عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-23-2008, 09:01 PM
 
Angry جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم

جردوها من ملا بسها بل من كل شي ثم حملوها إلى مكان مظلم..؟!!

شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبهالهودج .. في ارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لا يمنعهم من أخذها ...
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائمفجريه باردة تلامس ثيابها البيضاء ..

ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجومن حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيراتوقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت إلى جوارها حجارةترفع وأخرى توضع ..

ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحستبالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعمهو ... لعله آت لإنقاذهالكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا :
تماسك ... إنما الصبر عند الصدمةالأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا .. غلبته غصة ...

وألقى نظرة أخيرةعلى الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألما:

لا اله إلاالله ... لا اله إلا لله ... إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعتهمنه ..

ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحة الوحيدة التي كانتمصدر الصوت والنور والحياة ...
صوت الخطوات تبتعد ... إلى أين أين تتركوني كيفتتخلوا عني في هذه الوحدة وهذه الظلمةنظرت حولها فإذا هي ترى ....... ترىأي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسودإن ظلمته ليست كظلمة الليلالذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياءوالأشخاص ..
أما هنا فإنها لا تكاد ترى يدها ... بل إنها تشعر بأنها مغمضةالعينين تماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة فيأوصالها ونهضت تبغي اللحاق بهم ...

كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهابالظلام والوحدة ...
لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعبهائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ...

لكنكيف تراه رغم الحلكة .. قالت بصوت مرتعش : من أنتفسمعت صوتا عن يمينها يدويمجلجلا : جئنا نسألك ... التفت .. فإذا بكائن آخر يماثل الأول ..

صمتت فيعجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها تذكرت أن الأرض قدابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لا مفر منه ... فحارتلأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
-
من ربك
-
هاه ..
-
من ربك
-
ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
-
ما دينك
-
دينيالإسلام ..
-
من نبيك
-
نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيتاسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميابصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
-
من نبيك
-
لحظة أرجوك ... لا أستطيعالتذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
-
نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضت عينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتكدعوة كنت ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرتقشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضعابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذهالمرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموعطريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت إلى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرت فيالتفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيبلكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عنحملها ... وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك منأصحاب الوجوه الباردة الصلبة .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملكبالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلتذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه .. فعاد الملك إلى إسقاطالصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
-
هيا .. استلقي إلى جوار هذا الرجل ..
-
ماذا
-
هيا ..
دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لافائدة .. إن مصيرها لمظلم .. مظلم حقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ...

ألا ياليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعودلتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت إلى الأعلى فرأت ملكا منتصبافوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول لها :
-
هذا عذابك إلى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمريحث الخطى إلى موضعها .. ساورها شعور بالأمل ...

فوجهه يطفح بالبشر وبسمتهتضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
-
ما جاء بك
-
أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
-
أهذا أمر من الله عز وجل
-
نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي في حلممد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
-
من أنت
-
أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صورالله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء إلى هنا ..
أحست بمنكرونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فإذا بهما يقولان:
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..

(((
وولد صالح يدعو له )))

قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم:

"
إذا مات ابن آدم انقطع عملهإلا من ثلاث: صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له"

قرأتها وحبيت انقلها الكم للاستفادة