الفصل الثالث:
سألتُ ماهر عندما غادرَ يمامورا : " هل ستذهبُ إلى بيت السيد تيجي موريا وحدكَ "
أجابَ ماهر : " نعم يا ساهر لكن عليّ أولاً الذهاب إلى تلالِ القمر "
ثم قال ماهر : " إنها قضية غريبة . لماذا يفعلُ شخص ما شيئاً مهماً مثل كتابة مسودة وصيته بينما كانَ جالساً في قطارٍ متحرك ؟ يجبُ علينا أن نسألَ أنفسنا هذا السؤال .
لماذا لم يكنْ السيد تيجي أكثرَ حرصاً بالنسبة لكتابة مسودة وصيته ؟ هل كانَ ذلكَ بسبب أنه لم يكنْ يتوقع أبداً أن يحصل السيد مارسيل على أمواله . إنهُ لغزٌ محير أليس كذلكَ ؟ "
لقد حلَّ المساء عندما عادَ ماهر . استطعتُ أن أرى فوراً بأنهُ كان مستاءً و حزيناً . و قال : " إذن ربما يكون يمامورا مُحِقاً يا ساهر "
" لقد ذهبتُ إلى تلالِ القمر و تحدثتُ مع والدة مارسيل سألتها : " أينَ السيد ألكس ( أبا مارسيل ) "
قالت : " إنه ذهبَ إلى العمل "
ثم قلتُ لها : " حسناً يا سيدتي .... هل تعرفينَ شخصاً اسمهُ تيجي موريا "
دُهشت السيدة ألكس ( أم مارسيل ) و قالت " نعم أعرفه ....و لكن لماذا تسألُ يا بُني "
شرحتُ لها كلَ شيء و قلتُ لها بأن ابنها متهمٌ بقتل السيد تيجي
عندما قلتُ لها بأن السيد تيجي قد قُتل
قالت : " ماذا هل حقاً مات ........ أنا سعيدة جداً "
دُهشتُ من كلامها فقلتُ لها : " حسناً يا سيدتي من فضلكِ أخبريني ما تعرفينه عن الشخص المدعى بتيجي موريا "
قالت : " ذلكَ الرجل خبيث و مخادع و طمّاع و شرير و لا يُحبُ الخير لغيره
حسناً يا بني سأروي لكَ القصة
" كنتُ أنا و السيد ألكس و السيد تيجي ندرسُ في نفسِ الجامعة ، و بعدَ التخرج بدأنا نعمل في المختبر
لقدعملنا على إجراء التجارب على السيارات و الطائرات و المركبات و نقوم بتخطيطِ صناعتها و تحسين أدائها
كان اليد ألكس ( أبا مارسيل ) يتفوقُ دائماً على السيد تيجي
كانَ السيد تيجي يكرهُ السيد ألكس كرهاً شديداً ........ لا بل كان يحقِدُ عليهِ حقداً كبيراً و ذلكَ لأن زوجي كان دائماً يتفوقُ عليه
ثم بعدَ ذلك تقدّمَ السيد تيجي ليَخطِبني و لكني طلبتُ منهُ أن يمهلني شهراً لتفكير
فوافق و قالَ لي : " حسناً سأمهلكِ شهراً كاملاً و أتمنى أن توافقي "
و في اليوم التالي صدفةً التقيتُ بصديقتي القديمة في الحديقة
إنها مخطبوبة السيد تيجي السابقة ثم انفصلت عنه
سألتُها لماذا انفصلتِ أنتِ و السيد تيجي و لماذا قمتِ بفسخِ الخطوبة
قالت لي : أنتِ لا تعرفينَ شيئاً عنه .... إنه شخصٌ خبيث، لا يحبُ إلا نَفسه ، شرير و طماع ، لا يحبُ سوى جَمعِ المال ....... إنهُ شخصٌ سيئ ، صحيح أنه رجلٌ ثريُ جداً و كلُ فتاة تحلمُ بالزواجِ بشخصٍ غنيٍ مثله ، و لكنهُ سيءُ الطباع
ثم أخبرتها أنه طلب يدي
فقالت لي : ارفضيه ....... إنه لا يستحِقكِ ....... إنه رجل أناني لا يحبُ غيره ...... لا يحبُ إلا جمعَ المال
و بعد شهر : أخبرتهُ برأي ...... و رفضته بأن يكونَ زوجاً لي
فقالَ لي : " حسناً ... هذا قراركِ و لكن ليكن في علمكِ أنني سوفَ أكرهُكِ للأبد"
و بعد سنة تقدم إليّ السيد ألكس ...... شابٌ فقير و لكنهُ شابُ نبيل ، يتصفُ بأخلاقٍ حميدة ، إنهُ شابٌ خلوق ....... و لا يوجد سبب يمنعني لرفضهِ
فوافقتُ على أن يكون زوجاً لي
وبعدَ زواجنا ......... اتصل بي السيد تيجي و طلبَ مقابلتي ..... استأذنتُ زوجي ثم ذهبُ ..... ظناً مني أنهُ يريدُ أن يناقشني في أمورِ العمل ......... و لكن كانت دهشتي حينَ سألني : " لماذا قبلتِ بذاكَ الفقير ألكس .... و لم تقبلي بي ....هيا أجيبي "
قلتُ له : "السيد ألكس شابٌ نبيل ، ذو سمعة طيبة ، الفقرُ ليسَ عيباً يا سيد تيجي طالما أن زوجي يعمل ......... و لا أسمحُ لكَ بأن تقول أيُ كلمة عن السيد ألكس ........ فلا تنسى أنَ الشخص الذي تتحدثُ عنهُ هو زوجي ..... فلا أسمحُ لكَ بقول ِ أيِ كلمةٍ أخرى
ثم قال : " حسناً ، لكن ليكن في علمِكِ أنني أكرهُكِ أنتِ و زوجكِ و سأكرهكما إلى الأبد ..... "
ثمَ عُدتُ إلى البيت ، لم أُخبر زوجي بما حدث ، لم أُرد أن أُعكِرَ مزاجه
إن السيد ألكس زوجٌ رائع ، أعيشُ معهُ بسعادة ... رغمَ فقره
ثمْ أنجبتُ مارسيل فتقاعدتُ عنِ العمل
بينما كان زوجي يعملُ في إحدى الشركات ، و كانت الشركة التي يعملُ فيها زوجي منافسة لشركة السيد تيجي ، و كانت الشركة التي كان يعملُ بها زوجي متفوقة على شركة السيد تيجي ، فكان السيد تيجي يحقدُ على هذه الشركة .
