عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 07-08-2016, 06:11 AM
 
[ceمنذ زمن لم أسمعه .. و لا أخفيكم سراً أني كنت اشعر بالشوق و الحنين أليه ..!
رغم تلك النبرة الجافة فيه منذ قليل .. لكن مسألة أنه صوتها يكفيني و يغنيني عن كل شيء ..!
التفت في الحال .. و كما توقعت كانت هي لا غير ..!
ترتدي بنطال جينز و كنزة ثقيلة بيضاء مع معطف ترابي يصل إلى منتصف فخذها ..!
بلا شعور ابتسمت : مـ .. ميشيل ..!
أجل .. كانت ميشيل أمامي أخيراً .. لقد مضى زمن على لقائنا الأخير ..!
لكنها في هذه اللحظة .. لم تبادلني الابتسامة بل قالت ببرود : أتمارس ألعابك في منتصف الطريق هكذا ..!
اتسعت عيناي أثر جملتها و قد أيقنت أنها رأت ما اعطيته لريا للتو و بسرعة هتفت : ليس الأمر كما تظنين !!.. لقد فهمت الأمر خطأً ..!
ابتسمت عندها ابتسامة ملؤها السخرية : اطمئن .. لم أفهم الأمر خطأً كما تعتقد ..! أنت هكذا دوماً لينك ..! لم تتغير أطلاقاً ..! لا تزال ناكراً لوعودك ..!
وعود ؟!.. أتعتقد أني نكرت وعد الخاتم الذي وعدتها به في لقائنا الأخير !!..
بسرعة قلت : ذلك أمر آخر .. أنه مختلف تماماً ..!
لكنها عندها ببرود و جفاء قالت : اطمئن .. أنا لن أبكي من أجلك مجدداً ..! عموماً حين قبلت بوعدك في المرة الماضية لم أعقد أي آمال بشأن أنك ستحققه ..! فأنا أعلم أنك لا تصبر على أي عهد تقطعه !!..
لم أجد ما أرد عليها به فقد أخرستني تماماً .. كما أني أخشى أن انطق بشيء أمام ريا يكشف هويتي ..!
لذا لم أجد إلا أن أوشحت بوجهي بانزعاج بينما نظرت هي إلى ريا و ابتسمت بهدوء : يا آنسة .. لو حصل أمر ما فلا تبكي من أجله ..! لأن البكاء من أجله أمر قد تدمنين عليه و لن يسبب لك غير الألم و البرود و في النهاية سيجعلك تكرهينه تماماً ..!
بدا على ريا التوتر من كلام ميشيل حتى أن القلق كان واضحاً على ملامحها ..!
نظرت عندها إلى ميشيل و بنوع من الاستياء قلت : بعد مضي كل هذا الوقت على لقائنا الأخير .. أليس لديك اسلوب أفضل في المعاملة ؟!..
بذات البرود قالت : في لقاءنا الأخير وعدتي بأمر .. و حين رأيتك مجدداً بعد فترة رأيت أنك نقضت الوعد ..! كيف تريدني أن أقابلك أذاً ؟!..
- ميشيل ..! أنها زميلة دراسة فقط ..!
- أجل أعلم .. أستطيع أن أرى زيكما المدرسي الموحد ..! و استطيع ان استنتج أيضاً أنكما تجولتما بعد مغادرة المدرسة و استمعتما قليلاً و حان الوقت للعودة للمنزل سوية بعد شراء الهدايا ..! و ربما تشابك الأيدي سيجعل الأمر مثالياً أكثر ..!
بلا شعور هتفت بغضب : توقفي عن هذا !!.. أنت لا تعرفين الحقيقة إذاً لا يحق لك الاعتراض ..!
لكنها أوشحت بوجهها عني عندها : أنا لا أعترض ..! كل ما اريده منك أن توقف سلسلة وعودك الكاذبة التي اكتفيت منها و أن تتركني وشأني .. فقط ..!
سارت بعدها متابعة طريقها بين الناس .. حتى اختفت من أمامي ..!
هل سيستمر هذا للأبد ؟!.. أيعقل أنها ستكرهني للأبد ..!
