لقد مضى اليومان التاليان بهدوء تام و قد بدأت استوعب مسألة من هو والد ينار بالضبط ؟!.. إلا أن الحيرة لا تزال تسيطر علي بشأن متى صار لذلك الحقير ابنة ؟!..
ها أنا في المنزل أقف في المطبخ و أقوم بجلي الصحون بينما تقف كيت بجانبي و هي تجففها ..!
لم يكن أحدنا قد نطق بحرف فنحن كنا صامتين تماماً و هدوء مع كآبة يغطي الجو ..!
إلا أن صرخة أحدهم أفزعتنا : لينك !!!..
كاد الطبق يقع مني لحظتها و التفت فزعاً إلى الشخص الذي دخل المطبخ و هو يصرخ : ريكايل ما بك ؟!!..
كانت على وجه علامات البشر و السعادة : العمل .. لقد عثرت على عمل !!..
اتسعت عيناي عندها فلم يكن مني إلا أن اسرعت لترك ما بيدي و التفت إليه مصدوماً : أأنت جاد ؟!.. عثرت على عمل لنا ؟!..
أومأ إيجاباً بسعادة : أتصلوا بي قبل قليل و طلبوا أن نأتي و نقدم على مقابلة العمل و يمكننا الاستئناف مباشرة بعدها ..!
أغلقت الصنبور و جففت يدي بينما سألت كيت عندها : و ماذا ستعملان ؟!..
أجاب عندها : أنه محل حلويات صغير ..!
بدت عليها ابتسامة شر : انه المكان الأفضل ..!
دخل أحدهم حينها : بل هو الأسوأ .. لا تعتقدي أن لينك سيسمح لك بتناول الكعك كما تردين ..!
بدا عليها الضجر و الاستياء بينما علقت أنا : ليو محق .. عليك أن تكوني أكثر حرصاً على نظامك الغذائي ..!
جلست على الكرسي بانزعاج واضح بينما التفت أنا لريك : و متى وقت المقابلة ؟!..
- الساعة الرابعة ..!
- إنها الثانية الآن ..! حسناً و ما سيكون عملنا بالضبط ؟!..
- المقابلة ستحدد ذلك ..! إما أن نكون نادلين أو نعمل في المطبخ ..!
تنهدت بتعب فكلا العملين لا يناسبانني ..!
خدمة الزبائن أمر لم اجربه و لو مرة .. أما المطبخ فبالكاد اتعامل مع مطبخنا إضافة أني أحطم صحنين كل اسبوع ..!
أرجوا أن يمر الأمر على ما يرام ..!
.................................................. ..
وقفت مستنداً إلى ذلك الجدار بقلق ..!
ها أنا في ذلك الممر أنظر إلى هذا الباب أمامي حيث دخل ريكايل لتقديم المقابلة ..!
أني اشعر بالتوتر حقاً .. فأنا لم استوعب بعد أني سأعمل بدوام جزيء ..!
نظرتي للعمل سابقاً كانت عبارة عن أني سأكون مديراً لشركة مارسنلي .. و ليس عاملاً في محل حلويات ..!
بل اسم المحل هو أكثر ما يفزع في الأمر !!..
" شوكو شوكو شوكولا " !!..
ما هذا الاسم الطويل التهريجي ؟!..
لكن هذا ما آل إليه الحال ..!
خرج ريك و على وجهه ابتسامة سعيدة : لقد قبلت ..!
ابتسمت له بهدوء : كما هو متوقع منك ..!
ربت على كتفي عندها : لا تقلق .. انها مقابلة بسيطة و أنا واثق أنك ستتجاوزها ..! هيا أدخل الآن ..!
زفرت علي أخرج القلق الذي سيطر علي حينها ..!
و بعدها سرت بخطوات متزنة لأدخل إلى ذلك المكتب مغلقاً الباب من خلفي ..!
فور دخولي رأيت ذلك الرجل الذي يبدو في الثلاثينات من العمر يجلس خلف ذلك المكتب البسيط .. كان يضع قدماً على الأخرى و في فمه سيجارة رخيصة له شعر بني محمر و لحية قصيرة و ملامحه قوية و كأنه لاعب جودو .. فحتى قوامه بدا طويلاً و أكتافه عريضة ..!
