شــــفــق ~ عــشـقـي لـلــون الأحـمـر قــــاتـل ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ^_^ آسفة جداً على التأخر في كتابة الفصول الباقية :laaaa: انشغلتُ بمعركة الامتحانات الدامية >< ادعوا لي الفصل الخامس : بين المحاضرتين ، خرجت أمل وشفق لباحة الكلية ، تجولتا للتعرف على الكلية ، ذكبتا للمقصف لشراء الطعام ، وقرب المقصف قابلتا أسامة وهو يتحدث لشاب لا تعرفه شفق ، ووجدتا كذلك طارقاً ولكن شفق لم تهتم لطارق لأن اهتمامها منصب على أسامة ، فهو الشخص الذي تحبه كثيراً ، شعرت شفق بالتوتر عند رؤيتها لأسامة ، ولكنها ذهبت مع أمل على كل حال ، سارت شفق بخطوات مضطربة ؛ جعلت شيماء التي كانت تسير خلفها تتأكد من حب شفق لأسامة ، ومما أكد شكها أن شفق كانت تنظر باتجاه أسامة ثم تدير وجهها بسرعة . ذهبت أمل لشراء الطعام من المقصف ، وتركتها شفق كيلا يزداد الطابور ازدحاماً ، فرآى أسامة شفق تقف وحيدة ، فتحدث إليها وسألها عن أخبارها ، فارتبكت وقالت : هاه ؟ آه .. إم .. آه .. إحم إحم .. أنا بخير وأنت ؟
نظر أسامة إليها متعجباً من ارتباكها ومسح على رأسه ثم ابتسم وقال : أنا مثلكِ .
تعجبت شفق من كلامه وقالت : ماذا ؟ عفواً لم أفهم قصدك . أنتَ مثلي في ماذا ؟؟
فضحك عالياً ، فنظرت شفق إليه وسعدت بضحكته تلك ونبض قلبها سريعاً واحمرت وجنتاها ، ثم أدركت أنه يضحك ساخراً منها فاحمرت وجنتاها أكثر .
ودمعت عيناها قليلاً لأنها لا تريد أن تبدو غريبة الأطوار أمام الشخص الذي تحبه ، فيكفيها الأعوام الماضية التي بدت فيها كائناً غريباً مشوهاً مخيفاً ، فهي تريد تعويض ما فاتها طيلة حياتها ، ولكن كونها تبدو بلهاء الآن أمام من تحب هو أمر سيء ، فالفتيان يثرثرون مع بعضهم حول الفتيات ، ويتسببون بنشر الشائعات عن الفتيات أو فضحهن ، وهي لا تريد ذلك . انتبه أسامة على أنها تدمع ، فقال لها بخوف : هل أنتِ بخير ؟
فقالت : إه ! آه أجل ، الـ ... أشعة الشمس مسلطة على عيني .
مسحت شفق أدمعها ، أثارت ضحكة أسامة انتباه طارق فنظر إلى شفق فوجدها تمسح أدمعها ، فظن طارق أن أسامة قد أبكاها ، فهُرِعَ بسرعة ، وأمسك بقميص أسامة وشده باتجاهه وقال طارق بعنف : هل آذيتَ شفق ؟؟
فتعجب أسامة وقال : شفق ؟؟ أتقصد روز ؟؟ أليس اسمها هو روز ؟؟
فغضب طارق وقال : إذن لقد آذيتها ، خذ هذه !
حاول طارق لكم أسامة ، ولكن الشاب الذي كان أسامة يحادثه " اسمه عادل " تدخل بسرعة ، وصد ضربة طارق بيده و لوى ذراع طارق للخلف ، فأوقفته شفق بسرعة وقالت : كفى ! أرجوك لا تلوي ذراعه ! أرجوكم جميعاً أن توقفوا عن الشجار ! أنتم تلفتون الانتباه ! فلنتحدث بعيداً !
ترك عادل يد طارق ، وتجاوز طارق وأسامة وشفق وعادل طابور المقصف ، ووقفوا في مكان بعيد قليلاً عن طابور المقصف ليس به الكثير من الأشخاص ، ثم قالت شفق لطارق بلوم : أسامة لم يؤذني ، لقد كنتُ أقف في مكان تتسلط عليه أشعة الشمس فدمعت عينيّ ، لم يكن من الضروري أن تتهور يا طارق !
