□■□
ستكُبر في العمر ، ستتقدم ، ستواجِه مخاوف لم تكُن حتى تفكر بشأنها !
الآن ؟ سأتحدث عن شيءٍ ما ، عن بعضٍ من فلسفاتي وحكمي الخاصة ،
لربما كانت خبرتي القليلة لا تتجاوزُ الستة عشر عاما التي قضيتهَا في هذا
العالمِ ، في هذا الوجود .
إنما كان لدي مُعلمة ، قديرةٌ جدا وطويلة العمر إنما قصيرته أيضا ! كانت هذه
المُعلمة خبيرة جدًا في " الأحياء " ، وفي باقي الوجوديات أيضًا .
يوما ما ، وبلا سابق انذار ! رأيت نفسي في المرآه : ) ، بدأت احلامي من بعد
ذلك في التفكك ، في ذلكَ اليوم بدأتِ معلمتي بتدريسي حقاً ، حينما علمتُ
أن عدوي الحقيقيَ هو نفسي، وقمت بتحديها ، لم أعلم في ذلك الوقت أنها
ليست هي عدويَ الحقيقي ، إنما ظننت ذلك ، و.. حسنا حتى ذلك التحدي قد
قُمت بالفشل به ، هزمتني نفسيَ هزيمة كاسحة مدمرة مهشمةً جميع مافيَّ !
إنما لا زلت حية ، لازلتُ أقاومها وأعلم أنها ستهزم يوماَ ما : ) ، على العموم ،
كانت نفسيَ أحد اعدائي الكثيرين في هذا العالم ، هناك الكثير منهم للأسف ،
وغالبيتهم أناسٌ ينظرون إليّ نظرةً بشعه، محتقره، لكأني ذرة تراب .
هل تعلمون ؟ اكتشفت حديثاًا شيئا جديدا ، غريبا ، ليس لدي أعداء، ابدا ، سوى
استثناءٍ واحد غبي وكريه ، شيءٌ قوي أقوى من الألم الحياتي ، شيءٌ مُقيت يجعل
من حيّ الجسد ميتا ، حاصرني دومًا ، احتقرني واستهزأ بي، ظننت انه يحميني ،
وحتى إن كان يفعل ، فقد بالغ كثيرا في ذلك !
عدوٌ أزلي يدعى ......
سأحتفظ به لنفسي، اظن أنه يجدر بكم التفكير في هذا قليلاً : ) ماهو أكبر عدوٍ
قد يقف في وجه الانسان ؟ عدو يجعل أرجلك تتجمد ، وترتجف وتهتز في آنٍ
واحد ، عدو يجعل جسدكَ حارا ، مشتعلا كأنه اللهب ، ذلك هوَ الذي الذي يجعلك
ترى من الامن حرباً، يجعل الدنيا في عينيك سواداً ويغطيها ، عدو بقوة نفسك ،
فإن اتحدا معاً فأنت في عداد " الأحياء الأموات " .
أوه ! أنا لدي هذان الاثنان بجانب بعضهما ، يشكلان جدارا صخريا ، يقفان وأيديهما
مكفوفة إلى بعضها ، ينظران إلي ، في الأسفل، ذلك الكائن الصغير الهش ! كائن
مسكين ضئيل ضعيف يريدُ رؤية ماخلفهما .
-
انا أريده ، سأحطمكما ، سأمشي على أجداثكما ، سأفعل ، انا لدي ربي في مواجتكما
وسأسير ، سأرى قدري وستشرع ابواب العالم أمامي ، ستفتح بكل مصارعيها حتى
تتكسر ، وستبقى مفتوحة ورائي ! لن تفتح فقط ، ستُكسر ، ثم سأحطم الأسوار
التي تنتصب عليها الابواب ، وسيغشاني النور الذي كُنت لا ارى منه حتى بصيص .
لأنيِ أثق بإلهي ، ذلك فقط وتلك ثقتي ، بأني أقوى منهم جميعاً !