عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 07-08-2016, 06:08 AM
 
لم يأتي ليو إلينا طيلة ذلك اليوم و كأنه يريد تجنب لقائي ..!
صباح اليوم التالي كنت قد استيقظت مبكراً جداً لذا بدلت ملابسي و تناولت افطاري قبل ان يستيقظ ريك حتى ..!
في النهاية ايقظته و اخبرته بأني سأسبقه للمدرسة بنية التجول قليلاً قبل الوصول إليها ..!
فتحت الباب لأخرج فرأيت كيت أمامي بزيها المدرسي التنورة الوحيدة لديها ..!
ابتسمت لها : صباح الخير ..!
بدا عليها التعجب : أنت مبكر اليوم ..!
انها حتى لا ترد التحية !!.. تلك الفتاة : أجل .. من الجيد أنك أتيت قبل ان أخرج .. أتريدين أن انتظر حتى اعطيك ابرتك ؟!..
- هل انت مستعجل ؟!..
- لا .. لكني فكرت بالتجول قليلاً قبل الخروج للمدرسة ..!
- حسناً ..!
بدا عليها العبوس و كأنها غير مقتنعة : يمكنك الذهاب .. سيعطيني اياها هاري ..!
ربت على رأسها : فتاة جيدة ..!
لكنها ابعدت يدي ببرود : صحيح أني قصيرة لكني لست طفلة لتعاملني هكذا ..!
ضحكت بخفة عليها فهي تبدو لطيفة بملابس المدرسة أكثر من أي شيء آخر فلونها حيوي بغض النظر عن كونها تنورة .. إنها مخالفة لكل ملابس كيت الأخرى التي تبدو كملابس الصبية ..!
دخلت هي بينما سرت أنا لأنزل الدرج .. كان هاري قد خرج من شقته فأخبرته بأني سأذهب و أن كيت وافقت على السماح له بإعطائها الإبرة عوضاً عني ..!
نزلت الدرج دون ان التقي احداً فيبدو أن الجميع قد استيقظوا للتو فقط فالساعة تشير إلى السادسة الآن ..!
لكن .. حين خرجت للساحة رأيت شخصين أحدهما يجلس على مقعد من المقاعد الطويلة بجانب ساحة اللعب و الآخر يقف أمامه ..!
الأول كان ذلك الأحمق ليو الذي ربط رأسه بضماد أبيض و على يده اليسرى جبيرة من وسط اليد حتى اسفل المعصم بقليل ..!
بينما كان من أمامه أخوه الأصغر لوسيان و الذي كان يقول بانزعاج : ليو الجو بارد هنا .. لندخل .. و ماما تقول اصعد لتناول الفطور الآن ..!
بغضب صرخ في وجه أخيه : أذهب منها و لا شأن لك بي ..!
بدا ان لوسيان على وشك البكاء لذا تقدمت أنا و حاولت ان اكون هادئاً : لما انت غاضب منه ؟!..
التفت الأثنان ناحيتي لكن ذلك الأهوج لم يلبث أن أوشح بوجهه باستياء : لا شأن لك بي .. و لا شأن له هو أيضاً ..!
يجب علي أن أجد طريقة لأقنعه بوجهة نظري .. و الأهم هو أن احدثه بهدوء : صحيح أنه لا شأن لي .. لكن هو له شأن فأنت أخوه الكبير ..!
نظر إلي بانزعاج : لا أريد أن أكون أخاً له ..!
- أردت أن لم ترد .. هذا لن يغير أنه اخوك و جزء من اسرتك ..! امك أيضاً جزء من اسرتك .. و مهما فعلت و قلت انت تعلم بأنك ملزم بها .. و عليك المحافظة على التزاماتك ..!
- هي كونت لها اسرةً خاصة .. لذا لا شأن لها بي .!.
- حتى لو صارت لها اسرة جديدة فأنت تبقى فرداً من اسرتها طالما هي لم تطردك ..! الأمر ذاته بالنسبة لوالده ..!
- أنت لا تفهم شيئاً ..! كل منهما شكل أسرة له دون أن يهتما لي ..!
- ليس الأمر كما تظن ..! هما انفصلا و من الطبيعي أن يبحثا عن شريك آخر بعد أن تركا الشريك الأول .. إنها سنة الحياة ..! كما أن كلاهما يحبك وهو مهتم لأمرك لذا لا يجوز لك أن تتذمر ..! اعلم أن انفصال والديك غلطة أمك .. لكن اعتبرها زلة و انسى الأمر ..!
- تلك الزلة دمرت حياتي !!..
