عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 07-08-2016, 06:09 AM
 
انتهى الدوام المدرسي على خير ..!
و ها نحن سويةً عند محطة الحافلات خارج الحي بانتظار كيت التي اتصلت بها فقبلت الدعوة على الفور ..!
لم تمر سوى لحظات حتى رأيتها تجري ناحيتنا بملابس المدرسة .. مذهل !!.. هي لم تغير ثيابها حتى !!..
وقفت بالقرب منا وهي تلهث فقلت بدهشة : غريب !!.. أنت لم تبدلي ثيابك !!..
نظرت إلي بعبوس و هي تكاد تبكي من غيضها : هاري دخل قبلي و أقفل الباب !!.. رفض أن يفتحه لذا جئت إلى هنا بثيابي هذه خشيت التأخير على موعد الحافلة ..!
كتمت ضحكتي عندها فهاري اخيراً استطاع جعلها ترضخ له ..!
لكنها عندها تمتمت بغيض : أقسم أنه سيدفع الثمن غالياً .. هو يعلم ما قد يلاقيه حين يقف في وجهي ..!
وقفت خلفها و ربت على كتفيها : حسناً .. دعي التفكير في الانتقام جانباً الآن ..! قدمي نفسك لأصدقائي ..!
كانوا ينظرون إليها بنوع من الذهول .. حيث سأل ايثن بتعجب : أمتأكد أنها ليست في العاشرة ؟!..
بدا عليها الغضب وهي تقول : اصمت يا ذا النظارات !!!.. صحيح أني قصيرة لكني لست طفلة !!..
تحولت ملامحهم للصدمة عندها و أول انطباع قد ظهر لديهم .. شرسة !!..
تنهدت بتعب عندها قبل أن أقول بملل : حسناً حسناً .. هذه كيت تتشرف بمعرفتكم ..! كيت .. سام و ريا و ايثن و ماكس .. انهم سعيدون بلقائك ..! انتهى !!!..
كتم رايل ضحكته بصعوبة بينما كانت كيت تتبادل نظرات شرسة مع ايثن و ماكس و كذلك سام .. أما ريا فقد كانت تبدو قلقة و متوترة من شحنة الجو السالبة هذه ..!
- سام .. لقد وصلت ..! جيد أن الحافلة لم تصل بعد ..!
التفت إلى الخلف حالاً لأرى تلك الفتاة ذات العيني الفيروزيتين قد وقفت وها هي تنظر إلينا .. أو بالتحديد إلى أحدنا بهدوء يخفي بعض القلق ..!
نظرت إلى رايل عندها لأرى أنه كان يبادلها ذات النظرة ..!
أنا واثق أن هناك شيئاً بين هذين الأثنين !!..
هتفت سام عندها بسعادة : أهلاً ينار .. سعيدة لأنك أتيت ..!
وقفت سام بقربنا و اشارت إلى رايل : لم أعرفك على .....!
قاطعتها فوراً بابتسامة مصطنعة : لقد تعرفت إليه في وقت سابق ..!
قطبت حاجبي مستنكراً .. تعرفت عليه ؟!.. متى ؟!.. أم أنها تحاول تجنب الحديث معه بأي طريقة !!..
قبل أن يقول احدهم شيئاً نظرت إلى كيت و ابتسمت : مرحباً ..! لدينا وجه جديد هنا ؟!..
لم ترد عليها كيت بل بقيت ترمقها بنبرة غريبة لم أفهمها ..!
اجابها ايثن بهدوء : أنها جارة لينك و ريكايل .. و هي كبيرة فلا تدعي منظرها يغرك ..!
كان يقول كلمته الأخيرة و هو ينظر لكيت بطرف عين بينما أوشحت بوجهها عنه غير مهتمة ..!
توقفت الحافلة عندها فركبنا جميعاً دون ادنا تعليق ..!
.................................................. .......
في ذلك المقهى كنا نجلس سويةً و أمام كلن منا قطعة كعك مع كأس عصير أو كوب قهوة ..!
كانت الطاولة مستطيلة الشكل على جانبيها كرسيان طويلان بحيث يجلس على كل منهما عدة أشخاص ..!
فقد كان ريك جالساً بجواره ماكس ثم كيت و أنا .. أمامنا سام و ايثن و بعده ريا و أمامي تلك المدعوة ينار ..!
علمت بأن ينار صديقتهم أيضاً منذ العام الماضي .. لكن و لأنها نائبة رئيس المجلس فهي لا تفرغ للجلوس معهم في المدرسة إلا قليلاً بينما تكون معهم دوماً خارج المدرسة ..!