لا يحق لي أن أعترض .. فأنا السبب في هذا كله ..!
- لينك ؟!..
التفت حينها إلى ريا التي بدا القلق عليها و كذلك التوتر و قد ابعدت وجهها عني : آه .. في الحقيقة ..! تلك الفتاة ..!
لم تكمل و كأنها لا تعلم ما تقول .. و لكن من الواضح أنها تتساءل عن ميشيل و ما علاقتها بي ..!
لم أجد لحظتها إلا أن ابتسمت بسخرية على نفسي : ريا .. قلتي لي مرة أني لطيف ..!
نظرت إلي باستغراب فأبعدت وجهي عنها و قلت بذات النبرة : في الحقيقة .. أنا لست كذلك ..! و تلك الفتاة أكبر دليل على هذا ..!
- لا !!.. هذا ليس صحيحاً ..!
التفت بسرعة ناحيتها متفاجئاً من انفعالها بينما تابعت هي بسرعة و بقلق و كأنها لا تشعر بنفسها : أنت لست شخصاً سيئاً لينك !!.. أنا واثقة من هذا !!.. لا أعلم ما الذي حصل بينك و بين تلك الفتاة لكن يبدو أنها فهمتك خطأً !!.. أنت قلت ذلك بنفسك ..! لذا أنا لا استطيع الحكم عليك من كلامها !!.. كما أني و الجميع أيضاً نرى أنك شخص طيب و لطيف .. لذا .. لذا ..!
بدا أن الكلمات ضاعت منها و قد دمعت عيناها ..!
ما بها ؟!.. أنا مدهوش بالفعل من انفعالها هكذا !!..
ما هذا الشعور الذي احاط بي ؟!.. شعور غريب ..! و كأني سعيد بكلامها ..! للمرة الأولى أشعر هكذا ..!
ابتسمت لا شعورياً .. ابتسامة شكر عميقه : شكراً .. لثقتكم بي ..!
توردت وجنتاها عندها و عادت لهدوئها ..!
فتاة جديدة تظهر في حياتي ..!
ميشيل .. جوليا .. ليديا .. كيت .. ميراي .. و الآن ريا ..!
فأي دور ستؤديه يا ترى ؟!..
............................................
ها أنا أخيراً وصلت للمنزل بعد أن أوصلت ريا لمنزلها .. و ما إن دخلت من باب العمارة حتى لفت نظري شيء غريب ..!
سيارة هاري التي كانت مركونة بين القليل من السيارات كانت محاطة بعدد من الرجال الثلجيين الصغار ..!
و أمامها على مسافة تقف تلك الفتاة الصبيانية وهي ترتدي بنطال جينز و كنزة رمادية ثقيلة مع معطف قطني أسود كلون شعرها و في يدها شيء ما ..!
في تلك اللحظة اتخذت وضعية رامي البيسبول و هي تقول بغضب و بصوت مرتفع : هذا جزاء ازعاجي !!..
رمت ما بيدها و الذي كان عبارة عن حجر كبير لزجاجة السيارة الأمامية مما أدى إلى اختراقها تماماً مع تحطم كبير فيها !!!..
لقد اخرستني الصدمة بينما أطلقت السيارة صفيراً عالياً كي ينتبه صاحبها لهذا كنظام انذار و حماية ..!
نظرت للأعلى تلقائياً و لحظتها أطل هاري الذي خرج من شقته الآن برأسه من الأعلى مفزوعاً و لم يلبث أن صرخ : مستحيل !!!..
نظر ناحية شقيقته الصغرى و قد علم أنها السبب : كيت أيتها اللـ !!!.. كيف تجرئين ؟!!..
صرخت هي الأخرى كي يسمعها : أنت تستحق هذا أيها الأحمق !!!.. هذا جزاءك لإبقائي بالتنورة حتى نهاية النهار !!!..
صرخ عندها و هو يركض للدرج : سأنزل الآن و ألقنك درساً يا صبيانية !!.. أي شيء إلا سيارتي العزيزة أيتها الحمقاء !!..
ضربت جبيني بكفي بملل .. هذان الاخوان يتجاوزان توقعاتي في كل مرة !!..
