الموضوع
:
أصالة الفن ||إتَاكْمَــآ~أغْلال فرضَتها الدِّماء!
عرض مشاركة واحدة
#
28
08-13-2016, 09:04 PM
εмεяүs✿
❖آڵڤصْڵ آڵآۆڵ::
❞
تعاسة! و ذِكرى قيِّمةٌ
❝
ليت ما عشته كان مُجرد جزء مِن أحلامي ، و لكنه واقع فرضَته عليَّ أحزاني !
فكظلمة جناحي الخفافيش ، كنت بصُعوبة أعِيش ، كطائِر تخلى عنه جَمالُ الرِّيش
☣ جَاسِينْتا
-
ماذا بقي لدي الآن ؟!
سؤال طرحته على نفسها بشرود و هي طريحة العشب .. تحت سقف داج به بقع خافتة من نور
-
على الأرجح .. لا شيء من الآن ..!
قالتها بيأس و مدت يدها الى الأعلى و كفها مبسوطة في محاولة فاشلة للوصول اليها .. فلا تزال النُّجوم هي العَالية المشعة الى الآن ، تستمر بمُراقبتها كل يوم من الأسفل و تتمنى لو كانت مكانها ككل مرة ..!!
انزلت يدها بسرعة و جعلتها تسْتقر على عينيها عندما خَذلتها الدُّموع و بدأت عيناها بالنزيف كجرح مفتوح لا ضماد له ..!! فهل من طريقة لإعادة الماضي ؟ فهل من سبيل لاسترجاع الراحلين ؟ فهل من درب للوصول الى ما تريد ؟
على الأرجح لا كما ترى .. فلم يبق لها شيء ، انتهى كل شيء ، و هي قد قارَبت على النفاذِ أيضا ، فقد باعت قبل قليل آخر ما بقي لها .
لأجل البقاء على قيد الحياة ليوم آخر ؛ فلربما سيتم اختيارها من قبل المدعوين بالنبلاء - الذين صاروا أرذر الناس و أبغضهم و أبطشهم في بلدها - لخدمتهم ، فكما علمت فهم يقومون بشراء عبيد هذه الفترة !
كان ذلك سبيلها الوحيد للبقاء على قيد الحياة ، رغم انها تكرههم ، تكره الحاكم الغافل المتناسي مع طبقته النبيلة ؛ هم ينامون ، يأكلون خلف أسوار آجامهم ، يحتمون مما يصيب الناس من جوع و أوبئة فتاكة ..!!
انها تحقد عليهم ، تكرههم و تمقتهم كما بقية الناس .. مات والداها من غير أن يلتفت لها أحد .. تكاد تلحقهما من غير أن يسمع بها أحد ..!!
أما هم ، أرذل القوم أخلاقا أعلاهم طبقة و اكثرهم تحكما فاذا احتضر احدهم .. مات اصغرهم يحرمون الناس من الخروج ، من فتح النوافذ ! و لولا ذرة ضميرهم الباقية لقتلوهم أيضا بذريعة انتقام من غير جان ، بدافع له عذر شخص حازن ، و طبعا ليس لشخص الوقوف بوجههم و الا سيصبح هو الخائن ..!
فقد قتلوا بريئين فيما سبق ، أبادوا قبيلة لأنها من أفضل الخلق ، و لأنها كانت على حق ، ضفرت مع الشعب بالوفاق فمعها تماشى جوهر الصواب ، فقد كانت ذات قدرة تشفي السقم مهما كانت شدته من العدم و عمقه من الوجود ، لأنها هددت سلطتهم بالزوال و الاخفاق فقد نالت قلوب الأشقياء بسبب صفة الوفاء لأنها رفضت ان تكون منفعتها حِكرا على الأقوياء الأغنياء المُلقبين بالنُّبلاء ، لانها اوشكت ان تتصدّى للبطشِ و تُوقفهم عن الطَّيش ..!!
فلو بقيت القبيلة حية لما مات والداها ، فلو لم يفنوها لما ابيد والداها ، لكانت أحضرت أحدهم ليقوم بسحره للشفاء ، بقدرتِه لتقديم الدواء مَهما بلغَت شِدة المرض من الاسْتعصاء ..!!