- أعلم .. لكنك الآن تدمر حياة والدتك يومياً بإزعاجها بهذه الطريقة !!.. لن يستفيد أحدكما شيئاً فأنت لن تشفي غيضك و هي لن تعيد الأمور إلى مجراها فيستحيل أن تعيد الخطأ نفسها و تنفصل عن زوجها ثم تفصل أباك عن زوجته و يتزوجان من جديد .. ذلك مستحيل !!!..
صمت لوقت طويل ثم قال : و ماذا يفترض بي أن أفعل إذاً ؟!..
جلست بجواره و أنا أقول : كل ما عليك فعله هو ان تبحث عن طريقةً أخرى غير ازعاج أمك ..! طريقة تجعلك تعيش براحة و تكون أمك و كذلك والدك مرتاحين أيضاً ..!
بانزعاج قال : أتمزح معي ؟!.. كيف اغير طريقة عيشي ..! الخيار الوحيد هو ان اعيش مع أبي ..! و هذا ما لا أريده أيضاً ..!
ابتسمت له : حسناً .. اتخذ خطوة أخرى جريئة حتى لو كانت صعبة .. المهم أن ترتاح في النهاية .. و عليك أن تراعي أن لا تكون مزعجة لمن حولك و إلا فإنك ستندم طويلاً ..!
- لم أفهم ..!
- اسمع .. لقد حدث لي منذ فترة أمر مشابه .. اضطررت لتغير مسار حياتي .. و كان أمامي خياران .. خيار مزعج لي و لكل من حولي لكن وراءه فوائد و هو كالعيش مع أبيك بالنسبة لك الآن .. و خيار صعب جداً بالنسبة لي لكنه الحل الأمثل و هو كالخطوة التي يجب أن تتخذها .. في النهاية اخترت الخيار الصعب وأنا سعيد به الآن ..!
أجل .. بعد أن فقدت ثروتي و اردت أن أغير حياتي .. كنت أمام خيارين أولهما الزواج من تلك الشيطانة روز و الآخر هو العيش حياة بسيطة صعبة بالنسبة لمن عاشوا حياتهم مترفين مثلي ..!
صحيح أن الخيار الثاني كان صعباً .. لكن ها أنا أعيش مرتاحاً به ..!
فلو تزوجت بروزا لكنت الآن أصحوا على قلق و أنام على هم ..!
تنهد بضجر حينها : سأفكر في كلامك .. مع أني لست واثقاً ..!
وقفت عندها و أنا أقول : أذاً حتى تجد الخيار المناسب تابع حياتك بشكل اعتيادي دون أن تزعج أمك ففي النهاية هي والدتك التي تحملتك طويلاً ..! أنا ذاهب ..!
قلت هذه الكلمات و تركته بعدها و انا اسير بهدوء ناحية مدرستي و أرجو له أن يجد الطريق الذي يناسبه و يناسب الجميع كذلك ..!
................................................
ممرات المدرسة كانت فارغة تماماً فلم يصل سوى قليل من الطلاب و معظمهم في صفوفهم الآن أو في الساحة الخارجية ..!
خرجت من صفي بعد ان تركت حقيبتي هناك و قد اكتشفت أني اول من وصل ..!
لم اسر خطوتين حتى رأيت ذات الشعر الأحمر و العينين الفيروزيتين الفريدتين تنظر من نافذة الدور الثاني إلى الساحة الخارجية ..!
تقدمت منها : صباح الخير ..!
شهقت بفزع و التفت بسرعة و كأني فاجأتها مما اثار تعجبي : عذراً .. هل أخفتك ؟!..
بقيت تنظر إلي للحظات قبل أن تقول بتردد : لا .. كنت شاردة الذهن فقط ..! صباح النور ..!
صمتنا للحظات قبل أن أقول : أتعلمين ؟!.. لديك عينان فريدتان ..!
توردت وجناتها وهي تقول بابتسامة صغيرة : شكراً لك ..! يقول أبي أني ورثتها من جدتي ..!
ابتسمت لها عندها : حقا ؟!.. لا شك أن جدتك جميلة أذاً ..!
بذات ابتسامتها و هدوئها : في الحقيقة أنا لم ألتقي بها فقد ماتت في شبابها حين كان ابي في مثل عمري الآن ..!
- هكذا إذاً .. آسف لهذا ..!
- لا عليك ..!
- حسناً .. دعيني أتذكر ..! أسمك ينار صحيح ؟!..
أومأت إيجاباً : أجل .. أعتقد أن اسمك كان لينك ..!
أجبتها بذات ابتسامتي : بلا .. جيد أنك لا تزالين تذكرينه ..!
- لقد عرفتني إليك سام .. لذا لا أزال أذكرك جيداً ..!
بدا انها ستقول شيئاً ولم تلبث أن أردفت : كان معك ولد آخر بالأمس ..!