كنت الاحظ عينيها التي تنظر إلى رايل كل برهة بهدوء ..! لم تتكلم إلا عندما يتم سؤالها ..!
ريا التي كانت بجوارها سألت ببعض القلق مع صوتها الهادئ : صحيح ينار .. ماذا حدث بشأن انتقالك من هذه المدرسة ..!
فوراً ردت سام من بعدها : أجل .. انت لم تخبرينا بآخر التفاصيل ..!
ابتسمت لهم بهدوء : اطمئنوا .. أنا لا أفكر بالانتقال هذه الفترة ..! صحيح أن والدي مصر لكني سأجد طريقة لإقناعه ببقاء حتى نهاية هذا العام على الأقل ..!
سألها ايثن بهدوء عندها : هل انتقلت للعيش عند والدك ؟!..
أومأت سلباً : ليس بعد .. ربما قريباً ..!
هناك الكثير من الحديث حول والد ينار الذي يبدو أنه يريد أن ينقلها لمدرسة أخرى لسبب يعلمه الجميع عداي .. عموماً لست مهتماً لذا لا أفكر بالسؤال ..!
رايل كان هادئاً للغاية أثناء حديثهم بل كان ينظر إلى كعكته بضجر دون أن يحرك قطعة منها ..!
هنا هتفت سام بحماس : لدي لعبة !!..
تلك الفتاة صاحبة أفكار جنونية : هاتي ما عندك ..!
هكذا اجابها ماكس فقالت : اسمعوا .. سنلعب جميعاً حجر ورق مقص .. و وحين يشترك فتى و فتاة بذات الإشارة سيكونان ثنائياً .. و المرحلة الأخرى سأخبركم عنها بعد هذه ..!
لم يبدو على احد الاعتراض لذا بحماس قالت فوراً : هيا .. حجر ورقة مقص ..!
مد الجميع يده في الحال و أنا كذلك .. اسرعت أنا أيضاً بمد يدي بوضعية الحجر لكنها اصطدمت بيد كيت مما بسطها لتكون ورقة : رائع .. لدينا اثنان هنا ..!
نظرت لأرى أن هناك ورقة أخرى معي .. بينما اربعة أحجار و مقصان ..!
نظرت إلى تلك الورقة لأرى أنها ريا وقد بدا الخجل و التوتر عليها : حسناً .. لدينا لينك و ريا في البداية ..! هيا لنعد الكرة .. و أذكركم .. فتى و فتاة ..!
انا لا أعلم حتى الآن ما الجنون الذي تخطط له هذه السام .. أرجوا أن لا يكون شيئاً فوق طاقتي ..!
بعد تكرار المحاولة أكثر من مرة انتهى التصنيف كالتالي .. كيت و ايثن .. ماكس و سام .. ريكايل و ينار ..!
الشريكان الأخيران لم يبديا أي تفاعل تجاه الموضوع .. و أقسم أنهما يتجاهلان بعضيهما عمداً !!..
هنا تابعت سام خطتها : حسناً .. المرحلة الثانية .. كل شريكين سيتنافسان في ذات اللعبة .. و الخاسر سيدفع ثمن الكعك عنه و عن شريكه ..! ما رأيكم ؟!..
كان الجميع مصدوماً بالأمر حتى هتف ايثن باعتراض : يستحيل !!.. لن أقبل أن تدفع فتاة عني ..!
وافقته القول بانفعال : صحيح .. انها اهانة في حق الرجل ..!
رفعت حاجبها بتهديد و ابتسامة شر : من يعترض .. سيحمل شريكه على ظهره إلى الحي سيراً على الأقدام ..!
بدا التوتر على ايثن و علي كذلك فأنا واثق انها تستطيع اجبارنا على هذا ..!
كان وجه ريا قد احمر واتضح عليه الفزع من الفكرة بينما لم تبدي كيت أي ردة فعل غير الاستمتاع بالكعكة بين يديها ..!
لذا لم يكن لدينا سوى الموافقة .. لذا بدأت مع ريا ..!
لقد اختارت الورقة منذ قليل ..!
- حجر ..!
ماذا ستختار الآن ؟!..
- ورقة ..!
يجب أن أخسر !!..
- مقص ..!
الحجر !!.. إذاً سأختار المقص !!..
من فوري مددت يدي بالمقص عندها لأصدم بها قد مدت يدها باسطة إياها مجدداً !!.. أتمزح معي ؟!!.. لقد اختارت الورقة من جديد ..!
هتف ماكس بسخرية : ضاعت رجولتك يا لينك !!.. ريا ستدفع الحساب ..!
