عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 08-10-2016, 01:29 PM
 




.











[COLOR=black]





غریب....

إن طلبت الأمان هل يستجيب، و هل استشعار الخطر دوما يصيب؟!

كثيرا ما تخيب منك الظنون في تشخيص المأمون من الخؤون، عندها ستهاب كل شيئ ...
مابالك بمن يحمل هيبة تهديد و يرى الأمان!

قد تكون رياح الغدر تهب من ناحية من تستنشق منه إطمئنان قلبك، و قد تكون حنان كف من تخشى قربه هي ما تنقذك ...

فماذا عنه؟!

ماذا عن فتى استخدم ذاك الأسلوب الغريب في برهنة خطأ الأعراف و السياسة و الأفكار في محادثة أقصر ماتكون...

إستهل سيتي استجواب رفيقتها بعد أن تنحنح بصوته الناعم و الهادئ: هل تستطيعين تفسير تواجدك في قطاعنا آنستي.

إنجلاء شحوبها و اصفرار لونها تراءى منها تتدخل بإستعجال : لست في مقام محادثة مولاتي، إسألني و سوف أجيب...

أعلنت إستفسارها بعد برهة: ... و كيف ...عرفت أننا من القطاع الشمالي؟!

استبان صوت أول محادث لها مبينا بعد تلمس الحزام الذهبي العريض المحيط بخصر المكتحلة عينيها: علامة الأفعى بوسط هذا الحزام، في قطاعنا الأميرات لهن علامة عين الهرة.

هرعت لإبعاد يده و الغضب بين بعينيها الذهبيتين: كيف تجرأ!... أبعد يدك القذرة عنها.

حل السكون بعد نطق الأميرة بصوت هادئ خائف: بر...

ما جعل السكون حالا لم يكن تدخل الأميرة بل صرخة متوترة منها هي: لا يد تلمس الأميرة برفيسيا.

مرت دقائق حتى استدرك مينا الأمر بتعقله: برفيسيا!... هل تقصدين إبنة غابريس؟!

وجهت حدقتيها نحوه بسخط: الفرعون الأعظم غابريس.

تلبك مجيبا لرضاها: هذا ماقصدت.

ألقى سيتي نظرة على مينا كأنه يستأذن ما سيتلفظه: العظمة، ستكون لمن علت قيمه...إن كان حاكمك كذلك، فأنت محقة.


قالت الأميرة برفيسيا و هي تتلاعب بأصابعها بنوبة تفكير : أظن، أن الحاكم غابريس يملك من الحكمة مايكفي ليتصدر العظمة في قائمتك. [Colore/]


عدل وضعية قدميه الممتدتان ليضع ذراعيه فوقها: لا تستائي أيتها الأميرة، من المؤكد لنا أن حاكم هذا القطاع ليس إلا متصدر عرش، ليس الأعظم كما تنعتين بكل الأحوال.

تحدث مينا بتهكم: هل تعرف معنى ما تتفوه به أمامي أيها الأرعن؟

ابتسم إبتسامة متوترة أفقدته اتزانه : ههههه... كن رحب الصدر أرتيميس.

باشر مينا الوصيفة طليقة اللسان بالسؤال عن الذي أخذ حيزه من الأهمية: لا أفهم لم أخبرتنا عن هوية الأميرة، شخصيا أراه تسرعا و طيشا .

استقامت بظهرها في جلسة تشبعت بالزهو و الإختيال على تلك الصخرة الترابية و أنبأت إجابتهأ بوجه تخلله الغرور دون مبرر واضح :كنت أتطلع لذكاء لابأس به من حظرتك لكني زدت من تطلعاتي كما يبدوا،فمعرفة أنها من القطاع الشمالية يعني لكم أنها رهينة لكسب المال ، و تجرأ كهذا على إبنة الحاكم يعني الحرب ...توضح الأمر؟!

تبسم بصبيانية خبيثة : يا للغرور..مادمت الناطقة ، فهلا شرحت لنا كيف وصلتما هنا...
خطى خطوات عدة حتى وصل قربها لينزل رأسه لمستواها مضيفا :..أم يجب أن أقسم بآلهتك أتوم؟


زمت شفتيها بإغتياظ مخفية ضعفا استولى عليها لقربه: هل تسخر من ديانتي؟

حك أنفه بسبابته بحيرة: لم أقصد الإهانة.

صفق سيتي بتوال لجلب الإهتمام ثم خاطب الآنستين: أخبرانا بكل شيئ، قد نستطيع مساعدتكما ...مهما يكن لا تنقصنا المشاكل ليزيدها حظوركما واحدة.. و من النوع الثقيل أيضا.

ابتسمت برفيسيا لتبدي الخادمة ارتياحها ...

