السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
البارت "الثالث و الثلاثون" حالا نزلت للطابق السفلي حيث أن ذاك البيت تقريبا صار فارغا و بقي المقربون من العائلة فقط ثم رأيت مايا تلوح لي من بعيد لأذهب إليها و أدخل الغرفة ....
آن:" شيرا لقد أتيت ؟"
تقدمت إلي و ضمتني :" لم أستطع تركك فقط لم أستطع"
لتكمل مجددا
شيرا:"أنا حقا صدمت فور ما سمعت الخبر الأليم و فكرت مباشرة في القدوم إليك بأقصى سرعة "
آن:"و..و كيف علمت ؟"
شيرا :" اتصل بي ماكس و قال بانك في حالة سيئة لذلك ظننت أنك قد تحتاجين صديقا "
آن:"أنا أشكرك ، حقا وددت لو أكلم شخصا "
ابتسمت لي بوهن ثم استأذنت فور ما رن هاتفها
شيرا :" لقد حجزنا في رحلة ذهاب و إياب و علينا العودة قريبا "
آن:"علينا؟ من تعنين ؟"
شيرا:"لم آت بمفردي كما تعلمين ، على كل انتظريني لثانية "
أستطيع التكهن أن المتصل هو مارك الذي لم يدعها و شأنها أبدا و هي ترفض العودة إليه رغم اعتذاره المتواصل ، سألتها عن السبب فقالت بأنه لا يزال معارضا لفكرة ذهابها و مع هذا يصر على الاعتراض ـ صار الأمر مزعجا جدا حتى بالنسبة لها لكنها تقوم بعمل جيد
شيرا بانزعاج:"مزعج...."
آن بابتسامة:" لما لا تبقين بعض الوقت؟ "
شيرا بحزن:" سنغادر صباح الغد و...وددت لو نبقى معا لذا فكرت بانك ستقضين الليلة هنا و لن أستطيع البقاء هنا..أعني معهم " معهم ؟ تقصد مسلمين ؟ نعم هي تفعل ، شيرا أيضا من الناس الذين يعانون حساسية العنصرية و لا أحبذ هذا فيها فكيف سأخبرها أنني صرت من الذي تدعوهم "منهم"
آن:"حسن ...شكرا لزيارتي احتجت حجة للخروج من هناك "
شيرا:"لا شك انك تأذيت كثيرا " أنا أكثر من تأذيت بل تمزقت داخليا إلى أشلاء صغيرة ، لم استطع الرد و اكتفيت بابتسامة باهتة و كلمة نعم
شيرا:"آسفة ، أنا حقا بلهاء ، يجدر بنا الرحيل الآن أود البقاء معك للأبدا هنا لكن.... "
آن مغيرة الموضوع:"هل سأراك غدا ؟"
شيرا:" سأتصل بك قبل عودتي حسن ؟"
آن:"حسن "
شيرا:"اعتن بنفسك "
آن:"شكرا لك و أنت أيضا " أخيرا ضمتني إليها مجددا وودعتني قبل خروجها من البيت
ثم عادت أدراجها
صحيح ، كانت تتكلم بصيغة الجمع أب نحن لكن من هم ؟؟؟ لم أكد أسألها حتى خرجت من خلفها تلك الفتاة الشقراء ، شعرها الجميل القصير لطالما زاد في جمالها بينما عيونها الزرقاء الكبيرة اغرورقت بالدموع فور رؤيتي بل و أجرزم انها كانت تبكي أصلا قبلا
آن :"جازمين ؟ إنها أنت حقا " تقدمت إلي دموعها قبل أن تفعل هي و احتضنتني بشوق و دفنت رأسها حتى لم أعد أستطيع رؤية سوى شعرها و بين شهقاتها تقول كلمات غير مفهومة ، بقيت أربت على رأسها بحنان كالطفل ..أنا أستحق من يفعل هذا بي ..بربكم