لا أخفي عليكم أني اصبت بالإحباط !!.. و لأول مرة أحبط من فوز لي ..!
ايثن اختار الورقة بينما كيت قد اختارت المقص .. و بهذا الحساب عليه و قد أرضى ضميره ..!
أما سام فهي مضطرة لدفع الحساب عن ماكس الذي علق بسخرية : لو كنت أعلم أن الأمر سيؤول إلى هذا الحال لكنت قد اخذت كعكة أكبر ..!
نظرت إليه هي بحقد : كنت سأجعلك تدفع ضعفها مجبراً ..!
بالنسبة لينار و ريكايل فقد مد كلن من هما يده من بعيد بلا اهتمام .. ينار مقص و ريك ورقة .. و هكذا صار الحساب على أخي ..!
أأنا الوحيد الذي يلحظ تصرفاتهما المريبة ؟!..
نظرت لي كيت بعد أن انهت كعكتها : أريد العودة للبيت ..!
التفت ناحيتها بتعجب : ماذا ؟!.. لقد انهيت كعكة للتو فقط ..!
قطبت حاجبيها و بدا عليها الانزعاج : لم أعد استطيع البقاء في هذه الملابس أكثر .. يكفيني وقت المدرسة ..!
قبل أن أقول شيئاً وقف ريكايل وهو يقول : سأرافقك كيت .. فأنا أيضاً أرغب بالعودة ..!
بدا الاستغراب على الجميع حيث قال ايثن : لما لا تنتظر قليلاً و نعود سويةً ؟!..
ابتسم بهدوء عندها : لم انم جيداً البارحة و أشعر بالدوار .. أراكم غداً يا رفاق .. هيا بنا كيت ..!
وقفت هي الأخرى و سارت مبتعدة عن الطاولة .. و حين مر رايل بقربي قال : آه صحيح لينك .. حين يأتي النادل أدفع حسابي و حساب ينار ..!
قطبت حاجبي باستياء بسيط : ماذا ؟!.. هذا ليس عدلاً ..!
ربت على كتفي عندها : سأعيد لك نقودك حين تعود للبيت فلا تقلق .. و الآن إلى اللقاء ..!
و بالعفل سار مع كيت مغادرين ذلك المحل ..!
بقينا نحن الستة لوقت أطول و تحدثنا كثيراً في أمور منوعة .. و قد لحظت أن ينار بدت منفتحة أكثر و كأنها لم تكن مرتاحة بوجود رايل سابقاً ..!
أم أن هذا من بنات أفكاري و وساوسها ؟!..
بعد مضي الوقت وحين صارت الساعة تشير إلى الرابعة قررنا العودة لمنازلنا ..!
خرجنا من ذلك المحل و قد قالت سام بابتسامة : أنا سأذهب لرؤية جدتي قبل العودة للمنزل .. أراكم لاحقاً ..!
سلكة طريقاً مختلفاً عن طريقنا .. أيثن أيضاً قال : سأمر المكتبة العامة لاستعارة كتاب صدر هذا الأسبوع .. إلى اللقاء ..!
هو الآخر ذهب بحال سبيله وهكذا لم يبقى سوى أنا و الفتاتين ..!
لكن احد الهواتف رن عندها و قد كان هاتف ينار بنغمته اللطيفة و حين أخرجته من حقيبة المدرسة أجابت : مرحباً أبي ..!
كانت الميدالية لا تزال هناك .. أنها ذاتها التي مع ريكايل و أنا واثق من هذا ..! لكن الشريطة حول رقبة القطة حمراء هنا ..!
- آه أجل أبي ......... لم أوظب أغراضي بعد .. ربما مع مطلع الأسبوع القادم .. تأكد أن تجهز لي غرفة كبيرة ..!
قالت جملتها الأخيرة بابتسامة لطيفة و قد تابعت حديثها : اليوم ؟!....... أنا لم اعد للبيت بعد ...... لقد كنت مع اصدقائي نمرح قليلاً .......... حسناً سآتي إذاً فلا يمكنني ان افوت دعوةً منك ............ و أنا أحبك أيضاً ........ إلى اللقاء ..!
أغلقت الخط عندها و على وجهها ابتسامة مرتاحة مختلفة عن كل المشاعر التي كانت تحيط بها اليوم من هدوء و برود ..!
نظرت إلينا عندها : أعذراني .. والدي طلب مني الحضور لتناول العشاء معه لذا سأذهب الآن .. أراكما في المدرسة ..!
بالعفل سارت بعدها مبتعدةً عنا ..!
و هكذا اقتصر الأمر علي و على ريا فقررنا السير سويةً إلى محطة الحافلات ..!