تركت مكانها لتجلس قرب مولاتها و هي تمسك كفيها بعطف لتبدأ بسرد حكايتها...

*********************************

انحنى الحكيم لمجيئ الوزير ثانية و قال بصوت هادئ مسموع: يبدوا أن قلق الملك على الأميرة أثر في قلبه... عندما تحسست النبض، لم يكن متوازنا.

ألقى الخادم الخاص بالملك نظرة على حاكمه بأسى: يتوجب عليكم إيجاد الأميرة بسرعة، أخشى أن نفقد الحاكم.

صرخ رابوف لينطق في وجه الخادم مظهرا سخطه: صه أيها الأحمق، كيف لك أن تقول كلاما كهذا عن الحاكم؟!

انحنى الخادم و أبدى الإعتذار: العفو أيها الوزير، لم أنو سوئا إنما أنا قلق على سيادته.
خرج رابوف و عينيه تتطاير شرارا لعدم رضاه بهذه النهاية...

فكيف لهذا الملك أن يغمض جفنيه دون تعيين خليفته، هاقد انتهى أمر تلك الأفعى برميها مع وصيفتها في نهر النيل..!

توقف لدى مربعة قد أسدل ستارها المحمر ليبعده ناظرا للأفق و ماتحته من زينة العقل لديه ...

فما شوه عقله المزين بطموح الملك لم يكن سوى "الملك" ذاته...

ذاك الذي أذهب منطقه كبشر يعايش بني جنسه و أتى بنزل أسكنه الجاه و الوجاهة....



****************************************************


يتحرك جيئة ذهابا مع مرافقته العصى الذهبية...

جبروته كان باديا حتى في أضعف حالاته، عند خطر انعدام وريث القطاع الجنوبي ...
الوضع داخليا في فوضى و إن علم الخصم ستكون نقطة الضعف التي يتحينوها فرصة ذهبية منذ زمن...

توقف مديرا جسده نحو العجوز ذو العكازة خلفه: هل تظن أن النطاق الشمالي له يد في إختفاء مينا؟

أجاب من فوره بثقة بالغة: لا أرتئي هذا الرأي أخناتوس، فغابريس كما تعرف يتهرب من المشاحنات و المشاكل العويصة.

كان يود إظهار سخطه نحو عديم اللباقة الذي يقلل من شأنه، إلا أن ذكر الهارب من المعارك جعله يعدل عن ذلك ليقول ساخرا: ذلك الجبان، لا يتغير البته.. يحتاج لترك أساليبه البدائية في الحكم و إلا سأستلم عرشه المتزلزل قريبا.

أيده أحد حاشيته بإبتسامة قرة لها عين أخناتوس: في القريب العاجل ستكتحل أعين مصر بهذا الخبر السعيد جلالتك.

شعر بالعزة و الفخر التي كادت تنسيه فقدان خليفته إلا أنه استدرك ذلك: بقي خمسة أيام على نهاية الأسبوع



****************************

لم يطل تسامر الفتاتين حتى نزعت الوصيفة قرطي سيدتها لتمدهما نحو سيتي بينما برفيسيا تتحدث آمرة:بعهما و ائت بثمنه مع بعض الطعام.

تردد قبل أن يحثه مينا على الإطاعة: إفعل ماتشاء.

نهض مطيعا لحيث وجهته أوامر الأمراء لينطق مينا : ظننت في البداية أنك أنت برفيسيا، فهي أطلقت الحرفين الأولين...

بترت جملته الإستكشافية: بريفيت، أشترك مع الآنسة في الحروف الأولى.

تنهد ببطئ قبل أن يقول : ليس سيئا، لكن وقعه لا يناسب صاخبة مثلك.

"صاخبة!"

استغراب في مكانه لمن لم تفعل الكثير في موقفها الجديد إلا أن مينا أفحمها و هد تساؤلاتها: مندفعة في الحديث، تتصدرين المحاورة...مغرورة،تعشقين التلاعب بأعصاب من حولك.

كان كحلها الممتد فوق جفنيها أكثر بروزا عندما أغلقت عينيها: الصبر... من يتلاعب بالأعصاب هو أنت.

ضحك بخفة وهو يتمدد موجها بؤبؤيه لسقفه الواسع: وسام شرف لي هذا المديح .
أخذ كيسه يتسلى بفتح غرزه : بريفيت، هل أنت محقة بشآن سقوطكما من المركب؟
"تشك؟"
رمى بخيط القش بعيدا : الخدم و حاشيتك ، كلهم ماتوا أم أن الأميرة تهورت بهروبها معك فقط، الإحتمال الأول أن الموت كان حليف مرافقيك بعيد ،لأن الرجال أقوى من النساء، يجب أن يصل واحد للضفة على الأقل، و الإحتمال الثاني محال لأن الأميرة التي أراها شاحبة من الخوف مذ رأيتها...