استفسرت بهدوء : تقصدين ريكايل ؟!..
تغيرت ملامحها للحظات وقد كان ذلك واضحاً لكنه لم يدم إلا ثواني حتى ابتسمت مجدداً : لست متأكدة من اسمه ..! اهو صديقك ؟!..
استغربت سؤالها فكل من يرانا يجزم بأننا أخوان : لا .. أنه أخي ..!
بدت عليها صدمة بسيطة بالأمر : آه .. حقاً ؟!.. انه يشبهك فعلاً .. لكن لم اتوقع أن يكون أخاك ..!
ان تصرفاتها باتت مريبة : أنه أخي التوأم ..! أتعرفينه من قبل ؟!.. بدا لي انه التقى بك في مكان ما ..!
بدا عليها التوتر وهي تقول : لا أعلم .. ربما نسيت الأمر ..!
قبل ان أقول شيئاً آخر رن هاتفها بأغنية لطيفة تعكس شخصيتها فأسرعت بإخراجه من جيبها و أجابت : أهلا يوجين ........... صباح النور ............ آه لقد تركتها لك على المكتب مع بقية الأوراق ............ أجل تفقدتها جميعاً .......... حسناً ........ سأكون عندك بعد لحظات ..!
أغلقت الهاتف عندها و قد علمت أنه يوجين الشيطان لا غيره فأنا لا أزال أذكر أنها مساعدته : سمعت أنك نائبة رئيس الطلبة ..!
أومأت إيجاباً بمرح : بلا ..!
- ألا تواجهين أي مشكلة بالأمر ؟!.. أقصد .. ألا يشغلك هذا عن امتحاناتك و أشياء أخرى ..!
- أطلاقاً ..! فالجميع في مجلس الطلبة يعمل بتعاون لأنهاء الأعمال في الموعد المحدد .. و يوجين يراعي ظروف الأعضاء بشأن الامتحانات لذا يعطينا الوقت الكافي للقيام بأعمالنا ..! رغم أننا نود حمل المزيد عنه فهو في سنة التخرج و لديه الكثير من الأمور ليقلق عليها ..!
يبدو أنني الوحيد الذي يرى الجانب المظلم من شخصية يوجين : حظاً موفقاً إذاً ..!
ابتسمت بهدوء : شكراً لك .. و الآن علي أن أذهب لغرفة المجلس ..!
في تلك اللحظة كانت تعيد هاتفها لجيبها وقد لحضت شيئاً غريباً به جعلني اتصنم في مكاني و أنا أراها تسير مبتعدة في طريقها ..!
هل أتخيل ؟!.. أم أن تلك الميدالية على هاتفها مألوفة لدي ؟!..
بلا .. انها تشبه الميدالية التي رأيتها مع ريكايل ..!
لست متأكداً إن كانت مطابقةً لها لكنني واثق انها تشبهها !!..
أيعقل أنها مصادفة ؟!.. أم أن هناك أمراً بين هذين الاثنين أجهله ؟!..
أيمكن أن رايل يخفي عن شيئاً بشأن ينار ؟!..
..............................................
كنا نجلس على السطح في وقت الاستراحة كالعادة و قد كان محور الحديث عن ريكايل و ماكس حين كانا يدرسان معاً ..!
علمت أن ماكس درس في تلك المدرسة الداخلية لثلاثة شهور فقط بسبب ظروف اسرية ..!
كان ريكايل يقول عندها و الجميع يستمع إليه بحماس : أقنعنا ماكس بصعود السطح و لا أعلم كيف وافقنا .. كنت أنا وهو و بيير فقط ..!
رفعت سام يدها عندها : من هو بيير ؟!..
أجابها بابتسامة : انه صديقنا الصغير .. في الحقيقة كان بيير أكثرنا خوفاً فهو على وشك البكاء فالصعود إلى هنا ممنوع و ستلاقينا عقوبة وخيمة لو علم أحدهم بذلك ..! لم يكن للسطح سور .. و مع ذلك كان ماكس يسير قرب الحافة متجاهلاً انه في الدور الرابع الآن ..!
نظر الجميع ناحية ماكس الذي ضحك بخفة وهو يقول : اعتقد أني لا اذكر المنظر الآن ..!
تابع ريك عندها : هبت رياح قوية و دفعت به إلى الحافة .. كاد يسقط لولا أني و بيير أسرعنا للامساك به ..!
بدا الخوف على ريا : هذا مرعب ..! ماذا لو كنت سقطت ماكس ..!
ضرب صدره بقبضته ليقول بغرور : سقطة من الدور الرابع لا تؤثر في اصحاب الأجساد الفولاذية مثلي ..!
