عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-04-2016, 09:24 AM
 


قـطــر - في أحد المنــازل الفخمـة :

حالما دقت عقارب الساعة لتعلن تمام 8 .. جلس الجميع في انتظام

حول مـائدة الطعام لوجبة العشاء في انتظار كبير الأسرة ،

إلا
أنه لم يأتِ مُتعمداً فطال الانتظار .. نظرت الأم لأكبر ابنائِها تحثهُ

على إلقاء نظرة على والده .. فذهب إليه في مكتبه حيث كان

في
حالة استياء تام مُديراً ظهره نحو نافذته .. أوضح حُنجرته قبل

أن يسير بخطواتٍ رتيبة إلى والده " أبي
.. إن العشاء جاهر

والجميع ينتظرك"

"لا رغبة لي في الأكل " أتاه الرد آلياً

" أبي لمــا تفعل ذلك ؟هل أغضبتك في شيء؟ "

سحب الأب نفساً عميقاً قبل أن يجيب وكأنه يرتب أفكاره ليعرضها

بصورة أفضل "يوسـف ،
ما الذي يعجبك في تلك المرأة

باختصار؟"

"منْ تلك المرأة ؟ " استفسر يوسف ببراءة فأثار حُنق والده

"أهنالك
غيرها .. تلك الأجنبية المسماة بــساندي"

"ساندرا " أعلن يوسف مُصححاً ثم أكمل حديثه"إذن ، موضوع

خطيبتي ما يزعجك ؟..أبي لماذا تكرهها ؟"

" ليس لدي ضغينةٍ ضدها يا بني!..أنا فقط قلق عليك .. أخشى أن

تتزوج بك غدا ثم لا تعجبها بيئتنا فتهجرك كما فعلت أمها مع

زوجها "

"أبي أنت تُسئ لوالدتها ! .. هي لم تهجر زوجها بل طالبته

بالطلاق لسبب خاص بينهما كما أن وضع ساندرا مختلف هي

مُسلمه وتربت هنا لذا لن تكون مثلها "

تذمر الأب لدى دفاع ابنه لهم "هل أصبحت محامي الدفاع لوالدتها

أيضاً ، لقد قلت الحق ! على كلٍ الابنة من أمها و الدليل على ذلك

أنهـا تخلت عنك من أجل مهنتها بل و تركت لك الخيار ما إن أحببت

بفسخ الخطوبة أو أن تنتظرها .. بينما تريدني أن أراك ضائعاً هكذا

و لا أفعل شيئا أليس كذلك !"

مس والده الوتر الحساس به فأجاب مقتضباً "أبي لقد شرحت لي

الأمر و أنا تفهمت رغبتها وتركت لها الخيار أيضاً ، فلمـا أنت

مُستاء ؟.. هل أنت حقاً قلق علي أم أنك تُـريدني لابنة عمي هند

لأنك ترتاح لها "

أصبح وجه والده محمراً من شدة الغضب علامةٍ على أصابته

للهدف بدقة ولكنه سرعان ما تحكم بأعصابه وقال
له بهدوء "

عندما تعود لرشدك تعال وتحدث معي ، أما الآن فليس لدي وقت

أضيعه معك ..
اذهب وتناول عشاءك مع أسرتك ! "

تفْهّم يوسف رغبة أبيه لمعرفته أنه قد تمادى في حقه ولكن الأمر

كان واضحاً كالشمس ، هو لن يحب خطيبته و لن يرضى بها

بسهولـة طالما تحمل العِرق الأمريكي في دمـها ! ، ذهب مُتحسراً

لأمه ، فأخبرهم هو الآخر بفقده لشهيته ثم صعد لغرفته .. جلس

على حـافة فِراشـه يقلب أفكاره .. "هل كنت حكيمـاً بقراري بتركها

تذهب مع علمي بأنها ستعاني الكثير في سبيل تحقيق هدفها ؟"

تساءل بحيّـره ، "هل كان عليّ أن أستفزّهـا لأردعها عن قرارها

؟" إلا أن السؤال الذي لم يعرف إجـابته و أزعجه جداً .. ماذا تعني

له ساندرا .. مجرد خطيبه أم أكثر من ذلك ؟ زفر بضيق و أطفأ

الأنوار ثم أختبئ تحت أغطيته علّه ينـام ويشفق عليه سلطان النوم !