لم تمر سوى لحظات وقد ظهر هاري من البوابة مسرعاً و الغضب قد احتل عقله تماماً ..!
لكن المصيبة الحقيقية هي أن تلك الخبيثة كيت أسرعت للاختباء خلفي و التشبث بقميصي : إن سمحت له بالاقتراب فستنال جزاءك !!..
هذا ما قالته لي بتهديد مما دفعني للاستنكار : و ما شأني أنا ؟!..
- شأنك أنك جاري و هذا شيء كافي !!..
- جارك لا يجب عليه التدخل بينك و بين أخيك !!..
- ما دمت أعد لك الغداء كل يوم فعليك أن تجازيني بالخير على الأقل ..!
- ألا يكفي أنك تقضين يومك كاملاً في شقتي !!..
- ها هو قد أتى !!..
التفت إلى الأمام لأجد ذلك الشاب يسير بخطوات متلاحقة تصطدم بالثلوج على الأرض لتطلق صوتاً مدوياً بينما نظراته كذئب جائع منذ ثلاثة أيام وجد أخيراً كبشاً ضخماً أعرج الساق !!..
شعرت بالتوتر بينما رفع هو قبضته وهو يصرخ : أقسم أني سأؤدبك هذه المرة !!..
بلا شعور فردت ذراعي لأوقفه : لحظة هاري !!.. أي شيء إلا الضرب ..!
كان غاضباً بالفعل : لا تتدخل لينك !!.. تصرفات هذه الحمقاء لم تعد تطاق !!..
- أعلم و أنا لا ألومك على غضبك ..! لكني لا يمكن أن أسمح لك بضربها ..! عاقبها احبسها أحرمها من الحلوى .. أي شيء إلا الضرب !!..
قلت عبارتي الأخيرة بجد تام و جرأة كبيرة فأنا بالتأكيد لا أريده أن يضرب أخته الصغرى حتى لا تزداد المشاكل بينهما ..!
فالضرب .. أمر مختلف تماماً عن أي شيء آخر ..! بل أني اعتبره جريمة بحد ذاتها بغض النظر عن الأسباب ..!
لكن يبدو أن هاري لن يستمع لي : لقد فعلت كل ما استطيع فعله معها لكن يبدو أنها لن تتأدب إلا بالقوة !!..
في تلك اللحظة أمسكت بذراعه التي رفعها و أنا أقول : و ما الذي ستكسبه إن أذيتها ؟!.. هذا لن يحل المشكلة بل سيجعلها تكرهك إلى الأبد !!.. ثم لا تنسى أنها مريضة و عليك مراعاة هذا !!..
لحظتها بدا انه استمع لي فقد أوشح بوجهه و تمتم : و كأنها ستحبني أن تركتها هكذا ..!
ابتعد عني عندها و اتجه إلى سيارته ليلقي نظرة عليها .. بعدها أخرج هاتفه و يبدو أنه اتصل بشركة التأمين ليأتوا و يروا ما يمكن فعله ..!
التفت ناحية كيت بغضب في نية لتأنيبها لكني فوجئت بها قد طأطأت رأسها و الغضب بادٍ على ملامحها و أكثر ما صدمني هي تلك الدموع التي تحجرت في مقلتيها الزرقاوين وهي تتمتم أيضاً : انه يستحق !!.. ذلك الأحمق !!.. أكرهه !!..
قالت تلك الكلمات ثم ركضت ناحية المدخل دون إضافة شيء ..!
نظرت ناحية هاري عندها لأجده شارد الذهن بملامح هادئة للغاية و لم يلبث أن جلس أرضاً وهو مستند إلى سيارته : يبدو أني فاشل تماماً .. كأخ لتلك الطفلة !!..
ما بهما ؟!.. أي حال هذه التي وصلا أليها ؟!.. لا يبدو أن الأمر طبيعي بينهما إطلاقاً !!..
فهما يوماً بعد يوم يصيران أبعد عن بعضيهما !!..
أنا واثق .. واثق أن الأمر ليس مجرد حب استفزاز بين الأخوة !!..
...........................................
nter][/center]
رد مع اقتباس