السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أخية كيف حالك؟؟
أتمنى تكوني بتمام الصحة والعافية
الفن التلفزيوني ...أو الأصح الدراما التلفزيونية
للأسف الشديد الفن أصبح عفن والدراما أصبحت هدامة
كنا نعيب على الدراما المصرية انحلالها الأخلاقي والفكري والفني
ها هي الدراما السورية تحذو حذو أختها الكبرى في التفاهة والسخافة
ونشر ثقافة العري والإنحلال الأخلاقي
انتاجات السنوات الأخيرة لا تمت لواقع وطننا العربي بصلة
لا تشبهنا شكلا ومضمونا ...لا تكاد تبصر فيها مشهدا واحدا يعبر عنا
وعن عاداتنا وتقاليدنا وعرفنا السائد وعن عقيدتنا لا أقصد الدينية فمفهوم العقيدة أوسع وأشمل
ولها دلالات فهي كل الأمور التي تصدق بها النفس وتطمئن إليها القلوب
الدراما التلفزيونية وللأسف الشديد في انتاجاتها الحديدثة
كسرت كل الطابوهات وتعدت كل الخطوط الحمراء
أصبحت تخدش الحياء لا بل قتلته وقضت عليه
وأباحت كل المحضورات وروجت لكل المحرمات
وأخطر ما قرأت هو تناول أحد المسلسلات
لموضوع زنى المحارم تحت مسى الحب أعمى
الدراما الحديثة أصبحت تركز على الصورة والشكل
شكل الممثلين وشكل تقديم العمل ...ولا يهم المحتوى والمضمون
وكل الأعمال المقدمة لا تخلوا من قصص الحب والانتحار والقتل
والخيانة الزوجية والغدر والسحر والتدليس والنفاق والمكر والإختطاف والزنى
والتعدي على الأولياء وهروب الأبناء ...نشروا ثقافة الكبريهات والمراقص والمخامر
وتعدو على الحرمات والمحرمات
نقلوا عن الغرب نقلا أعمى
في كتابة نصوصهم وقصصهم
وفي تصوير أعمالهم ومشاهدهم
في لباسهم ومكياجهم الفاضح
في كلامهم الفاحش البذيئ
وفي احاءاتهم الشيطانية
أعود إلى مقدمة موضوعك التي تناولت فيها الأعمال القديمة
ذلك الزمن الجميل الذي كان فيه المنتج والمخرج والممثل ذا مبدئ ويخجل
يخجل من مجتمعه ومن نفسه لو قدم عملا رخيصا دون المستوى ولا يعبر عن مجتمعه
أما والآن وقد باعوا ضمائرهم وذممهم فهم يعيثون في عائلات المسلمين فسادا
اعود للكواسر الذي صور زمن حرب المئة سنة حرب اللصوص وقطاع الطرق
كانت بداية الأعمال التاريخية التي لقت رواجا واقبالا كبيرين
لنظافة صورها ولمرجعيتها التاريخية وإن كانت مشهوة ومغلوطة نوعا ما
وذلك للضرورة الدرامية كما يقلون ويزعمون
ومع ذلك شاهدتها العائلات العربية وهي مجتمعة دون الخوف
من أن يصدمك المخرج بشهد تهرب من البيت ولا تعود إلا بعد سنة أو سنتين
تقضيها متعبدا ناسكا حاجا لتتطهر من ذنب الجلوس مع عائلتك أمام التلفاز
الزير سالم بصراحة أفضلا الأعمال التاريخية على الإطلاق
هو وربيع قرطبة الذي صور قصة طموح وارادة محمد المنصور
وعنترة وعمر وبعض الأعمال الجميلة
أما الأعمال الناطقة بغير العربية فلم اشاهد غير مرايا لياسر العظمة
أما بقعة ضوء فيها ما يعاب وما ينفر المشاهد
الأعمال البدوية التي لم تأتي على ذكرها
بصراحة شديدة اساءت وشوهت الصورة الحقيقية للبدو أكثر مما صورت
