مقتطفات من رواية السجينة للكاتبة مليكة أوفيقر
أمر ما في التبني أنه يجتثك من جذورك و يجردك من هويتك الحقيقية و يحرمك من حقك في الحرية و الإختيار !
------
كانوا يولون جل اهتمامهم الى النواحي السطحية و الى القشور التي تهمش المرأة و تحولها الى مجرد اداة للمتعة و وسيلة للولادة ليس إلا .. و تقتل في داخلها أي ملامح فكر أو إبداع .. و كانوا يجبرونها على التخلي عن شخصيتها و يعلمونها كيف تتعبد في محراب الرجل آناء الليل و أطراف النهار
-------
كيف يمكن أن تحب إمرأة و تتزوج أخرى ؟ ما هذا اللغز المعقد !
-------
حاولت مرة أن أهرب خلال النهار دون أن يراني أحد .. نجحت في حفر فجوة تحت السياج و في احدى الامسيات تمكنت عبرها من المرور الى الجهة الاخرى .. لكن بريق الحرية بهرني و اخافني .. لم اكن بعد مستعدة لذلك ولا اعرف الى اين اذهب .. دفعني الخوف من هذا العالم المجهول و الغامض للعودة حيث كنت
-------
في كل تلك السنوات التي فاتتني بعيداً عنهم .. كم غاب عني من قصص و حكايات و ذكريات !
-------
بماذا تحلم الصبايا عادة ؟ بالحب ؟ لعل معظمهن يفعلن هذا ! لكنني كنت أحلم بالأضواء
-------
علمتني الحياة أننا لا نبني الكون ونعمره بالتصنع والتملق والزيف و النفاق .. ولا بالمواقع و المراكز والمال والغنى .. فكل هذا زائل و فان لا محال
-------
للأسف لقد عدت الى الحياة في اللحظة التي وطئت قدماي عتبة الشيخوخة .. إن هذا لعمري يقتل الروح و يدميها
-------
أمي لا تذرفي علي دمعة واحدة فيما لو رأيتني أموت شجاعاً .. ولكنني أرجوك أن تفعلي إذا ما رأيتني أموت مجرماً جباناً
-------
إن التخاذل يستغرق لحظة واحدة فقط .. لكن الثمن النهائي يكون مرتفعاً جداً .. ولا مجال للعد .. ما من ثمن يمحو آثار الاعمال الدنيئة و يزيلها .. فكيف اذا كان الثمن زهيداً
-------
من الصعب بمكان رؤية طفل جائع أو مكتئب .. انه منظر فظيع تقشعر له الأبدان
-------
بالطبع لاشك أن الروح تترك أثرها على الجسد .. والجسد بدوره يؤثر عليها ... وهذه العلاقة بينهما لا يمكن تجاهلها
-------
تباً للجوع وسحقاً له .. كم يذل الإنسان و يحط من قدره .. إنه ينسيك أهلك و عائلتك و أصدقاءك و يجردك من كل قيمك و مبادئك و ينتزع منك كرامتك و إنسانيتك !
------
روح التهكم و السخرية سمحت لنا بالبقاء والصمود .. خصوصاً انها كانت تتجلى في اقصى لحظات الفجيعة والألم .. وكلما اجتاحتنا المآسي والأحزان ازدادت هذه الطبيعة فينا تجذراً و حضوراً .. أصبحنا على هذه الشاكلة منذ اللحظة التي توفي فيها ابي .. لا نجد وسيلة أخرى نعبر فيها عن خيبتنا و حزننا و المنا و معاناتنا الا الضحك .. والتهكم والسخرية
--------
كانت الحياة تتحرك أمام أنظارنا بفرح وحبور .. وببساطة وتيسير .. وكنا نحن خارج معادلاتها و نعيش مطرودين على هامشها .. كل شيء يدفعنا الى ان نكون من بين الاموات .. ونحن كنا نناضل ونأمل أن نكون من بين الاحياء
--------
هكذا كنت أنا دائماً .. أتأرجح ما بين الحنين و النفور .. وبين التامر و الخوف .. وبين الحب والبغض
--------
غريب هو الاحساس الذي ينتابنا عندما ننبعث الى الحياة من جديد
--------
إني لأرثي لكل هؤلاء البشر الذين يعيشون خارج قضبان السجن .. ولم تتسن لهم الفرصة ليعرفوا القيمة الحقيقية للحياة
--------
العبث الجنسي الغير المجدي لم يكن سوى هروب الى الأمام .. إذ لا يمكن له ان يحل محل الحب الكبير و الحقيقي الذي وحده يملأ نقصنا العاطفي و يعطي لحياتنا معنى
--------
أنا أكره تلك النسوة المزدنات بالحلي , المتزوقات المتزينات , ونظراتهن التي تنضح بالنفاق و قيمهن المزيفة المخادعة و مالهن وسلطتهن واحتقارهن للشعب الفقير المستضعف
--------
لقد روضني حبه .. ولين طباعي .. و كبح جماحي .. فانا لم اكن امراة سهلة .. كنت عصية على الحب و على ان يحبني احد او اقع في حب احد
--------
ان الكراهية تنهش الروح .. وتضعضع الجسد .. انها لا تجدي نفعاً و لن تعيد الي الذي مضى
|