هذا مُشين ، يشعرك انك مُهان ، لا شان لك الآن او بعد حِين ، كشخص لاجِئ يشعُر بالحَنين ، أن تعشيش كانك من المَعْبودِين ، بسلطة كأنك ارتكبت جرما لتصبح مجرد سَجين ، كانهم أصحاب العقل و انت وسطهم و في نظرهم مجرد مَجنون و جاهِل لأنواع الفُنون ..!!
لم تفكر بالموت ، لأنها تعلم أنه آتٍ لا محالة ، لم تفكر به لأنها لا تعلم ما وراءَه ..!!
لا تزال تذكر ذلك الاحساس ، كانت عندها من أضعف الناس ، عندما باتت وحيدة من غير أنيس ..! تفكيرها اتخذ مجرى واهما و منهجا غير مقبول ؛ تساءلت عن تلك القبيلة ، لمذا هم لوحدهم من امتلكوا مثل هذه القدرة ، هل هناك غيرهم ، هل هو سحر ام شيء ابعد من الخيال ، أو ان دمهم ليس كغيره ..!!
-
هل من الممكن أن تكون هذه القدرات موجودة حقا ، هل امتلكوها وحدهم !؟
نطقت ما سبق مشككة و قد اتخذ عقلها فجأة موضوع تلك القبيلة ملهيا ناجحا ..!! ردت على نفسها بعيون فارغة ، بروح مغادرة ، بجسد مجوف و قلب قريبا سيتلوث تحت التراب ..!!
-
ربما هي ميزتهم و قد غادرت الكون
ترددت قليلا و أضافت و عيناها تحدقان بأبعد من مما تستطيع رؤيته .. تجاوز نظرها النجوم حتى انها لم تعد مرئية فقد ابتعدت عن الواقع
-
هل هناك وجود لمثل هذه الأشياء ؟!
نفت الفكرة سريعا من ذهنها و رغم ذلك كانت هناك شكوك تراودها ، صوت داخلي يحدثها و يخبرها انها في منهج فكر سليم .. لا فكرة لها عن مصدره ..!!
- لا شك انهم مميزون و حسب ..!! فهذا مستحيل .
كانت هذه هي ذريعتها الصادقة مع نفسها ! عاودت الاستلقاء بعد نوبة الشك و الاستفسار التي جعلتها تجلس من غير وعي منها ، رغم ذلك فقد واصلت التفكير في نفسها هذه المرة بصوت مكتوم
(
لم ، لم يفعل الملك هذا ؟! كان يستطيع أن ينفيهم الى إحدى الجزر المنتمية للأرخبيل الذي يحكمه ، سخيف حقا ان يقتلهم في حين انهم يستطيعون ان ينقضوا آلافا بلمسة واحدة ! هو اناني ، مجرم ، جميع السكان يعلمون انه يكذب عندما يقول أنهم أرادوا التمرد .. جميعهم يصمتون عن الحق ، جميعهم يكتمون مطالبهم .. جميعهم ، جميع من يعلم و هو صامت مشارك في جريمته البشعة
)
كانت مكورة يدها بأقصى قوة جعلت أضافرها الطويلة تطبع أثرها على كفها ، احتقنت عيناها الفارغتان بغضب عارم و هي تشد على شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤية
جلست مجددا بسرعة و قد أفرغت القوة السلبية التي تجتاحها بأن فتحت يدها و كأن الغضب انحصر في كفها المكورة سابقا ..!
أطلقت سراح شفتها التي كانت ضحية اسنانها باخراج نفس ساهم هو الاخر باخماد غضبها و اعادة برودها و هدوءها المعتاد و جمود عينيها . رددت بحقد
-
كلهم مجرمون بصمتهم ؛ كلهم مساهمون بالجريمة .. كلهم مجرد مخادعين لأنفسهم !
رفعت رأسها الى السماء شاكية ، بل الى النجوم تحديدا و بحنق و على مضض أردفت
-
حتى أنا بصمتي .. معهم في الدائرة .
صحيح انها لم تلتق بتلك القبيلة فقد كانوا من سكان المقاطعة الخامسة ، و لكن ما روي عنهم كان كفيلا بجعل أي أحد يحبهم مباشرة ، كانوا وسيمين يسرون الناظرين ، و ملامحهم مميزة جدا .. و تصرفاتهم كالنبلاء الحقيقيين تماما ، لا يبخلون بمساعدة مريض و يهرعون لانقاذ من هو عليل ..!!