من مشاهد الشجاعة والشهامة وغيرها
لأننا لم نعرف عن البدو الغدر والخيانة مهما بلغ منهم من ظلم وتسلط وشر
ومع ذلك شاهدت بعضها ومن أجملها على الإطلاق ويستحق الأوسكار من عندي
لأحسن نص وأحسن قصة هو مسلسلتوق ...قصة عالمية بامتياز
فنتازيا من وحي خيال الكاتب لن تجدها في هوليود ولا بوليود ولا بانكوك ولا بجين
قصة لن يكتبها شكسبير ولا موليير ولا هومروس حتى لو عاشوا الفي سنة
أما باقي الأعمال لم اشاهدها ولا أعرفها
إلا الفصول الأربعة أتذكره بصورة ضبابية بطله أعتقد بسام كوسة
رجل مطلق أو أرمل يربي بنتين أو بنت واحدة لا أدري
ومع ذلك أتذكر أنه كان محافظ نظيف يمكنك مشاهدته مع العائلة
أما بالنسبة للدراما المصرية
اعتذر من اخوتي واخواتي المصريين فأنا أكرهها كرها شديدا
وأمقتها لدرجة لا توصف ...فكل البلاء والوباء جاء منها
ومن بعدها سارت بقية الدرامات العربية ومنها الخليجية
سارت على نهجها وشربت من وادها العفن
وتحضرني هنا الآن قصة عن مسرحية مدرسة المشاغبين
هنا نعرف تأثير التلفزيون والمسرح والسنما على ضعاف النفوس والعقول
في تاريخ مصر الحافل كله
لم تشهد مصر حالة فوضى واحدة في قطاع التعليم
وبعد أسبوع من العرض الأول لمسرحية مدرسة المشاغبين
شهدت مصر أول حالة اعتداء على معلم قلد فيها الطالب دور
عادل الامام وسعيد صالح في المسرحية واعتدى على معلمه
وكتب كل جرائد مصر عن الحادثة وقتها طالبت بإلغاء عروض المسرحية
لكن للأسف الشديد لازالت تعرض ليومنا هذا في كل عيد
لقد تعمد الكاتب اظهار المعلم بصورة شاحبة باهتة
وقلل من هيبته ومرمط مثل ما يقول اخواننا المصريين مرمط شخصية المعلم
وصوره في أبشع وأرذل صورة ممكنة
ولكن لا نلوم الممثلين وجهات الانتاج
أيضا لو لا سفاهة وسفاقة المشاهد الذي يشاهد هذه الأعمال
لما كنا وصلنا إلى هذا النقاش اليوم
قديما كانوا يهابون ويخافون ردت فعل المشاهد والشارع
واليوم أصبح المشاهد من يبحث عن هذا النوع من الدراما
إذا السبب في ذلك هو نحن ... المشاهد هو السبب
فالجهات الانتاجية لا يمكنها انتاج اعمال تصرف عليها المليارات كي تفشل جماهيريا
لو لا تقبل المشاهد لهذه العمال واستقبالها في بيته لما تم انتاجها اصلا
إذا مات الحياء في كلا الطرفين ...وإن لم تستح ففعل ما شئت أو اصنع ما شئت
أعتذر عن الاطالة ... لكن القضية تستدعي أكثر وفي الأخير أقول الدراما التلفزيونية هي مرآة المجتم ببساطة ولابد أن تعكس ثقافة مجتمعك وتحترم هذا المجتمع الذي له عادات وتقاليد وأن تحترم نفسك أولا وخاطب الناس بمثل ماتخاطب به أهلك لا نحتاج لمن ينقل لنا عادات غربية غريبة عن مجتمعاتنا إن لها اهلها وهم أحرار في ان يعكسوا مرآة مجتمعهم أتمنى من بعض الفنانين أن يحافظوا على ماتبقى من الحياء في مجتمعنا
لا تركزوا مع الأخطاء لأنني كنت أكتب دون توقف كي لا تهرب الأفكار مني
راجع في فقرة أخرى أختي الكريمة