قال أسامة باندهاش : أتعرفينه ؟؟
فردت شفق بارتباك : هاه ! آ-آه .. أجل ، لقد كان جاري في الإسكندرية . أتعرفه أنت ؟
فرد أسامة قائلاً بانزعاج وتهكم : آه من الطبيعي أنك تعرفينه ! بالتأكيد أنا أعرفه ، إنه طارق المشاغب الذي كان يضرب كل من كان يتحدث عنكِ بالسوء ، اشتهر بـ " محامي روز مصاصة الدماء " وهو السبب بكل هذه الشائعات المنتشرة عنكِ ، لو لم يلقِ بالاً لأولئك الحمقى - مطلقي النكات السخيفة عنكِ وعن الآخرين - لما استمروا في إطلاق الشائعات المضللة عنكِ لإغاظته فقط ! وفرح كذلك - عاشقته الولهانة المتيمة به - ضلع أساسي في إطلاق كم هائل من الشائعات عنكِ لكي يكرهكِ طارق ويلتفت إليها هي .
انزعج طارق وقال : ألا تنوي السكوت أم أُسْكِتُكَ أنا ؟؟
فابتسم أسامة ابتسامة تهكم وقال : هاه ؟ وماذا ستفعل إذن ؟؟ هل انزعجتَ لأني قلتُ الحقيقة ؟؟
رد طارق وقال : شفق تعلم أني أحبها ! وأنا واثق أنها ستحبني كذلك . لذلك ارتح بالاً وابتعد عنا ! لا تنسَ أنك أيضاً كنتَ تدافع عنها معي بين الحين والآخر ! وأن الفتيان الذين يغارون منكَ قد روجوا لمزيد من الشائعات عن شفق لأنك دافعتَ عنها .
ارتبك أسامة وقال : إ-إن هذا لأني أكره النميمة والغيبة ، ولا أحب أن أترك أحداً يُظْلَم أمامي بدون أن أدافع عنه . لستُ جاراً قريباً لشفق ، ولكني كنتُ أسمع من جيراني القريبين منها عما يحدث معها بالمنزل ، لذلك فأنا أعلم معاناتها أو على الأقل أعلم جزءاً منها .
شعرت شفق أنها وسط دوامة كبيرة ، فقد انتشرت أخبارها في مدرستها وفي مدرسة الفتيان ، وربما في مدارس أخرى وأحياء أخرها ، وكل ذلك بدون علمها ، فجيرانها أخبروا جيرانهم عما يحدث لشفق ، وظلت أخبارها تتناقل من جار إلى جار ، ومن حي إلى حي ، لا تعلم إلى أي مدى امتدت الشائعات أو إلى أي مدى امتدت أخبار معاناتها التي تمثل إحراجاً كبيراً لها .
انخرست شفق ولم تستطع الرد ، بكت بدموع غير مرئية ، بكت داخلها بدون أن يراها أحد وصرخت بداخلها بدون أن يسمعها أحد فقالت لنفسها بحزن وصراخ : لماذا لا يستطيع الناس الصمت فقط ؟؟ لماذا يجب أن يفضحوا غيرهم تحت مسمى " أنظروا ماذا حدث لفلان ؟ " أو " أتعلمون ما حدث لفلانة ؟ " ، ربما يكون ذلك بدافع الشفقة ، أو بدافع الفضول ، أو لإيجاد موضوع للحديث والثرثرة عنه ..... لم أكن أعلم أن أسامة يعلم بشأن معاناتي هو الآخر .... ألا يكفيني طارق
استمر طارق وأسامة في الشجار ، وعادل يحاول التدخل لإيقاف شجارهم ، وشفق لا تسمع ما يقولون ؛ لأنها انشغلت بالاستماع لأفكارها الحزينة ، فجأة شعرت شفق بحمل يُرْمَى على كتفيها ! حمل ثقيل جداً ! كان هذا الحمل هو ذراعيّ شيماء ، اللتين التفتا وأحاطتا برقبة شفق ، قالت شيماء مبتسمة : مررررررحباً صديقتي القديمة شفق ! اشتقتُ إليكِ كثيراً يا محتالة ! لماذا لم تأتي لتسلمي عليّ ؟ ألم تشتاقي لصديقتكِ شيماء ؟؟ هاه ؟ هاه ؟ هاااااااااااااااه ؟؟؟
حاولت شفق الإفلات من شيماء وقالت لها : دعيني أيتها اللئيمة ! متى صرتُ صديقتكِ ؟؟
انزعجت شيماء من شفق وقالت بطريقة درامية مثلتها بحركات بجسمها وذراعيها : لئيمة ؟؟ واااا حسرتااااااه على الصداقتاااااااااه !
نظر الجميع إليها بتعجب من تصرفاتها ، فقالت بنبرة يائسة : حسناً حسناً .. لن أمزح ، فقط على الأقل أظهري بعض الاهتمام بي ، نحن صديقتان منذ سنين يا روز !
نظرت إليها شفق بغل وقالت : لا تناديني بروووز هذا أبدااااااً !!!
ردت شيماء ببرود قائلة : حسناً لا داعي لكل هذا الغضب يا روز .-. !
