السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..
قبل أبدأ بالبارت , لازم أوضح إني قررت أنزل ( فصلين ) كل جمعة بدلًا عن ( فصل ) ..
لأني أطول بين كل تنزيل و الثاني , فأعتقد أنكم تستحقون شوية ( أكشن ) ..
و بخصوص توقعات الفصل اللي قبل .. الوحيدة اللي جاوبت صح نسبيًا هي :
Baraem al Saba ..
مبرووك
و تنبيه : لا أبيح نقل الرواية بدون ذكر اسمي عليها ..
يلا نبدأ ..
قراءة ممتعة
.
.
.
.
.
الفصل 4 :
أخذ عبدالرحمن يحدق كل بضعة دقائق إلى بدر , و يعيد نظره إلى خط السير بينما هو يقود سيارته باتجاه منزله.
بدر ذاك الشاب اليافع في الواحدة والعشرين من عمره , و الذي على الرغم من كرهه الأزلي للتعلم, إلا أنه كان قد نمى جانبا آخرا من الاهتمامات التي تشعره يوميا بأنه على قيد الحياة , و الذي لم يقع تحت سحر النجاح الذي قد حققه والده في حياته المهنية , وكل تلك الإنجازات الذي يعتبر والده حجز الزاوية فيها , وتلك الشهرة الواسعة والسمعة التي قد طرقت باب عادل سليمان لتجعل منه أهم الشخصيات و رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية .
وصل عبدالرحمن إلى منزله و طلب من بدر النزول , و سرعان ما أخذ به إلى غرفة الضيوف .
" اسمع يا بني , أريد منك أن تغسل وجهك و تذكر الله تعالى , سأذهب لأطلب من الخدم أن يعدوا لك شيئا لتأكله , و بعد ذلك أريد منك أن تنام قليلا , انظر إلى وجهك , إنك تبدو شاحبا للغاية ".
خرج عبدالرحمن من الغرفة آخذا معه بدر إلى دورة المياه , و تركه هناك وحده ثم خرج مسرعا, و أخذ بصعود الدرج و دخل إلى غرفته لانتظار المكالمة التي قدطلب منه أن ينتظرها .
رن هاتفه النقال بعد بضع دقائق , في تمام الساعة 9:00 صباحا ..
و قد ظهر اسم صديقه العزيز على الشاشة .
( عادل سليمان يتصل بك ).
أجاب على الفور و هو يستمع إلى ذاك الصوت الهادئ لصديق الطفولة .
" مرحبا عبدالرحمن , هل تسمعني ؟ ".
" أهلا , نعم , نعم أسمعك ".
" قل لي , كيف جرت الأمور ؟ ".
" بشكل رائع يا عزيزي , ولا مكان للشك و الريبة على الإطلاق , إلا أن الحادث كان مثيرا للغرابة بشكل لا يصدق ".
" هذا هو المطلوب , كيف سيصل الخبر للجميع إن لم يكن غريبا و مثير للتشويق ؟! , على كل حال , يجب أن تعود للرياض حالا , بصحبة بدر بالطبع , فالأمور على وشك أن تشتعل ". قال جملته الأخيرة وهو يردفها بضحكة خافتة .
" أنا قادم , أعدك بأني لن أخذلك بشيء ".
" أنت لم تخذلني من قبل , و لن تخذلني لاحقا , غدا سينتهي كل شيء , و سيرتاح بالك أنت قبل بالي ".
" أتعلم ؟ لم أعتد يوما على نسيان مبادئي و التصرف بحقارة , ولكن من أجلك سأفعل كل شيء ".
ابتسم المتصل بهدوء و هو يقول :" ما تفعله ليس حقارة , فالغاية تبرر الوسيلة , إلى اللقاء ".
ألقى عبدالرحمن نظره على زوجته النائمة , لقد تهالك جسدها من بعد ليلة عرس ابنها البارحة , مثل كل أم تحتفل بابنها البكر ليلة زواجه .
مشى إلى دورة المياه و خلع ملابسه , وقف تحت الماء البارد , و الذي تجبر برودته أفكار عبدالرحمن و توتره على النزول و التلاشي , أطفأ الماء بعد عشر دقائق من الاستحمام و وقف أمام المرآة و مسح شعره القصير بيديه و هو يفكر :
الرجال أفعال لا كلام ...
لقد انتظرت سنينا طويلة من أجل هذا الموضوع ...
و قد قرر صديق عمري الخوض فيه الآن ...
لن أخذله ...
نعم لن أخذله ...
سأجعله فخورا كما لم يبدو من قبل ...
جفف جسده بسرعة و خرج ليرتدي ملابسه , كان على وشك الخروج , حتى استوقفه صوت زوجته - منى - التي لا زالت مستلقية , قالت و هي لا تزال مغمضة العينين :" إلى أين أنت ذاهب ؟ ".
تنهد عبدالرحمن بضيق ..
أسئلة النساء , هذا ما كان ينقصني ...
" لم السؤال ؟ ".
" يا إلهي , توقف عن إجابة أسئلتي بأسئلة أخرى ".
" حسنا , أنا ذاهب إلى الرياض ". قال كلماته و توجه إلى الباب هربا من اعتراضاتها .
جلست منى بسرعة و هي ترمق عبدالرحمن بنظرات متفاجئة :" عبدالرحمن , أتنوي السفر إلى الرياض و اليوم لديك غداء من أجل ابنك العريس ؟ إن سعود سيسافر قبيل المغرب مع زوجته , لا يمكنك تأجيل الوليمة ".
" اهدئي , أنت لا تعلمين ما حدث , لقد تعرض عادل إلى حادث و هو قادم أمس , و علي الذهاب إلى الرياض الآن لتفقد حالته ".
هدأت منى , ثم قالت :" من عادل هذا ؟ أهو عادل سليمان ؟ ".
" نعم بالضبط , و أنا أعلم بأن الجميع سيتفهم موقفي بخصوص تأجيل الوليمة , سأعود غدا , و سنحدد موعدا آخر ".
توجه إليها و قبل يدها قائلا :" عودي الآن إلى النوم , أعدك بأن لن تشعري بغيابي , فقط أدعي لي بالسلامة ".
تركها و خرج نازلا إلى بدر , أخذ نفسا طويلا ليهدأ قبل أن يطرق الباب و يدخل , تفاجأ بمنظر بدر المصدوم و هو ممسك بهاتفه و عيناه متعلقة بالشاشة .
سأل عبدالرحمن بخوف :" بدر , ما بك ؟ ".
بدر بتوتر و عيناه لا تغادران الشاشة :" إن أبي يتصل ".
" حسنا إذا , أجب , ربما وجده أحد و قرر الاتصال بك ".
ضغط بدر زر الاجابة و قام بتكبير الصوت حتى يتمكن عبدالرحمن من الاستماع , تنفس بصعوبة والرعشة تلعب بيديه, ثم سرعان ما انتقلت إلى جسده كله.
و قد بلغ التوتر أقصاه عندما بدأ الطرف الآخر من المكالمة بالتحدث ...