عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-17-2016, 12:10 AM
 
أسطورة بياتريس l الروحُ التي اختفت !












-
بياتريس .
روح من أساطير رومانية قديمة .
عرفت على أنها دمآر حل بعاصمة روما قبل أربعة مئة سنة قبل الميلاد .
أينما وجدَ الفرح تحول للأسى بحضرة كلماتها .
هل تجرأ أحد وحاول قتلها ؟
أي مجنون مستعد لأن تحل به اللعنة فليتفضل .
استسلمت النفوس للواقع ,لكن قلبا واحد رفض .
دعى النجمة في السماء .
" أنقذينا "
وبعدها روح بياتريس اختفت .


مع السنين أصبحت بياتريس أسطورة تحكي عنها الجدات لتخيف بها الأطفال
تحكي لهم قصة عن فتاة ... بداية القصه كانت أغنية لطالما غنتها بياتريس لأزهار الفالنتينا
" ابتسمي يا صغيره , الحياة قصيرة , أطفال , أشجار , دماء الخرير .
ابكِ يا صغيري , وانظر للسمآء , الغيوم بعيدة , بعيدة جدا عني كي ألمسها
هناك ..هناك فوق التلال الخضراء , سأمسك الأحجار الكريمة , سأتمنى الهناء
بعيدا بعيدا , فوق الغيوم سأحلق يوما وأنادي كل الزهور , أسماك , ألوان , أسماء
هذا سيختفي , كلمات القديس تعلو في أذني , لا تموتي يا زهور , لا تغرقي يا بحور
لا ترحلي يا ألوان . ليس السواد ما أبتغي . لكن أن أرادت الحياة تركي ..فليذهب كل السرور
لتعمَ الأحزان المكان , لا تضحكي لا تلعبي. لا .... تفرحي "




-

كنا ثلاثة , ستيف , جورج وأنا لوك . كان علينا أن نلتقي في متحف المدينة الأثري , تبا خطط ستيف جعلتنا ما نحن عليه الأن , لو لم يُسقط الأحفورة في الماء لما كنا ننجز عقابا الأن حول الأساطير الرومانسية السخيفة .
الناس تستمتع في عطلتها الصيفية و أنا أبحث عن هذه الخرافات التي مضى عليها الدهر وولى .

أفكاري كانت تنغمس في السواد وفي كل دقيقة أسمع فيها العصافير التي بدى لي وكأنها تستمتع بمياه النافورة في الحديقة , وصوت الأطفال يستمتعون بلعب الكرة , والرفاق الذين جاؤوا ليتنزهوامع كلابهم ..أشعر بالغضب وأريد قتل ستيف .

شعرت بيد باردة على كتفي التفت فتقدم اليَ ذلكَ الشاب الوسيم وجلس بجانبي , أخرج سيجارة من جيبه وبدأ يدخن قبل أن يباشر بتحيتي , عيب جورج الوحيد هو التدخين , انه كالشاب المثالي , لو كنت فتاة فحتما سأقع في حبه كباقي فتيات جامعتنا . عيون داكنه السواد وبشرته نافست الثلج على لونه وشعره حريري أبي اِلا أن يتلون بلون التوت البري الفحمي . لقد كان لطيفا بما فيه الكفاية وقرر مشاركتنا العقاب وتفويت كل العروض التي قدمها له الجميع من رحلات لأماكن مختلفه للاستمتاع بنسيم الصيف ورمي تعب الدراسه المرهقة , عجيب أمره . انه حتما الصديق المثالي , وهو أنيق جدا في ملابسه , لكن مع ذلك أنا لا أستطيع فهم مشاعره حقا خلف تلك الابتسامة دائما


لقد أتي سيد مشاكل , يمكنك استشعار وجوده فهو يقوم بجلب الفوضى معه أينما كان , قبل أن يصل الينا اصطدم بعربه خضر والأن كل الطماطم على الأرض , يالهي سأتصرف كأني لا أعرفه . لكن جوروج بادر الى تقديم يد العون , كما هو متوقع .


-
" اذن لنبدأ بتفحص الجناح الخامس , توجد لوحة طروادة هناك . وتوجد أيضا لوحة للفنان دانتي ~ الجحيم ~ يمكننا أن نكتب الكثير عنهما . ثم سنذهب للجناح الأول , حيث توجد أهم أسطورة ...
- أسطورة بياتريس ها ؟
أجاب ستيف على كلام جورج . الأخير الذي أكتفى بأن يومئ .
لم نستغرق الكثير من الوقت في جمع المعلومات عن أول أسطورتين كل ما احتجنا اِليه كانت موجودة في الدليل .
- أنظر يا سيد مقطب الحاجبين طوال الوقت , في النهاية العقاب أصبح مكافأه , حسبت أن الأمر سيكون مملا لكني أحظى بوقت ممتع ..
واصل ستيف الضحك , لكن توقف بعد أن شعر بنية القتل صادرة مني واختبأ كالفأر خلف جورج .
- أيها الجرذ , سأقتلك فور أن ننتهي , كنت أريد البقاء في المنزل وأنا بسببك الأن مضطر للخروج .
" لا داعي للاِنزعاج لوك , لا يجب أن تكون انطوائيا هكذا , أنت اِنسان يجب أن تعيش مع غيرك "
- أن البشر حثالة جورج , انهم حثالة .