آن:"لا عليك ، صدقيني لو تعلمين مقدار الألم الذي أشعر به لما بكيت أصلا"
جازمين:"أنا أشعر بالذنب يا آن ، أشعر به يقطعني أشلاء ، لم لم أتصل به ؟ لم قطعت علاقتي به ؟ لم لم أسالك يوما عنه؟ و لم لم أزره يوما عندما كان يعمل في سياتل ؟.." حاليا الذنب الي يتمالكها أضعاف ما كنت أتصور بالنسبة لي فأنا من ظننت نفسي مقصرة لأنني لم ألحظ تغير ملامحه و نقصان وزنه الرهيب لأجد نفسي الصديقة المثالية مقارنة بإهمالها هي
آن:"لا عليك جاز ، لو علمت أنه سيؤول إلى هذه الحال لما رضيت أن أتركه يوما و لكنه القدر و علينا قبوله " مسحت دموعها الغزيرة بصعوبة تامة و بقينا صامتتين لما يقارب الربع ساعة لتكسر الجو بكلماتها
جاز :" علمت أنك انتقلت إلى هنا"
آن:"نعم ، مع بداية الصيف مباشرة... بعد التخرج "
جازمين:"و هل يعجبك المكان ؟"
آن:"إنه المكان الذي أردت أن آتي إليه طول حياتي و لكن ... زالت تلك الرغبة ، أريد المغادرة الآن "
جازمين:"لأنك فقدته ؟ لا عليك ربما حدث هذا لأن شيئا أفضل سيحدث "
آن:"و ماذا سيكون حلوا بعد مغادرة آيزيك هذه الحياة ؟ انت تعرفينه كما أفعل بل صحيح ؟ كنا أفضل الأصدقاء تذكرين ؟"
جازمين:" و لهذا السبب خبر موته لا يزال صداه يعم أذني ، كلما أتذكر الوسيم الذي يجلس أمامنا أرتاح و أضحك للماضي الذي عشناه معا و عندما أتخيل ثلاثتنا دونه تنتابني نوبة من الهلع صدقيني أشتاق له كثيرا "
آن:"لن أقول لك انسيه أبدا و لكن لا تبك عليه أبدا "
جازمين بابتسامة:"هذا ينطبق عليك أيضا ، عيناك محمرتان بشدة ، لا تنهكي نفسك كثيرا "
آن:"أنا أحاول ، أبذل كل مجهودي و لا زلت غير مصدقة "
شعرت بيدها تربت على ظهري بينما قبل دقائق كنت انا التي تفعل ذلك لكن الموازين انقلبت ، قلت لألطف الجو
آن بابتسامة:"تذكرين عندما كنت معجبة به و عرف بالأمر و سخر منك ههههه"
جازمين:"ههههه عديم الإحساس.... قال :" لا اصدق أنك معجبة بي ، سأذهب للانتحار " يا له من متبجح "
آن:"حقا سأشتاق له كثيرا "
جازمين:"...أنا كذلك أشعر بالندم الشديد "
بعد برهة عم الصمت ، فقط الناس يدخلون و يخرجون و بعضهم يحدق بنا بينما نجلس معا و هي تمسك كلتا يدي بأسى ، ثم قالت بعد ربع ساعة ..
جازمين بابتسامة:" تأخرت على شيرا ، لقد حجزنا في نزل صغير أنا و علي الذهاب الآن لأنه بعيد بعض الشيء ، تفضلي هذا رقم هاتفي أرجوك اتصلي بي في بعض الآحيان"
وضعت يدي داخل الحقيبة و أخرجت هاتف ..كان هاتف آيزيك الذي أعطاني إياه ، ابتسمت بوهن
آن:"هذا رقمي و أعطه لشيرا من فضلك "
جازمين:"سأفعل / لقد طلبت منهما أن أقابلك على انفراد لأنني خشيت أن تكوني في حالتك المرعبة و تغضبين مني لذا ..تعلمين ..."
