الموضوع
:
قلمٌ ذهبي ~ تخبط" في العتمة
عرض مشاركة واحدة
#
67
07-17-2016, 01:30 PM
أمير الظلآم
__
بين كل فترة واخرى ، اندرو ياخذ اخويه لزيارة امه ، الان هم يتحلقون حولها وقد اخبره الطبيب قائلا :
_ استيغظت مرتان فقط ولكنها ليست بكامل وعيها وقد كانت تسأل عن زوجها ... وايضا همست بشيء ك(قلادة) ولكنني لم افهما جيدا .
ظهرت الحيرة على وجه اندرو ، القلادة التى كثيرا ما يسأم من تعليقها بعنقه ويتساءل عن سبب وجودها ! قال في نفسه :
" القلادة كانت لابي ايضا .. ترى هل تعلم امي شيئا معينا عن ابي ؟ "
ثم سأل الطبيب : هل تتحسن ؟ .
اومأ الطبيب بالنفي : عقلها عاجز تماما عن الوعي الكامل .
فقبض اندرو يده ، شعر بدفعة من الحزن .. القلق .. وربما الغضب ايضا ، عليه ان يكون اكثر قوة في مقابلة الواقع ، لكنه تراجع واستدار مغادرا المكان .. وهذه اقرب ردة فعل تستحضره الان .
غادر اندرو .. والاستناد الى الجدار في الخارج افضل من النظر الى امه المريضة ، وبينما هو كذلك اذا بالطبيب إلكر يمر مجددا من امامه ... إلى امه ، وبسبب الوعد الذي قطعه ليوشيانو قبل ثمان سنوات .. عندما كان طالبا في الثانوية .. سيبذل جهده في مساعدته . الكر كعادته يمتلك ردات فعل باهتة تجاه الاخرين ، لم يعطي اندرو اهتماما ودخل .. تحرك اندرو سريعا ولحقه آملا ان تستعيد امه وعيها كما حدث سابقا .
_ مرحبا دكتور .
_ أهلا بالطبيب المتدرب إلكر .
الوجه الخاوي الشارد عاد لالكر وهو يحدق بالسيدة مايلين - أم اندرو - اسلوبه الخالي من يوشيانو متبلد لأبعد مدى .. جاد ويمتلك ردات فعل متأخرة وصامتة ، قال :
_ ألم تعي بعد ؟ .
وكأنه تسمر اذ لم يحرك ساكنا بعد هذا السؤال وحتى لم يرمش ، امسك الطبيب فكه وجعد حاجبيه ثم اجاب :
_ اتعلم ؟ وكأن هناك ما يمنعها من ذلك ، لا تبدي ردات فعل طبيعية .. يخيل الي في بعض الاحيان انها تلجم كي لا تبوح بسر ما ! .
تقدم بخطى خفيفة ووقف إلكر قربها ، ثم وضع يده على غرتها .. مسح عليها ، ثم دنى من اذنها فترامى شعر ناصيته الكثيف ملامسا السيدة .. وهمس .. شفتاه فقط كانتا تتحرك وقف اطار مبهم .. اندرو اقترب في محاولة لسماعه ولكن طنين الاجهزة اوقفه مندهشا .. ان نبضها يتحسن ! استقام إلكر .. وسط ذهول الطبيب واندرو ، ضيق عينيه وكأنه اكتشف امرا جديدا ، ادخل يده في جيب معطفه واخبر نفسه :
" كما توقعت ! .. انها تعلم شيئا ما عن زوجها .. وربما حقيقة اختفا~ أه !! "
انشغل كليا مع تفكيره لتصيبه الحيرة من هذه الدفعات التي يتلقاها وتهزه كاملا ، وصاحبها ينادي :
_ أيها الطبيب ، ارجوك اجب .. ما بك ؟ ، هل امي بخير ؟ .
التفت خلفه بحيرة والى الاسفل ، اندرو يمسك معطفه الابيض ويدفعه محاولا تنبيهه .. والقلق لعب بثنايا وجه الصغير تماما ، هذه المراءة التي لا يعتبرها ذا الذقن اكثر من وسيلة لكشف تلك القضية .. أم هؤلاء الاطفال ! .. في الحقيقة شعر بالذنب ، فجثى على الارض و قبل ان يقول جملته كان يحك اصابعه بطرف السرير في تدبر :
_ ستسمع صوت امك الان يا اندرو .
_ سلت يا عم .
_ أجل انا عم ! .. لست متأكدا ولكني سأحاول .. كل الذي سأفعله ، سأحاول ان اسماعها بعض الكلمات عن والدك .
وهذا الذي فعله ، قال لها مغيرا نبرة صوته :
_ مايلين .. مايلين .. هذا انا بيرفريد ، أجل بيرفريد آلانسو ، هيا حاولي مساعدتي وانهضي .. تحدثي الي .. انا لاأزال حيا .. مايلين .
