عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 07-27-2016, 02:34 PM
 




.













الفصل الثالث

"صداقة...اضطراب!"



أسبوع هجر العز عزته و استمد رفعة بذل ، توالت أيامه تحت ظل الشمس و رقيبها ساكنا بكنف الرمال ...
بلغ جنته التي سلك صراطا طويلا لها، لا يعرف عن نفسه سوى بلوغه لجنة زهت بها أفكارا تلاطمت بموجاتها العاتية....
رفع كفه التي حجبت عن ناظريه شعاع النور البازغ توا و استرسل بكلمات بل بتساؤلات أقضت مضجعه ..
هل الظلم يسري مسرى العروق؟
وهل الدنيا محط القوي و مرتع هواه بينما تجلت جهنما للضعيف؟
أوهل للحرص على حقوق الرعية حمق؟!
تجهم وجهه للأجوبة الغبية التي اعتبرت مصدر جبروت هذا الحكم فاستوى جالسا يقبض بكفيه ماكان فراشه ناطقا بإسم من رجى منه الإعانة بعدما انحنى ظلا عليه: سيتي.
همة المنادى بالإستجابة استنتجت بإصطدامه به مستويا: ماذا يأمر سمو الأمير؟
شعور طبيعي أن تستولي عليه لهب النيران بتأجج أثارته شدة الإضطراب!
انحنى بتواضع و تذلل مستسمحا: العفو سيدي...لقد...
دفعة رمته كانت جوابا مثاليا لمن تجاهل أقوال مينا، فها هو يكرر بلهجة مستعصية اللطافة: قلت لا تنادني هكذا.

طأطأ سيتي برأسه بغير استجابة: كيف لحقير مثلي أن يتعامل مع سموك كصديق؟!...هذا بعيد عن التعقل.

ظهرت إبتسامته الملتحفة بالغموض ثانية و بدأ بأحاديثه الإستفزازية: إذا سيتي، مصر على أن تكون عبدا حقيرا...
تابع بعد تكشيرة أظفت لحن تهديد : أناس مثلكم يستحقون ما يجني عليهم...فأنتم راضون،أليس كذلك؟

لقن نفسه نعوت الصبر لتفادي رغبة الإنقضاض على عالي المقام هذا...قال أنه راض!
من قد يرضى بقدر محكوم بشؤم التعاسة و من يرضى شرفه مسح خفي أمير و ملك...!
ظهرت تقطيبة لاشعورية على ملامحه الوسيمة...!
أجل ،فرغم سواد لونه و شعث شعره إلا أنه تحفة نادرة صورها الخالق بعينين جاحظتين و حدة أنف مع طول وجه...
قد ينطبق عليه مليح الوجه ...
لمعت عيني مينا بنصر آخر و قد اعتاد مثيله :غضبت..!
مابال هذا الأمير المتعجرف!...ألا يحبذ خدمة متواضع مجبور على الرضوخ له...فقط لو كان طوعا لمشاعره لعلم كيف يكون الغضب...
اقترب و ترك سكونه كان مخيفا، فهل سيضربه أم سيستمر بالإهانة حركيا!
إلا سمعت أذناه خفيفا هز بدنه: أنت من استحقر نفسه..ألا تلحظ؟!
ماهذا...؟!
ملاك أم شيطان...؟!
بريئ أم مترأس الظلمة...؟!

بمنطقية..

قد أراه الواقع لاغير...!

هذه هي الحقيقة التي خطها الجميع، الفرعون بجوره ... و الشعب برضوخه..!
لكن مالذي يعني هذا..ما الذي يطلبه مينا منه؟!
التعالي عليه...أم الوقوف ضد هذه المتاهات التي كونتها الأفكار..؟!

بتر شروده مينا بعودة ملمح برائة!..: أنا مينا، أو كما أنعت نفسي أرتيميس...و أنت؟
التقط الفكرة بإرشاد مينا فتهلل مستبشرا : سيتي..أدعى سيتي، و رفيق مينا منذ اللحظة إن سمح.


هذا الأمير يستهدف شيئا مثيرا للإهتمام ... صداقة بين مراهقين لاغير..!

**************************

إختفاء فإضطراب فمصيبة...!
اكتظ البلاط بالكهنة المعلنون بشؤم الحدث، و الوزراء و الجنود المتهامسون عن تزلزل لا مثيل له في عرش الفراعنة..!
و بين هذا و ذاك ركع مرتدي زي المعسكر بدرعه الفولادي: السماح جلالتك، لم نستطع إيجاد سمو الأمير رغم توسع البحث حتى حدود النطاق الشمالية.
وقف بعد أن صفق عصاة حكمه المذهبة التي تعكس إرتدائها قناع أسد قد فتح فاه على بسيطة مقعده: هل هذا مالديك؟
تدخل الوزير و شحوب وجهه ينذر بسوء تنبئه: جلالتك، إن علم "غابريس" بالأمر فستكون كارثة.
جلس مستعيدا تكبره و ترك الإنفعال قائلا بصوت منضبط : جميعكم، جدوا حلا لإيجاده ..
أتم بعدما استند متطلعا في ملامح أعوانه المرتعبة:...إن حصلت مشكلة ما أو لم تجدوه لأسبوع آخر، فالموت حليفكم.
علت الأصوات بإعتراض فهذا يقول " لكن جلالتك..." و يسكت مخافة قطع رأسه ..!
و آخر يقول " الرحمة أيها الفرعون.." مستعطفا ما لارحمة له...!
و ثالث يستجمع رباطة جأشه " سنفعل كل مابوسعنا مولاي"...
حتى بزغ الأمل بصوت عصا ترتد متقدمة ببطئ لتقابل المتربع على عرشه : إن سمح مولاي "أخناتوس"، سأعرض فكرة...
أثار عجب الجميع ثقته المبرهنة بصلابته و جرأته التي جرته على نطق إسم الفرعون الأصغر بين الملأ، لتكون جملة"أخناتوس" : إعرضها لنا..

**************************
انتصبت بقامتها الطويلة و النحيلة مجيبة بالطوع لما أمرت ، و إبتسامة رقيقة قد زينت محياها: كما تشاء آنستي.
بينما الآمرة تضع قدما فوق الأخرى تحرك قرطها الدائري المتوسط بحجر فيروز أزرق اللون بسبابتها: كل شيئ يجب أن يكون متقنا، فأنت كما تعرفين...برفيسيا.

قراءة ممتعة،،،،،،،،،،






.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 07-27-2016 الساعة 02:56 PM
رد مع اقتباس