آن:"هههه لم أعد آن المرعبة مجددا"
جازمين بقلق :" أرجوك آن ..أخشى إن بقينا مفترقتين كما كنا أن تموت إحدانا و أشعر بنفس الذنب كما حدث مع آيزيك لذ لا أريد قطع علاقتي بك بعد اليوم ، تفهميني "
ابتسمت لها ووقفت لأنها كانت على وشك المغادرة
آن:" لتكن بداية جديدة ، اعتن بنفسك "
جازمين :"و أنت أيضا ، ساتصل بك الليلة ، إلى اللقاء " بقيت ألوح لها و لشيرا حتى ابتعدت سيارة الأجرة من هنا و لمحت ذاك الشاب
آن:"ماكس ؟"
ماكس بهدوء:"تعالي ، هناك شخص آخر يود رؤيتك و لا يريد الدخول "
فورا وقع آدريان ببالي و تمنيت أن لا يكون هو لأنه سيزيد حالتي سوء بل يقدر موقفي و ما أنا فيه من مصيبة و سيتكلم عن الماضي و يبدأ بالفلسفة اللامتناهية لذا خرجت بتثاقل و تتبعت ماكس إلى نهاية الشارع حيث رأيته يرتدي البذلة الرسمية السوداء و ينظر إلي بابتسامة و عاد ماكس أدراجه ، هبت ريح خفيفة جعلت شعره البني يتطاير ليبدوو بقمة وسامته ، تبا لست في مزاج لأعلق عليه لأن الصدمة كفيلة بجعلي أصمت
آن بابتسامة:"ويلي هندرسون...يا لها من مفاجأة"
ويل بابتسامة :" كيف حالك ؟"
آن:"بخير "
ويل:" لا يبدو لي ذلك"
آن:"و هل يجدر بي أن أكون في أحسن حالاتي حاليا؟؟ "
ويل:"توقفي عن تعلقاتك الساخرة لانها لاذعة حقا "
آن:"لست من تأمرني بالأدب ويل " ابتسم لي ثم تقدم إلي
ويل:"لنمش"
آن:"لكن لن نبتعد كثيرا ، قد نتوه "
ويل :" أنا أعرف المكان هنا لذا لن نضيع " لم أعط اهتماما لما قاله و شردت أفكر في أمر ما و بعد صمت
واصل ويل:".إذا فقد التقيت جازمين "
آن:"كيف علمت ؟ أم انكما جئتما معا؟"
ويل:"أنا أخبرتها و لكنها أتت مع صديقتك " ثم حل الصمت مجددا ليقطعه هو مجددا
ويل:" لازلت غير مصدق أنه رحل"
آن باستهزاء:"حقا ؟ "
ويل:"كفي عن السخرية و كأنني أقوم بامر خاطئ "
آن:"حقا ؟"
ويل:"لا تظني أنني نسيت صديقي لمجرد بعد المسافة ، عشنا معا و كبرنا معا و ضحينا لأجل بعض و رغم ابتعادنا لم تنقطع أخبارنا عن بعض "
آن:"ماذا تقصد ؟"
ويل:"منذ اتى إلى هنا و هو يكلمني على الهاتف باستمرار ، صحيح أننا لم نبق أفضل الأصدقاء كما كنا لأنه عرف ماكس و لكنه صديقي و لن نفترق لعذر المسافة و اعتدت زيارته في بعض الأحيان لذا أعرف المكان هنا و لن أضله أبدا"
آن بصدمة :"تأتي؟ و تزوره؟ و تتكلمان معا ...هذا يعني انك ..كنت تعلم؟"
ويل:"بالطبع كنت اعلم بمرضه منذ علم به هو نفسه و للأسف كان متأخرا كثيرا "
آن بأسى:"أكنت تعلم أنت أيضا ؟سحقا "
ويل:"لم يردك أن تعلمي لانه خشي عليك أن تتأذي"
آن:"فات الأوان "
ويل:"لو أخبرك قبلا لكانت حالك أسوأ صدقيني"
آن بلامبالاة:"سبق و قال الشيء نفسه "
ويل:"ما بك؟ لقد تغيرت صرت قاسية ما الذي حدث لك ؟ هل تريدنني أن أصفعك لأعيدك إلى رشدك؟"
آن بغضب و نبرة باكية:"تفضل ، افعلها تفضل و اضربني فلعلني أستيقظ من هذا الكابوس الفضيع هيا تقدم "
ويل:"بالله عليك صديقنا دفن للتو لا تتحولي إلى ملكة الدراما حاليا لست في مزاج يسمح لي بان أنصحك "
آن :"لا أريد نصيحتك الغالية ويل احتفظ بها لنفسك ، لقد خاب أملي كثيرا لطالما كنت متفائلة لأنه لا يخفي عني شيئا و قد ظهر للتو أنه كان على اتصال بك ، هل هناك شيء آخر يعلمه أحد غيري و أنا لا ؟هاه ؟ ..."
