البارت 6#
" إستيرا ؟!! " ، بدا الصوت مألوفا فنظرت لمصدره ..
ولم أمهل صاحبه إلا أن وجدني أمامه طالبة إعادتي لشقة أخي
وأنا في قمة أملي ورجائي وسعادتي أيضا ،
قال ديفيد بهدوء :" حسنا لتركبي في السيارة سأوصلك حالا "
شكرته بإمتنان وتوجهت لفتح باب سيارته
لكن باغتتني فجأه رائحة غريبة
وسُرعان ما أغمضت عينيّ ودخلت في دهاليز النوم ...
~
طنين كثير يحتدم داخل رأسي ، أصوات غريبة تخترق طبلة أذني ،
لا أملك حلا لمعرفة ما يحصل حولي إلا فتح عيني ّ
وإن كنت غير راغبة في ذلك بسبب الألم الذي يسكب
شره في كل جزء مني ،
مهلا ! أكنت غائبة عن الوعي !!
جسدي بالكامل موضوع في خرقة باليه في مستودع قذر
يحتوي صناديق كثيرة تنبعث منها رائحة السمك ،
سعلت بشدة وقد شعرت بدخول تلك الرائحة لرئتيّ
ألإلت صوتي وأنا أتمتم : " تبا ، أين أنا ؟"
إلتقت عينايَ بعينين ناريتين لرجل عظيم البنية
داكن البشرة وهو يحييني بسخرية :
" أيتها المدللة ! أنتِ في آخر محطة لكِ في هذه المدينة قبل رحلتنا ،
سنبحر غدا مع السيد ديفيد لمدينة أخرى ، وحتى موعد إستلام المال
من ولي أمرك ِ ستبقين برفقتنا "
ديفيد ! يا إلهي ! هذا فعلا سيء ! أنا مختطفة من طرف
صديق أخي المزعوم
لم اعلم بأنه بحاجة للمال ؟ لم لم يطلب المال من راوند دون اللجوء لهذا الفعل ؟
أيعقل أن الأخير رفض ؟ مستحييل !!
ثم ماذا بي أكثر التفكير ... أليس الأجدر أن أفكر في وضعي المخزي ؟
زفرت بعد أن اطمأنت نفسي قليلا
حينما تردد صوت العبارة
" حتى موعد استلام المال ستبقين برفقتنا "
على الأقل لن يقتلوني ...

كل ما يفعله الرجل الضخم هو الوقوف والتحديق بي
أزعجني ذلك كثيرا لكن خوفي منعني من الكلام ،
بعد مرور عدة دقائق .. بدأت يداي تؤلمانني
فأردت طلب فك قيودي ..
ثم عدلت عن رأيي وفكرت في طلب الماء أو أي مشروب بارد
لكن نظراته الغاضبة لم تسعفني لأطلب ذلك ،
لذا أبقيت فمي مغلقا حتى حل الصباح ،
وكنت عندئذ قد غفوت قليلا ،تململت مكاني
ثم استويت جالسة وأنا أرى خبزا و جبنا يوضع أمامي ،
فك الرجل قيدي دون أن ينبس ببنت كلمة
ولم أجرأ على التفكير في الهرب ،
اكتشفت فعلا أني أملك جُبْنا وخوفا رهيبين
لكن مالذي سأفعله والرجل يجلس على بعد خطوات مني
يلتهم شطيرة لحم في أول النهار ؟
بعد إكمالي الطعام قررت فهم الأمور أكثر ،
فسألت :" هل المبلغ الذي يحتاجه ديفيد كبير ؟ "
لم يجب الرجل ، فعدت لأقول :
" إختطاف فتاة لن يجدي ، كان عليه طلب ذلك مباشرة من أخي ،
بالتأكيد ستجدنا الشرطة ، إنكما إثنان فقط والقضاء عليكما سهل "
سمعت تصفيقا وضحكة طويلة دلتّا
على مدى براعة صاحبها في التمثيل
وقف ديفيد أمامي كالطود الشامخ ورد بسخرية :
" لست غبيا يا آنسة إستيرا ، خططت للرحيل قبل طلب المال
من أخيك ، سآمره بوضع المال في مكان ما وسيتكفل أحد رجالي بإيصاله
لي عبر حسابي البنكي ،
فحتى إن أستعان اوند بالشرطة سيُلقى القبض
على الرجل عوضا عني ، وأنا متأكد أنه لن يبوح بشء حولي
إضافة لإنهاء حياتك حالما تحصل خيانة وتدخلت الشرطة ، "
تحول الخوف الذي كان لدي ّ من قبل
إلى غضب عارم فصرخت دون تفكير :
" خيانة !! أنت من خنته يا هذا ، لو طلبت منه المال دون اللجوء لهذه الدراما
لأعطاك ، بل لوجدته يبذل جهده في سبيل توفيره لك إن لم يملكه ،
ما بالك فقدت عقلك ؟ ألم تحس على الأقل بالشفقة وأنت تخطف فتاة
كنت تعلم أصلا بمشكلتها ؟ على الأقل اختطف فتاة أخرى ،
كن ذكيا واختطف من لا تعرفك ."
لم يجب ، فقط واجهني بنظرة خاطفة وتعابير خالية
ثم نظر للرجل الآخر قائلا :" إفعل ما يلزم ، السفينة تنتظرنا "
سمعت صوت خشخشة مفاتيحه وهو يسير مبتعدا
والرجل الضخم يخدرني مره أخرى ،
استعطت الاستيقاظ في الليل ، كانا قد حبسانني
في غرفة صغيرة مع بعض الطعام
لم أفلح في جذب إنتباه أي من الركاب بصراخي وركلي الباب طوال الليل
على ما يبدو فنحن الوحيدون هنا ،
لم أشأ النوم كوني أخذت منه كفايتي بفعل التخدير
جلست القرفصاء أفكر ... في كل شيء ...
والكثير من الأسئلة تتلاطم داخل عقلي
يحتاج دفيد المال وسيقوم بإستغلالي للحصول عليه ،
لكن كيف يقوم بإستئجار سفينه كاملة لثلاثة أشخاص ؟
أم تراه قد سرقها ؟؟
هل سيهتم راوند بامر اختطافي عندما يعلم ؟
حل سيحاول والداي ايجادي ؟
ام سيعتبرني الجميع فألا سيئا كوني اسبب نفس الخسارة مرتين
مرة محاولة اختطاف فاشلة والنتيجة ارباح من أثاث الفيلا
والثانية اختطاف ناجح وطلب مال أيضا ؟
أعتزم على محالوة الهرب .. مهما كلف الامر ،
ومهما كان عددهم .. سأهرب ،
ولم استسلم لهذا الـ ديفيد اللعين !!
أحسست بإهتزاز شديد كزلزال ضرب السفينة
فجأة ثم توقف كل شي ، فتح الباب وجذبتني يد الضخم الغليظة
لأجد نفسي أُساق لأصعد نحو سطح السفينة
ثم أجتازه لينزلني بنفس العنف من السلالم المتجهة نحو أرضية الميناء
وأخيرا ليرميني في السيارة التي يجلس فيها ديفيد
بكل راحة