صوت من بعيد ينادي
التفت يمينا ويسارا ولكن لا أحد
كان المكان ظلاما ، لكن كلما افتراب الصوت بدأ
الضوء يحتل مكان الظلام رويدأ رويدآ ، ، ،
عمر عمر عمر
صوت دافئ وحنون ، صوت لم يسمعه منذ وقت طويل
صوت كان في يوم من الأيام ملجاه في وقت ضيقه
ومصدر أخر للسعادة في هذه الحياة بل كان مصدر الرئيسي
وقف من علي الكرسي الذي كان يجلس وبدأ يخطو
خطوة خطوتين ثلاث خطوات ، وثم أحذ في الجري
وكل ما يزيد في سرعته يبدأ يقترب الصونت أكثر فأكثر
باب من بعيد يظهر شيئا فشيئا
حتي توقف أمامه ، صوت يناديه كان خلف هذا الباب
هذا ما كان يقول له قلبه ،أن الصوت خلف هذا الباب ،
مد يديه ببطئ ناحية المقبض أمسكه ونبضات قلبه تسارعت أكثر ، أداره ببطئ
وفتحه !!
فجأة وجد نفسه في منزلهم ، كانت جالسة ما بين أبناءها وزوجها
وأحفادها ، لم يصدق عينيه ، صوت ضحكتها ، وجمال إبتسامتها
لقد حقا اشتاق إليها ،
اخذ يقترب ببطئ ودموع من عينيه تنزل لا إراديا ، كان لا يفصل
عنها إلا بعض خطوات ، شعرت بأن أحد ما يراقبها ،
التفت إلي ناحيته ـ وبمجرد أن رأته ابتسمت واختفي كل من كان حولها
بقي هو وهي فقط !
عندما رأته ينظر إليها هكذا زادت إبتسامتها وكيف لا وأن أصغر أبناءها ومفضل لديها قد أتي
أما هو كان في عالم أخر فإبتسامتها اعادت له ذكريات قديمة كان يزورها
عندما يشعر بالإحباط أو الكآبة حتي تقويه ،
نظر إليها مطولآ قبل أن يتشجع ويقول تلك الكلمة
عمر : أمي
أم عمر بإبتسامتها الحنونة : عيونها وقلبها
ثم فجآة اختفي كل شئ
فتح عينيه رمض عدة مرات قبل أن يدرك
انه كان حلم ، فلقد كانت حلم !!
استدار بجسمه لناحية التانية للسرير وأغلق عينينه
محاولآ تذكر ملامح وجهها ، وتلك حبات لؤلؤية تنزل من عينيه
مرافقة له ومواسية لأحزانه قلب7