ويل مقاطعا :" ألا تفهمين ؟ هو كان يريد سلامتك قبله ، لقد رفض العلاج الكيميائي لأنه لا يريدك أن تريه بعد أن يحوله ذاك الدواء إلى مسخ كما قال و تفادى زيارتك لكيلا تلاحظي الفرق ، فكري مليا ، هو يفضلك علينا و إلا لكان أخفى الأمر علي أو على ماكس ما بك آن ؟"
ما أعرفه عن ويل هو أنه يعرف آيزيك أكثر من أي شخص في هذا العالم بعد امه ، فهو من عاش معه و عرف حياته و ما لاقاه من مصائب و كان معه في الحلو و المر لذا... قررت التزام الصمت و الاستعداد لدرس قاس منه
ويل بهدوء:" توقفي عن العناد الطفولي و تصرفي كفتاة ناضجة ...كما عهدتك منذكنا صغارا ، أين آن الشجاعة القوية ؟ أين؟؟ أندم كثيرا لأننا افترقنا نحن الأربعة و لو لم نفعل لما حدث أي مشكل" هنا بالذات خف صوته و صا هاااادئا و استدار للجهة الأخرى و اتكأ على الجدار بيده ...
آن :"........."أنا لم أجرؤ على قول شيء فلا مجال للجدال مع ويل أبدا و هو يفوز دائما رغم عنادي لكنه محق أجل هو كذلك ، آيزيك كدت أتهمك بجرم خطير و الحمد لله أنني أفقت كم أشتاق لضحكتك كم أرغب فيك الآن ، لقد اجتمعنا ثلاثتنا للتو بسببك انت و تنقصنا لنكتمل و الآن لن نفعل أبدا ولن يحل أحد مكانك
ويل:"اسمعي آن ، اجعلي آيزك ذكرى طيبة مررنا بها ، إنه لا يزال بيننا الآن ، لقد جمع بين ثلاثتنا بعد فراق طويل لذا ...كلما تذكرته ابتسمي و تذكري اللحظات الجميلة ، الفراق صعب لكنها سنة الحياة" سمحت لبعض العبرات المتمردة بالنزول رغما عني و لكن أن أسمح لويل بان يخفف عني كما يفعلون بالأفلام فهذا مستحيل لذا استدرت راجعة للبيت بعد ان قلت
آن:"لنرجع ، أشعر بتعب كبير "
ويل:" حسن....آن"
آن:" نعم "
ويل:"أود سؤالك"
آن:"تفضل"
ويل:"هل تقبلين ان نعود أصدقاء كما كنا ؟" سؤاله أربكني كثيرا و رغبتي هي لا و لا و ألف لا أيها الخائن الجبان المتغطرس
آن:"حقا ؟ ألن تشعر صديقتك أقصد حبيبتك بالغيرة ؟"
ويل:"هههههه لكن ليس لدي حبيبة في الوقت الحالي"
آن بعد أن تفاجأت:"لكن ماذا عن آيلا أو جودي أو أيا كان اسمها "
ويل:" ما قيل عن آيلا كان خرافة و أما جودي فقد انتهى الأمر "
آن:"رائع ، صرت تعدد الفتيات "
ويل:" لا ، حقا لا أفعل وددت بناء علاقة قوية بها لكنها بدأت تتصرف بغرابة و أصيبت بنوبة جنون كما انها صارت معقدة و صعبة المراس فقبل ثلاثة أسابيع مات والدها و هي فتاة وحيدة بين ستة إخوة رجال يمنعون عنها كل شيء و لا حول لأمها و لا قوة لذا صارت كالمجنونة و ارادت التحكم بي و لليوم لا أعرف ما خطبها "
آن بابتسامة:"إنها تشعر بالملل ، هذه استراتيجية طاردة لتتمكن من التخلص منك و تغييرك "
ويل بصدمة:"تمزحين"
آن:"ههههههه "لم أجبه و تركته في حيرة من أمره حتى
ويل:"ماذا عنك ؟"
آن:"أنا اعتزلت الحب نهائيا ، أحببت فتأذيت فتعلمت "
ويل:"على كل لديك فرضيات غريبة انت ، المهم أنك تعيشين بسلام دون مشاكل "
آن:" و رغم ابتعادي عن عالم الحب إلى أن المصائب لا تزال تطاردني و الواحدة تلو الأخرى ، متى الفرج يا ترى؟"
