عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 08-13-2016, 09:53 PM
 


آڵڤصڵ آڵثْْآنێْ ::بِدَايةٌ! أُولى العَقبَات

عجزت عن تفسيرها الأبصار ! و استصغرتها الأنظار !
فهي كلمة من حروف تشكل القدر .. قيل ان من اتبعها فطريقه الاندحار
و لكنني لا أملك من بعدها أي خيار .. جازفت فقد رأيت في عينيه الاصرار !
☣جاسينتا




جلستْ بسكون فوق الكرسي الخَشبي و أمامها فوق الطاولة توضع كوب خشبي كان جزء من شجرة جوف ليصلح ان يكون اناءً للشرب ..!

-حمقى .. مزعجون .. واهمون ..حقا فليصمتوا فقط ..!!

كانت تُردِّدُ ما سبق بأعين مغمضة بانزعاج و هي تحاول تجاهل كلماتهم التي تتسلل الى عقلها و تتجاوز أُذنيها عُنوة .. كانت تسد أذنيها بكفيْها و مِرفقيها مستندان الى حافة الطاولة

تنهدت بنفاذ صبر و هي تستدير اليهم عندما طال ضحكه الهستري .. ذلك البدين القبيح الذي استمر فمه في التفوه بكلام غير لائق بتاتا ..!!

انتبه من بجانبه إليها .. ربما كان سيُمرر الأمر لو لم يلمح الحقد و الانزعاج في عينيها المثبتتين عليهم ، ناداها بصوته الصّاخب و قد تقوّست زاوية فمِه بابتسامة خبث كاشفة عن أسنان محطمة متراكبة

- تعالي يا جميلة .. هل تريدين الانظمام الينا ؟!

شعرت بانقباض في معدتها من فرط الاشمئزاز .. و قد تعمدت اظهار ذلك عندما جَعّدت جبينها الأبيض الصقيل و ضيقت من فتحة عينيها باستصغار واضح ..!!

كانت ردة الفعل هذه أكثر من بَلاغة لِلجواب و إبْداء للمشاعر .. و قد كانت ملحوظة لدى الأربعة المزعجين بالنسبة لها بعد ان انتبهوا الى كلام زميلهم ..!!

- لا رغبة لي بمجالسة قذرين مثلكم .. عذرا !!

تسمرت نظراتهم المصدومة عليها ، تجاهلتهم و هي تستدير للعودة الى وضعها السابق .. و لكن يبدو انهم لن يسمحوا لها ، ليس قبل ان تحاسب من طرفهم على الأقل و يبدو ان الامر سيكون على يد المزعج العملاق ..!!

- ألا تحترمين من هم أكبر منك جميلتي ..؟! أظن أنه يلزمك بعض التأديب .

ختم جملته و هو ينهظ متجها نحوها .. استقامت في وقفتها و ثنت ساعدها أسفل صدرها و قد لمعت عينيها بشيء من التحدي .. أغاضه هذا ، كور يده و رفعها عندما اقترب .. لم تتزحزح من مكانها .. كان قريبا جدا .. بدى و كأنها تحتفظ بخطة ما و لكن هناك من حال بينهما ..!!

لم تر غير ظهره امامها كان اطول منها بقليل ، شعره الأشقر الناعم تدلى الى منتصف رقبته و قد تحرك بخفة جراء تحدثه و تحريك رأسه

- سيدي ، هل تظن ان من الأدب الذي تحدثت عنه .. أن تضرب فتاة صغيرة لا قوة لها ..؟! لا شك انك اقوى منها فلا داعي لأن تختبر ذلك !

كان يتحدث بلباقة شديدة و قد تلون صوته بمرح عفوي مهدئ .. رغم ان كلامه حمل من الاستهزاء ما يعادل الاحترام المزعوم .

بدى ان الرجل اقتنع رغما عنه و مع هذا فقد عض شفته السفلى بحقد و هو يتمتم بسلسلة من الكلمات الغير مفهومة التي سيكون من البداهي استنتاج انها شتائم لن يرغبوا في سماعها ..!!