ضمت نفسها بذراعيها بينما هي مصغية لتشجيعه: أقسم أننا لن نخبر أحدا، فكري جيدا بريفيت...فتاتان وحيدتان في القطاع الجنوبي، لو يتعرف عليكما أحد فأخناتوس سيتخذكما سلاح منافعه.

فتحت فمها لتمنعها برفيسيا بحزم: لا تفصحي عن شيئ ، أنا...أرجوك.

*****************************


" إذا ، فالوزير يحاول الوصول للحكم... أوضاعكم الداخلية متدهورة حقا"

ازدرأت برفيسيا ريقها و قالت بغصة: ذاك الرجل، سيدمر الدولة بطمعه.

شرب من قربة الماء التي أحظرها سيتي ثم قال: سينتهي هذا الممل القاتل أخيرا.

قال سيتي بذهول و مخافة ما هو متأكد منه: لا تقل أنك ... هي مالذي يجري لك، فقدت عقلك؟
أردف بعد ضرب جبينه عدة ضربات: ... تكفي مخططاتك الغبية، كيف لك أن توقع نفسك بسياسة ذلك القطاع الآن، إن غيابك الطويل قد يسبب المشاكل.

ابتسم بخبث مبطن : حسنا، هذا أول الفلاح صديقي... سننشر شائعة في القصر أن غياب الأمير بسبب غضب الآلهة على مصر لفساد أخناتوس.

قطب حاجبيه : هي، تقودني للهاوية .

تدخلت بريفيت بفضول سيطر عليها: الأمير..!

نظر لها مينا نظرة حادة: أه، أنتما تقابلان مينا ولي عهد أخناتوس.

انفعلت بريفيت لتقول بحدة : أيها المنحط، لقد استدرجتنا للحديث حتى تصل للمعلومات.

ازداد رهبة بنظرته الثاقبة التي جعلتها تصمت: لقد فكرت أن من غير العدل أن لا تعرف الأميرة من تقابل، إن لم تستسيغا ذلك فيجب أن أخبركما مالدي بشكل آخر.

أخذ سيتي نفسا عميقا ليهدأ : مينا، كن لطيفا قليلا.

أما مينا فقد بدأ لعبة الذكاء بأسلوب يظهر الجدية دون اكتراث: يجب أن تذكرا أنكما بيدي الآن، و أظمن سلامتكما ما لم تخططا الإحاطة بي أو الهرب ، أه... و لا أنسى، في هذا القطاع الشعب إما عبيد سيسلموكما للمال أو أناس ستسلمكا للمناصب، طبعا لكما حرية البقاء معي أم الذهاب حيث تستكشفا صحة مقولتي...و عندها لن أستطيع التدخل.

أطلقت بريفيت ضحكة ساخرة: هل سمعتي سيدتي؟... يحاول إخافتنا لنبقى تحت كنفه.

اضمحلت ملامح سخريتها بجملة سيتي: قد يلعب بأعصابك، لكنه لم يكذب... من الخطر أن تقعوا بأيدي أي كان...خاصة في النطاق المخالف.

أخذت برفيسيا دورها: من قال أننا سنقع بيدي أحد، سنعود لمصر الشمالية على الفور لإيقاف خيانة رابوف.

قال مينا: و هل تعرفين طريق العودة؟

عضت شفتيها غيضا و بدأت تطلب الغوث بعينيها الناظرتين لوصيفتها ذات اللسان السليط...


***************************

وقف ذو الرداء الرمادي خلف الحارس هامسا: هل عاد الأمير أم لازال مختفيا ؟

تلبك الحارس حتى كاد يسقط رمحه من يده : كيف عرفت؟!

تمالك ضحكته لردة فعل المصدوم من كلامه و تظاهر بالأسى: إذا هي حقا لعنة الآلهة، ستنتهي مصر بسبب ظلم الحاكم.

قطب السامع حاجبيه: كيف لك أن تهين الفرعون الأعظم؟

أبدى البلاهة في لحنه: هذا ما سمعته فقط.

قال الحارس : من تجرأ بالتفوه بهذه الترهات؟!... لا أحد من خارج القصر يعلم بهذا الخبر.

وضع يده أمام فمه متظاهرا بالدهشة: تمزح، لقد انتشرت أخبار الحادثة في كل مكان.

بدى التفكير عليه ليبتسم سيتي برضا لنجاحه في إطلاق شرارة ستمضي في سبيل إحراق الوقت ...

و ربما شعلة وعي توقظ الشعب من سبات الغفلة


*******************************



قراءة ممتعة،،،،،،،


*****************

الرجاء عدم الرد






.

التعديل الأخير تم بواسطة وردة المـودة ; 08-10-2016 الساعة 02:30 PM
رد مع اقتباس