انزعجت شفق من شيماء وقالت لها بغضب : ألا تفهمين أني أكره هذا الاسم كثيراااااً ؟؟؟ اسمي هو شفق ! شفقققققق !!!
قالت شيماء ببرودها المعتاد بابتسامة مرحة : امممم لا بأس إذن يا رو- شفق !
فجأة هجمت أمل على شفق وشيماء من خلفهما وقالت : مااااا بكما تتركانني هكذا وسط معركة الحصول على الطعام ؟؟ لقد انخلع حجابي بسبب التزحام الشديد والتدافع أيتها المزعجتان ، وتشاجرتُ كثيراً بسبب قلة النظام ! وأنتما هنا وافقتان تتحدثان بعد أن تخليتما عني -.- ! أيتها النذلتان الشريرتااااااااان !!
قالت شفق : آ-آسفة لقد حصل شجار فحاولتُ إيقافه يا أمل !
قالت شيماء باندهاش : ماذا ماذا ماذاااااااا ؟؟؟؟؟ أنتما تعرفان بعضكمااااااااا ؟؟؟
سألت أمل : ماذا ؟ هل تعرفينها يا شيماء ؟؟
فردت شيماء : إنها روز التي كنتُ أحدثكِ عنها يا أمل !
فقالت شفق بغضب : اسمي شفق ! روز هو اسم أطلقته عليّ زوجة ...
آه .. لا ....
وضعت شفق يدها اليمنى على فمها لأنها شعرتْ أنها تفوهت بكلام لا تريد البوح به ، فهي لا تريد لأحد معرفة كل أسرارها ، فقالت ببرود : إنه اسم أكرهه كثيراً ، اسمي الحقيقي المسجل في شهادة ميلادي هو شفق ، لذلك رجاءً نادوني جميعاً شفق .
قالت أمل : ولكن اسم شفق يحتوي على الكثير من الدم ! إنه اسم دموي ....
فقالت شفق : إنه اسم أحبته أمي لأنه يذكرها باللون الأحمر .
قال طارق : مَن قال إنه اسم دموي ؟؟ بل إنه اسم جميل جداً ، يذكرنا بأجمل منظر على الإطلاق ، منظر الغروب أو الشروق .
قال أسامة : صدقتَ يا طارق .
تعجبت شفق ونظرت لأسامة وطارق وقالت : هل تصالحتما ؟؟
فنظر أسامة وطارق لبعضهما وتذكرا أنهما كانا يتشاجران ، فأبعدا وجههما للجهة الأخرى ، ولكن ما لبثا أن انفجرا ضحكاً .
شاركهما عادل الضحك ، ولكنه ضحك داخلي ، فهو شاب بارد لا يحب الضحك كثيراً ، ويكتفي بالابتسام فقط كمظهر خارجي ، أما داخله فهو يضحك من أعماق قلبه على موقف أسامة وطارق .
نظر عادل لشعر شفق البني الجذاب المتطاير وقال لها : هل أنتِ في السنة الأولى ؟؟
ردت شفق : إه .. آه أجل .
فابتسم عادل وقال : إذن سيكون لنا لقاء آخر بإذن الله .
تعجبت شفق وقالت : هاه !
فابتسم عادل وانصرف ، ثم توقف ونادى على أسامة ليلحق به ، حملق أسامة قليلاً في شفق ، ثم ذهب خلف عادل وتحدثا مع بعضهما . قال عادل لأسامة : هل هذه الشفق هي روز التي كنتَ تحدثني عنها ؟؟
قال أسامة : آه أجل يا عادل .
ابتسم عادل وقال : هِه ! يبدو أنها ستكون سنة مسلية كثيراً على ما يبدو ، هلا أخبرتني بالمزيد عن هذه الشفق أو هذه الروز ؟؟
قال أسامة مبتسماً : بكل سرور ، ولكن لماذا ؟؟
صمت عادل قليلاً ونظر للسماء ، ثم قال بنبرة هادئة دافئة : أشعر أنني أرغب بمعرفة المزيد عنها ! يدفعني الفضول لمعرفتها أكثر فأكثر !
ضحك أسامة عالياً ثم قال : وأنا سأرضي بئر فضولك بماء الحديث عنها وعن أسرارها يا صديق الطفولة !
ابتسم عادل ولم يعلق ، بل اكتفى بالاستماع لحديث أسامة الشيق ، وبالنظر للسماء والتحديق فيها أثناء الإنصات له .
بقي طارق يحاول التحدث مع شفق ، ولكن شفق صدته وقالت له : أذكر أنك قلتَ لأسامة أنك واثق أنني سأحبك ، من أين جلبتَ كل هذه الثقة ؟؟
احمر وجه طارق خجلاً ، وقال لها : لـ لماذا لا تحبينني ؟؟ أنا واثق أنكِ ستحبينني لأنه لا يمكنكِ ألا تحبي شخصاً يحبكِ كثيراً ! أنا أشعر بذلك .
