كنتُ أمشي بين المروج الخضراء
فرأيتُ جمالاً و نوراً
تابعتُ طريقي فرأيتُ النهر
نهراً أسميتهُ نهر الغيث
نهرٌ كللتهُ الأزهار و الوُريدات
أحاطت بهِ كالعقدِ كالسِوار
زُهور التوليب و اللُوتس و البنفسج
الجوري والأوركيد
تفوح بشذىً طيب من مسكٍ من عنبر
تعزفُ لحناً أسمتهُ لحنَ الحياة
وشوشة الريح تُداعبُ المكان
تُداعب أشجارَ الحقول
وُريدات الياسمين و الفُل تبعث برائحة تثير عبق الذكريات
مشهد جعل الذاكرة تُعيد نفسها مجدداً
و كأن دوامة الذكريات لا تفارقني
ذكرياتٌ و ذكريات
مَزحت الماضي و الحاضر
و لربما ستمزجُ المستقبل
و فجأة بدأت قطرات المطر بالهطول
راائحة المطر
و مشهد كفيديو سينمائي كلاسيكي
راائحة المطر كم أعشقها
تساقطت على الأشجار
فزادتها لمعاناً و بريقاً
أصبحت يانعة الخُضرة
و الأرضُ مزدانة بثوبها الأخضر
توقف المطر بضع ساعات
نظرت إلى السماء فوجدتُ قوساً من الأمل مُرتسمٌ فيها
أطيافُ سبعةٌ ترتسمُ في الأفق
بصيصَ أملٍ كطيفٍ يلوح بالجوار
منظرُ السماء منعكسٌ في النهر
و نسماتُ الريح الجميلة
و تراقصُ قطرات الماء في الهواء
ثم حلّ الليل أخيراً
و ارتدت السماء ثوباً حالكَ السواد
مزخرفٌ بلألِئَ وهاجة تشعُ نوراً
و قمرٍ مترنمٍ يؤنسُ وحدتنا
هدوء و سكينة غمرتِ المكان
قصصُ ألفُ ليلة و ليلة تُرتَوَى
و خيالٌ سرمديٌ لا نهاية له
هذهِ هي أرضُ خيالي