كذب .. ان كان كذب ! .. فليكن ، هو تعمد ذلك كي تتحدث الى اولادها ، فهل هذه ما يسمونها بالكذبة البيضاء ؟ وحقا .. اخذت تستجيب بالتدريج ، بداءا من تكرارها لاسم زوجها .. الى ان فتحت عينيها .. ببطء .. ولازالت ناعسة .. قد تنظر وتحرك عينيها في عدة اتجاهات ، بتبلد ، وريبة وخمول .. لكنها لا تستجيب لأحد ، وكأن عقلها في مكان اخر استبشر اولادها وتهللوا فرحا ، اجتمعوا حولها وبين يديها يسألونها .. يخبرونها بمدى حبهم لها وحوجتهم .. ولكنها ظلت شاخصة البصر .. ادمعت عيني ليو وامتلأت عيني اندرو سعادة
_ أين .. أين بيرفريد ؟ .
_ ركزي اكثر .
سألت عن زوجها بقلق وتعب ، فرد إلكر عليها .. قبع اندرو امامها وقال :
_ أمي هذا انا ، ابنك اندرو .. أمي .
نظرت اليه ، لا يبدو انها تراه ولكن .. في وهلة ، اتسعت عيناها و من بين شفاهها نطقت ، قالت بهمس في دهشة :
_ اولادي ؟ .
عض إلكر اسنانه مستبشرا وقال في نفسه :
" انها تعي بما حولها تماما ! "
فابعد اندرو من امامها وقال لها :
_ سيدة مايلين ، اين هو بيرفريد ؟ .
اتسعت عيناها بخوف ثم أدمعت بالم اخبرت بعض الاحرف لتقول : ايها الطبيب .
ثم جحظت عيناها فجأة .. فقر فاهها وهي تشهق ، ابتعدت عن عالمنا وشفاهها ترتجف ، نطقت :
_ دعوني .. ابتعــ
ثم هوت ساقطة وفقدت وعيها ، وضع الكر عليها الغطاء ، ويبدو غارقا في التفكير ، ثم هم بالمغادرة ، لكن صوت اندرو اوقفه
_ انتظر .
التفت اليه محتارا ، فقال اندرو :
_ سألتها عن ابي .. ولم تدعني اتحدث اليها ، لدي الكثير لاقوله لها .
عل حاجبيه وقال في نفسه :
" انا فعلت ذلك ؟! "
_ اخبرني بما تعرفه انت عن والدي ؟ .
سأله اندرو وهو يتتبع بعينيه مسار ذقن الاخر فاشار صاحبها بيده الى نفسه بنظرت ناعسة وقال :
_ انا احاول ان اعرف شيئا ! وانا اسف على قلة انتباهي للأمر .
عبس اندرو اكثر وقال مغادرا : كيف تكون طبيبا بهذه الاخلاق ؟! .
_ اخلاقي ؟!! .
__
اندرو وليام في طريقهما الى المنزل بعد ان ابتاعا حاجيات العشاء ، لم يكلف نفسه عناء التفاعل مع كلماته الهادئة - اندرو - وقال :
_ لا ادري من اين ظهر ذلك الطبيب المزعج ، ولكنه يعرف شيئا عن الامر .
_ ربما له علاقة بصديق والدك ؟ .. او ربما له علاقة بآنجلو كرس ! .
_ ومن المحتمل ايضا انه هاو لا اكثر ! .
قال اندرو الجملة الاخيرة وهو ينظر الى الشاب الذي يصرخ غاضبا .. الشاب يتمسك بباب منزلهم باحدى يديه وبالاخرى يقبض بعنف على بطنه اسنانه تعض بعضا وكأنه يتألم .. يشتم ويسب دون مبالاة .. يبدو ان الالم يعطيه شعورا من الثمل وفقدان التركيز .. كانت المراءة التي يقصدها .. هي امه ! .. امسك بطنه ، واغمض عينيه ثم صرخ :
_ قلت لك العيش هكذا سيصيبني بالجنون ! دعيني وشأني ! .
وفارقها مهرولا .. مع الحزن الذي اعتراها هزت رأسها أملا ان يعود الى رشده ، مر من قربهما ممتعضا وهو يتمسك ببطنه .. نظرا اليه .. وكأنه هو ! .. ولكنه مصاب ، الدم يسيل حتى الارض .. اتسعت عيني ليام وهو يحملق بالشاب
_ هذا الشاب مصاب ! .
قال اندرو مستغربا ليقول ليام بجفن متسع :
_ عرفته .. انه صديق ليوسيان ! .
.
أمير الظلآم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أمير الظلآم
البحث عن المشاركات التي كتبها أمير الظلآم