ابتسمت شفق ابتسامة باهتة وقالت : لا تكن واثقاً ، الثقة الزائدة في مشاعرك قد تقتل ! والثقة الزائدة بوجه عام قد تقتل أيضاً !
حزن طارق من كلام شفق ولم يعلق ، قاطع حديثهم دخول هشام الذي قال بمرح : مررررحبااااااً سيداتي أقصد آنساتي ، وسيدي ! مرحباااااااً يا آنستي أقصد أميرتي أمل ! لم أركِ منذ نتيجة الثانوية العامة !
شعرت أمل بالإحراج فجرت ذراع هشام وأبعدته قليلاً عن مكان وقوف شفق وشيماء وطارق وقالت هامسة : أصمت يا هشام ! سيفهمون الأمر بطريقة خاطئة أيها المزعج !
توجه هشام لمكانهم وقال بمرح : هل هذا صحيح يا جماعة ؟؟ هل ستفهمون الأمر بطريقة خاطئة ؟؟
انزعجت أمل وذهبت باتجاهه وقالت له بغضب : لو كنتُ أريدهم أن يسمعوا أيها الأحمق ما كنتُ لأشد ذراعك بعيداً !!
تنهدت شيماء وقالت : آسفة يا جماعة ، هذا المهرج هو ابن عمتي هشام ، مهرج ثقيل الظل نشأتُ معه وتربيتُ معه منذ الطفولة ، لا أدري فعلاً كيف استطاع الانتساب لكلية الطب ذات المجموع العالي ! لا بد أنه قد غش في الامتحان !
انزعج هشام من كلام أمل وقال : لااااااااا >_< ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟؟؟ >< أنا شاب مجتهد وعبقري ولم أغش في الامتحان إلا مرة أو اثنتين أو ثلاثاً وربما أربعاً أو خمساً .. إمممم أقسم أنها لم تتجاوز العشر مرات .
صرخت أمل وقالت : آآآه منكككك !! كف عن المزاح وتصرف كشخص راشد ! لا أدري حقاً أهذا طبيب أم مهرج ؟؟ كيف ستعالج الناس ؟؟ هل ستلبس سماعة والمعطف الأبيض أم ستلبس ثياب المهرج المضحكة ؟؟
قال هشام بانزعاج : كفى كفى كفى كفــــــــى !!! مذ كنا صغيرين وأنتِ تشوهين سمعتي أمام أصدقائك >< لا أريدهم أن يأخذوا فكرة سيئة عني ! توقفي الآن وإلا أخبرتُ والدتكِ -.- .
استمرت أمل وهشام بالشجار ، بينما ضحكت شيماء وطارق عليهما ، واكتفت شفق بالتحديق فيهما والابتسام فقط ، فقد علمت أنها أمام ثنائي يغلف الحب حياته ، إلا أن كل من طرفيّ الثنائي لا يريدان الاعتراف بذلك الحب . فقد بات طيف الحب المرفرف في الأرجاء واضحاً للجميع وإن لم يكن واضحاً للمحبَّيْن نفسهما ، إلا أن العالم شاهد على هذا الحب الرقيق الهادئ اللطيف .
انتهت الاستراحة ، فأتت فتاة رقيقة هادئة اسمها بسمة ، كانت زميلة شفق في المرحلة الثانوية ولطالما أرادت مصادقتها إلا أنها خجلت من عرض الصداقة على شفق خشية أن ترفض ، فقالت لشيماء وهي تنهج من شدة التعب : وأخيراً عثرتُ عليكِ يا شيماء ! هيا المحاضرة على وشك البدء .
نظرت بسمة لشفق فاحمرت وجنتاها وقالت لها : مـ مرحباً روز !
فانزعجت شفق وقالت لها : لاااااااااا تنادينيييييييييييييي بروووووووز !! اسمييييي هووووو شفق !!!
فزعت بسمة من تصرف شفق وركضت وهي وتبكي وصرخت قائلة : آآآآآسفةةةة !!!
نظرت شيماء لشفق بفقدان أمل ، وشعرت شفق أنها أخطأت في حق بسمة ، ثم استعد الجميع لدحول المحاضرة الثانية ، ثم دخلوا قاعة المحاضرة بانتظار دخول الأستاذ . نهاية الفصل الخامس آسفة جداااً على الصور المتنوعة غير المترابطة >< اضطررتُ لوضع بعض الصور كنوع من التقريب للأذهان فقط لذلك فهي من أكثر من أنمي .
ما تعليقكم على هذا الفصل ؟؟ ^_^
التعديل الأخير تم بواسطة Freesia | فريسيا ; 07-17-2016 الساعة 01:02 PM |