-
وقفتَ أمام تلك الحسنآء من وراء السياج الحديدي الذي وضع لمنع الزائرين من الاِقتراب أكثر , تأملت في اللوحة المعلقة أمامي , لأول مرة يدهشني شيء . كانت قسمات وجهها تنفي أنها من أصل روماني غابر حتى , شعر ليليكي طويل حتى أن الرياح كانت تتسابق لملامسته فتراه يتراقص على اللوحه , تبدو لي أكثر أنها من القرون الوسطى بفستانها الطويل الذي أراد ان يماثل لون شعرها , لم تكن عيونها واضحه , لقد كانت مغلقه , اِنها أشبه بالأميرة النائمة . بياتريس هل كانت بهذا الجمال حقا ؟ أم أن الرسَام قد بالغ في لوحته ؟
- هل هذه هي الروح الملعونة ؟
وقف ستيف محدقا مثلي وكأن ما هذا الجمال خُلقَ ملعونا .
" أجل , لقد تم وصفها بعد سنين من اختفائها بأنها كانت ساحرة باعت روحها للشيطان من أجل الحصول على الخلود الأبدي "
تكلم جورج وللمزيد من الاِيضاح واصل كلامه : يحكى أنه ما من شي حدثت به الناس اِلا وقد حدث , لكن كل ماكانت تفعله هو الاِنذار بالكوارث والاُمور الحزينة , فعرفت على أنها رمز للدمار والحزن , هناك البعض ممن وصفها بآلهة الحزن والبعض بآلهة الحقد . أجل بياتريس لم تكن تلكَ الفتاة المظلومة التي أحبت الجميع رغم كرههم لها , لقد بادلتهم الكراهية , وحقدت على كل البشر , لكن لا أحد يعلم لماذا اختفت فجأة أو كيف فعلت ذلك ؟ وهل مازالت حية ..
تركت ستيف يواصل الحديث مع جورج وبقيت أنا أنظر لها في اللوحه , رفعت بدي قليلا كما لو أني أريد تحسسها ,
بدأ شعرها يتحرك أمام عيني , بدأتَ أرى الباب يفتح خلفها , النجوم تتحرك , لم أفهم ماذا يجري هل انا أهلوس ؟
كلا , لم أكن كذلك . ولم أكن وحدي , صوت ستيف العالي أتى من خلفي قائلا : ماذا يحدث ؟
انتبهت على ما كنا فيه . الأرض تهتز , الزجاج يتطاير والعجيب هناك شي يضيئ مكان اللوحة كما لو ...كما لو أنه بوابة ...تم سحبنا اِليها ..

-
أشعر بألم في رأسي , أسمع ضوضاء غير مفهومة , فتحت عيني والرؤية ضبابية , لقد كانت هناك حركة ونشاط في السوق ..ولكن ماذا نفعل في السوق , ولماذا يرتدي الناس فساتين وتنورات قصيرة , التفت حولي بسرعه ..كلا , جورج , ستيف أين هما ؟ ما هذا المكان الناس تبيع وتشتري الخضر , الفواكه , الناس ؟ . بدأت أشعر بالثقل فوق صدري , أشعر أكثر كأني أختنق , أغرق , الناس ..الناس في كل مكان أنظر اِليه .ما هذا ؟ مالذي يحدث ؟ اِقترب مني رجل مسن ...لكنه يرتدي تنورة فقط , انه يتحدث بلغة غير مفهومة , لقد اخافني , هربت ..هربت بسرعه من هناك , وجدت طريقا للغابة .

-
مر وقت وانا أسابق الريح بقدمي , أركض وأركض . حينما تمكن مني التعب توقفت لألتقط روحي التي شعرت بها تخرج . جلست بجانب الشجرة أخيرا , تنفست الصعداء , ما هذا ؟ هل للبوابة التي ظهرت لها علاقة ؟ ومن ملابسهم تلك ...هل ..عدنا بالزمن للوراء ؟ هل عدنا لعصر قديم ؟ يبدو لي كما لو أننا في روما قديما جدا . لقد رأيت مرة عرضا وثائقيا , الأمر مشابه , تلكَ البنيان الحجرية والأعمدة الرخامية , تلكَ التيجان فوق الرؤس بذلك الشكل .. وتلك الملابس ....نحن حتما في روما في زمن قديم ...وضعتُ يدي على فمي , هل انتقلنا حقا ؟ مازلت لا اصدق , لا أستوعب , تبا ..لا يوجد وقت للراحة يجب أن أجد الباقي ..أو هذا ما ظننته قبل ن أتعثر بغصن كان محفورا في الارض, انزلقت وتدحرجت مثل الكرة التي لا حول لها ولا قوة لأسقط في النهر , ماذا يمكن أن يكون أسوا مما أنا فيه الآن ؟ أنا لا أجيد السباحه , يالهي ماذا يجري ؟ أنا أغرق , كل هذه الأفكار ...ِ اِن رأسي يؤلمني , كلا هذا ليس الوقت لأفقد فيه وعييِ , وأنا أقترب نحو القعر أكثر فأكثر , لمحت شيئا قد بدأ يسبح نحوي .. هل هو تمساح؟ , هل سيقضي علي . هل كانت التماسيح موجودة أنذاك ؟... اقترب مني ذلكَ الجسد فاتضحت الصورة لي مرة أخيرة قبل أن يغمى علي , لكن أعتقد أني كنت أهلوس فقط ...فتلك كانت الفتاة ...كانت بياتريس آتية نحوي .






نهاية الفصل الأول


__________________
لست هنا
رد مع اقتباس