بالمختصر مكانه الأفضل هو في ساحة قتال و ليس محل حلوى صغير : اجلس ايها الفتى ..!
يا إلهي .. حتى صوته غليظ !!..
تقدمت بضع خطوات و جلست على مقعد جلدي اسود أمام المكتب و حينها نفث الدخان من فمه وهو يقول : عرف بنفسك ..!
أخذت نفساً عميقاً لأقول : لينك براون .. طالب ثانوية في السابعة عشر ..!
- هكذا .. أنت شقيق الفتى الذي قبلته قبل قليل صحيح ؟!..
- أجل .. انه أخي التوأم ..!
- حسناً .. لقد كان أخوك جيداً للغاية لذا ارجوا أن تصير مثله ..!
لم أرد عندها بينما قال : ما الأماكن التي عملت فيها سابقاً ؟!..
شعرت بالتوتر ثم قلت : آه .. إنها مرتي الأولى ..!
بدا عليه الاستنكار عندها : ماذا ؟!.. أخوك قبل قليل أخبرني عن كثير من الأماكن عمل فيها إضافةً لخدمته أحد الشبان النبلاء لشهرين .. فكيف تكون هذه مرتك الأولى ؟!..
- بعض الظروف جعلته يعمل بينما أنا لا ..!
- حسناً حسناً لا بأس .. لا يبدو أنك ستكون سيئاً ..! عموماً سأجربك اليوم و إن لم تنجح فسيتم طردك من هنا ..!
لم أعلق على الأمر .. انه جدي أكثر من اللازم : بسبب مظهرك الوسيم سأجعلك تعمل خدمة الزبائن ..! دوام العمل يبدأ في الثالثة و النصف و ينتهي في السادسة و النصف قبيل الغروب ..! أربعة أيام في الأسبوع .. من الاثنين حتى الخميس ..!
حسناً .. أعتقد أن التوقيت يناسبني .. هذا يعني أن العمل سيكون ثلاث ساعات متواصلة في اليوم في ايام الدراسة بينما أيام العطل هي إجازة هنا أيضاً ..!
تابع عنها بنظرة حادة : أي خطأ ترتكبه سيخصم من راتبك ..! و التأخر عن العمل كذلك ..!
لم أعلق على الأمر فقال عندها : اذهب الآن و بدل ملابسك .. ستجد زياً جديداً في غرفة الخزائن .. اختر لك خزانة فارغة ..!
أومأت إيجاباً و سرت بهدوء إلى الخارج فور أن خرجت كان ريكايل أمامي : كيف الأخبار ؟!..
ابتسمت بتوتر : قال انه سيجربني اليوم ..!
ابتسم لي عندها : اطمئن .. أنا واثق أنك ستفعلها ..!
سرت معه ناحية غرفة الخزائن وهو يقول : اسمع .. الأمر بسيط .. كل ما عليك هو أخذ الطلبات و ايصالها لطاولة المحاسبة ثم العودة بها إلى الشخص الذي طلبها ..! لكن عليك أن تكون مراعياً لأسلوبك مع الزبائن ..!
تنهدت عندها بخوف : انه اكثر ما يقلقني ..!
ربت على كتفي عندها و بجد قال : اسمع لينك .. أعلم أن الوضع جديد عليك .. لكن عليك أن تكون هادئاً فقط ..! ابتسم للزبون و خاطبه باحترام ..! أحياناً يكون هناك زبائن سيئون قد يلقون عليك ببعض العبارات .. هنا عليك تجاهلهم فقط ..! و إن زاد الأمر عن حده فأخبر المدير و هو سيتصرف معهم أفهمت ..!
أومأت إيجاباً و نبضات قلبي تتسارع أكثر و أكثر .. أشعر أن جسدي سيبدأ بالارتجاف قليلاً بسبب هذا الوضع المرعب !!..
.................................................. ..........
ها أنا أقف في نهاية ذلك الممر أنظر إلى الصالة التي يتم استقبال الزبائن فيها بارتباك ..!
كانت متوسطة المساحة و بها طاولات دائرية بيضاء عليها بعض مفارش السفرة الملونة ..!