تأوهت و هي تميل رأسها الى الجهة اليمنى مسندة إياه على كتفها .. رفعت يدها الى جيبها و دستها فيه تبحث عن شيء طالما كان مددها و سندها ؛ رغم انه شيء مادي الا أن ما يعنيه من احاسيس يفوق طبيعته المادية !
لم تجده فانتفظت مرعوبة ، أعادت البحث بتأن .. و لكنها سرعانما توقفت و ارتخت ملامحها المتوترة و بدات باطلاق ضحكة كان الاستهزاء عنوانها
لقد تذكرت انها باعتها ، رغم انها ليست ممن ينسون بسرعة .. كانت هدية والدتها و قد أوصت و أصرت عليها لكي تحافظ عليها كما تحافظ على روحها ، و لكنها باعتها اليوم .. خالفت وصية والدتها ، اي غباء اجتاحها حينها ؟!
نهضت بسرعة و هي تشتم نفسها على فعلتها ، كانت ستقصد المحل الذي باعتها به ؛ تلك القطعة الذهبية المتينة التابعة للقلادة و التي توسطها حجر قرمزي جميل جدا .. لاشگ و انه نادر و نفيس ..!
عاودت الجلوس بيأس و قلة حيلة ولم يطل وقوفها ، فلا شگ أن المحل مغلق في هذا الوقت ؛ و أن لا أحد غيرها خارج بيته ، فهي لا تملكه أصلا .. فقد غادرت هربا من الذكرى و اتخذت من الشجر عرينا و من العصافير أنيسا !
لقد ملت بالفعل ، لم يعد لديها سبب للعيش .. نظرت حولها بوجه لم يحمل أي تعبير ، رغم انه لا شيء يرى و قالت بشرود
- مذا يوجد بعد البحار ، قال الملك إنه البحر فقط الذي نراه !
حركت رأسها بسرعة لتنفض هذه الأفكار و التساؤلات الغريبة التي انتابتها في هذه الفترة الوجيزة
همت بالاستلقاء و لكن صوتا عميقا رزينا - يبعث على الرهبة بقدر الأمان - قد استوقفها
-
هل تريدين معرفة ذلگ ؟! هل ترغبين بمعرفة ما يخفى ؟! هل أشفقت على قبيلة ناو !؟ ام انك فقط تحقدين عليهم لانهم ماتوا قبل ان يعالجوا والديگ ؟! مذا ان اشترى أحد ما بعته صباحا ؟!
بقيت مصدومة مما جعلها تتصلب في مكانها افكار متداخلة و مضطربة تدخل و تخرج
(
لقد سمعني ، ظننت ان لا احد هنا كالعادة ، اذا كان قد انصت الى شتائمي الموجهة الى الملگ ستكون نهايتي بالفعل .. سيصل خبري اليه و ساكون من الخائنين .. ههه و لم انا خائفة الآن ألم اكن ألعنهم قبل قليل لصموتهم انا ممتنة له لانه سيسدي الي خدمة اختصار المشوار و التفكير في كيفية التنفيذ !
و لكن لحظة ، من أين استنتج كل هذه الأسئلة ؟! انها اعمق مما يمكن لشخص استمع الي لمدة وجيزة استخراجها بكل سهولة .. من يكون ؟!
)
كل هذه الافكار كانت تتخبط في ذهنها و بلحظات استطاعت استجماع قواها و الالتفات ، وجهها كان شاحبا اكثر من المعتاد و عيناها اتسعتا لأقصى حد ! استطاعت رؤيته ؛ رأته رغم ان الليل قد وسق كل شيء ، كل شيء مجهول المعالم إلا هو !
حدق بها لفترة ثم اخرج ما بحثت عنه قبل قليل و ما كانت تنوي استرجاعه غدا ؛ القلادة !
لم تكن قد انتبهت لها ، فقط بصرها معلق عليه ، بدأ جسدها يرتعش ..بدأت تتكلم بهمس و صوتها يهتز من الخوف
-
من انتَ ؟
التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة
06:26 PM
εмεяүs✿
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى εмεяүs✿
البحث عن المشاركات التي كتبها εмεяүs✿