لم ينتبه احد اما حصل فلم يكن هناك الكثير من الناس في المطعم .. و ذلك لان الوقت مبكر جدا !

استدار اليها الأشقر بعد ان عاد الآخر الى مجموعته المقززة .. لفت انتباهها لون عينيه الفيروزي ، كانت عيناه تلمعان وسط بشرته ذات السمرة الخفيفة التي منحته منظرا جميلا جدا ..!

لم تتغير ملامحها عندما قالت بمقت شديد

- من طلب مساعدتك ؟! كنت استطيع تولي أمره بنفسي .

نظر اليها مدققا .. لم تفهم ان كان شكا أم مذا .. و لكنها أرجعت الأمر الى أنه بسبب ثيابها المخالفة لفساتين الفتيات و النساء المُعتادة؛ فقد كانت ترتدي سروالا ضيقا من القماش الفخم الغير الرائج مع قميص يمتد الى اعلى منتصف فخذها باللون البني الفاتح ، افتح من لون السروال ، مع حزام عريض نوعا ما امتد من أسفل صدرها الى خصرها ، قماشه من الحرير ذي اللون الأحمر القاني يربط الى الخلف مع تطريزات بلون السروال من الأمام و سترة جلدية بسبب برودة الجو ..!

قال بعد صمت قصير و قد مالت شفته بابتسامة جميلة
- هل أسألكِ سؤالا ؟!
بقيت تحدق به بنفس الطريقة عندما قالت بنفاذ صبر
- ماذا تريد !؟
لم تغادر الابتسامة ثغره و هو يستمر بالتحديق اليها .. و هذا ما دفعها الى التراجع بارتياب و لم تبقه مكبوتا لذا ترجمته بكلمات خرجت مشككة
- سحقا ..!! مالذي يجعلك تبتسم يا هذا ، هل أنا مضحكة الى هذه الدرجة ام انك مجنون ؟!

بدى و كان كلامها أدى مفعولا عكسيا ؛ فبدل ان يصمت انفجر ضاحكا ، ضحكته كانت رنانة بسبب صوته الجميل و مناقضة تماما للموقف ..!

قال بعد ان اخذ جرعته من الهواء بين ضكته التي لم تدم طويلا بسبب الغضب الذي كشفته عيناها المتسمرة عليه
- آه آسف ، كنت فضا ، لمانتبه بالفعل .. اظنها طبيعتي هكذا ؛ كل ما في الامر ان كلامك أضحكني
استقام في وقفته و قد ازال تعابير الضحك من على ملامحه و أردف بتأن
- عيناك مميزتان

- هاااه ! نسيت اخبارك أن لا نفس لي بمحادثة المنحرفين .. هل لك ان تتركني و شأني ؟

قالتها و هي ترفع حاجبها الملائم لشكل عينيها باستنكار تام .. حدق بها قليلا ليدرك انها تنتظر الاستجابة ، لذا قال بتوتر طفيف و نفي صادق

- لا لم أقصد ما تظنينه ، انا فعلا لدي هدف من محادثتك ..!
صمتت تنتظر تكملته

*قبل فترة

كان أشقر الشعر يتمشى ، بعثر شعره بضجر و هو يفكر في الحلم الذي راوده الليلة .. يبدو أن لقاءهم اقترب على ما يبدو ، كان هذا يومه الثاني في المقاطعة الثانية كان قد قصدها بعد الثالثة قصد الاستكشاف كالعادة و سيختم بالاولى، و لكن لا ! هذه المرة مختلفة ؛ فقد لمح حجره يتوهج على غير العادة .. أثار هذا رهبته ! مذا يعني هذا الأمر ؟! ثم هل ما رآه في الحلم يعتبر محققا ؟!

زاد التوهج اثر اقترابه من مطعم ما، أمسكه بيد مترددة ، كان حارا ، حارا على غير العادة .. حتى أن الشك راوده بأنه إن استمرت حرارته بالارتفاع سينصهر ..!

- سحقا ، سحقا لذلك العجوز لم لم يحدثني عن هذا ؟!

