عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 07-28-2016, 10:49 AM
 
وَصحَى، مِن مَوتِه الأصغَر، منْ نومٍ تقلّب فيهِ ألفَ مَرة، وَبلا سَبب!
كَانتِ الصّورةُ أكثرَ تشويشًا، وَمَا الجَديد؟ هيَ غرفتُه المغبرّة، وهَذا سريرُهُ الخَالي مِن أيّ دفْء،
وَحتّى السّتائرَ كَانتْ تُضفي حُلكةً مَا بعدَها حُلكة، وقدْ تسللَ منهَا ضوءٌ خَافت.
هَل حلُمَ الليلَة؟ لا، لمْ يفعَل؛ فَقد هجَرته الأحلامُ منذُ دَهر، منذُ عرفَ حقيقَة الحَياة، مُنذ أنْ قاسَى بُرحَاء الهمُوم فِي عالمٍ - قَد بَدا - يخلُو منْ أيّ جَمال.
مَا ذاقَ هُو صَدى مَفاهيمَ كثِيرة، كَالحُب، أو الصّداقة الحَقيقيّة، مَا ذاقَ مَعنى التّضحيّة،
أعنِي، لقدْ ضحّى هُو، وَلم يُضحى لأجلِه، كَانَ يفتقدُ للتجرُبةِ البَحتة للمشَاعر الدّافئة.
بَدأتْ الصّورة تتضحْ، فِي المرآةِ انعكاسٌ لروحٍ سَقيمَة، هَذا ليسَ هُو، لَم يكُن هَذا هُو الشّخص ذاتِه منذُ أعوَام؛ لقدْ سمحَ للعالمِ أنْ يغيّره،
قدْ كانَ فريسةً سهلَة لِهذا العَالم المُغفل، كقطعةِ صلصَال شكّله، فَجعلَ منهُ جسمًا مُجوفًا، بقلبٍ لا يحملُ الودّ إلا لقلةٍ قليلَة.
هَذا العَالم قَد أحسنَ تأدِيبه، أضفَى إليهِ الظّلمة، أسقطَه فِي غيَاهبِ الجُمود، بِلا قرارٍ أو نُور!
طُرحتِ الأسئلةُ تباعًا فِي مُخيلتِه المُهتَاجة، النّور، السّعادة، الجَمال فِي هَذا العَالم، كَيفَ يكُون؟ كَيفَ سَمحَ لرُوحِه أنْ تضمُر؟
كَإجابَة؟ لقدْ أقصَى مَشَاعرهُ مِن سَاحةِ المَعركَة، حَارب كآلةٍ لا تَعرفُ غيرَ القُوة، لكنْ هَل ضَاعتْ أحَاسيسُه بِلا عَودة؟ وَتذكّر أمرًا، فَضحِك!
اتّجَه نَحوَ سَتائرِ النّافذة، امتدتْ يَداهُ بِارتجَافةٍ غيْر مَلحوظَة، حَاولَ فتحَها ببطْء، ليسْمحَ لعينَيهِ اعتيادَ النّور، النّور مَرّة أخْرى؟
كَانَ هُنالكَ ظلًا لأحدِهِم، يرسمُ ابتسامَةً رقيقَة مُرتبِكَة، حدّق لثوانٍ بِشرود، ثُمّ سمحَ لبسمةٍ دَافئة، أنْ تشُقّ وجهَه الذّي أشْرق.
- إهدَاء مِن: إيلـ.

,PS: I'll be always by your side, no matter happened, just give me your trust could you? I hope so
رد مع اقتباس