حتى الجدران مملوءة برسومات لطيفة لقطع من الحلوى ..!
كنت أرتدي بنطال اسود مع قميص ابيض و رداء أشبه بالمئزر بلون اصفر طبع عليه شعار المحل و يصل حتى منتصف الفخذ ..!
ريكايل استأنف العمل فها هو يقوم باستقبال الزبائن بابتسامة و روح مرحة ..!
لا يجب أن أكون اسوء منه ..!
اخذت نفساً عميقاً ثم تقدمت خطوتين للأمام .. لا تقلق .. كل شيء سيسير على ما يرام ..!
لا أزال اتذكر بعض العبارات التي كان يقولها الخدم و النادلات حين دخولي لأي مكان ..!
سرت أولاً ناحية الباب الذي فتح للتو لتدخل من خلفه فتاتان و ابتسمت : أهلاً بكن آنساتي .. هل احجز لكن طاولة ؟!..
كنا ينظرن إلي بتعجب للحظات رغم الحمرة التي طفت وجههن : خطأ .. ليس هكذا ..!
سمعت ذلك الهمس يأتي من خلفي .. انه ريك لذا همست : إذاً كيف ؟!..
- اهلاً بكما في شوكو شوكو .. تفضلا بالدخول ..!
استدركت ان كلامي معهما كان مبالغاً فيه فأنا كنت أقلد اصحاب المطاعم الفاخرة في هذا .. نظرت بطرف عين لأجد المدير يقف هناك بعيداً و يحدق بي مقطباً حاجبيه ..!
يا إلهي !!..
استدركت خطأي حينها و ابتسمت مجدداً : أهلاً بكن في شوكو شوكو .. تفضلا بالدخول ..!
ابتسمتا لي عندها و سارتا ناحية احدا الطاولات .. تبدوان طالبتي جامعة ..!
وقفت عندهن و أنا أحمل الآلة الخاصة بتسجيل الطلبات فما علي فقط هو أن اضغط على ما تختارانه فتطبع الفاتورة فوراً : ماهي طلباتكما ؟!..
هذه المرة رميت بالنبرة المحترمة عرض الحائط ..!
قالت احداهما عندها : أريد عصير الليمون بأوراق النعناع ..!
بينما ابتسمت الأخرى بعدها : و أنا فنجان شوكولا ساخنة من فضلك ..!
سجلت ذلك بنوع من الارتباك فقد استغرقت بضع ثوان اضافية لتسجيل ذلك فأنا للمرة الأولى استعمل هذا الجهاز ..!
خرجت ورقة الفاتورة منه فذهبت و إلى طاولة المحاسبة لأجد انسة شابة تعمل هناك تبدو كطالبة جامعية بشعر اشقر قصير و عينين زرقاوين ..!
ابتسمت لي : مرحباً ايها الزميل ..!
لم أجد إلا ان ابتسم : أهلاً ..!
أخذت الفاتورة مني و نظرت إليها للحظات ثم قالت : انا ليزا .. أرجوا ان يناسبنا العمل معاً ..!
- تشرفنا آنسة ليزا .. أنا لينك ..!
- سعيدة بلقائك لينك .. حسناً سأناديك بعد أن انتهي لتأخذه للطاولة ..!
كان لقاء تعارف بسيط سارت بعده الآنسة ليزا إلى الطاولة الطويلة خلفها لتبدأ بإعداد المشروبات .. أما الحلوى فيتم اعدادها في مطبخ صغير خلفي ..!
أنا الآخر عدت لعملي فاستقبال المزيد من الزبائن و اخذ طلباتهم ..!
وقفت عند الباب حين دخل رجل و وزجته مع ثلاثة أطفال : أهلاً و سهلاً ..!
راعيت أن تكون ابتسامتي لطيفة من أجل أولادهم الثلاثة حيث أكبرهم يبدو في الثامنة فقط ..!
جلسوا على احدا الطاولات و عندها بدأت بتسجيل طلباتهم حيث تكلمت المرأة بابتسامة : حليب فراولة بقطع الشوكولا بالحجم الصغير و عصير برتقال بالحجم الوسط .. قهوة فرنسية بدون سكر .. و فنجان قهوة تركية .. إضافة إلى كعكة الشوكولا بالكريمة و وافل بالعسل مع قطع الفواكه و كعكة كاراميل بالحجم الصغير و أخيراً كأس صغير من حليب الفانيلا من أجل هذا الطفل ..!
