عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 07-24-2016, 01:42 PM
 


انتبهت لنفسي و قلت بتوتر : أهلاً بك في .. شوكو شوكو ..!
كتمت ضحكتها عندها : يا له من أسم ..!
أنا لا أكاد أصدق ؟!..
أهي على وشك الضحك ؟!..
هل ابتسمت لي قبل قليل ؟!..
أتتصرف كأن شيئاً لم يكن و كأنها لم تغضب مني المرة الماضية ؟!..
سارت للحظات و تجاوزتني : حسناً .. أين أجلس الآن ؟!..
نظرت إليها للحظات و فكرت : ما رأيك بالجلوس هناك ؟!..
أشرت لإحدى الطاولات فالتفتت إلي : هناك أشخاص يجلسون عليها ..!
ابتسمت لها : انهم أصدقائي أنا و ريك .. و أود لو تتعرفين عليهم ..!
بادلتني الابتسامة عندها مما جعل قلبي يخفق بشدة ..!
منذ زمن لم أرى ابتسامتها ..!
سرت معها ناحية طاولة بقية أصحابي و حين وقفنا بقربهم قالت هي بلطف : أيمكنني الجلوس ؟!..
نظروا إليها جميعاً للحظات فقلت عندها : أنها من معارفنا أنا و رايل ..! أسمها ميشيل ..! أرجوا أن تكونوا ودودين معها يا رفاق ..!
نظرت إليها عندها و ابتسمت و أنا أقول : سأعرفك بهم ..! ايثن .. ماكس .. سام .. أنهم أصدقائي من المدرسة الجديدة ..! كيت و ليونيل من جيراني ..! و هذه ........!
صمت عندها حين لاحظت أن ريا كانت تطأطأ رأسها بنوع من التوتر ..!
لحظتها اتسعت عيناي حين تذكرت ما حدث المرة الماضية فميشيل رأتني مع ريا حينها ..!
كان علي قول شيء لكن ميشيل صدمتني لحظتها بقولها : آه تذكرتها ..! لقد رأيتها معك في ذلك اليوم ..! لكني لا اتذكر اسمك يا آنسة ..!
بدا على ريا القلق أكثر وقد أوشحت بوجهها : اسمي ريا ..!
لكن ميشيل بمرح قالت : تشرفنا يا ريا ..!
ابتسمت سام عندها : تفضلي بالجلوس ميشيل ..! انك تبدين شخصاً لطيفاً و مرحاً كثيراً ..!
جلست عندها بالقرب من كيت وهي تقول : يسعدني سماع هذا منك ..!
نظرت إلى ايثن عندها : ماذا تطلبون ؟!..
اجابني بابتسامة : لقد اخذ ريك طلباتنا قبل قليل ..!
نظرت لميشيل و ابتسمت : و أنت ميشيل ؟!.. ماذا تطلبين ؟!..
ابتسمت لي مجدداً : لا بأس بعصير التوت ..!
- على الفور ..!
لحظت عندها أن ريا كانت تختلس النظر للحظات ..!
لكني لم أعلق على الأمر بل سرت ناحية الآنسة ليزا لأعطيها الفاتورة الجديدة ..!
لحظتها اقترب ريكايل مني و همس : المدير غاضب منك ..!
بتوتر قلت : لما هذه المرة ؟!..
- لقد وقفت مع الأصحاب لوقت طويل ..! تذكر أنك في مكان عمل لينك ..!
- يا إلهي ..! لم اتعمد هذا ..!
- اسمع لدي حل .. تعال معي حالاً ..!
لم أعلم ماذا سيفعل لكنه سحبني بسرعة ناحية تلك الطاولة في الزاوية حث يجلس ذلك المدير المرعب و قال في الحال بابتسامة : حضرة الرئيس ..! ما رأيك بأداء أخي ؟!..
أخرج السيجارة من فهمه و هو يقول : فاشل تماماً ..!
شعرت بالإحباط لحظتها بينما تابع ريك بذات ابتسامته : أنت محق ..! اعلم أنه يستحق الطرد ..!
نظرت إليه باستنكار بينما علق المدير باستغراب : و إذاً ؟!..
