الافتراضي رد: روايتي الأولى : لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي
تابع ..
بعد مرور سنة على لقاء فيصل بمحمد , قرر عبدالرحمن المجيء إلى الرياض في أحد إجازاته و زيارة فيصل , و قد أجرى اتصالًا هاتفيًا معه في طريقه إلى الرياض :
" فيصل ؟ "
" مرحبًا عبدالرحمن , ما الأخبار ؟ "..
" الحمدلله بأفضل حال , اسمع , أنا قادم إلى الرياض الآن , و ربما أقضي 3 أيام عندك "..
" حقًا ؟ هذا سيكون رائع , سأقوم بتجهيز غرفتك حالًا "..
" لا , لا تفعل , سأجهزها أنا عندما أصل , قد يستغرق وصولي بضع ساعات , و ربما أصل مع آذان الفجر .. اذهب أنت للنوم , كنت أود إعلامك بالأمر فقط "..
" و لماذا لم تؤجل مجيئك إلى الصباح ؟ سيكون الطريق خطِرًا في هذا الوقت المتأخر ! "..
" لا بأس , يفصل بيني و بينك ساعتان فقط .. و في الواقع , لقد سئمت من أجواء الخرج , فلم أستطع انتظار الصباح ! "..
ضحك فيصل قائلًا :" إن الرياض لا تقل مللًا عن الخرج ! .. على العموم , انتبه لنفسك و قِد بحذر "..
" حسنًا سأفعل , عمت مساءً "..
أغلق عبدالرحمن الهاتف و أكمل قيادته , و قد وصل إلى الرياض في الساعة الخامسة فجرًا , و دخل إلى المنزل الذي كان مظلمًا خاليًا من الأضواء و الأصوات , كان يريد أن يدخل على فيصل في غرفته ; ولكنه توقع بأنه نائم , فقام بتأجيل لقائهما إلى أن يستيقظ , توجّه عبدالرحمن إلى غرفته و قد كانت مرتّبة و مجهزة من قِبَل فيصل , ابتسم عبدالرحمن لما فعله صديقه , و دخل ليستحم و يصلي الفجر ..
و بعدما انتهى , توجه نحو المطبخ ليعد لنفسه وجبة خفيفة , و لكنه توقف عندما سمع صوت ارتطام آتي من الدور العلوي , صعد إلى الأعلى و هو يمشي ببطء محاولًا تخمين مصدر الصوت , و ما أن وصل إلى غرفة فيصل , حتى نسي أمر الصوت , و قرر إيقاظ صديقه للصلاة .. و لكن ما أن دخل حتّى انصدم بمنظر فيصل المستلقي أرضًا وهو يرتعش بشدة !! ..
ركض عبدالرحمن نحوه بفزع وهو يهز كتفي فيصل صارخًا باسمه , بينما كان الآخر يواجه نوبة قلبية حادة ليس لها مثيل , فبعد أن تعاطى جرعة كبيرة من المخدرات , تضرر قلبه بشكل مأساوي , و من المعلوم أن عند التعاطي , فإن احتمالية الإصابة بنوبة قلبية قد تصل إلى 2400% !!
حمل عبدالرحمن صديقه بين يديه و نزل راكضًا نحو السيارة و هو يتنفس بعلو و خوف و قد اختفى لونه و شحب وجهه ..
ذهب به إلى المستشفى .. حيث التقى الطبيب المتدرب ( خالد ) !! .. الأخ الأكبر لسلطان !
كان عبدالرحمن ينظر إلى فيصل بعينين غارقتين بالدموع و الندم لتركه لوحده الفترة الماضية , كان يريد أن يستنجد بأحد في هذه اللحظات , و أن يكون هناك من يربت على كتفه و يطمئنه على صاحبه .. كان ينظر إلى فيصل بحسرة كبيرة على شبابه و صحته اللتان قاربتا على الفناء و الزوال , كان يعلم أن اللحظة قد حانت ليستدعي عادل إلى المستشفى , و يكون بجانب أخوه الذي قد يكون اليوم هو يومه الأخير !!
