السلام عليكم وررحمة الله وبركاته اتمنى تكونوا بخير
المهم البارت مع اني طولت سوري
البارت الثامن
بعد مرور ثلاث ايام
في مكان هادئ، وبعد ثوان قليلة تعالت الأصوات بالغرفة، واسعةٍ ،منارة بأضواءٍ تعمي العيون.
بدت كمعملٍ للفيزياء !
طاولاتٌ كثيرة متباعدة عن بعضها ذوات طول نسبي متوحدة اللون الابيض
-
وقد خلت من أية كائن سواه.
واقفاً يكسوه السواد كعادته، وشعره الأشقر الباهت مربوطٌ إلى الخلف ببعثرة زادت من جماله
وبريق في وجههٌ لتلألؤ قطرات العرق التي تشكلت في جميع أنحاء وجهه.
ترك الأداة التي بيده بتعبٍ على الطاولة واستند بيداه على الطاولة بإنزعاج من هذا السلاح.
تمتم أليكس بغيظٍ وهو يتحرك إلى الباب، أنفاسه مرهقة ويداه داخل جيوب معطفه الابيض الذي يشبه معاطف الاطباء: سحقاً! استقلت من العمل تحت يدي حقراء ووقعت، بين يدي قمامة!!
ما هذا الحظ العثر؟!!
وما إن فتح الباب حتى قابل بوجهه الشابان اللذان لازماه طوال الثلاث أيام السابقة، إلا داخل معمل الأسلحة هذا، كما سماه أليكس.
قال بنبرة هادئة وملامح جامدة بلا مشاعر دفعت في جسد أليكس قشعريرة دفعته لأن يبتعد عن الطريق: إذا سيدي، إلى أين تريد الذهاب؟
أليكس نظر إليه شزراً، لامحاً قسمات وجهه الجميل، عينيه الكبيرتان مكتنفتان السواد بجمالية ورقي , وخصيلات شعره تصل الى الرقبته ليست اقل من جمال لون عينيه ,بشرة بيضاء صافية ,جسد اعتيادي بدا بريئاً وضعيفاً إلا أنه عندما هاجمه كاد أن يغمى عليه، بنبرة تعبة مخرجاً يده اليمنى أمام وجهه محركاً إياها: أنا تعب، أريد النوم يا إلين.
إلين بذات النبرة: حسناً يا سيدي إلى الغرفة إذاً.
مشى اليكس أمامهما مرجعاً يده اليمنى إلى جيب معطفه المتسخ قليلاً بالبارود الأسود وبعض المواد الكيميائية
أليكس بهدوء ويسير ببطء: سايمي، من فضلك أريد القليل من الطعام الخفيف في غرفتي.
سايمي بهدوء مبعداً شعره الحريري المبعثر على وجهه الذي يكتنف لون زرقة البحار الصافية. له عينين توشحتا بلون العشب الندي، وممسكاً بين يديه دفتر ملاحظات أليكس.
إنهم لا يدعونه يعمل أي شيء، وكأنه عبدٌ أسير: سيدي، لا استطيع. أنت تعلم أن إن أردت الطعام، فيجب عليك الذهاب إلى قاعة الطعام.
أليكس بتأفف و منزعج للغاية: سحقًا لك ولسيدك الغبي وقوانينه المقرفة! أيعتقد اأني ابنه؟!!
صحيح لا يسمح دخول الطعام إلى غرفته، وإن أراد أن يتناول الطعام فسيكون فيقاعة الطعام مع الجميع. وكما يقول أليكس، أيظن أنه فرد بين أفراد عائلته الغبية!
ما إن أنهى كلامه ووصل الى غرفته -وهي في نفس الطابق الرابع مع معمله الذي لا يبعد إلا ثلاثة أمتار عنها- ودخل مغلقاً الباب بشدة في وجههما. أما هما، فبقيا أمام الباب كل واحدٍ منهما في جانب مختلف من الباب، واقفين بثبات.
رمى أليكس جسده على السرير بتعب واضح، ورفع قدمه اليسرى بحيث يستطيع أن يمسكها بيده ليعكف بنطاله من الأسفل حتى بان ذلك الجسد الغريب المعلق في قدمه. أخرجه في صمت وبعدها أعاد وضع قدمه على السرير.
بدأ بتقليب ذلك الجسم متباين الحجم فطولها طول كف اليد، أسود اللون، ذو أزرار واضحة مختلفة الألوان يستطيع الضغط عليها، وبه شاشة صغيرة جداً كشاشة التلفاز.
ضغط على اللون الاحمر فظهرت على الشاشة بيانات صغيرة وتحتها أرقام كثيرة.
لم يجد أليكس مبتغاه فوضع وجهه على الوسادة ضاغطاً بشدة لكي يكتم غضبه متمتماً بـ "يجب أن أهدأ"
بعد عشر دقائق
,نهض متوجهاً إلى الخزانة السوداء اللون واقعة بالجهة اليمنى منحني بجسده الى آخر درج فاتحه ليتوضح ان لا محتويات فيه
-
فأمسك بشوكة التي أخفاها أسفل الخزانة غارزاً إياها بالمنتصف لينفتح الدرج ويبان تحته درج صغير جمع به أسلحته الصغيرة, فترك التي بيده في الدرج
وأعاد الدرج إلى وضعه الطبيعي.
اليكس بابتسامة تملؤها خيبة الأمل وبنبرة خافتة: فقط لو استطيع صنع سلاح يفيدني أفضل من تلك المصائب التي أصنعها.
نهض بهدوء متجهاً الى الحمام لكي يأخذ حماماً دافئ.
خارجا منه بعد أن تمت ساعة كاملة نحـو الغرفة واضعاً منشفة على خصره والاًخرى ملتفة على عنقه يجفف بها وجهه ورقبته.
