عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-16-2016, 01:02 PM
sma
 
المدينة المدورة: بغداد



كيف الحال ايها الاعضاء والزوار الكرام
اليوم سأخذكم بتقرير يشرح عجائب الهندسة المعمارية
للمدينة المدورة بغداد عاصمة الخلافة العباسية


مدينة بغداد المدورة هي المقر الاصلي لبغداد ، بناها الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور عام 762-768م كمقر رسمي للحكومة العباسية . اسمها الرسمي في العصر العباسي هو مدينة السلام .
وقد تأسست مدينة بغداد في القرن الثامن الميلادي كعاصمة للخلافة العباسية، على يد الخليفة المنصور. وكانت الخلافة العباسية قد هزمت الأمويين لتوها، وأراد المنصور عاصمة مميزة لدولته، فكانت فكرة مدينة بغداد المدورة أو الدائرية.

بنيت على الضفة الغربية لدجلة واستغرق بنائها اربع سنوات وبلغت مساحتها حوالي اربعة اميال . تم بناء المدينة على مرحلتين :
أُنجِزت الاولى عام 146هـ وكانت هي أهم المرحلتين ، وقد توقّف العمل بعدها ستة أشهر بسبب بعض الحركات المعارضة.
الثاني :
وهي المرحلة التكميلية ، واستمرت ثلاث سنوات ، ابتدأت من انتقال المنصور اليها عام 146هـ ، وأُنجِزت عام 149هـ




رسمة تخيلية توضح كيف كانت المدينة في ذلك العصر



ان الشكل المدور للمدينة وهو الذي ميّزها عن سائر مدن العالم حتى قال عنها اليعقوبي
( و لا نعرف في جميع الأقطار مدينة غيرها ) ،
وقد اشتهرت بغداد بهذا الشكل المدوّر حتى وُصِفت بالمدينة المدورة.







أبواب بغداد ثمانية ،
أمّا الأبواب الخارجية فأربعة هي
( باب الكوفة / وباب البصره / وباب الشام / وباب خراسان )




“لقد رأيت مدنًا عظيمة ومن ضمنها تلك التي حكي عن بنائها القوي والمتين، ورأيت مثل تلك المدن في سوريا، وفي الأراضي البيزنطية، وفي ولايات أخرى، لكنني لم أر مدينة بهذا الارتفاع وهذه الدوائر المتقنة، وهذه الخصائص الفائقة، كما أنني لم أر مدينة تمتلك بوابات واسعة ودفاعات أقوى من دفاعات الزوراء، إنها بالفعل مدينة الخليفة أبو جعفر المنصور”.

المؤرخ الخطيب


رأيت في زمن أبي جعفر المنصور، كبشاً بدرهم، و حملاً بأربعة دوانيق، و التمر ستون رطلاً بدرهم، و الزيت ستة عشر رطلاً بدرهم، و السمن ثمانية أرطال بدرهم، و الرجل يعمل بالروزجار في السور، كل يوم بخمس حبات. و قال الحسن بن سلام: كان ينادى على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلاً بدرهم، و لحم الغنم ستون رطلاً بدرهم، و العسل عشرة أرطال بدرهم.

داوود بن صقر البخاري

ابن الجوزي يصور بغداد بكل تاريخها و حضارتها، و كأنه يريد القول،
أن بغداد كانت دينه و دنياه، يتعصب لها من خلال الوصف،
فماذا يقول من يجبر على مغادرتها؟ يقول أحدهم في فراقها:
لعمري لقد فارقتها غير طابع


و لا طيب نفساً بذاك و لا مقر

فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي


و يا حذري إذ ليس ينفعني الحذر

و قائلة ماذا نأى بك عنهم


فقلت لها لا علم لي فاسألي القدر



وللأسف، لم يتبقَ شيء من هذه المدينة، فقد هُدمت آخر آثارها في وقت مبكر من عام 1870
ومهما تعاقبت المآسي على هذه المدينة العظيمة، فستبقى منارة للعلم والحضارة على مر الأزمان.

شكراً للمصممة المبدعة جيجي على تصميمها الخونفشاري


رد مع اقتباس