الموضوع: قلب أبيض صافٍ
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-19-2016, 05:56 AM
 









التفت إليها الرجل منفعلا وقال: لا تحاولي خداعي أيتها الفتاة...هذا الفتى مجرم ويجب أن يأخذ جزاءه...لقد قتل كل أسرتي ويجب أن يموت
حدقت فيه بشفقة كبيرة وقالت بصوت دافئ حزين وهي تحول ناظريها إلى هيرو الذي يقف مشدوها :- أفهم شعورك سيدي...ولكن يجب أن تعرف بأنني المسؤولة عن إخلاء القرى الفضائية وأنني المسؤولة الحقيقية عما جرى لأسرتك....
قاطعها هيرو صارخا: رلينا ماذا تفعلين....هل جننتِ !
أبعدت ناظريها عنه ووجهته نحو الرجل قائلة: سيد دارك لويس قصاصك معي وليس مع هيرو يوي
تأملها الرجل لبرهة ثم قال بحزم: ليس لدي وقت لمثل هذا الجدال يا آنسة....لا أستطيع قتل من لم تحمل سلاحا في حياتها...ومن تسعى لحماية السلام...سأكون حينها مضطرا لكي أواجه انتقام كل أهل الأرض والقرى الفضائية.




التفت إلى هيرو وأردف: هذا الفتى شهم ونبيل وسيقبل بأن يضحي من أجلك...ففي النهاية هو من دمر القرية...أليس كذلك سيد هيرو !
أومأ هيرو برأسه مواقفا ونظره معلق برلينا، ضغط على نفسه ليستجمع كل ما يملكه من ببرودة وقسوة وخاطبها بحدة وجفاء قائلا:
- رلينا...ابتعدي من هنا حالا وانسي أمري...وإلا لن أسامحك أبدا!
شهقت رلينا بفزع ،تطايرت خصلات شعرها الكستنائي الناعم لتحجب مقلتيها اللتين اغرورقتا دموعا، استدارت وقالت بجفاء مصطنع:
-كما شئت هيرو...ولكنني لن أغادر الشاطئ حتى لو لم تسامحني...!
ساد الصمت لبرهة إلا من أصوات الأمواج الهادئة، قطعه صوت الرجل الحاد وهو يقول:
-من الأفضل أن تسمعي كلامه يا آنسة سوف لن يسرك ما سترين....لقد انتظرت طويلا ولم يعد هناك وقت سأنفذ مهمتي بعد خمس ثوان!
التفتت مفزوعة وراحت تترجاه بلا توقف لكن دون جدوى، أحست أن قلبها يتقطع من شدة الألم وأنها في كابوس مرعب لا يريد أن ينتهي، سقطت على ركبتيها ودفنت وجهها بين كفيها وهي تنتحب بشدة، لم يستطع هيرو أن يفتح عينيه خوفا من رؤيتها على تلك الحال، كان نحيبها يمزقه ألما فوق ألمه الذي لم يعد يحتمل،وتمنى لو ينتهي هذا العذاب بأسرع وقت ممكن،ولكن أمنيته لم تخب فقد عاد ذلك الزناد يصدر صوته المشؤوم، سكن المكان للحظة، ليمزق السكون مجددا بصوت رصاصة خرقت الأجواء، تلتها أصوات متعددة من كل مكان، تراجع الرجل مفزوعا ليكتشف أن المكان محاط بأربعة شبان، أما هيرو فلم يكن يصدق أنه لا يزال على قيد الحياة، هتفت رلينا فرحة: ديو ......،
وضع ديو يده على خصره وقال مداعبا: يجب أن تشكرني يا صديقي فقد أنقذت حياتك في آخر لحظة....
قاطعه ذلك الصوت الرجولي الخشن:- لا تحلم بذلك .....لن يمنعني أحد عن الثأر لأهلي
انطلقت تلك الرصاصة لتستقر في الجانب الأيمن من صدر هيرو ليسقط كورقة ذابلة أضناها التشبث بغصن بال، وسط صرخات الجميع واندفاعهم لانقاذه ، هبت رلينا إليه وهي تصرخ بهسترية، ألقت بجسدها المتهالك بجانبه، وأسندته إلى حجرها، أزاحت خصلات شعره عن محياه المنهك، وراحت دموعها تسابقها لتنهمر على وجنتيه ، حركته برفق ممزوج باضطراب كبير،خاطبته بيأس ورجاء: هيرو أجبني هيرو...
أخذت تتحسس دقات قلبه ورأته وهو يحاول التنفس ببطء شديد، بينما وقف الشبان الأربعة يتأملون ذلك المنظر غير مصدقين.
أزاحت يده عن صدره ،وأطلقت شهقة اقشعرت لها أجساد الجميع،حركت رأسه يمينا و شمالا رافضة أن تصدق ما رأته وراحت تهزه بعنف كبير منتحبة:
هيرو أرجوك...لا ترحل..هيرو ... أجبني.... أرجوك قاوم..سنأخذك إلى المستشفى حالا...لا تستسلم أرجوك....هيرو .....رد عليّ.....
أحست بيد حانية على كتفها، استدارت آملة أن تفيق من هذا الكابوس المرعب، لتجد ذلك الشاب الأشقر يرنو إليها بشفقة وحنو، خاطبها بصوت دافئ :اهدئي رلينا...دعيني أفحصه، حركت رأسها رافضة وقالت محتجة : لن أبتعد عنه كواتر...دعني أرجوك...
يتبع





التعديل الأخير تم بواسطة Crystãl ; 02-18-2018 الساعة 03:46 PM
رد مع اقتباس