استنشقت نسيم سويسرا العليل نسيم ربيعها المنعش الكفيل بتبرئة المريض من مرضه بسبب نقائه وصفائه وكأن الربيع في هذه البلاد الجميلة يقدمه لنا كهدية اجزل علينا بها !!
شارفت خطوط الشمس الجمعية على المغيب لتنال قسطها من الراحة وكأنها تقول لنا تمتعوا بأخر لحظات نوري ودفئي قبل زوالهما!!
اتكأت على شرفة الفندق الجملية بزركشتها السويسرية لانعم عيناي بجمال سويسرا العريق تأملت المساحات الخضراء الواسعة امامي ...مساحات لاتشوبها شائبة بل تزينها اشجار تخطف النظر باخضرارها المنعش ربما كانت هذه الاشجار المتنوعة سب نقاء الجو البديع هنا...استقرت عيناي على اشجار الصنوبر امامي انتشت اذاناي طربا لسماعها وهي تلقي تحية المسااء على الريح المعتدلة عزفتا معا سيمفونية رائعة من الموسيقى سيمفونية تنقي الروح من كل شائبة وتدخلها النعيم وهي على الارض!!
رنوت بصري نحو تلك القمم الجليدية اللامعة التي يطلق عليها اسم جبال الالب
ذهلت عيناي لجمال المنظر لقد كانت تشتعل كانت تشتعل باحمرار جعلني اذوب عشقا فيها لفتني قرص الشمس الذي بدأ يختفي خلف قممها بعد ان صبغ السماء بحلة جميلة لاتدوم سوا ثواني معدودة.......
كيف لي ان لا اتي إلى هنا سابقا ان لا اتي لاجمل مكان على سطح الارض وان لا اشهد سابقا اجمل غروب تمتعت به عيناي ورقص له قلبي. .. نجحت بعض خصلات الشمس الذهبية الضئيبة بالتسلل من بعض صدوع النافذة الصغيرة الموصدة بإحكام كأنه تحتضن بين كفاها اسرارا كبيرة تخاف من هروربها وضياعها خارج هذه الغرفة القذرة!!
وبالتحديد داخل الجدران المهترئة لهذه الغرفة التي يحلق داخل اجوائها غموض مريب مررت اناملها البيضاء التي سرقت من الحرير نعومته..فوق ذلك الجسم البلوري البارد هو الذي تربعت انعكاس صورتها على سطحه لبوهمها بأن هذه هي وحسب!!
ذلك الجسم البارد الخالي من المشاعر المطلق عليه اسم المرأة.. لانه يجعل الناظر إليه يرى جماله او قبحه!، فقره او غناه!،
(ياله من جسم مخادع يظهر لنا حسن افعاله ويكتم خبث نواياه)
هذا ماحلقت به افكار الفتاة الفاتنة رغم انها تبدو بائسة فاقدة الامل!!
تأملت خصلات شعرها الذهبية المموجة غير المرتبة!!
القت نظرة خاطفة على عيناها اللتان اقتبستا من الشجر اخضراره المريح عينان ناعستان تفتقران للنوم تغلفهما هالات سوداء افقدتها بعض من بريقها للجذاب!!انتشلت اصابعها الرقيقة من على سطحه البارد لتستقر على بشرة وجهها البيضاء الناعمة رغم شحوبها المرعب!!
انسلت من بين شفتاها الشاحبتان بعض الكلمات بصوت غير مسموع يفجر حزن وبؤس صاحبته...
_انها فعلا عيناي شعري حتى بشرتي.
حل صمت ثقيل اتخذ ثواني معدودات وقتا له..اردفت بمرارة وصوت مخنوق يكاد يمزق حنجرتها خلال خروجه!!
_لكن هل هذه انا فعلا؟؟...مازالت ملامح وجهي تعلوها البراءة.
انفلتت زفرة عميقة من بين اضلعها كأنها ارادت بها ان تطرد كل آلامها واحزانها وتأنيب الضمير الذي يثقل كاهل هذه الشابة التي لاتتجاوز السبعة عشر ربيعا!!
_تبا
انفرجت شفتاها عن هذه الكلمة بعد ان اغرورقت عيناها بسيل من الدموع المالحة
شدت قبضتها بقوة ووجهت لكمة قاضية للمرأة اردتها شظايا مكسورة بعد ان قطعت شريان يدها الناعمة ...سرت قشعريرة باردة داخل جسدها الدافئ بعد ان رأت حجم الدماء الكثيفة المنبثقة من معصمها....صمت انيق احتل المكان عقبه ضحكات هستيرية دوت داخل ارجاء تلك الغرفة المظلمة!!
ضحكة هستيرية تنم عن حزن صاحبته الذي اوصلها لحد الجنون ام عن فقدانها التحمل لشخصيتان متناقضتان تماما تحملهما معها اينما ذهبت لاتعرف متى تتبادلان الادوار داخل جسدها الضئيل المغطى ببقع زرقاء بقع زرقاء تحمل بين ثناياها قصة وحشية عن همجية الانسان...ترفضان مغارة احداهما ترفضان تركها بسلام حتى لو كان سلام مرير... انقطع فجأة ذوي تلك الضحكات المرعبة ليحل مكانه صوت فتاة ماكرة ام واثقة!،
_ هذا ماتستحقينه ايتها اللعينة هل ظننت ان بإمكانك اثقال كاهلي بتأنيب الضمير! اشاحت نظرها عن شظايا المرأة المكسورة
عاودتها الهستيريا وضحكاتها مجدداً لكن هذه المرة بنبرة مختلفة!!
نبرة فتاة مجنونة ام شريرة او حتى قاتلة تبحث عن ضحيتها الجديدة..
اتجهت بخطوات واثقة غير عابئة بشلال الدم الذي يستهلك مخزونها كله ليعلن عن نهاية غير المنصفة لهذه الشابة القاتلة البريئة ...
تمتمت بكلامات اغنية مبهمة وهي تتجه نحو الباب الذي استقر على اللون البيض مزين بخرمشات اظافر متكسرة...هوت امامه لتستقر على الارض الحجرية اللاسعة تعالت انفاسها بضجيج غير محتمل وقالت بسعادة رغم تقطع صوتها
_ حان وقت الذهاب الى الجحيم لالتقي بأمثالي...
توقفت عن النطق تماما بدأت انفاسها الدافئة بالتباطئ ..اخيرا توقفت تماما بعد ان شهقت شهقة اودت بروحها ام روحاها بعيد عن جسدها امست الان حرة واخيراً حتى ملامح وجهها المتقلبة علاها جمود مرعب زينته ابتسامة بسيطة على ثغرها .حصلت اخيرا على خلاصها النهائي رنت بنفسها اخيرا للسماء البعيدة...
__________________ Never say That wont happen to me. Life has a funny way of proving us wrong
مدونتي ماتخبئه لنا النجوم |