بينما كنا نسير بهدوء انتبهت لمحل لطيف لزينة الفتيات بالقرب منا لذا التفت إلى ريا : هلا انتظرت قليلاً هنا ؟!..
أومأت موافقة فاتجهت ناحية ذلك المحل و دخلت .. كان مليئاً بالأشياء الجميلة من عقود و زينة للشعر و غيرها .. أن هذه الأشياء محبوبة كثيراً لدى الفتيات ..!
لقد كنت أرى آندي تشتري الكثير منها .. دايمن كان يختار لفلورا هدايا من محلات مشابهه و لكنها كانت محلات مشهورة و ذات اسعار خيالية ..!
اخذت انظر إلى تلك الأشياء المعروضة حتى وقفت فتاة بجانبي : هل اساعدك بشيء يا سيد ؟!..
التفت فرأيت تلك الفتاة التي يبدو أنها تعمل هنا : اريد شراء هدية صغيرة لأحدى الفتيات ..!
بدا عليها الحماس : أهي صديقتك ؟!..
أومأت سلباً بابتسامة : لا .. انها زميلة دراسة فقط .. لكنها ساعدتني عدة مرات و اريد أن أرد لها هذا ..!
بدا عليها التفهم لذا اشارت ناحية احد الرفوف : ما رأيك أن تأخذ لها زينة شعر ؟!.. أن محلنا مشهور في المنطقة بالأشكال المميزة ..!
زينة شعر ؟!.. أعتقد أنها هدية جميلة و مناسبة في الوقت ذاته ..!
عموماً ألقيت نظرةً على المجموعة فلفت نظري احدها حيث كان لطيفاً للغاية .. حيث كان عبارة عن ريشة كريشة الطير بلون أزرق فاتح و جميل تتداخل معه ألوان أخرى كالرمادي و الأسود عند طرفه يوجد شيء أشبه بالزغب بلون اسود جريء .. وهي تقريباً بحجم الأصبع ..!
نظرت إليه للحظات قبل أن أقول : أرى أن هذا مناسب ..!
بدا عليها الحماس وهي تقول : اختيار موفق .. لقد وصل صباح اليوم لكننا بعنا الكثير من القطع حتى الآن ..! أتريد واحدة ؟!..
- أجل من فضلك .. هلا غلفتها كهدية ؟!..
- لدينا حقائب صغيرة للهدايا فكما ترى معظم المبيعات تقدم كهدايا للأصدقاء ..!
- حسناً .. شكراً لك ..!
اشتريت زينة الشعر تلك و الذي وضعته لي في حقيبة قماشية جميلة مربوطة بشريطة من الساتان ..!
ابتسمت لي تلك الفتاة و قالت بأدب : شكراً لشرائك من محلنا .. نتمنى منك زيارتنا مرةً أخرى ..!
خرجت عندها و قد وجدت ريا تنتظرني بالفعل كما طلبت منها ..!
ابتسمت لها عندها : أرجوا أن لا أكون قد تأخرت ..!
اومأت سلباً بهدوء مما دعاني لأن ابتسم و أخرج تلك الهدية و امدها لها : هذه لك ..!
ظهرت عليها ملامح المفاجئة و قد تورد وجهها : لي ؟!..
أومأت ايجاباً : أجل .. لقد شاركتني الدونات في ذلك اليوم و دفعت الحساب عني اليوم ايضاً .. كما أني أخرتك عن منزلك مرة و سببت مشكلة بينك و بين أخيك ..! لذا فكرت أنه من الأفضل أن اقدم لك شكراً بالمقابل ..!
بدا عليها الاحراج : لكن .. من الصعب علي قبولها ..!
ابتسمت عندها فأنا أفهم لما هي خجولة هكذا : اعتبريها هدية من صديق .. أنت لن تردي هدية من ماكس أو أيثن .. انا مثلهما أيضاً ..! هيا الهدايا لا ترد ..!
توردت و جنتاها و قد أخذتها مني بهدوء و ظهر عليها شبح ابتسامة : شكراً لك .. يسرني قبولها ..!
اتسعت ابتسامتي عندها .. كم هي لطيفة هذه الفتاة ..! صحيح أنها توتر من معاملة الآخرين .. لكن كل من يعاملها يشعر بالراحة ..!
هناك هالة وردية من اللطف و البراءة تحيط بها ..! على عكس شقيقها الشيطان ذو الهالة الفاحمة !!..
- يا للمصادفة .. لم اتوقع رؤيتك في مكان كهذا ..!
تجمدت اثر سماعي لتلك الجملة .. أو بالأحرى لذلك الصوت !!..


[/color]
رد مع اقتباس