حزمت حقيبتي المتواضعة استعدادا لرحلتنا المدرسية الى ولاية قسنطينة ، او كما تسمى ولاية الجسور المعلقة ،
صعدت الحافلة التي تضج بالحركة يبدو أنّ الجميع متحمّس لهذه الرحلة سيّمآ ان ولاية الجسور المعلقة قد ارتدت حلتها البيضاء ، معلنة عن دخول فصل الشتآء
هذآ مآ سمعته من نشرة الاحوال الجوية ، كدت اطير فرحا عندما وافق ابي على ذهابي للرحلة وما زادني سعادة هو
وجود اصدقائي بجانبي ، سرت وسط الحافلة شاردة الذهن اتخيّل منظر المدينة والثلوج تهطل عليها لتجعل منها لوحة خيالية تتلألأ تحت خصلات الشمس المتسللت عبر الغيوم الرمادية ،
افاقني من احلام يقظتي صوت خليدة وهي تناديني وتلوح لي والى المقعد االشاغر بجانبها جلست وانا اضع ابتسامة واسعة على فمي اقابلها بعينين لامعتين اما هي فق
قابلت ابتسامتي بضحكة صاخبة فهذه هي عادتها ، لا ادري لماذا تضحك عندما تراني متحمسة ؟ .. ربما السبب هو ابتسامتي البلهآء ؟ لا يهم اختلفت النشاطات في الحافلة فكل يريد تمضية الوقت هناك من غطا رأسه ونام وهناك من اخرج بعض كتب يقرأهآ اما انا وصديقتي فقد اكتفينا بالثرثرة
كنت جالسة الى ان سمعت صوت ضحكة امامي ، بدت لي مألوفة جدا ، نعم انه ذلك الفتى المنحرف كيف لي ان انساه قمت بصفع رأسه بخفة ليستدير لي و وتتاكد شكوكي ،
لكن كيف هذا ؟ ظننت بأنّ هذه الرحلة لصف اللغات الاجنبية فقط
كيف له ان يتواجد فيها وهو من صف العلوم ؟ لم استطع كبح السؤال وقمت بطرحه حتى قبل ان القي التحية
ضحك هو ضحكة ساخرة ليقابل سؤالي ب " صباح الخير خخ " تجاهلت لهجته الساخرة وكررت عليه السؤال تنهد هو بقلة حيلة ليخبرني بانه لم يطق صبرا لرؤيةق قسنطينة وانه تحدث مع المديرة
بشأن الذهاب مع صف اللغات فهمت الامر وقمت بوكز مرفقه وكلي خبث لاقول له بصوت لعوب " المدينة ام من بالمدينة
قام هو بحك راسه بخجل ليقول بعدها بهمس " الاثنين " ضحكت بصخب لاجعله ينكمش في كرسيه اكثر كان منظره مضحكا جدا
انظم المدعو رائد لي وصديقتي فلم نشعر بالوقت يمضي ليصرخ شخص ما بحماس معلنا اننا بلغنا اساور الولاية توقفت الحافلة لينزل الجميع ويشهد ذلك المنظر الساحر فقد كان كل شيء مغطى بالثلوج والحبآت تتساقط بكل هدوءفتحت فمي لتسقط فيه ولكنها ذابت قبل ان اتذوق لها طعما
التفت ووجدته ينظر لي وملامح فقدان الامل اكتسحت وجهه لييبستم بعدها ويقلدني توقفت وانا اراقبه بهدوء والثلج يسقط على لحيته الخفيفة فتقدمت بدون ان اشعر وبكل براءة قمت بمسحها خوفا من ان يصاب بالزكام
انتبهت لتصرفي الأهوج ولعنت نفسي وغبائي ، لكنني تنهدت وحمدت الله اذ لم يكن منتبها لما فعلت فقد كان منبهرا بمنظر الاشجار مرتدية الثوب الابيض فبدت كالعروس منتصبة .. يحدّق بعينيه البنيتين لم اكن اريد ان افسد عليه اللحظة فانسحبت ببطء الى الحافلة لاجلب قفازاتي فقد عضني البرد وكدت افقد الاحساس بأصآبعي
نزلت واتجهت الى صديقتي ويبدو انها راقبت كل شيء لتبدأ بالتعليق تارة ووالضحك تارة اخرى
ثم انظم الفتيات الينا وقمنا باخذ بعض صور السيلفي فذكرى كهذه ستستحق المرور عليها يوما ما ،،،، اعلن قائد الحافلة استئناف الرحلة وصعد الجميع ، راقبته شارد الذهن يراقب النافذة بهدروء فهذه ليست من عاداته
فهمت المغزى من تلك النظرات ووضعت كفي على كتفه لاخبره بان كل شيء سيكون على ما يرام ولا داعي للتوتر ، فهاهو سيلتقي بها حبيبته لاول مرة ، ابتسمت بألم لحالي وقد تذكرته بيننا بحر والاف المدن
لم احسد صديقي على لحظته بل شعرت بالسعادة له بل وقد وعدت نفسي بان اجع شمله معها ..
رآئد : ، خربشة ستآيلزية
اي تشابه في الاسماء لا يعني انها موجودة على الواقع
فكل شيء من نسج الخيآل