خرج عبدالرحمن من المستشفى بينما بقي فيصل في الداخل بين تلك الأجهزة و الأسلاك التي تحاول إعادة النبض إلى قلبه و جسده .. جلس عبدالرحمن على إحدى كراسي الحديقة و هو يبكي بخوف و بألم شديدين , و قد سحق الصداع كل الأفكار في رأسه , و لكن هناك فكرة واحدة ظلت على قيد الحياة , الاتصال بعادل !
اتصل عبدالرحمن على ذاك التوأم المنسي و بصوت واهن تحدث إليه قائلًا :
" عادل ؟ "
" من معي ؟ "
" إنه أنا , عبدالرحمن "
" آه عبدالرحمن ! , أهلًا .. كيف حالك يا رجل ؟ , لقد مضى وقت طويل لم أسمع فيه صوتك "..
" أنا آسف لاتصالي في هذا الوقت , و لكن ... ! ".. تحدث عبدالرحمن و قد تحشرج صوته من أثر البكاء ..
" عبدالرحمن , ما بال صوتك ؟! أأنت بخير ؟ "..
نزلت دموع عبدالرحمن قائلًا :" عادل , إن أخوك .. فيصل ! "..
وقف عادل و قد كان مستلقي على سريره و هو يصرخ بصدمة من ذكر أخيه , الذي انقطعت كامل أخباره منذ 7 سنوات :
" فيصل ؟! .. ماذا عنه ؟! أتعرف أين مكانه ؟! تكلم يا عبدالرحمن , ماذا أصاب فيصل ؟! "..
" لــقـ لقد أصيب بــ .. أصيب بنوبة قلبية حادة ! .. لا أعرف إن كان سيموت على أثرها أم لا ! .. و لكن عليك المجيء أرجوك ! .. قد يكون اليوم هو يومه الأخير ! "..
" عبدالرحمن أين هو الآن ؟! "..
" إنه في المستشفى المجاور لمنزلي .. أرجوك لا تتأخر , كن بجانبنا ! "..
" حسنًا حسنًا , لن يستغرق مجيئي ثواني ! "..
خرج عادل راكضًا من المنزل و راكبًا سيارته التي انطلقت بأقصى سرعتها نحو أخيه .. و هو يفكر بفيصل و المرة الأخير التي رآه فيها ! .. و كل تلك الجهود التي بذلها للبحث و التقصي عن أخيه دون علم والده ! .. و لكنه لم يستطع أن يعرف طرف خيط على مكانه ! .. و الآن و بعد 7 سنوات , يأتيه هذا الخبر الصاعق بسقوط أخيه بنوبة قلبية ! ..
وصل إلى المستشفى و جلس لبضعة دقائق داخل سيارته و هو غارق في تفكيره , و قد بدأت الشمس ترمي بخيوط الصباح الأولى :
" ماذا إن لم يكن فيصل يود مقابلتي ؟ .. ماذا لو نجا من هذه المصيبة و رفض أن أكون بجانبه لأسنده في محنته ؟ هل سيسامحني على ما اقترفته بحقه ؟ و لكني تسببت بضياعه قبل عدة سنين مضت ! .. لقد سكت عندما كان يجدر بي الكلام و الوقوف معه ضد جبروت أبي و ظلمه ! .. هل سيسامحني فيصل ؟ .. ماذا إن كان سيموت الليلة ؟ ماذا إذا رحل عن الحياة و لم أره و أطلب السماح منه و أقبل جبينه ؟! .. ماذا إن ارتحل الحياة و قلبه مكسور إلى الآن ؟ هل سيسامحني ؟ .. لا عليّ منه ! .. سأظل بجانبه حتّى و إن اضطر لضربي و إخراجي بالقوة من المستشفى و من حياته بأكملها ! .. سأظل بجانبه ليرتاح ضميري .. لن أتركه وحده حتى و إن رفض أن يغفر لي صمتي ! "..
نزل عادل إلى المستشفى و قد لمح وجهًا يعرفه جالسًا على الكراسي الخارجية , فركض نحوه صارخًا :
" عبدالرحمن ! .. أهذا أنت ؟! "
نهض عبدالرحمن بسرعة متوجهًا إلى عادل و قال :
" نعم , لا وقت للسلام الآن , لنذهب إلى أخيك حالًا ! "..