بعد سنة توفي مدير الشركة التي كان يعملُ بها زوجي ، فاستغلَ السيد تيجي هذه الفرصة للانتقام ، عرضَ فكرة شراء الشركة على ابنِ مدير الشركةِ التي كان يعملُ فيها زوجي ، و بعد ذلكَ تمَ لهُ ما أراد و اشترى السيد تيجي الشركة و بدأ بالانتقامِ من زوجي ، عن طريق الإثقالِ عليه بالعمل و إزعاجه ، ثم قامَ بطردِ زوجي من العمل ، انتقاماً من زوجي .
لقد ظلَ حاقداً علينا و إلى الآن لا أُحِبُ أن أذكُرَ ذلكَ الرجلُ الشرير ، و لا أُحبُ التحدث عنه ."
و بعدما تحدث ماهر مع السيدة ألكس ، غادر تلالِ القمر و عاد إلى الفندق و روى إليّ ما حدثَ معه
فقلتُ لماهر : " إذن . هل تعتقد بأن مارسيل قد قتلَ السيد تيجي لأن السيد تيجي تصرفَ مع والديه بطريقة سيئة ؟. هل هذهِ هي حقيقةُ القضية ؟ "
أجابَ ماهر : " أنا متأكد بأن يمامورا قد قرر بأنَ هذهِ هي الحقيقية عندما تحدثَ مع أمِ مارسيل . الدليل يقول أنَ ربما تكونُ هذهِ هي الحقيقة . لكنني لا أصدقها . لا بدَ من حلقةٍ مفقودة . إنني أشعر بأنه يجب أن يكون هناكَ شخصٌ آخر قد قتلَ السيد تيجي و لكن في هذه اللحظة أنا لا أستطيع إثبات ذلكَ . و يمامورا يريد للشابِ أن يُعدم "
وواصلَ قائلاً : " لكنني اكتشفتُ شيئاً غريباً . ذهبتُ إلى بيتِ السيد تيجي بعد ذهابي لتلالِ القمر . رأيتُ عصا المشي الخاصة بالسيد مارسيل و الدم عليها و الدم الذي في غرفةِ النوم . رأيتُ العلامات المؤدية إلى محزنِ الخشب . لقد كانت كلها كما قِيلَ في تقرير الصحيفة و لكنني استطعتُ أن أرى سجلات تيجي البنكية الموجودة في البيت . في السنة الأخيرة كانَ يدفعُ كمية كبيرة من المال كلَ شهر لشخصٍ يُدعى بالسيد مادلن
إنني أتساءل من يكونُ هذا ؟!!
" تحدثتُ مع خادمةِ البيت . إنني متأكد من أنها تعرفُ عن القضية أكثر مما أخبرته لرجالِ الشرطة . إنني متأكد من أنها قد كذبتْ عليّ أيضاً .
جلسَ ماهر مع نفسهِ لعدةِ ساعات ، لقد ساعدهُ ذلكَ في التفكير ، كان يحاول أن يجد إجابات لجميعِ الأسئلة التي كانتْ تخطرُ في باله و التي لها صِلة بالقضية .
لكنني استطعت أن أرى إنهُ كان متوتراً و قلقاً . حتى إنه كان أكثر قلقاً في اليوم التالي عندما وصلتهُ رسالة من يمامورا
" لا تُهدرْ وقتكَ في التفكير في قضيةِ مارسيل . دليل جديد يُدينه و يثبتْ بأنهُ القاتل "
قالَ ماهر " يجب علينا أن نذهب إلى بيت السيد تيجي فوراً يا ساهر ........... هيا بسرعة "