ذات مساء هادئ ..ضج بالضجر و الملل..
حدقت في شاشتها ..
أسماء ساكنة و حياة خامدة و كأن المكان خاوٍ من أي نبض
تأملت تلك الأسماء المتراصة و المتصافة كسيارات فخمة في أرقى المعارض
تلقفتها فكرة شريرة..!
ماذا لو نرمي في جموع المتجمهرين قنبلة صوتية ؟؟
و نحدث حركة تخرج المكان من صمته الرهيب
وسبح خيالها بعيدًا ..
حتى رأت مديرنا حين فجر الصوت زجاج نافذته
يهب من مكتبه متعثرا في كرسيه مزمجرا غضوبا :
" ايتوني بفاعلها حيا أو ميتا
و أخبروه أنا له من الحاضرين و أنا عليه من الغاضبين
و اتلوا على روحه بنود منتدانا
قبل ان ننفذ فيه عقابنا ..."
في ذات اللحظة يخرج ابلق منتدانا من محرابه
في هدوءه و وقاره المعهود و يقول :
" دعوها فإنها مأمورة "..ثم يوصد بابه و يعتلي عرش حرفه
وكأن شيئا لم يكن ..
أما موسيقارنا فيضع قيثارته جانبا ويطل برأسه من نافذته
..ينفث في الهواء دخان سيقاره الفاخر و يقول:
" كل الحقائق و المعطيات تقول أنها قنبلة صوتية لا أكثر
و المشكل اكبر من مجرد خمول ..عودوا الى سباتكم
فلا خوف عليكم و لا هم يحزنون.."
و من بعيد غاليتنا أخت عبد الله بين هذا و ذاك
كالفراشة الحائمة ..تهدأ من روع هذا و تهدد تلك ..
"الأمن مستتب يا جماعة .." تقول..
تحلق بالقرب منها يمامة بيضاء اسمها سبات
تدواي هذا و تسعف ذاك و تحنو عن تلك..
يباغتها عاشق وادينا بسؤال
مالذي يحدث يا سبات؟
ثم كنحلة دءوب يحمل ميكروفونه و ينتقل بين الجموع
ليسألهم: " مادمتم لستم بالفاعلين و لا بالمشاركين و لا حتى باللاعبين
علاما أتيتم حتى تنالكم قنبلة منتدانا ؟ "
ودق باب غرفتها و جاء فنجان قهوتها محلى بأصابعها أمها
أخرجها من ملكوت المنتدى و أنقذها من الملل الذي أثار خيالها
و خلصها من شرور أفكارها فتنفست الصعداء
حمدا لك ربي أنها كانت قنبلة صوتية و لم تكن ذكية..
مودتي أحبتي
|