دخل الاثنان إلى قسم الطوارئ , و مع كل خطوة يخطوها عادل , كان قلبه ينبض بشدة و خوف .. و ما أن وصل إلى غرفة أخيه , حتى انعقد حاجباه و احمرّ أنفه معلنًا بدأ نزول دموعه , استند بيده على الباب وهو ينظر إلى الأطباء الذي ينعشون ذاك القلب الكسير الشاب ! .. و مع كل مرة يصعقونه فيها , كان عادل يغمض عينه بانتظار صوت دقّات قلب فيصل لتظهر على الجهاز , و بعد عدة محاولات لإنعاشه , و مع استمرار عادل بإغماض عينيه , سمع الجميع أخيرًا ذاك الصوت الدال على الحياة و الخارج من الجهاز الموصول بقلب فيصل ! ..
صرخ عادل و عبدالرحمن بـ : الحمد لله يارب ! .. و خر عادل ساجدًا و هو يجهش بالبكاء و التحميد .. بينما نزل عبدالرحمن بجانبه وهو ساجد يحمد الله على الحياة التي أعيدت إلى صديقه ..
هنأ الأطباء الشابين اللذان وقفا عند الباب و قد مزقت الابتسامة شفتيهما .. و توجها نحو فيصل يحدقان فيه بسعادة , أمسك عادل يد أخيه و هو يقبلها و يبكي بهدوء و بابتسامة صادقة :
" الحمد لله على سلامتك , فيصل , استيقظ أرجوك , استيقظ و قل لي أنك ستفسح لي مجالًا في حياتك التي أعيدت لك للتو .. قل لي بأنك لا تحمل أي ضغينة نحوي ! .. استيقظ فيصل , لقد أمضيت 7 سنوات بدونك ! .. هذا ليس وقت للنوم , استيقظ و تحدّث إلي ّ ! "..
سحب عبدالرحمن عادل الذي بدا متأثرًا بشدة لما جرى لأخيه , و أخذه نحو الكرسي ليرتاح و قال له :
" اهدأ يا عادل ! .. سيستيقظ خلال بضع ساعات , ابقى هنا و انتظره , لا تضغط كثيرًا على نفسك "..
هز عادل رأسه قليلًا ثم قال :" شكرًا , لقد فعلت الكثير يا عبدالرحمن , لقد كنت أظن بأننا سنموت قبل أن نلتقي مرة أخرى , لقد جمعتنا , لن أستطيع أن أوفيك حقك ! "..
" لا عليك , لا داع لهذه الرسميات , نحن أصحاب منذ الصغر , كيف لي أن أتجاهل أمركم ؟ "
ابتسم عادل لصديقه و قد صمت قليلًا ثم قال :" أين كان ؟! "..
ارتبك عبدالرحمن لهذا السؤال ! .. و قال و هو يهدئ نفسه :" سـ سأخبرك بكل شيء , و لكن دعني أحضر بعض الماء لكلينا , لقد جف حلقي في الدقائق التي مضت " ..
خرج عبدالرحمن من الغرفة ليجلب بعض الماء و هو يفكر بأكاذيب ليقنع بها عادل أن فيصل لم يكن في منزله , فقد قام عبدالرحمن قبل 7 سنوات بمساعدة عادل في البحث عن أخيه و هو يتظاهر بذلك ! ..
حتّى لا يعلم أحد بمكانه و تتصاعد الشكوك نحو عبدالرحمن نفسه .. لم يكن يظن أن فيصل سينجو من هذه المصيبة , و لكنه قد شفي الآن و قد يخبر أخاه بكل شيء أو لا شيء ! ..
عاد عبدالرحمن إلى الغرفة وهو يسحب كرسي بالقرب من عادل وهو يقول :
" لقد كان الأمر مفاجئ لي ! .. فلقد كنت في طريق عودتي من الخرج إلى الرياض , و قبل الوصول للمنزل , تلقيت اتصالًا مجهولًا ! .. فقد كان من رجل يسكن شقة مجاورة لشقة فيصل في إحدى العمائر القريبة من هنا .. و قد قال بأنه وجد فيصل مصابًا بنوبة قلبية حادة , فقام بإحضاره إلى هنا و قد أحضر هاتف فيصل معه و وجد رقمي فيه , فاتصل بي للحضور , و أنا استدعيتك بعد ذلك "..
