عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 08-15-2016, 11:42 PM
 


حَسنًا، أينَ كُنّا؟ فِي لحظةِ المَخاضِ والأسَى؟ الهَاوية اللانهائيّة؟
الخُيوطُ الرّفيعة تَتباعد، والمنفَى فِي تلكَ الزّاويّة هُو القرار، قرار مَن؟
لَا أعلم بالتّأكيد! أوهْ مَا الذّي أعرفهُ أنَا علَى وجهِ التّحديد؟ هَل لَا شيء
تَكفِي كإجَابَة؟ أخَشى أنّ هذهِ الحُروفَ هيَ الشيّء الوحيدُ الذّي لا زال
عَلى قيدِ الحياةِ فيّ! وَهل أنَا ميّتة؟ هَل تُتعبُ نفسَك حتى فِي سُؤالي،
ألمْ تَقُل أنّ وقتَك أثمنُ مِن أن تستَمعَ لتفاهاتٍ أتفوّهُ بِها؟ التّجويف الذّي
يعترينِي أشبهُ بمَجزرة! لكنّ الفرقَ يَا عزيزِي، أنّي وحدِي في هذهِ المجزرة،
أنا ضحيّةُ هَذا العَالم، الذّي لا يسمحُ لِي حَتى بالحُلم، أوه أنَا لا أبكِي!
أنا فعلًا لا أفعل، أنَا خلقتُ لأجلِ أن أهيمَ على وَجهِي، لا إشارات حتّى،
لتمنحنِي الطّريق، لا طُموحَ يرتسمُ في الأفُق، لا شَيء عَداي، بِدونِ
حُب، بِدونِ احتواء، بدونِ أيدٍ تحتضنُ احتضَاري، هَل يروقُكَ هَذا؟ أتحبّ
هذهِ الظُّلمة؟ أتحبُّ هذَا البُرود؟ أتحبّ مَا لا يُعشَق؟! سأكونُ مُمتنّة،
أن تحبَّ شيئًا مُجوفًّا، لا سَماءَ فيّ وَلا قَمر، لا شمسٌ تنيرُ دربًا، ولا
بَشر، لَا أعرفُ لي سُوى تيهٍ بِلا أراضينَ حَتى! أفقتُ كلّ تَصوّر؟ أحبّ
ذلك، أستلذذُ الرّفعة حتّى فِي الهَاوية، وَتعرفُ مَعنى الرّفعة في الهاوية،
صحيح؟ تعرفُ مَعنى الانحطاطِ بينَ الأمواتِ، والبُؤسَاء، لا أعرفُ لمَ
أدخُلُ معكَ في متاهاتٍ لا تَنتهي، أعني أنّي أحاولُ إيصالَ فكرةٍ
مُعينة، أنّ هذا التّجويف، هَذا اللاشيء فِي دواخلي؟ لَا يمكنُ أن تملؤهُ
قُوى فِي هَذا العَالم، وأنتَ تعرفُ أنّني لا أحلمُ بالمعجزات، أمثالي
يَا عزيزِي، من شدّة بَريقهُم البَارد، يتلحفُونَ العَدم، لأبدِ الآبدين!
-
طَيب يا حلوين، يفترض إنه هاد مشان المسابقة، بس لمّا وصلت مَقطع أنا لا أبكي،
كنت قاعدة بدمّع. أنا أندمِج في كتاباتي بصورة خياليّة، سبيريت سامعة؟
اندمجي خلال كتابتك، حسّي بكُل حَرف، حتلاقي نفسك بتخلقِي شي مؤثر فعلًا.

__________________

رغمَ الزّوالِ فيكَ، لا زلتَ جُرمًا.
رد مع اقتباس