- هناك بيانو في زاوية المحل على منصة صغيرة ..! ما قصته ؟!..
- العازفة في إجازة و لم أجد أفضل منها ليعزف عليه ..!
- حسناً .. ماذا إن قلت لك أن أخي هذا فاشل في كل شيء عدا العزف على البيان ..! لقد جمع مهارته و موهبته في كل الأشياء بعزفه على البيانو فقط !!..
- حقاً ؟!.. للأسف ذوقي صعب و ذلك البيانو قديم و يصعب التعامل معه ..!
- صدقني أنه ماهر و سيعزف عليه بشكل يجعلك تبتسم بلا شعور ..!
- و ماذا إن كان غير ذلك ؟!..
- يمكنك طردنا سوية حينها ..!
اخذ يفكر للحظات قبل أن يقول : لا بأس ..! رغم أني سأخسر نادلاً جيداً مثلك ..!
نظر ناحيتي بنظرة قاتلة : إن اخفقت في هذا أيضاً .. فسأطردك لا محاله !!..
ابتلعت ريقي و أنا أفكر في أنه يتمنى أن يقول فسأقتلك !!..
سرت مع ريك قليلاً و همست باستياء : ما الذي فعلته ؟!..
- أتريد أن تطرد ؟!..
- لا !!.. و لكن تعلم أني لا أحب الموسيقى ..! ثم كيف علمت أني أعزف جيداً مع أني لم اعزف لك و لا مرة من قبل ؟!..
- السيدة إلينا كانت عازفة ماهرة و قد اسمعت اليها عدة مرات .. لاشك أنها علمتك حتى لا تكون أقل منها ..!
- لا تقران مهارتي المتواضعة باحتراف أمي ..!
حدق في بجد : عموماً إما العزف أو الموت !!..
تنهدت عندها و سرت ناحية ذلك البيانو الخشبي ذو التصميم القديم ..!
جلست على الكرسي الصغير أمامه و فتحت غطاء لوحة المفاتيح و نظرت إليها للحظات ..!
انه قديم بالفعل .. أعتقد أن عمره عشرون عاماً على الأقل ..!
أخذت نفساً عميقاً و نظرت إلى دفتر النوتات الموضوع فوقه ..!
أخذت أقلب في الصفحات و أنظر إليها .. أستطيع قراءتها بسهولة فهي ليست صعبة و هذا جيد ..!
كنت أشعر أن جميع من في المقهى يراقبني بمن فيهم اصدقائي ..!
لكني استجمعت طاقتي و اخترت إحدى النوتات البسيطة و بدأت العزف ..!
انطلقت الحان تلك الموسيقى اللطيفة الوردية و التي تشعر بانتعاش الربيع الذي قد بدأ يطرق الأبواب بينما نحن نودع الشتاء البارد القارص ..!
منذ زمن لم أعزف على البيانو ..!
ان الوضع غريب .. هذا البيانو قديم .. حتى أني لا ارتدي قفازات و اصبعي المجروح يعطي منظراً غريباً حين يضغط على المفاتيح ..!
بدا الأمر ممتعاً نوعاً ما فأنا أعزف الآن لأنقذ نفسي من الطرد و في الوقت نفسه اسمع صوت الجرس المعلق بالباب يرن كل لحظة !!..
بعد عدة دقائق أنهيت تلك السمفونية و ضغطت على المفتاح الأخير لأتوقف و اخذ نفساً عميقاً لحظتها .. نجحت !!..
سمعت أصوات تصفيق خلفي .. الكثير من الأصوات ..!
و فور أن التفتت صدمت بالمنظر فكثير من الأشخاص كانوا يقفون و يصفقون لي بحماس و السعادة واضحة على وجههم ..!
- انه عازف ماهر رغم صغر سنه ..!
- و وسيم أيضاً ..!
- تلك الموسيقى كانت رائعة !!.. و كأنك في حفلة فخمة ..!
- أجل .. رغم ان هذا البيانو قديم و قد كان يصدر أصوات مزعجة في الماضي ..!
- ما رأيك أن نشرب القهوة بينما نستمع إليه لبعض الوقت ..!