تنهد عادل قائلًا :" سبحان الله ! .. لقد أمضينا أيام و شهور للبحث عنه .. و الآن نلتقي به عن طريق رجل غريب لا نعرف اسمه حتى "..
" نعم , لم يكتب الله لنا أن نجده في ذاك الوقت "..
" الحمد لله على كل حال "..
**********
أمضى عادل ساعتين بجانب أخيه , و قد طلع الصباح و أشارت الساعة إلى السابعة و النصف , فنهض للوقوف بجانب رأسه فيصل و قد انحنى ليقبل جبينه بهدوء و هو يقرأ عليه أذكار الصباح , و ما لبث طويلًا حتى رأى فيصل قد بدأ يقطب جبينه بضيق و يأن بألم , و لكنه ارتخى مرة أخرى و عاد للنوم , اقترب عادل مرة أخرى منه وهو يهمس ممازحًا توأمه :
" فيصل , لم تكن تحب النوم هكذا عندما كنّا صغارًا , لم انقلب حالك أيها الكسول ؟! "..
و لكن عادل انصدم عندما رأى ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتي أخيه , ضحك عادل لما رآه و هو يقول :
" فيصل ؟ هل تسمعني ؟! "..
فتح فيصل عينيه بهدوء وهو يحدّق في عيني أخيه , و عاد لإغماضها بهدوء قائلًا :
" لماذا جئت إلى هنا ؟! "..
" أتيت من أجلك .. لم أكن لأتركك مهما حصل ! "..
تنهد فيصل بألم و هو ينظر إلى أخيه قائلًا بهمس :" هل حقًا كنت تبحث عني ؟ بعدما خرجت من المنزل في ذاك اليوم ؟ "..
ابتسم عادل وهو يقترب من أخيه و يقول :
" نعم , لقد بحثت عنك حتّى تورّمت قدماي , لم أترك مكانًا و لا زاوية لم أبحث فيها , و كأني أبحث عن إبرة و ليس بشرًا ! .. لم أترك قسمًا في الشرطة لم أقدم بلاغًا فيه ! .. كنت أريد أن أعتذر لك .. و أقف بجانبك , حتى و إن لم تغفر لي , أريد أن أظل واقفًا بجانبك حتى النهاية ! "..
سكت عادل وهو ينتظر ردًا , و لكن لم يكن هناك سوى نظرات فارغة من عيني فيصل المرهقة و الذي سرعان ما عاد إلى النوم و كأنه لم يسمع شيئًا ! ..
عاد عادل للجلوس وهو يقول لنفسه بأنه سيظل ينتظر غفران أخيه حتى آخر يوم في عمره , فإن خسره في يوم من الأيام , فلن يستطيع أحدًا في العالم أن يعوضه خسارته ! ..
غفا عادل على الكرسي و قد أشارت الساعة إلى الثامنة صباحًا , فلم يلبث عادل طويلًا حتى باغته صوت هاتفه باتصال , رفع هاتفه و رد بسرعة :
" نعم ؟ "
" عادل أين أنت ؟ من المفترض أن تكون في الشركة قبل ربع ساعة من الآن ! "..
" أبي ؟ .. " ارتبك عادل من صوت والده , و لكنه كان مصرًّا على البقاء بجانب أخيه :" أنا , أنا لن أستطيع المجيء "..
" ماذا تقصد ؟ .. لقد أوكلت إليك اليوم اجتماعين مهمين ! .. كيف لك أن تتغيب هكذا ؟! .. لم يجدر بي أن أعطي ثقتي لشخص في عمرك ! "..
" أبي أن لا تفهم وضعي , لقد حصل أمر طارئ للغاية ! ".. كان عادل يود لو يستطيع أن يخبر والده مباشرة بكل شيء ..
" ماذا حصل ؟ و أين أنت الآن ؟! "..
" أنا .. أنا مع ... " سكت عادل قليلًا ثم قال :" أنا مع فيصل "..
" فيصل ! .. من هذا أيضًا ؟ "..
" أبي , إنه فيصل , أخي ! "..