ابتعد عن المكان الذي وقف فيه و استمر بالمسير .. عادت حرارة الحجر بالانخفاض ! لم يفهم شيئا ، و قد وجد في الأمر اثارة ، لذا عاد الى مكانه السابق و مجددا سخن الحجر !

دخل المطعم و الذي كان الوقوف قربه يجعل حرارة الحجر في أقصاها ، لفت انتباهه تلك الفتاة - كانت غريبة جدا و أجمل من الملاك بشعرها الأبيض الطويل و عيناها الجميلتان - تقف امام رجل يبدو عليه المكر و هو يكور يده و يوجهها ناحيتها ، لم تتحرك من مكانها بل و بقيت تحدق به ، و هذا ما ادخل الرعب الى قلبه و جعله يتوجه اليه ، حدثه رغما عنه بأسلوب لبق مجبرا كعادته عند الضرورة !

بدت مستنكرة لمساعدته اياها ، و هذا ما دفعه الى التحديق بها شكا في صدق قولها ، فثيابها هذه ابرزت قواما انثويا جميلا لا يبدو و كانه يملك مقدارا من القوة على المجابهة ، توقف مشدوها عند قلادة ذهبية معلقة على رقبتها ..!

قال بتأن و حذر مناقض لما أظهره قبل قليل
- نيكلايس .. كارنليان !

بقي يراقب تعابير وجهها بدقة حيث توسعت عيناها ثم سرعانما اعادتهما الى وضعهما الطبيعي و قالت بابتسامة خفيفة بالكاد تلاحظ
- مذا تقصد ؟! هل لك أن تفسر ، لم أفهم عمَّ تتحدث !

ابتسم و من غير سابق انذار امسكها من معصمها و سحبها ركضا الى الخارج ، استطاعت مجاراته في ذلك الى غاية ان ابتعدا عن المنازل .. التفت اليها و غمز بسرعة قائلا
- هل تريدين مزيدا من الركض أم نتوقف ؟!

- هاااه !؟
قالتها و كانها لم تستوعب بعد كلامه
- هل انت مجنون !؟ توقف ياهذا .. الى اين ستاخذني ؟!

- لا لست كذلك ، ثم لا اظن اننا سنتحدث و الأعين تراقبنا و حديثنا مهدد بالتطفل الى آذنهم !
قال هذا ليصمتا إلى ان توقف تحت شجرة في تلة بعيدة عن الجموع !

تأفأفت و هي تفلت معصمها من قبضته يده ، انتبه لفعلتها فالتفت متأسفا مع ابتسامة ودودة كالعادة
- آه آسف ، نسيت أخذ اذنك قبل أن أجرك

- حسنا ، حسنا لا بأس ! مذا تريد ؟!
قالتها بضجر مصطنع ، فلا تستطيع أن تنكر أن ابتسامته المعتذرة تعجبها و تضفي على نفسها شيئا من الاعتزاز ..!

جلس على العشب و أسند بظهره الى الشجرة ، بدا و كأن جلسته بداية استعداد لحوار طويل ، لذا جلست بجانبه بعد تردد لم يدم طويلا ، و افتتحت الحديث لتمهد له الطريق للبدء

- مذا قلتَ قبل قليل ؟! نيلايكيس و نيكارنليان لم أفهم ؟!

التفت إليها متعجبا ، و لم يدم ذلك طويلا لأنه ابتسم بمكر التمعت معه عيناه الفيروزيتين لتجعله جذابا و رد على سؤالها غير المتوقع
- آه ، يبدو انك مراوغة جيدة ! من أين لك بهذه التسميات ؟! يبدو انك تقصدين نيكلايس و كارنليان ؛ القلادة و الجوهرة !

توسعت عيناها كما قبل قليل ، و يبدو انها طريقتها العفوية لابداء صدمتها و لكنها سرعانما ابتسمت برضى و هي تزيل قلادتها من على رقبتها




التعديل الأخير تم بواسطة Cεrεs✗ ; 08-14-2016 الساعة 06:28 PM
رد مع اقتباس