عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-08-2016, 06:52 AM
 


السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

قبل أبدأ بالبارت , لازم أوضح إني قررت أنزل ( فصلين ) كل جمعة بدلًا عن ( فصل ) ..
لأني أطول بين كل تنزيل و الثاني , فأعتقد أنكم تستحقون شوية ( أكشن ) ..

و بخصوص توقعات الفصل اللي قبل .. الوحيدة اللي جاوبت صح نسبيًا هي :
Baraem al Saba ..

مبرووك



و تنبيه : لا أبيح نقل الرواية بدون ذكر اسمي عليها ..



يلا نبدأ ..

قراءة ممتعة

.
.
.
.
.

الفصل 4 :



أخذ عبدالرحمن يحدق كل بضعة دقائق إلى بدر , و يعيد نظره إلى خط السير بينما هو يقود سيارته باتجاه منزله.

بدر ذاك الشاب اليافع في الواحدة والعشرين من عمره , و الذي على الرغم من كرهه الأزلي للتعلم, إلا أنه كان قد نمى جانبا آخرا من الاهتمامات التي تشعره يوميا بأنه على قيد الحياة , و الذي لم يقع تحت سحر النجاح الذي قد حققه والده في حياته المهنية , وكل تلك الإنجازات الذي يعتبر والده حجز الزاوية فيها , وتلك الشهرة الواسعة والسمعة التي قد طرقت باب عادل سليمان لتجعل منه أهم الشخصيات و رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية .

وصل عبدالرحمن إلى منزله و طلب من بدر النزول , و سرعان ما أخذ به إلى غرفة الضيوف .

" اسمع يا بني , أريد منك أن تغسل وجهك و تذكر الله تعالى , سأذهب لأطلب من الخدم أن يعدوا لك شيئا لتأكله , و بعد ذلك أريد منك أن تنام قليلا , انظر إلى وجهك , إنك تبدو شاحبا للغاية ".

خرج عبدالرحمن من الغرفة آخذا معه بدر إلى دورة المياه , و تركه هناك وحده ثم خرج مسرعا, و أخذ بصعود الدرج و دخل إلى غرفته لانتظار المكالمة التي قدطلب منه أن ينتظرها .

رن هاتفه النقال بعد بضع دقائق , في تمام الساعة 9:00 صباحا ..

و قد ظهر اسم صديقه العزيز على الشاشة .

( عادل سليمان يتصل بك ).

أجاب على الفور و هو يستمع إلى ذاك الصوت الهادئ لصديق الطفولة .

" مرحبا عبدالرحمن , هل تسمعني ؟ ".

" أهلا , نعم , نعم أسمعك ".

" قل لي , كيف جرت الأمور ؟ ".

" بشكل رائع يا عزيزي , ولا مكان للشك و الريبة على الإطلاق , إلا أن الحادث كان مثيرا للغرابة بشكل لا يصدق ".

" هذا هو المطلوب , كيف سيصل الخبر للجميع إن لم يكن غريبا و مثير للتشويق ؟! , على كل حال , يجب أن تعود للرياض حالا , بصحبة بدر بالطبع , فالأمور على وشك أن تشتعل ". قال جملته الأخيرة وهو يردفها بضحكة خافتة .

" أنا قادم , أعدك بأني لن أخذلك بشيء ".

" أنت لم تخذلني من قبل , و لن تخذلني لاحقا , غدا سينتهي كل شيء , و سيرتاح بالك أنت قبل بالي ".

" أتعلم ؟ لم أعتد يوما على نسيان مبادئي و التصرف بحقارة , ولكن من أجلك سأفعل كل شيء ".

ابتسم المتصل بهدوء و هو يقول :" ما تفعله ليس حقارة , فالغاية تبرر الوسيلة , إلى اللقاء ".

ألقى عبدالرحمن نظره على زوجته النائمة , لقد تهالك جسدها من بعد ليلة عرس ابنها البارحة , مثل كل أم تحتفل بابنها البكر ليلة زواجه .

مشى إلى دورة المياه و خلع ملابسه , وقف تحت الماء البارد , و الذي تجبر برودته أفكار عبدالرحمن و توتره على النزول و التلاشي , أطفأ الماء بعد عشر دقائق من الاستحمام و وقف أمام المرآة و مسح شعره القصير بيديه و هو يفكر :

الرجال أفعال لا كلام ...


لقد انتظرت سنينا طويلة من أجل هذا الموضوع ...


و قد قرر صديق عمري الخوض فيه الآن ...


لن أخذله ...


نعم لن أخذله ...


سأجعله فخورا كما لم يبدو من قبل ...


جفف جسده بسرعة و خرج ليرتدي ملابسه , كان على وشك الخروج , حتى استوقفه صوت زوجته - منى - التي لا زالت مستلقية , قالت و هي لا تزال مغمضة العينين :" إلى أين أنت ذاهب ؟ ".

تنهد عبدالرحمن بضيق ..

أسئلة النساء , هذا ما كان ينقصني ...
" لم السؤال ؟ ".

" يا إلهي , توقف عن إجابة أسئلتي بأسئلة أخرى ".

" حسنا , أنا ذاهب إلى الرياض ". قال كلماته و توجه إلى الباب هربا من اعتراضاتها .

جلست منى بسرعة و هي ترمق عبدالرحمن بنظرات متفاجئة :" عبدالرحمن , أتنوي السفر إلى الرياض و اليوم لديك غداء من أجل ابنك العريس ؟ إن سعود سيسافر قبيل المغرب مع زوجته , لا يمكنك تأجيل الوليمة ".

" اهدئي , أنت لا تعلمين ما حدث , لقد تعرض عادل إلى حادث و هو قادم أمس , و علي الذهاب إلى الرياض الآن لتفقد حالته ".

هدأت منى , ثم قالت :" من عادل هذا ؟ أهو عادل سليمان ؟ ".

" نعم بالضبط , و أنا أعلم بأن الجميع سيتفهم موقفي بخصوص تأجيل الوليمة , سأعود غدا , و سنحدد موعدا آخر ".

توجه إليها و قبل يدها قائلا :" عودي الآن إلى النوم , أعدك بأن لن تشعري بغيابي , فقط أدعي لي بالسلامة ".

تركها و خرج نازلا إلى بدر , أخذ نفسا طويلا ليهدأ قبل أن يطرق الباب و يدخل , تفاجأ بمنظر بدر المصدوم و هو ممسك بهاتفه و عيناه متعلقة بالشاشة .

سأل عبدالرحمن بخوف :" بدر , ما بك ؟ ".

بدر بتوتر و عيناه لا تغادران الشاشة :" إن أبي يتصل ".

" حسنا إذا , أجب , ربما وجده أحد و قرر الاتصال بك ".

ضغط بدر زر الاجابة و قام بتكبير الصوت حتى يتمكن عبدالرحمن من الاستماع , تنفس بصعوبة والرعشة تلعب بيديه, ثم سرعان ما انتقلت إلى جسده كله.

و قد بلغ التوتر أقصاه عندما بدأ الطرف الآخر من المكالمة بالتحدث ...
رد مع اقتباس