ويل:"قريبا ....هيا أعطني رقم هاتفك "
آن:" لديك رقم آيزيك ؟"
ويل:"أكيد لم؟"
آن:"لأنه رقمي من الآن فصاعدا "وودعته لأننا وصلنا و علمت انه سيعود مع أصدقائي في رحلة الغد ، هذا يوم غريب ، حدث كل شيء دفعة واحدة و بسرعة فائقة ، اليوم ...اليوم صار أغلى الناس على قلبي تحت التراب و اليوم أتت صديقتي القديمة لزيارتي و أتت شيرا لنيويورك لأجلي و حدثت ويل لأطول مدة ، رغم انه يوم صعب علي و انا وسط مصيبة إلا أن وجودهم أسعدني و خفف قليلا من حالتي ، لما دخلت المنزل وجدته شبه فارغ فقد تقلص العدد و بقي إخوة الخالة أي أخوال آيزيك و أولادهم الذي كانوا كبار و السيدة ليان و ابنتاها معا
مايا:"عدت ؟ ليتك لم تفعلي "
آن:"ما الخطب ؟"
مايا:" زوجة خالي تريد الدخول لغرفة آيزيك لترتيب الأشياء و خالتي ادعت ان المفتاح معك "
آن :"إنه معي بالفعل و لن أعطيه لهم ، لقد عاهدت على نفسي على المحافظة عليه "
مايا:" يردن الدخول بشدة " مباشرة صعدت للطابق العلوي أين وجدت امرأتان كبيرتان إظافة إلى ثلاث فتيات أكبر مني سنا مع الخالة(أم آيزيك) و الخالة ليان
آن:"ماذا يجري؟"
قالت سيدة:"أهذه هي؟ أعطنا المفتاح نود الدخول"
آن:" عفوا سيدتي لكن هذا لن يحدث أبدا ، آيزيك طلب مني الاعتناء بغرفته هذه و أن لا أسمح لأحد بدخولها ، أعرف أنني غريبة عنكم و لا أمت لكم بصلة و لكن دخول هذه الغرفة ممنوع و المفتاح لن تحصوا عليه و سينتهي هذا ..عن إذنكم " قلت هذا و نزلت للطابق السفلي إلى المطبخ و بقيت أتحدث مع مايا و سالي إلى أن أتاني صوت قائل :"أنا أشكرك ، أنقذتني"
آن:"لا بأس يا خالتي هذا واجبي و لكن لم لم تمنعيهن ؟"
الخالة:" لست في حالة تسمح لي بالشجار ، لقد دفنت ابني للتو و لا أزال تحت إثر الصدمة كما أنني لن أستطيع الاحتفاظ بملابسه و بعض أشياءه و التصدق بها سيفيدني أكثر لذا وافقت في بداية الأمر ثم ترددت " صدقا لم أر في حياتي أشجع من تلك المرأة الصابرة الطيبة التي ترى ابنها جثة هامدة و لا تذرف دمعة واحدة بل تكتفي بقول:"الحمد لله" أستطيع أن أحزر ان هذه السيدة عما قريب ستواجه فرحة تبكيها و تنزل دموعها التي تحجرت اليوم و أبت النزول
آن:" معك حق ، دعك منهما ، ستنزلان عندما تيأسان " تذكرانني بالعمة دوريس و غرايسي زوجتا عميِ ٌو بناتهما و ما تفعلان بعمتي لوسي
السيدة:"أين ستقضين الليلة آن ؟"
آن:"سأعود لشقتي"
السيدة:"لم لا تبقين هنا بعض الوقت ، أعني دخولك الجامعي اقترب كما أنني أعتدت أنا و ديمة (أخت آيزيك الصغرى) أن تساعدينا و تقومي بأعمال ابني و لا غنى لي عنك ، أرجوك لا تمانعي" و هل لي ان امانع طلبا من سيدة كهذه ؟
آن:"لن أمانع سيدتي ، لن أمانع البتة بل و أنا فرحة لانني سأبقى هنا في بيت آيزيك "
السيدة:"أفرحتني ..." لم تكد تكمل جملتها حتى سمعنا صوت مدويا فصعدنا للطابق العلوي أين انتابنتي الرعشة لما رأيت أمامي ، باب غرفة آيزيك محطم و النساء هناك يفتشن في أغراضه و ملابسه