- بسرعة لنجلس على تلك الطاولة الفارغة ..!
و هكذا بات المحل مزدحماً بلا سابق انذار حتى أن الآنسة ليزا بدأت العمل في الخدمة بينما وقف المدير خلف طاولة المحاسبة بعد ان اتصل ببعض العاملين الآخرين الذين يعملون في أوقات أخرى ليحضروا للمساعدة ..!
كان رايل ينظر لي بابتسامة عندها و كأنه يقول أنني نجحت بالفعل ..!
هذا رائع .. الزبائن يسمعون الموسيقى من الخارج فيدخلون على الفور !!..
لذا اشتعل حماسي و اسرعت لاختيار سيمفونية أخرى و بدأت العزف مجدداً و أنا أسمع عبارات الإطراء من حولي ..!
..................................................
كانت الساعة تشير إلى السادسة و النصف حين وقفت مع رايل أمام المدير في مكتبه و هو ينظر إلينا ببرود ..!
لقد أنهينا العمل و ساعدنا في التنظيف ..!
و ها هو سيخبرنا إن كنا سنستمر بالعمل هنا أم مصيرنا الطرد ؟!..
أخرج سيجارته من فمه و نفث بعض الدخان قبل أن يقول : قمتما بعمل جيد .. أظن أني لن أطردكما حالياً ..!
لا أعلم ما قصده بـ " حالياً " هذه .. لكن من المريح أنه لن يطردنا ..!
تابع كلامه عندها : أنت يا لينك ستعمل في العزف فقد جذبت الزبائن الذين سمعوا صوت الموسيقى من الخارج .. على الأقل حتى تعود العازفة الأصلية ..! أما أنت يا ريكايل فعملك كنادل شيء جيد و الزبائن يطرون على اسلوبك و لطفك و هذا ممتاز ..!
شعرت بالارتياح عندها و كذلك ريك الذي ابتسم بهدوء : شكراً لك حضرة المدير ..!
- انصرفا الآن .. يستحسن أن أقوم الآن بالبحث عن مزيد من العاملين إن كان الوضع سيكون هكذا يومياً ..!
خرجنا من الغرفة بعدها منهكين تماماً ..!
نظرت إلى ريك حين تذكرت شيئاً : أأنت من دعوت ميشيل إلى هنا ؟!..
أومأ إيجاباً : أجل ..!
- لما بالضبط ؟!..
- أمممم .. تستطيع القول أنها مساعدة طفيفة ..! اردتك أن تحسن من صورتك عندها ..!
- حسناً .. أرجوا أن هذا نفع ..!
- اسمع الآن .. سأعود إلى المنزل مع كيت و ليو ..! و انت اذهب مع ميشيل لبعض الوقت ..!
شعرت بالتوتر عندها : حقاً ؟!.. أتعتقد أنها ستوافق ؟!..
ابتسم لي : اطمئن ..! لقد بدت غير غاضبة اليوم ..! أن مزاجها جيد لذا عليك استغلال هذا ..!
أومأت موفقاً عندها : انت محق ..! فهذا لا يحدث إلا نادراً ..!
اتجهنا أولاً لغرفة الملابس و بدلنا ثياب العمل ثم خرجنا من باب العاملين و فور أن وصلنا للشارع كان البقية جميعاً هناك ..!
ركضت ناحيتي سام بحماس : لينك !!.. أنك مذهل !!.. لقد بدوت كأمير و أنت تعزف على البيانو ..!
ايثن كان مذهولاً أيضاً : لم أعتقد أنك ماهر إلى هذا الحد ..!
ابتسمت لهما : لست ماهراً حقاً .. فأنا لا احب الموسيقى أصلاً ..!
ضحك ماكس بخفة : أرأيتم ؟!.. حتى الحمقى لديهم مواهب ..!
تنهدت بضجر : لا أعلم من الأحمق بيننا بالضبط ؟!..
نظرت إلى كيت التي كانت تنظر إلي ببرود : هل أعجبك أنت أيضاً ؟!..
بذات برودها قالت : أجل .. أنه مذهل و أنت عازف ماهر لقد ادهشتني بالفعل ..!
إنها لا تبدو صادقةً إطلاقاً !!!..
أما ليو فقد علق بملل : و أخيراً هناك شيء يجيده هذا المغفل ..!
نظرت إليه بجمود : لا احب سماع شيء من المشردين ..!
ضحك ريك عندها : كان يوماً حافلاً في النهاية ..! لكني اصدقكم القول أن عزف لينك أنقذنا من الطرد ..! هيا ليو .. كيت .. لنعد للمنزل ..!
قطبت تلك الصبيانية حاجبيها : و لينك ؟!..
- لديه بعض الأعمال ..!
- و ابرتي ؟!..
- هاري موجود هناك ..! هيا بنا ..!
تنهدت بضجر لكنها لم تعترض بل سارت مع ريك و ليو سيراً فالعمارة قريبة من هنا ..!
ميشيل كانت تقف مع البقية دون أن تقول شيئاً لذا قلت بعد تردد : اه .. ما رأيك بالسير قليلاً ؟!..
ابتسمت بهدوء : لا مانع عندي ؟!..
هتف ماكس بصدمة : أأنت رفيقة لينك ؟!!!!.. الأحمق له رفيقة و أنا ليس لدي !!!!..
ضربت سام رأسه بشدة عندها : من هي المسكينة التي ستحب فتاً مجنوناً و قصيراً مثلك ؟!!..
كاد يبكي عندها و قد صرخ : أنت فضيعة سام !!.. أنا لست أقل جمالاً من هذا الأشقر الذي يملك نسخةً أخرى !!..
استنكرت الأمر : نسخةً أخرى ؟!..
ابتسم ايثن بلطف : واضح انه يقصد ريكايل ..! عموماً اذهب الآن لينك و دعك من هذا المغفل ..! سنعود نحن للحي ..! لذا استمتع مع الآنسة ميشيل ..!
قبل أن أقول شيئاً تدخل أحدهم : و لكنني لست رفيقته !!..
نظر الجميع ناحية تلك الفتاة التي قالت هذا ببساطة ..!
هنا سألت سام بتعجب : حقاً ؟!..
- أجل .. نحن مجرد معارف فقط ..!
لم اعلم ماذا أقول عندها ؟!.. هل يعني هذا الكلام شيئاً أم لا ؟!.. انه يبدو و كأن ميشيل تعتبرني مجرد شخص تعرفه و ليس شخصاً مميزاً إطلاقاً ..!
تنهد ماكس براحة : هذا مريح ..! اذاً ليس لديه رفيقة ..! ما رأيك ريا ؟!..
نظرت ناحيته ريا بتوتر عندها : ماذا ؟!.. آه .. لا أعلم ..!
استغرب ايثن الأمر : ما بك ريا ؟!.. أنت لا تبدين طبيعية طيلة اليوم ؟!..
ربتت سام على كتفيها من الخلف و ابتسمت : أعلم السبب ..! يوجين لن يكون في المنزل اليوم بسبب الرحلة التي ذهب بها طلاب السنة الثالثة إلى الريف ..! ما رأيك أن تبيتي عندي الليلة ريا ؟!..
ابتسمت بتصنع عندها : لا داعي .. أنها ليلة واحدة وحسب .. سيعودون في الغد ..!
تذكرت عندها أن طلاب السنة الثالثة انطلقوا اليوم في الصباح الباكر بالحافلات من أجل الرحلة التي يقوم بها طلاب التخرج في كل عام ..! يوجين من بينهم أذاً ..!
سار بعدها بقية رفاقي عائدين إلى الحي بينما بقيت مع ميشيل وحدنا أخيراً ..!
نظرت ناحيتها بهدوء : لننسى مشاكلنا لبعض الوقت ..!
نظرت إلي هي الأخرى : أنا نسيت كل شيء بالفعل ..!
لم أفهم قصدها بكل شيء .. لكني أرجوا حقاً أنها لا تعني ما تقول ..!
.................................................. ...
جلست على تلك الأرجوحة في تلك الحديقة الصغيرة بينما جلست ميشيل على الارجوحة الأخرى ..!
الساعة تشير للثامنة مساءاً ..!
