الففصل الأول ~ الفصل الأول بعنوان : نهاية غير متوقعة الصين ، مدينة شنغهاي ،الساعة 12 ظهرا
تسللت أشعة شمس حارقة نحو أزقة هذه المدينة، لتجعل من يسكنها يفيض عرقاً !
موسم الصيف قد جاء في وقت خاطئ ، والجو كان شديد الحرارة بشكل مهول.
هذا السبب هو ما جعله يتذمر حينما تساقطت بعض خيوطها على وجهه
ليحاول تغطية عينيه بظاهر كفه ، حتى انفجر غاضباً يتساءل حالما ظلت تداعبه دون جدوى:
-ما بال درجات الحرارة هذه الأيام؟!!
في حين كان ينظر للشمس بحنق عارم، أتى لمسمعه أصوات كانت على مقربة منه.
أشاح بعينيه لمصدر الصوت، ليرى المارة قد تجمهروا حول شاب ذو شعرٍ أسود،
متجعد، وطويل. يرتدي سترةً بيضاء مع القليل من الأساور الموضوعة على أطراف ملبسه !
كان شكله جاذبا للأنظار بعض الشيء ، وبدون وعيٍ منه
وجد نفسه قد اقترب ناحيته قليلاً في تساؤلٍ عن هويته.
وما هي إلا ثوان حتى تعالت أصوات من حوله قائلة بذهول :
- انه الملك "تشين" ، إنه الملك "تشين"
-الملك "تشين" ؟
* أخذ المحتشدون أنفاساً عميقة في هذا الوقت بالذات ،ساد السكون التام
بحيث كان بالإمكان سماع صوت دبوس لو وقع على الأرض . *
في ذلك الوقت وبينما تأكد "تشين" أنهم منصتون ، وقف بكل شموخ وسط الساحة
وبين الجموع الغفيرة ، فحص صوته بسعلات قليلة ، ثم ما إن استل سيفه ،
حتى احتد صوت صادر من ذلك الأخير ، نتيجة احتكاكه بالغمد،
فانبلج السيف بشكل حاد عالياً في السماء !
لم يتفاجأ أحد إلا هو !
ارتسم على وجهه ملامح الإستغراب والدهشة ؛ التفت يمنة ويسرة
عله ير ردود أفعال مناقضة أو حتى شكوك !
وما زاده حيرة هو أن الجميع مبتسم ، بل دفعهم فعل "تشين "
إلى الصمت المطلق والإذعان لسماع سيدهم .
توتر قليلاً ، حتى أعلن بصوته الصاخب عما كان يفكر !
لم يكن على علم بفعلته هذه ، لكن قراره المتعجرف هذا أوصله إلى فعلٍ لا يحمد عقباه :
-ماهذا ياترى؟ هل يعد عرفاً لأهل هذه المدينة ؟ أنا لا أفهم شيئاً! ربما يريد القتال ؟!
تدارك حماقته تلك بسرعة ولكن متى ؟ بعد فوات الأوان !
لم يستطع أن يغير في الموضوع او حتى أن يصحح ما اقترفه من عبارات ساذجة!
وما جعل الأمر أكثر تفاقماً، هو انهماك البعض في تفقد قائل تلك العبارة !
ارتجفت أنامله من الخوف يترقب ، بينما كان يتمنى حينها عدم معرفة شاب عن هويته .
خطرت في باله فكرة تقليد الجميع بالتفقد عن المجرم ، هذا ما كان يعتقده ،
ولكن سؤال شخص بقربه قد أفزعه قليلاً ليصير كلوح جليد :
- هل أنت القائل؟
أجاب بصوت مسموع مع القليل من الإرتباك:
-لا أبداً لست أنا صدقني !
وكأنما انسكب على وجهه ماء مغلياً ، حالما رأى اصبع الملك متوجهاً نحوه ؛
ابتعد الجميع عنه ليروه بفضول ، مستغربين !
اصطبغ وجهه بالحمرة لشدة الخجل ، بينما أرخى " تشين " سيفه حالاً ليردف له :
- من أنت ؟
تخبط بكلامه خجلاً:
- أنا .... لم أقصد ... لقد .... أعني ..
حالما انكشفت جميع حيله قال باعتراف وإحباط:
-شانغ
قالها وهالات الاستياء والحزن يملآن وجهه حتى أصبح شاحباً قليلاً،
فأفكاره لا تنفك عن إزعاجه حول نية الملك وتلقينه دروساً كجعله طعاماً
لهم أو ماشابهه ،وغيرها الكثير من وسائل التعذيب!
أحس أنه اكتفى من هذا ،فزفر بضيق وتعب مستسلماً لمنيته التي بدت
قريبـةً أكثـر مما يود، ثم من دون سابق انذار أصدر تشين كلماته أخيراً :
- هل باستطاعتك المجيء معي إلى حيي؟
-لا أقصد ... أعني من الجيد لو ... ماذا؟
قطعت تلك الجملة حبل أفكاره ليحاول عندئذٍ استيعاب ما حصل ،
بينما شهق الآخرون معلنين لبعضهم هذا النبأ !
-قال الملك مجيباً عليه بعدما رفع سيفه عالياً :
- لا تقلق كن واثقاً من نفسك فقط ، لندع هذا الحديث جانباً واسمعوا وعووا
التفتوا نحوه منصتين بينما شانغ ، لم يصدق ما قاله الملك قبل قليل !
أجش "تشين" بصوته معلناً :
- سوف أكون خير جليس لكم ، وسأحارب الشر لأضمن عيشكم وقوت يومكم ،
هذه المملكة ستغدو مستقلة للأبد !
ارتفعت أصوات هؤلاء فرحاً وسروراً ، مؤيدةً لكلامه يرددون "يعيش الملك تشين يعيـــش "
بينما ابتسم الملك لهم ثم أعاد بصره نحو شانغ وبثقة أردف :
- مارأيك؟
اتسعت عينا شانغ ذهولاً حالما نطقت فا "تشين" تلك الكلمات اللبقة ، تاركاً القرار بيده .
لماذا يا ترى يتفوه الملك بكلام معسول هذه الأيام؟
ولماذا قد اختارني ، من بين الجموع ؟
أسئلة كثيرة تجوب في جمجمته المسكينة ، ولكن الأهم من هذا كله هو
هل سوف يوافق على طلب الملك تشين؟ |
التعديل الأخير تم بواسطة Lorens~ ; 07-26-2016 الساعة 08:58 PM |