وهو السرد الذي يقوم على نظام خطي واضح ضمن تصوّر الزمن، إذ يعتمد السارد
على التدرج في وقوع الأحداث، فيسرد الحدث الأول، ثم ينتقلإلى الحدث الثاني، والثالث وما بعده
وهكذا دواليكبالترتيب حتى نهاية الأحداث.
عاديّ, و هو مُنتشر في كل الروايات.
ميزته أنه يمكن أن يبدأ بشكل روتيني ممل ثم تتصاعد فيه الأحداث بسرعة.
كما يمنح حيّز أكبر للرواية فتكون طويلة و غنية بالأحداث
يُبنى على مخالفة التسلسل المنطقي لوقوع الأحداث
إذ يبدأ السارد في تقديم الحكايةمن آخر الأحداث، ثم ينتقل بعدها إلى أول حدث
مُعتمدا على تقنيات كتابية متعددة، مثل:
الحذف، والاسترجاع، والتلخيص، والوصف وغيرها.
السرد المُتقطّع يكثر في الرّوايات البوليسية و المأساوية, حتى يتم تشتيت تكهُّنات القارئ و تحطيم توقعاته
حتى يصبح في حيرة و يتساءل من أو ما كان سبب العُقدة
و هذا يدفعه لمواصلة القراءة حتى يكتشف الحقيقة بخصوص الحذف و الاسترجاع هو ما يعرف بـ "الفلاش باك" أو العودة للوراء
تُحكى بواسطته عدد من القصص المتناوبة، فتبدأ قصة وتتلوها أخرى
ثم تعود القصة الأولى ونعود إلى الثانية مرة أخرى، وهكذا.
ويشترط في هذا الأسلوب السردي وجود قواسم مشتركة بين الشخصيات والأحداث
وهذا السرد غالباً ما يكون مستخدماً في المسلسلات التلفزيونية.
التناوبي يعمل عمل خارق في خلق التشويق و لف الغموض حول الرواية من بدايتها .... نهايته هي البداية و البداية غامضة, و بين الاثنتين –المقدمة و الخاتمة- هناك محطات و أزمنة تتبادل فيها الأحداث.
يكون للكاتب هنا حرية السرد و هو يكثر في المذكرات
لكنّه يحتاجُ قدرة كبيرة على الانتقال بين الأحداث المُتفرقة
و بأنواع السّرد نكون قد ختمنا درس اليوم
أمثلة شبه معدومة و ذلك لأن السّرد يحتاجُ حيّزًا كبيرًا , حاولتُ تبسيط التعاريف و شرحها حتى تسهل عليكم
لا تظنّوا أنكم ستُغادرون السّاحة من دون واجبْ لن أطلب منكم كتابة رواية هذا أكيد لكن سأختبرُ فهمكم للدرس
1ــ سأعطيكم 3 مُقتطفات حدّدوا فيها نوع و منظور السّرد المُعتمد
المقتطفاتْ ~
حدثت ثلاثة أشياء في وقت واحد بينما كان يتكلم.
هبّت نسمة خفيفة فبعثرت شعري, توتر إدوارد, و التفت الرّجل الثاني...جيمس..فجأة نحوي يتفحصني بعينيه و منخاراه يتشمّمان الهواء.
سرعان ما اتخذ الجميع وضعية متوترة عندما تقدم جيمس خطوة إلى الأمام مُتخذًا وضعية الاستعداد للوثب.
كشّر إدوارد عن أسنانه متخذًا وضعية الدفاع...خرجت زمجرة ضاربة من حنجرته.
لم تكن أبدًا لتشبه الأصوات المحببة التي سمعتها تخرج منها هذا الصباح...
كان ذلك الصوت أكثر شيء مثير للرعب سمعته في حياتي..سرت قشعريرة من مفرق رأسي حتى قدميّ.
..الشّفق – ستيفاني ماير..
-
عندالساعة 21:56 سمعت بتي البوابة تُفتح، و وقع خطوات على درب الحصى في الخارج.
نهضت وقلبها يخفق بسرعة وقوة مثل عدّاد غيغر.
قالت أولوغ: "ذلك هو".
"هل أنتِ واثقة؟".
ابتسمت لها أولوغ ابتسامة حزينة.
"لقد سمعت خطواته على درب الحصى منذ أن كان فتى صغيراً.