كان عادل يستطيع الإحساس بصدمة أبيه من صوت أنفاسه التي توقفت فجأة .. ثم قال بغضب :
" أنت مع فيصل ؟ ماذا تفعل معه ؟ هل لا يزال ذاك العاق حيًا إلى الآن ؟ "..
صرخ عادل مدافعًا عن أخيه :" أبي , لقد تعرض فيصل لنوبة قلبية و كاد أن يموت على أثرها , أعلم بأنك لن تنسى ما فعله أبدًا , و لكن أنا سأنسى , و سأظل واقفًا معه في مصيبته مهما حصل ! "..
سكت والد عادل – حمد – لثواني , ثم قال بحزم :
" لن أطيل الحديث معك , و لكن سأعطيك 5 دقائق فقط لتأتي إلي , و إن لم تفعل , فسأعتبرك مثل أخيك تمامًا .. لا أكترث إن مرض فيصل أو مات ! .. لأنه لم تعد هنالك علاقة تربطنا به ! .. تذكر يا عادل , 5 دقائق فقط "..
" أبي , ما الذي تتحدث عنه ؟ ألم يحن الوقت لتنسى ما حصل , لقد مضت 7 سنوات ! .. و أجزم بأن فيصل قد أصبح شخصًا أفضل , تذكر أنك لم تعطه فرصة واحدة حتى ليتعدل سلوكه ! أنا لم أعد إليه برغبتي , بل لأنه كان على وشك الموت دون أن يكون هنالك أحد و لا ظلال بجانبه , أظن بأن الوقت حان لننسى يا أبي , علينا أن ننسى لنعيش ! "..
" عادل , أخوك تخطى كل الحدود التي وضعتها لكم , و جلب لي العار و لك أيضًا ! .. لقد فعل أشنع ما يمكننا تصوره .. لا أظن أنه يستحق فرصة أخرى "..
" أنت لم تعطه فرصة أولى حتى تعطيه أخرى ! "..
" عادل ! ".. صرخ حمد .. :" لقد مضت دقيقة حتى الآن , من الأفضل لك أن تأتي , و إلا ... "
تنهد عادل بحيرة من أمره , فلم يكن يريد خسارة والده أو أخوه , فقال بهدوء :" حسنًا , هدأ من روعك , سآتيك حالًا "..
أغلق عادل هاتفه وهو يتوجه إلى فيصل و ينحني ليقبل جبينه قائلًا :
" سأعود , سأشحذ الدقائق و الثواني لأزورك و أطمئن عليك , كن بخير أرجوك ! "..
و ما أن رفع رأسه حتى رأى عبدالرحمن يدخل الغرفة و بيده بعض الطعام للإفطار , قال عادل :
" عبدالرحمن , علي الذهاب الآن , سأعود متى ما استطعت "..
" لماذا ؟ هل حصل شيء ؟ "..
تنهد عادل وهو يقول :" لقد علم والدي بالأمر , و لا يريدني أن أزور فيصل أو حتى أراه ! "..
" لا يزال غاضبًا منه أليس كذلك ؟ "..
" نعم , و لكنني ظننت أن قلبه سيلين عندما يعلم بما حصل لابنه , و لكن ذلك لم يزده سوى قسوة ! .. أنا ذاهب الآن , سأتصل عليك عندما يتسنى لي الوقت , و ربما أزوركم من وقت لآخر دون علم والدي ".. سكت عادل لبرهة ثم قال :
" سيظل يعاملني كالطفل ! .. حتى و إن أصبحت في الأربعين من عمري ! "..
خرج عادل متوجهًا إلى أبيه .. محاولًا بشتى قدراته أن يرضي الطرفين ..
كان عادل قد أخبر عبدالرحمن بالقصة كاملة قبل 7 سنوات عندما قرر أن يستنجد به للبحث عن فيصل , أما باقي أصحابهم , فقد أعطاهم عادل رواية أخرى عن أخيه حتى لا تتشوه صورته في أعينهم و أثناء بحثهم عنه ! .. فقد اختصر القصة بالقول أن هنالك نقاش حاد دار بينه و بين توأمه , جاعلًا فيصل يخرج غاضبًا من المنزل , و نحو وجهة مجهولة ..!
يتبع ...
آخر من قام بالتعديل " عذاري "; بتاريخ 29-09-2015 الساعة 10:44 am.
الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة |