حَقِيقة ٌ، مَكْذُوبة ٌ ..... والعَدْلَ فَلْسَفَة اللّهيبِ الخابي»
«لا عَدْلَ، إلا إنْ تعَادَلَتِ القوَى ..... وتَصَادَمَ الإرهابُ بالإرهاب»
فتَبَسَّمّ الثعبانُ بسمة َ هازئٍ ..... وأجاب في سَمْتٍ، وفرطِ كِذَابِ:
«يا أيُّها الغِرُّ المثرثِرُ، إنَّني ..... أرثِي لثورة جَهْلكَ الثلاّبِ»
والغِرُّ يعذره الحكيمُ إذا طغى ..... جهلُ الصَّبا في قلبه الوثّابِ
فاكبح عواطفكَ الجوامحَ، إنها ..... شَرَدَتْ بلُبِّكَ، واستمعْ لخطابي»
أنِّي إلهٌ، طاَلَما عَبَدَ الورى ..... ظلِّي، وخافوا لعنَتي وعقابي»
وتقدَّوموا لِي بالضحايا منهمُ ..... فَرحينَ، شأنَ العَابدِ الأوّابِ»
«وَسَعَادة ُ النَّفسِ التَّقيَّة أنّها ..... يوماً تكونُ ضحيَّة الأَربابِ»
«فتصيرُ في رُوح الألوهة بضعة ً، ..... قُدُسيةٌ،خلصت من الأَوشابِ
أفلا يسرُّكَ أن تكون ضحيَّتي ..... فتحُلَّ في لحمي وفي أعصابي»
وتكون عزماً في دمي، وتوهَّجاً ..... في ناظريَّ، وحدَّة في نابي
«وتذوبَ في رُوحِي التي لا تنتهي ..... وتصيرَ بَعَض ألوهتي وشبابي..؟
إني أردتُ لك الخلودَ، مؤلَّهاً ..... في روحي الباقي على الأحقابِ..
فَكِّرْ، لتدركَ ما أريدُ، وإنّه ..... أسمى من العيش القَصيرِ النَّابي»
فأجابه الشحرورُ ، في غُصً الرَّدى ..... والموتُ يخنقه: «إليكَ جوابي»
لا رأي للحقِّ الضعيف، ولا صدّى ، ..... الرَّأيُ، رأيُ القاهر الغلاّبِ
»فافعلْ مشيئَتكَ التي قد شئتَها ..... وارحم جلالَكَ من سماع خطابي
وكذاك تتَّخَذُ المَظَالمُ منطقاً ..... عذباً لتخفي سَوءَةَ الآرابِ





برب الرّجاء عدم الرّد
•~



•~ سألتُ الدَّياجي عن أماني شبيبَتي
فَقَالَتْ: «تَرَامَتْهَا الرِّياحُ الجَوَائِبُ»

وَلَمَّا سَأَلْتُ الرِّيحَ عَنْها أَجَابَنِي:
"تلقَّفها سَيْلُ القَضا، والنَّوائبُ

فصارَت عفاءً، واضمحلَّت كذرَّة ٍ
عَلى الشَّاطِىء المَحْمُومِ، وَالمَوْجُ صَاخِبُ» •~


.




رد مع اقتباس