عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-14-2016, 09:10 PM
 
.


















.












أيقظه صوتها في تمام منتصف الليل ...

فتح عينيه يحدق مباشرة نحو السقف ..

لوهلة .. أحس بحيرة نادرة .. وكأن جزءا منه يتساءل ..

أين أنا ؟
وما هذا المكان ؟
وكأنه ليس المنزل الذي ولد وعاش فيه أكثر من خمس وعشرين عامًا...





أزاح الملاآت القطنية عنه ونهض ... فعاد صوتها يضج في أنحاء المنزل .. أشبه بالعواء الحزين ..

عواء ذئب وحيد ... ومجروح ..



فتح باب شرفته المطلة على حديقة المنزل ...

إذا كان بإمكانه إطلاق وصف حديقة على المساحة الواسعة الممتدة على طول النظر، و المغطاة بكثافة، بأشجار يعود عمرها إلى عشرات السنين ...
بعضها .. زرع منذ أكثر من مئة عام على يد جد والده بنفسه عندما اشترى قطعة الأرض الشاسعة هذه .. وبنى فيها منزلا ما كان ليعرف بأنه سيكون سر مآسي العديد من نسله ..



الهواء الحار صفع وجهه وجسده ... إنه منتصف أيار بحق الله ...
لم يبدأ الصيف بعد .. وهاهو جسده يلمع بالعرق ..

باختناق .. وهو يمرر أصابعه عبر خصلات شعره الكثيفة ..

أدرك بأن جزءًا من الحمى التي يعاني منها لا يعود إلى الطقس ..


بل إلى البركان المتفجر داخل صدره ..

بركان كتب له ألا يخمد أبدًا .. أن يحرق كل ما حوله بلا رحمة ..

وكأنه لا يسعى إلى الخلاص ..


كان الغضب يغذيه .. ينسيه نفسه ..

يمنحه الطاقة على الاستمرار .. إن توقف .. إن تهاون للحظة ..

تذكر المحظور .. أنه إنسان لا أكثر ...
له قوة وضعف البشر ..

لا فهو لم يكن إنسانًا عاديًا .. هو كان رجلًا مثقلًا بالمسؤولية ..
مسؤولية متعددة الأوجه ..

هو كان سيد هذا المنزل ..

في شرف لم يطلبه أو يتمناه يومًا .. هو كان سيد كل ما فيه ..

ومن فيه .. تعود إليه حمايته .. رعايته ..

والانتقام له .. لكل حجر بني منه ..

لكل شجرة تغذت من دموع أسلافه ..

دموعهم ودمائهم!





نسمة غادرة عصفت في دليل واهي على رقة وجمال الربيع الراحل ...



أخذ "سايبا" نفسًا عميقًا من رائحة الطبيعة .. ونظر إلى الغابة التي لا يجرؤ إنسي على اختراقها بعد أن تغيب الشمس ...

إذ تستحيل بعد اختفاء أي قبس من ضوء النهار إلى مرتع لنوع محدد من الزوار ...

لأرواح أسلافه .. أشباح تتنقل بين كل شجرة وأخرى .. وكأنها تبحث في سجنها السرمدي هذا بين الموت والحياة عن لمحة أو ذكري ..
في كل قشرة لحاء أو ورقة يابسة ...

أشباح لا تحتل الغابة فحسب ..

إذ يحتل بعضها جزءُا من هذا المنزل ...
الذي عجنت كل لبناته من الألم والحسرة

:- جحيم ....... الجحيم!





صوتها بات مسموعا هذه المرة .. إلا أنه لم يجفله .. حتى وبشاعة كلماتها تتردد في أنحاء المكان كالنذير المشؤوم :

-الجحيم قادم .. وسيحرق هذا المنزل .. كل من في هذا المنزل!!





زفر بقوة وهو يغمض عينيه بسأم ... ليت الجحيم يأتي أخيرًا ... ويحرقه هو بداية .. عله يرتاح!


سلام مغزول بالذهب لأبهى صحبة ...
أينما كنتم .. أتمنى أنكم بأتم خير ...

هذا مشاركتي في مسابقة..


فَــــعَاَلَيَهَ [ روأيات في ألافئدة ,, وكلمأتها في ألافواه ]


ذلك كان تمهيدًا للأحداث، وأتمنى أن أرى رأيكم فيه..







.






.
__________________
-









أستغفر الله وأتوب اليه عدد ما ذكرهُ الذاكرون
و غفلَّ عن ذكرهُ الغافلون !


التعديل الأخير تم بواسطة Turow’Z ; 07-15-2016 الساعة 01:05 PM
رد مع اقتباس