وضعت يدي على جبهتي من هول ما رأيت ..ماذا يحدث ؟؟؟
آن:"مـ...ما هذا؟ ما الذي حدث للتو ؟" نطقت فتاة بدت تكبرني بسنوات قليلة :" عندما رفضت إعطائنا المفتاح قررنا تحطيم الباب بفضل أخي" و أخوها الذي كان ينظر إلي و يبتسم كما لو أنه فعل خيرا
آن:"أتظن أن ما فعلته جيدا ؟ هذه غرفة خاصة و انتم تنتهكون حرمة أهل هذا البيت "
تكلمت سيدة:" و ماذا تعرفين أنت عن الحرمة ؟لست منا و هذا ليس من شانك " وددت لو أقذف تلك السيدة بوابل الشتائم في قلبي و أفرغ ما فيه عليها لكني أحسست بيد الخالة تلامس كتفي لأمسك فمي و أخرج
خارج الغرفة قلبي يتمزق أشلاء و أنا أراهم كيف ياخذون اشاياءه حتى بعض صوره و قارورة عطر صغيرة وددت لو أحصل عليها و حمدت الله لأنني أخذت الصورتين و زجاجة العطر الشبه فارغة
الخالة:" لم لا تاخذين شيئا للذكرى ؟"
آن بنبرة باردة:" أنا لست في رحلة و لا أحتاج شيئا لأتذكره بل هو دائما في قلبي " ابتسمت لي السيدة بوهن و قالت:"هيا لنعد العشاء "ماذا تقولين يا سيدة ؟ هذا بيتك و هذا ابنك و هذه أشياءه ، أعرف أن هناك الطيبة لكن هذا كثير..وددت التدخل لكن ما باليد حيلة فقبل كل شيء...معهن حق..انا غريبة.
طأطأت رأسي بأسى و مشيت خلف الخالة و مايا ،فورما وصلنا للدرج رأينا ريان الذي صعد مسرعا تتبعه سالي و أمه ليان ، عرفت أن في الأمر لبسا فتتبعناه و عدنا أدراجنا
ريان بغضب:"عار عليكم الذي تفعلونه "
ردت سيدة:" اهدا لقد وافقت أمه "
ريان بنفس النبرة:"لكن لم توافق على تحطيم الباب أو الدخول عنوة "
ردت مجددا :" لأن الأجنبية الغريبة رفضت إعطائنا المفتاح "
ريان:"اسمعي يا خالة ، إسحاق إأتمنها على غرفته و هذه وصية من المرحوم نفسه و الوصية هي الوصية حتى موافقة أمه او رفضها لن تؤثر لان القانون يقول هذا " إسحاق ، أعجبني وقعه كما أعجبتني جرأة ريان و هدوءه الذي أقنع الجميع في ثوان معدودة
ريان:"أرجو منكن الخروج الآن و أنا سأصلح الباب" ثم التفت إلي
ريان:"و أنت ...المرة القادمة لا تصمتي " لم أكن لأصمت لو لم تأمرني الخالة ، لاحقا خرج ريان مسرعا و غادرت السيدتان مع بناتهما تحملان الكثير ، رغم انه اوقفهن إلى انهن أخذن ما كان بين أيدهن ، دخلت مع مايا لإعادة ترتيب ما تبقى من الغرفة و اتي ريان مع عدته و أصلح الباب
تلك الليلة غادر من تبقى من العائلة أما بالنسبة لريان و شقيقتيه و أمه فقد عادوا لمنزلهم المقابل لمنزل آيزيك أما أنا فأشعر بسعادة غامرة لأنني في غرفته نائمة و في نفس الوقت اتحسر عليه بل أبكي بشدة بمجرد أن أتذكر أنني بييته
مر أسبوع آخر بروتين جديد علي ، أعدت الشقة لمالكها و أحضرت أشيائي و انتقلت للعيش مع الخالة ليا ، أقوم معها ببعض لأعمال و أعتني أحيانا بابنتها ديمة كما في كل مساء أتعلم شيئا جديدا عن ديني الجديد و بدأت أشعر براحة كبيرة داخلي ..أشكرك يا أخي... و دمتم
هنا ينتهي الجزء الأول من روايتي
أوافيكم بالجزء الثاني قريبا...
لا تنسوني
أختكم في الله |