الموضوع: موعظة جليلة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-20-2008, 02:26 PM
 
موعظة جليلة




مَوْعِظَةٌ


عِبَادَ اللهِ اتَّقُوا اللهِ وَبَادِرُوا بِالتَّوْبَةِ قَبْلَ أَنْ يُغْلَقَ عَنْكُمُ البَابَ ، وَابْتَدِرُوا الأَوْبَةَ قَبْلَ أَنْ يُرْخَى دُونَكُمْ حِجَابُهَا ، وَانْتَهِزُوا فُرَصَ الحَيَاةِ فَقَدْ اقْتَرَبْتْ السَّاعَةُ وَتَضَاعَفَ اقْتِرَابُهَا ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ ﴾ فَيَا عِبَادَ اللهِ تَذَكَّرُوا مَوَاقِفَ الخَلائِقِ بَيْنَ يَدَي العَزِيزِ الجَبَّارِ فِي يَوْمِ يُحَرَّرُ فِيهِ الحِسَابُ ، وَأَعِدُّوا لِلْحِسَابِ صَوَابَ الجَوَابِ ، فَلا بُدَّ أَنْ يُطْلَبُ مِنْكُمْ عَلَى كُلُّ مَسْأَلٍة جَوَابُهَا ،


وَاجْتَنِبُوا التَّسْوِيفَ فَإِنَّ سُيُوفَ المَنِّيَةِ قَاطِعَة ، يَا مَعْشَرِ المُسَوِّفِينَ أَظَنَنْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الدُّنْيَا مُخَلَّدُون ، وأنتمُ مَعَ العَاصِينَ قَاعِدُونَ ، كَمْ مَرَّتْ بِكُمْ مَوَاسِمُ الطَّاعَاتِ ، وَأَنْتُمْ عَنِ اسْتِغْلالِهَا بِالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ رَاقِدُونَ ، فَمَا بَالُكَ أَيُّهَا الغَافِلُ تُسَارِعُ فِي مُتَابَعَةِ هَوَاكَ ، مَعَ أَنَّكَ فِي العِبَادَةِ مُتَكَاسِل ، وَتُتْلَى عَلَيْكَ آيَاتُ مَوْلاكَ وَأَنْتَ عَنْهَا مُعْرِضٌ إِعْرَاضَ الجَاهِلَ تَسْمَعُ المَلاهِي فَتَمِيلُ إليها بِقَلْبِكَ وَتُبْصِرُ المَنَاهِي مِنْ تِلفزيُون وَفِديو وَسِينمَاء وَسَافِرَاتٍ وَصُور فَلا تَتَحَرَّكُ وَلا تَتَمَعَّرَ ، هَلْ أَنْتَ مُكَذّبٌ بِالتَّحْرِيم ، أَوْ مُتَشَّكِكٌ فِي البَعْثِ وَعَذَاب القَبْرِ وَالحِسَابَ وَالصِّرَاطِ وَالمِيزَانِ ، فَيَا مُؤْمِنًا بِيَوْمِ الحِسَابِ تَهَيأ لِلْمُحَاسَبَةِ ، وَيَا مُذْعِنًا بِحُقُوقِ الرَّبِ اسْتَعِدَّ لِلْمُطَالَبَةُ وَيَا طَوَيلَ الأَمَلِ كَمْ آمَالٍ أَصْبَحَتْ خَائِبَة ، فَكَأنَّكَ بِالمَوْتِ وَقَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِكَ وَنَزَلْتَ فِي القَبْرِ مَعَ عَمَلِكَ وَحُشِرْتَ وَعُرِضْتَ عَلَى عَالم سَرِِيرَتِكَ وَعَلانِيَّتِكَ وَكَأَنَّكَ بِالحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَالحِسَابِ بَيْنَ يَدَي اللهِ عَزَّ وَجَل ، وَكَأَنَّكَ بِالأَهْوَالِ وَالمَخَاوُفِ وَقَدْ أَحَاطَتْ وَاشْتَدَّ الخَوْفُ وَالوَجَلُ وَكَأَنَّكَ بِالجَحِيمِ وَقَدْ سُعِّرَتْ وَقَدْ أُزْلِفَتْ ، فَالبِدَارَ قَبْلِ انْقِضَاءَ الأَعْمَارِ .
شِعْرًا:
يَا وَيْحَ مَنْ أَنْذَرَهُ شَيْبُهُ
(


وَهُوَ عَلَى غَيّ الصِّبَا مُنْكَمِشْ
(



يَعْشُوا إِلَى نَارِ الهَوَى بَعْدَمَا
(


أَصْبَحَ مِنْ ضُعْفَ القُوَى يَرْتَعِشْ
(



لَمْ يَهَبِ الشَّيْبَ الذِي مَا رَأَى
(


نُجُومَهُ ذُو اللُّبِ إِلا ارْتَعَشْ
(



فَذَاكَ إِنْ مَاتَ فَسُحْقًا لَهُ
(


وَإِنْ يَعِشْ عُدَّ كَمَنْ لَمْ يَعِشْ
(



فَهَاكَ كَأْسُ النُّصْحِ فَاشْرَبْ وَجُدْ
(


بِفَضْلِهِ الكَأْسِ عَلَى مَنْ عَطِشْ
(


آخر:
تَجرّدْ مِنَ الدّنيا فإنّك إنّما
(


خَرجْتَ إلى الدُّنيا وأنتَ مُجَرَّدُ
(



وَتُبْ مِنْ ذُنُوبٍ مُوبِقَاتٍ جَنَيْتَهَا
(


فَمَا أَنْتَ فِي دُنْيَاكَ هَذِي مُخَلَّدُ
(


آخر:
وَمِنْ عَجَبِ الدُّنْيَا كُوني وَصَبْوَتِي
(


إليها عَلَى سِنِّي كَأَنّي وَلِيدُهَا
(



أُجَارِي اللَّيَالِي لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ
(


مُشِيحًا كَأَنِّي تِرْبُهَا وَطَرِيدُهَا
(



اللَّهُمَّ اهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ السَّبِيلِ ، وَوَفِّقْنَا لِلْفِقْهِ فِي دِينِكَ القَوِيمِ ،

واجعلنا مِنَ العَامِلِينَ بِهِ قَوْلاً وَفِعْلاً الدَّاعِينَ إليه ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ الأحْيَاءِ منْهُمْ والمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .

رد مع اقتباس