وبعد أن ارتدى ملابسه والتي هي عبارة عن سروال قطني مريح أبيض اللون وتيشيرت أخضر, حرر خصلات شعره من الربطة المطاطية.
خرج من الغرفة إلى غرفة الطعام, و
دخل وخلفه حارساه, أو اللذان يراقبانه ويتجسسان عليه, كما يقول أليكس دائماً,
وجلس على كرسيه الذي بات له منذ ثلاثة أيام سابقة
من دون أن ينبس ببنت شفة, وجلس وشرع بتناول الطعام كما هي عادته الوقحة, لا يهتم لأحد.
استر وقد تنهد على وقاحة الشاب الذي يجلس على يساره يأكل بهدوء وهالات السوداء تحت عينيه وتعبه واضح للعيان ولهم جميعاً.
كيف لا يتعب وهو لا يخرج من معمله سوى أوقات الطعام ويعود للعمل مرة أخرى , فقد طلب منه شيء شبه مستحيل وهو لا يزال يخطط حتى الآن كيف يصنعه وما هي المواد الازمة لصنعه .
كان أليكس يأكل القليل ومن ثم يشرد مفكراً كيف سيصنع الآلة والعقدة التي حصل عليها بنصف التخطيط حتى أتتـه فكرة
جعلته يهب واقفاً ممسكاً بدفتره الذي مع سايمي فاتحاً إياه على الصفحة الاخيرة وخارجاً بسرعة من الغرفة وسط دهشة الجميع
والشابين اللذان أدركا أنه يبتعد فسارعا ليكونا خلفه كظله.
هذه هي حال أليكس الدائمة عندما كان يصنع الاسلحة التي تحتاج إلى عمل مسبق وتخطيط كيفية صنعها. ما إن تأتيه فكرة تفك العقدة في مخططه يترك كل شيء بيده,وإن كان يستحم, لكي يذهب إلى معمله وأوراقه ليباشر بعملها .
عند الغرفة
لويس باستغراب ودهشة مكلماً الشاب الذي بجانبه ذو الملامح الجامدة وشعر ذو لون باهت بني وعينين توشحتا الحمار, ناظراً للباب الذي خرج منه أليكس كما حال الجميع: أهو مجنون؟
........ أدار وجهه له بجمود مطلقاً ضحكة صغيرة ليقول بنبرة ساخرة: بل هو جاد بعمله إن كان يعمل معنا أو مع غيرنا. ليس مثل البعض.
قالها ولا زال نظره ثابت عليه وكأنه يخبره أنه يقصده.
لويس بحنق من هذا البارد بجانبه وعالماً أنه سيوجه له إهانة, فهما ألد أعداء وبنبرة منزعجة: تشه.. وغد.
........................................................
في مكان آخر
هادئ نسبياً إلا من بعض الضوضاء الخافتة
التي تصدر من تلك النافذة المفتوحة تتحرك للأمام والخلف بهدوء وبطء مصدرة صوت يستفز الشخص بشدة.
........... بنبرة منزعجة يحاول إصلاح النافذة القاتلة على حد قوله وممسكاً بمفك لبراغي الصدئة: أيتها الحقيرة صدقيني سأصلحك.
.......... دخل إلى الغرفة بملامحه الهادئة ينظر باستخفاف للقابع أمامه, جالس على حافة الشرفة محاولً إصلاح النافذة: أيها الأحمق ابتعد وإلا مت! ألا تعلم بأي طابق نحن؟؟
بانزعاج واضح في صوته,
نحن بالطابق السابع عشر, أي إن وقعت ستفتق رقبتك!
...... بانزعاج بان على ملامح وجهه الجميلة عندما أدار وجهه إلى الذي خلفه: اخرس يا عديم الفائدة, أنت لا تساعدني أبداً مع هذه المصيبة التي ستجعلني أجن!
......... بملامح مستغربة وبنبرة متفاجئة مشيراً بأصبعه السبابة ليده اليمنى عليه و مكتفاً يده الأخرى إلى صدره: ماذا؟ أنت لست مجنون للان واضعا يده على ذقنه وكأنما يفكر وأنا الذي كنت أظن أنك تحتاج إلى مصحة يا كارل.
--
هنا وفوق كنت مزجت بين السرد والحـوار في السطر نفسه وما فصلتي بينهم, ممكن يتشتت القارئ
--
كارل بانزعاج قاذفاً المفك الذي كان بيده على أخيه الذي تفاداها بسهولة محركاً رأسه لجهة اليمين: أيها الاحمق الغبي! أدار وجهه إلى الجهة الاخرى متمتماً بـ " غبي. "
مارك يزفر بهدوء وبابتسامة هادئة رسمت على شفتيه, فهو يحب إغاظة اخيه بشدة ويعتبرها هواية!
اتجه إليه واضعاً يده اليمنى على كتف كارل ويده الأخرى جاعلاً إياها تنساب بجانب جسده: هي, اهدأ. تعلم أنني أمزح!
وبنبرة جادة مخرج من جيبه أداة غريبة طولية ووضعها أمام وجهه ضاغطاً على زر لتتحرك الأسهم التي بداخل الشاشة.
انظر إنه آخر احداثي بقصر كيسلاكيرا.
-
مارك وقد أخذ الأداة من يد أخيه متفحصاً البيانات المصغرة والمختصرة: اجل. سحقاً, لا ينقصنا إلا هذا !
أنت تعلم أن الاحمق هناك.
كارل عقد حاجبيه بتفكير بنبرة مستغربة: من تقصد؟
وكأنه تذكر شيئا من خلال ملامح وجهه, أوه, ـنت تقصد ذلك الفتى الغريب.
مارك بملل مسنداً خده على يده: اجل.
((انتهى))