عندما كبر كفاية ليخرج في المساء كنت أستيقظ على صوت خطواته. إنه يسير اثنتي عشرة خطوة،عدّي فحسب".
فجأة، رأتا والر واقفاً في مدخل المطبخ. قال:
"أحدهم قادم. أريد منكما البقاء هنا مهما حدث،هل هذا مفهوم؟".
قالت بتي وهي تومئ باتجاه أولوغ: "إنه هو".
أوم أوالر، ثم غاب عن الأنظار مجدداً.
وضعت بتي يدها على يد السيدة العجوز وقالت: "سيكون كل شيء على مايُرام".
قالت أولوغ من دون أن تنظر إلى عينيها: "ستدركون أن هناك خطأ".
إحدى عشرة،اثنتا عشرة. سمعت بتي الباب يُفتح في الردهة، ثم سمعت والر يصرخ:
"الشرطة! بطاقة هويتي على الأرض أمامك. ألقِ سلاحك وإلا فسأطلق النار!".
شعرت بيد أولوغ ترتعش.
"ضع سلاحك أرضاً وإلا فسأكون مرغماً على إطلاق النار!".
لماذا يصرخ بصوتٍ عال؟ لم تكن بينهما أكثر من خمسة أمتار أو ستة.
صاح والر: "أحذّرك للمرة الأخيرة!".
نهضت بتي و أخرجت مسدسها من القراب الذي تثبّته بالحزام على كتفها.
ارتعش صوت أولوغ: "بتي...".
رفعت بتي بصرها ورأت عيني السيدة العجوز المتوسلتين.
"ألقِ سلاحك! أنت تسدّد على شرطي".
..الألماس الدّمويّ – جو نيسبو..
-
نحن ذاهبون للعثور على الطعام, سرعان ما شكّلنا مجموعة و سرنا بخطوات بطيئة نجرّ أقدامنا باتجاه المدينة.
ليس من الصعب إيجاد المجندين لهذه الحملات حتى لو لم يكن أحد جائع.
يصعب التركيز ضد الغريزة و عندما تظهر فإننا نتبعها فقط. و إلا فإننا سنكون في الأرجاء نُزمجر طوال اليوم.
نحن نفعل ذلك كثيرا..التجول و الزمجرة..و السنوات تنقضي على هذا الحال.
بهذا اللحم المُهترئ الذي يكسوا عظامنا نقف هنا و ننتظر..
لطالما تساءلت..كم أبلغ من العمر يا ترى؟
المدينة حيث نُمارس صيدنا قريبة فوصلنا بحدود ظهر اليوم التالي و بدنا بالبحث عن اللحم.
الجوع الجديد شعور غريب, لأننا لا نشعر به في بطوننا, البعض منا لا يملك معدة حتى..
اننا نشعر به في كل مكان..غرق..تراجع للاحساس..و كأن خلايانا تتضاءل.
في الشتاء الماضي و عندما انضم بعض الأحياء للأموات بطبيعة الحال أصبحت الفرائس نادرة, لقد رأيت البعض من رفاقي يموتون بالفعل.
لم يكن التحول دراميًا..تتباطئ حركتهم الى أن تتوقف كليا ثم بعد برهة
أدرك أنهم أصبحوا مجرّد جُثث. كان ذلك مربكا في البداية..
أظن أن العالم في الغالب قد انتهى لأن المدن التي نهيم فيها فاسدة تماما مثلنا.
المباني انهارت و السيارات الصّدئة تسد الشوارع, معظم الزجاج قد تحطّم..
لا أعلم ما الذي حصل, وباء؟ حرب؟ انهيار اجتماعي؟ او ربما نحن؟
الموتى يأخذون مكان الأحياء؟ أعتقد أنه لا أهمية لهذا..
عندما تصل لنهاية العالم لا يهم أي طريق تسلك.
اشتممنا رائحة الأحياء عندما اقتربنا من مبنى سكني متهدم.
كانت الرائحة بالنسبة لنا تفاعل لطاقة الحياة, مزيج ذو نكهة حادّة, لا نشتمها بأنوفنا بل تضرب أعماقنا..حيث أدمغتُنا..
..أجسادٌ دافئة – آيزاك ماريون..
2 ــ أكتبوا مقطعًا على منظور الراوي المخاطب
انتبهوا هُناك واجبان
نظري و تطبيقي