اشارت إلى الطفل الأصغر حينها و الذي يبدو في الثانية من العمر ..!
أجبتها بعد أن سجلته : سيكون عندكم بعد دقائق ..!
أخذت الفاتورة للآنسة ليزا مجدداً و قد اعطتني عصير الفتاتين : خذه لأصحابه ..!
امسكت الصينية بين يدي : حاضر ..!
- خطأ .. يفترض أن تمكسها على باطن كفك ..!
- آه .. حسناً ..!
شعرت بالتوتر عندها فأنا لم أجرب هذا مسبقاً إضافة لكون كأس العصير طويل و كذلك فنجان القهوة بحجم كبير ..!
وضعتهما على كف يدي و رفعتها .. سرت خطوتين و أنا استشعر صعوبة الوضع فهو ثقيل و يهتز في كل لحظة !!..
لحظتها سمعت احد الزبائن ينادي : أيها النادل !!..
لم اكد التفت حتى انزلقت الصينية من يدي لتسقط على الأرض و تحدث دماراً هائلاً مصاحباً لضجة تكسر الكاس و الكوب !!..
الفوضى تعم المكان و أنا أشعر بالصدمة ففجأة الأرض صارت مبلولة بعصير الليمون مع شراب الشوكولا إضافة إلى قطع الزجاج المتناثرة هنا و هناك !!..
شعرت بنظرات خارقة تتجه إلي و ما إن حركت بصري لأصدم بالمدير ينظر إلي و وجهه محمر من شدة الغضب ..!
لم يكن مني إلا أن هتفت حينها : سأنظفه حالاً ..!
جثيت على احدا ركبتي و بدأت اجمع الزجاج في كفي بنوع من التوتر و الرعب !!..
و في اللحظة التي امسكت فيها بإحدى القطع جرحت اصعبي لحظتها و بدأ الدم يسيل منه ..!
بقيت انظر إلى ذلك الجرح للحظات و أنا غير مستوعب لما يحدث ..!
اشعر بالقلق .. لاشك أني سأطرد لا محاله !!..
انتبهت ليد امسكت بيدي حينها ..!
نظرت إلى ريكايل للحظات لأجد ملامحه هادئةً تماماً و قد أخرج منديلاً من جيبه ووضعه على الجرح وهو يضغط أسفله قليلاً بشكل مؤلم بعض الشيء ..!
أخرج بعدها لاصق جروح و بدأ بلفه على الجرح و قد ابتسم : حين تعمل في مكان كهذا فلاصق الجروح يجب أن لا يفرغ من جيبك ..!
انه أكثر قدرة للتحمل مني ..! بل أكثر حكمة و حنية ..!
ابتسمت بنوع من السخرية على نفسي : ربما كان يجب أن تكون أنت الأكبر ريكايل ..!
لم يعلق على الأمر بل بدأ يجمع الزجاج وهو يقول : تابع أنت العمل .. أنا سأنظف المكان ..!
- يمكنني أن أنظفه أنا ..!
- ان فعلت ستستغرق وقتاً و سيغضب المدير .. يمكنني فعلها بسرعة ..!
أومأت موافقاً و اتجهت إلى الباب حين سمعت الجرس المغلق به و الذي ينبه لوصول ضيف جديد ..!
بهدوء قلت : أهلاً بكم في شوكو شوكو ..!
- مرحباً لينك ..!
رفعت رأسي عندها لانتبه لهؤلاء الضيوف ..!
سام .. ماكس .. ايثن .. ريا .. كيت و ليونيل !!..
اتسعت عيناي باستنكار : ما الذي جاء بكم ؟!..
أجابت كيت ببرود : أنا أخبرتهم ..!
تابعت سام بمرح : و أنا أصريت على إلقاء نظرة و اصطحاب الجميع معي ..!
بتردد قال ايثن : عذراً على التطفل لينك ..!
توترت أكثر عندها لكني شعرت بنظرة المدير الغاضبة لجعل الزبائن واقفين لذا بسرعة قلت : عموماً تفضلوا الآن .. سآخذ طلباتكم لاحقاً ..!