و خلال الساعة الماضية كل ما كنا نقوم به هو السير هنا و هنا مع الحديث في اشياء بسيطة ..!
لحظتها : أنظر ..!
التفت إليها لأجد أنها تحمل هاتفاً نقالاً فنظرت اليها حالاً : رائع .. هل اشتريت واحداً ؟!..
أجابت بابتسامة : لقد اشترته لي جوليا ..! ليديا تعطيها راتباً ممتازاً لعملها في الملجأ ..!
- هكذا إذاً ..! مبارك ..! أيمكنني الحصول على رقمك ؟!..
- لا بأس ..! سأمليه عليك الآن ..!
أخرجت هاتفي و سجلت رقمها .. ثم اتصلت به ليرن هاتفها و قطعت الاتصال : ستجدين رقمي الآن في سجل المكالمات ..!
قامت ببعض الأشياء في الهاتف : لقد سجلته ..!
ابتسمت حينها : ماذا سميتني ؟!..
قلبت الهاتف ناحيتي لأقرأ الاسم .. " الغبي " ..!
قطبت حاجبي : يا لك من فضيعة !!..
ضحكت بخفة : انه اسم يناسبك ..!
- سترين إذاً ..!
أخذت هاتفي و سجلت رقمها ثم أريتها ..!
قطبت حاجبيها بغضب : أنا لست مجنونة !!!..
ضحكت عندها : و أنا لست غبياً ..!
- بلا !!.. غبي !!...
- و انت مجنونة ..!
- لن أكلمك بعد الآن ..!
- حسناً .. ما رأيك أن أسميك بالآنسة الجميلة ..!
- هذا مرفوض !!!..
- لما ؟!..
- لا أردك أن تسميني باسم ودود كهذا ..!
- أذاً عليك أن ترضي باسم المجنونة ..!
- غبي !!..
صمتنا بعدها للحظات دون نطق شيء ..!
حركت الأرجوحة قليلاً : كيف حال الأطفال ؟!..
أجابتني بهدوء : بخير ..! انهم متعلقون بليديا حالياً ..! وكذلك بالسيد ماثيو ..!
نظرت إليها حينها : ألا يزال ماثيو يزور الملجأ ؟!..
حركت أرجوحتها عندها و أجابت دون أن تنظر إلي : أجل ..! انه يقضي جزءاً من وقته معهم و بقية الوقت مع جوليا ..!
اذاً ذلك المثالي لا يزال مهووساً بحسناء الملجأ ..!
استدركت شيئاً عندها : هل التقيت بماثيو أنت أيضاً ؟!..
أن كانت كذلك فلا شك أنه سألها عني ..!
أوقفت أرجوحتها و تنهدت بضجر : بسببك أضطر للهرب كلما علمت أنه موجود ..!
تنهدت براحة حينها : آسف لتسبيب هذا لك ..!
- لا بأس ..! لقد اعتدت على ازعاجك لي في كل وقت ..!
- أهذا عتاب ؟!..
- عده كما تشاء ..! لكني لم أعد أبالي بالأمر ..!
لم أعلم ماذا أقول عندها ؟!.. لكن ميشيل تبدو طبيعية هذه المرة و كأنها تجاهلت كل ما حدث في الماضي ..!
سألت عندها : صحيح ..! سمعت من رايل أن جاريكم يسكنان معكم أيضاً ..!
علمت أنها تقصد ليو و كيت ..!
ابتسمت عندها : ليس الأمر هكذا ..! ليو كان يبيت عندنا حين يكون زوج أمه موجوداً .. لكنه منذ شهر تقريباً بدأ بالعيش معنا تماماً ..! أما كيت فشقتها مجاورة لشقتنا كما أن أخاها الأكبر هو صاحب العمارة ..! و هي تقضي يومها كله معنا فنحن نتناول الوجبات معاً أيضاً ..!
- هكذا إذاً ..! أصدقاءك أيضاً لطيفون ..!
- انت محقة ..! أرأيت ذلك المدعو ماكس ..! لقد درس مع ريكايل في السابق لبضعة اشهر ..!
- آه حقاً ؟!.. يا للمصادفة ..! ايثن و سام لطيفان كذلك ..! ريا أيضاً لكنها هادئة تماماً ..!
