07-30-2016, 11:07 AM
|
|
لم أكن لأفتحَ عينيَ لولا تلكَ اللوحةُ الإبداعية التي إلتفت من حولي . هَا أنا ذا قد وصلتُ إلى مكانٍ لم تخطو عليه قدم أنسٍ قط ! . أجل أنا أول من لمسَ أرض هذا الكوكب – كوكب سودراس- هذا ما حاولت أن اقنع نفسي به . هذا الكوكب كان مشيداُ أكثر مما شيده البشر في قرونهم العشرين الماضية على الأرض ! . بينما كنت أستجمعُ شجاعتي لأخطو أولى خطاي في ذاك الطريق الممهد ، و الذي لم أظن بأني قد أرى مثيلاً له ؛ شكاً بأن البشر هُم فقط من يروِضُون التراب تحتَ أقدامهم من أجل أن يخطو عليه ملوكاً . أجتذبتني تلكَ البيئةُ من حولي فأغرتني بذكرى أرضِ الوطن و الشوق لتنفس هوائها . إلا أنيّ قد سقطتُ مغشياً على الأرض ؛ لتقدمي على خطوةٍ حمقاء بإبعاد خوذتي عَني لأتنشق الهواء ظناً بتقبل رئتيَّ به . لَم أستيقظ إلا و أنا ممددٌ على شيءٍ شبيهٌ بما نسميه نحنُ بالسرير ، إلا أنه أكثر راحة و أكثر مُلساً و كأنَ جسدي كان متواجداً في منتَصفِ حَرير . أغمضتُ عينيّ و فتحتهما ؛ ظناً بأني قد كنتُ حالماً بكل ذلك و أنا ما زلتُ أشهد أخر لحظاتي على كوكبِ الأرض فأنا ضحيتُ بحياتي فلا درايةَ لي إن كنتُ سأعود مجدداً أم سأُبُتَلعُ من قبلِ ثقبِ أسود أو أختفي في الفضاء كنجم اسودَ منطفئ . فجأةً و بلا سوابق ظَهر أمامي كائنُ غريب ، لَم يكن شبيهاً بما كان يحكيه و يصفهُ لنا أجدادنا تحتَ مسمى " الكائناتِ الفضائية" ، فهذا الكائن بدى أكثر عقلانيةً و سُلماً من الإُنسِ . تلفظَ هذا الكائن بكلماتٍ سيسميها البعضُ " طلاسم" ، إلا أن دمي تجمد في جسدي و شعوري بالراحة و الاسترخاء زال فجاة مع اول كلمة نطقها هذا الشي الذي ما أستطعت معرفته او تسميتهُ بشيء يُتَقبَل . بدء هذا الكائن بمنادة بعضِ من أقرانه ، فتقدم الكائن نحوي و اقترب مني مدققاً بكل تفصيلٍ دقيقٍ في وجهي و جميع جسدي . ما أستطعتُ أن أستوعِبَهُ في خلال تلكَ المدة هو أنهم جميعاً كانوا متعجبين لوجود كائنٍ غريبٍ مثلي ! و مِثُلُها كانت نظرتي لهم . توسعت حدقةُ عيني حين أختفى أحدهم و كأنهُ كان مجرد جُزيئاتٍ مبعثرة في الهواء ،و إذ بهِ يقفُ خلفي و يلمِسُ عنقي زارِعاً بها شيئاً دقيقاً . أغمضتُ عيني ظناً بأني قد فارقتُ الحياة ، و ودعت نفسي و أنا موجودٌ في موقعٍ لن يستطيعَ أحدٌ على القدوم إليه و أخذ جثماني منه . لكنَ صوتاً ما جعلني أتأكدُ بأني لم أمت بعد و لم أودع هذا الكون ، صوتٌ ما همس قائلاً " ما هذا الكائنُ يا ترى ؟ " و أخر قال "يا ترى هل بدأ بفهمِ ما نقول الآن ؟ ، أإنتَفعَ بمحول اللغةِ الخاصِ بنا ؟" . أستجمعتُ شجاعتي و رددتُ قائلاً : " أنا إنسانٌ قادمٌ من كوكبِ الأرض ، و أنا أستطيعُ فَهمِكم الآن ، لكن أأنتم تفهمونني ؟ ،رجاءً أطلعوني مَا أنتم ؟" . تحاشى كلُ من هذه الكائنات ، و تقدمَ من بينهم كائنُ ميزتهُ بأنه قد يكونُ قائدهم أو شيءُ من هذا القبيل ، " نحن شعبُ – أبيليو - ، مرحباً بكَ على أرضنا . لقد ركبنا لكَ إختراعاً لأبناء هذا الشعب ، يُساعِدُكَ على فهمِ كل ما نقول " . طوال حياتي لم أكن لأتخيل نفسي لأتكلمَ معَ غريبٍ من خارجِ الأرض بالرغم من أني كنتُ متبعاً لأوامر أمي بعد التحدثِ مع الغرباء . حاولتُ التحركَ يمنةً و يسرة ، إلا أني قَد كنت متصلاً بالعديدِ من الأجهزة ، و المذهل و المثير للإستغراب هو مدى سرعة هذه الكائنات باكتشاف جسدي و مكوناته ، دمي و كل خلية متوزعةٌ عندِ كلِ نسيجِ من أعضاء جسمي . لن أكذب حينَ أقول بأن عقل تلكَ الكائنات متقدمٌ أكثرَ منا نحنُ البشر ، حيث كانت إكتشافاتُنا لجسدنا و ما يجري بداخله في فتراتِ مختلفة و متباعدة ! في تلكَ اللحظة إعتصرتني العِبرةُ في صدري ، حيث كيفَ نحنُ البشر نتكبرَ على بعضنا البعض بالرغم من وجود هذه الكائنات التي تَقدمَ علمُها عنا سواءً بإكتشافاتها أو تكنولوجيته.
-
جزء من مما كتبت لنادي مدرستي
__________________ *, اللهم صل على سيدنا محمد ﷺ | استغفر الله |