بملل علق ايثن : لا أرى سوى جسد هزيل كورقة أمامي ..!
ضحكت سام بمرح عندها : كما هو متوقع من ماكس .. جيد أنك لم تمت و إلا لما كنت معنا الآن ..! بالمناسبة لما لم تذكر هذه القصة لنا من قبل ؟!..
اجاب ببساطة : لقد نسيتها حقاً .. لكني تذكرتها حين رأيت لينك ..!
امر إيجابي انه بدأ يناديني باسمي ..!
هنا نظر إلي ايثن بابتسامة : وأنت لينك .. ألم تصعد معهم ؟!..
نظرت اليه للحظات لاستوعب سؤاله لكنه لم يدخل دماغي إطلاقاً ..!
حتى قال ماكس و كأنه استدرك الأمر : صحيح .. لا أذكر أنه كان لك أخ ريكايل .. أنت لم تحدثني عنه .. كما أني لم أره كذلك ..!
شعرت بالتوتر عندها فقالت سام باستغراب : ألم تكن معهم لينك ؟!.. أين كنت أذاً طيلة ثلاثة اشهر ؟!..
كانوا جميعاً ينظرون إلي بتعجب .. حاولت ان أجد حجة فتذكرت ما قلته لإيثن مرةً حين سألني عن لغتي الانجليزية الجيدة : كنت .. كنت في أسكوتلندا !!..
نظروا إلي بتعجب بينما قال ريك عندها : أجل .. كان يعيش في ادنبره ..!
ازدادت حيرتهم فماكس هتف : ماذا تعني ؟!.. لما هو هناك و أنت في مكان آخر ؟!..
بدا رايل واثقاً وهو يقول : في الحقيقة .. بعد وفاة والدينا تولى اثنان من أقرباءنا رعايتنا ..! لينك ذهب مع احدهما لأسكوتلندا .. أما أنا فكنت في تلك المدرسة ..!
شهقوا سويةً في وقت واحد بينما سألت ريا بحزن : أهذا يعني .. أنكما لم تعيشا معاً ؟!..
حاولت أن أكون هادئاً و أنا اقول بابتسامة : ليس الأمر كذلك .. كنا نلتقي من فترة لأخرى و نتحدث بالهاتف معاً .. و بعد أن كبرنا و صرنا قادرين على تحمل المسؤولية قررنا ان نعيش سويةً ..!
في الحقيقة لم أرغب بإخبارهم عن شيء كهذا .. لكن وجدت نفسي مجبراً فجأة ..!
بدا عليهم التأثر حينها لكن سام بمرح هتفت : حسناً .. لنذهب لاحد محال الكعك و نحتفل !!..
باستنكار سأل ايثن : بماذا ؟!..
- أولاً بسلامة ماكس من السقطة .. و ثانياً بعودة لينك و ريكايل إلى بعضهما ..!
بدا الحماس يتوقد من ماكس أيضاً : اقتراح رائع سام !!.. أنت الأفضل ..! أذاً لنذهب لمحل الكعك بعد المدرسة .. ما رأيكم ؟!..
ابتسمت ريا بلطف : أنا موافقة ..!
ايثن ببساطة : ليكن .. أنا أيضاً موافق ..!
نظر إلي ريك عندها : ما رأيك ؟!..
ببساطة أجبته : لا بأس .. سأتصل بكيت و اخبرها أننا سنتأخر ..!
سألت سام باهتمام : كيت ؟!.. من هي ؟!..
اجابها ريك بابتسامة تحمل نوعاً من السخرية : جارتنا الصغيرة .. و لينك يعتني بها ..!
بدت عليهم الدهشة عندها و حملقوا بي في وقت واحد فهتفت : هيه توقفوا !!.. الأمر ليس كما تعتقدون ..! أنها ليست طفلة !!.. أنها في الثالثة عشر ..!
باستنكار سأل ماكس : تعتني بفتاة في الثالثة عشر ؟!.. لما ؟!..
تنهدت بضجر : كل ما في الأمر انها مصابة بالسكري و أنا أعطيها ابرتها لأن شقيقها يكون في العمل في ذلك الوقت .. لا أكثر و لا أقل ..!
ببساطة قالت ريا : لما لا تدعوها ؟!..
وضعت يدي على قلبي بفزع : مستحيل !!.. ستهلك بسبب الكعك !!..
لكن ريكايل عندها قال : لابأس لينك .. هي لم تأكله منذ يومين لقد راقبتها ..!
كنت متردداً بهذا الشأن لكنهم جميعاً ألحوا علي بدعوتها .. لذا لم أجد خياراً آخر ..!
و هكذا .. قررنا الذهاب لتناول الكعك بعد المدرسة ..!
.........................................
رد مع اقتباس