سمعت احدهم يناديني : لينك .. تعال من فضلك ..!
اسرعت ناحية الآنسة ليزا لآخذ طلبات العائلة التي استقبلتها قبل قليل و هذه المرة قالت لي : كن أكثر حذراً .. يبدو أنك لم تحمل شيئاً بهذه الطريقة من قبل ..! أنا آسفه كان علي أن اشرحه جيداً ..!
ابتسمت بهدوء : لا عليك .. الخطأ خطأي ..!
ابتسمت لي عندها : اسمع .. حاول ان تثبتها بأطراف اصابعك و سيكون الأمر اسهل بكثير ..!
أومأت موافقاً و في البداية حملت الصينية التي تحتوي على الكعكات و الوافل و سرت بها بضع خطوات مستخدماً أطراف أصابعي لتثبيتها و قد نجح الأمر هذه المرة و اوصلتها لهم بسلام ..!
عدت لآخذ الصينية الأخرى التي كانت أثقل من الأولى حيث تحتوي على المشروبات ..!
لكني حين تركتها على طاولتهم نظر إلي الأب بهدوء : عذراً .. هناك خطأ في الطلب ؟!..
التفت ناحيته و قلبي يضرب بخوف : ما هو يا سيدي ؟!..
نظر إلى الأطباق وهو يقول : لقد طلبنا الوافل بالفواكه لكنك أحضرته بالمكسرات ..! أما حليب الفراولة و عصير البرتقال فقد عكست الحجم بينهما ..! كما أني طلبت قهوة تركية و ليس امريكية ..!
شعرت بالتوتر و تلعثمت عندها و لم أعلم ما أقوله لوقت ..!
و لكني قلت في النهاية : سيتم اصلاح كل شيء في الحال ..!
لكن الأم التي بات واضحاً انها انتبهت لتوتري ابتسمت : لا عليك .. لا فرق كبير في الطلبات ..! يبدو أنك جديد هنا ..! كما أني أرى أن مديرك يراقبك بغضب لذا لا يمكن أن نسبب لك المزيد من المشاكل ..!
التفت بطرف عين إلى المدير لأجده يحدق بي بعينين حمراوين و هناك أبخرة تخرج من رأسه !!..
نظرت إلى السيدة بإحباط : أعتذر ..! شكراً على تفهمك سيدتي ..!
ابتسمت لي مجدداً فسرت بهدوء إلى الآنسة ليزا لآخذ العصير و القهوة الذي اعدته من جديد و أخذتها للفتاتين و بعد أن قدمتها لهما قلت : أعتذر لما حدث سابقاً ..!
ابتسمت لي احداهما بسعادة : لا بأس عليك ..! في الحقيقة كان ذلك رائعاً ..!
نظرت إليها باستغراب لتتابع الأخرى بنبرة حالمة : مشهد أخيك و هو يضع اللاصق على اصبعك كان مذهلاً و كأنه مشهد في فلم !!.. آآآه كان علي تصوير هذا ..!
باستنكار سألت : كيف علمت أنه أخي ؟!..
أجابتني الأولى : ذلك واضح .. أنكما متطابقان و أكاد أجزم أنكما توأمان ..!
- أنت محقة ..! و الآن أتمنى أن تستمتعا بالمشروبات ..!
سرت مبتعداً عنهما بينما هتفت الثانية بحماس : أبذل جهدك في كسر المزيد !!.. تأكد أني سأصورك في المرة القادمة !!..
تلك المجنونة ..!
تجاهلت كلامها و سرت ناحية الباب من جديد فمرة يستقبل رايل احدهم و مرة أنا أفعل ..!
هذه المرة .. دخل شخص صدمني تماماً أكثر من أصدقائي قبل قليل ..!
بقيت تحدق بي للحظات بينما أنا متفاجئ إلى حد كبير ..!
لحظتها قالت بهدوء : ألهذا دعاني رايل لهذا المكان ؟!..
لم أجد رداً .. لم أتوقع إطلاقاً أن أراها اليوم !!..
ابتسمت عندها : ألن ترحب بالزبون أيها النادل ؟!..