شعرت بالتوتر حين ذكرت اسم ريا ..!
لم أعلم ماذا يجب علي ان أعلق على الامر لكني اكتفيت بالصمت ..!
تحدثنا عن أمور أخرى عادية كأمور الدراسة و اعتيادي على الوضع الجديد و كذلك عن حياة ميشيل و عملها ..!
صارت الساعة تشير للتاسعة عندها فوقت لأقول : ألا تشعرين بالعطش ؟!.. لندخل لذلك المحل و نشرب شيئاً ..!
و قفت معي و سرنا سويةً خارج الحديقة ثم قطعنا الشارع لنصل لمحل عصائر ..!
حين دخلنا لم يكن هناك سوى القليل من الاشخاص لذا جلسنا على أقرب طاولة ..!
حين وصلت نادلة في عمرنا : أهلاً بكم .. ما طلباتكم يا سادة ؟!..
نظرت إلى ميشيل التي قالت بهدوء : كأس من عصير البرتقال ..!
قلت من خلفها : و أنا بالمثل ..!
- ألن تأكلوا شيئاً ؟!..
- لا شكراً لك ..!
لم تمر سوى نصف دقيقة حين عادت بالعصير ..!
ارتشفت رشفة منه عندها : أتعلم .. كان عزفك مذهلاً اليوم ..!
نظرت إليها عندها و ابتسمت : حقاً ؟!..
أومأت ايجاباً بابتسامة صغيرة : أجل ..! لكني لست مدهوشة كالبقية ..! فلاشك أن كل من عاش حياتك السابقة سيتعلم العزف على آلة ما ..!
- انت محقة ..! رغم أني لا احب الموسيقى إلا أن مجتمعي أجبرني على تعلمها ..! الكل هناك يجيد العزف ..! حتى دايمن الأحمق ماهر على الأورغ ..!
- كما هو متوقع من ذلك العالم ..! ابناءهم يجب أن يكونوا مثاليين في كل شيء ..!
- محقة ..!
بعد ما انهيت كأسي دعوة النادلة و دفعت الحساب عني و عن ميشيل التي شربت نصف كأسها ..!
عندها قالت : لدينا مدارس غداً .. لذا يجب أن نعود لمنازلنا ..!
أومأت إيجاباً عندها و لكن قبل أن نقف أخرجت شيئاً من حقيبتها : قبل ذلك ..! لدي أشيء أعطيك اياه ..! أو بالأحرى أعيده لك ..!
تركت ذلك الشيء لا الطاولة لأتفاجأ بالخاتم الذي اعطيته لها في السابق مصاحباً للوعد الأخير ..!
نظرت إليها بجد : و أنا لا أريد أخذه الآن ..!
بهدوء قالت دون أن تنظر إلي : لقد أنتهى كل شيء لينك ..! لنتابع كصديقين عاديين هكذا و حسب ..! ابحث لنفسك عن فتاة أخرى ..!
وقفت حينها منزعجاً : أنت لم تعطني فرصةً بعد ..! خذي الخاتم مجدداً ..!
نظرت إلي بجد : حتى لو أخذته ..! لقد نقضت هذا العهد ..!
قطبت حاجبي بغضب : أرجوك امنحيني بعض الوقت فقط لأثبت لك أني جاد بشأنك ..!
تنهدت بضجر ثم أخذت الخاتم مجدداً : بما أنك ترفض أخذه الآن فسأعيده لك في المرة القادمة ..! من السيء أن يضيع خاتم غالي الثمن كهذا ..!
وقفت بعدها و سارت متجاوزةً إياي : أراك فيما بعد ..!
أكانت جادة ؟!..
هل مللت مني حقاً ؟!..
هل أوصلها اليأس إلى هذه الحال ؟!..
ماذا علي أن أفعل ؟!..
لقد كانت تبدو جادةً بالفعل ..! بل أكثر من أي وقت مضى !!..
جلست على الكرسي بتعب عندها و تمتمت : كيف سأقنعها بجديتي يا ترى ؟!..
.................................................. ..........
رد مع اقتباس