الموضوع
:
إبداع متناثِر ~ 🔥باحثا عن ظلي🔥
عرض مشاركة واحدة
#
272
08-20-2016, 12:37 PM
Mygrace
الفصل الواحد و الخمسون
*حرقة الندم*
بينما يركض وليام في الممر مر بجان الذي خرج لتوه من غرفته ، فاستفسر الأخير متفاجئا : " كلارك ما الذي حدث ؟! لماذا أنت مسرع هكذا ؟!"
توقف المعني مستديرا نحوه ، و حينما أبصر نظرات الحيرة في عينيه شعر أن من الواجب عليه إعلامه بالأمر . نطق كلماته بهستيرية : "إنها .. إنها .. أنطوانيت الصغيرة ! لونا !"
اصفر وجه جان و دوت دقات قلبه المتسارعة في أذنيه : "مـ.. ما بها ؟!"
لوح وليام بذراعيه باضطراب شديد و قد احمر وجهه من الانفعال فيما يحاول جاهدا التلفظ بالكلمة التي كادت تحرق حنجرته.
"إنها .. حية !"
ألقى عبارته الصادمة ، ثم عاد يجري مخلفا وراءه جان الذي توسعت عيناه على مداهما و اختنق صوته في صدره ، ثم لم يدرك نفسه إلا و قد انطلق خلف وليام و هو يهتف : "ما الذي تقوله ؟! كيف يمكن أن تكون .. حية ؟!"
لم يبد أن وليام يسمعه أو أنه حتى انتبه لوجوده ، كان يركض و عقله سارح في عالم آخر لم يخرج منه حتى اصطدم أثناء انعطافه بأحد المارين بقوة كادت تطرحه أرضا.
توقف هنيهة و قد أجفله رؤية رون و هو ينحني ليلتقط نظارته التي سقطت محطمة على الأرض . رفع إطارها و تفحصه متجهما دون أن يصدر عنه أي تعليق.
لكن هاي التي جاءت برفقته سألت بقلق : "ما الأمر يا وليام ؟! لم أنت مندفع هكذا ؟!"
أضاف جان بقلة صبر بعدما وقف قبالته ليسد طريقه في حال حاول الهرب : "أجبني ! ما الذي دلك على أن لونا حية ؟!"
لم يكن توقف وليام ناتجا عن اعتراضهم طريقه بل عن الأفكار المتوالية التي أخذت تتدافع إلى ذهنه ، و كان لإحداها تأثير عنيف على ملامحه فقد سحبت لون وجهه و تركته شاحبا شفافا.
و عندما نطق خرجت كلماته مبعثرة بغير ترتيب و بدا كأنه يحادث نفسه أكثر من رفاقه.
"ويندي .. ذلك الشخص الغريب .. المرض .. شقيقتي .. "
كاد ينهار عند كلمته الأخيرة لولا أن أمسك جان و هاي بذراعيه في اللحظة المناسبة و ساعداه على البقاء واقفا.
لكنه سرعان ما أبعدهما عنه .. ترنح بمشيته و اتكأ إلى الجدار و قد حجبت يداه تعابير وجهه التعبة.
رفعت هاي يديها إلى قلبها و أخذت ترقبه بقلق شديد ، ثم فتحت فمها لتسأل فخرج صوتها هامسا : "أختك .. أختك .. ما تزال حية ؟!"
كان التعبير الوحيد الذي أبداه رون هو الاستغراب ، أما جان فكان وحده من استوعب الأمر بكامله ، و رغم هدوئه الظاهر كانت مشاعره تثور و تتصادم فيما بينها . إذن .. فذلك الشخص الغريب .. حليف ويندي الذي كانت تحارب بكل ما أوتيت لأجل إنقاده .. ذلك الشخص .. المصاب بسرطان الرئة .. لم يكن غير لونا !
كم بدت له كلماتهم المشجعة لويندي خاوية و بلا معنى ! كان من السهل عليهم أن يتفاءلوا و يشعروا بالأمل ، لأن الحقيقة كانت محجوبة عنهم ، لأن شادو لم يكن أكثر من صديق لويندي .. شخص غير معروف و بلا أهمية لم يسبق لهم أن التقوه.
كادت تلك الحقيقة المروعة تبدد قواه و تجرده من وعيه ، لكنه بجهد جهيد غلب عواطفه و ردع هجومها العنيف على محياه.
يجب ألا يضعف .. يكفي أن وليام القوي المتزن قد انهارت أعصابه ، عليه أن يحافظ ما أمكنه على صبره و رباطة جأشه.
اقترب من وليام الذي ما زال عقله بعيدا عنهم .. ألقى يده برفق فوق كتفه و قال بأهدأ نبرة استطاعها : "كلارك .. "
أزاح وليام قبضتيه عن وجهه ببطء .. كانت عيناه الزرقاوان الغارقتان في الدموع تحدقان في الفراغ بذهول .. قال بصوت متهدج : "إنها تكرهني .. تمقتني .. و لا تريد رؤيتي .. بل إنها سعت بكل ما استطاعت لئلا أكتشف حياتها .."
ضغطت أصابع جان على كتفه و أطرق بأسى عندما تذكر مكالمة لونا يوم رحيل باتون و استخدامها جهاز تغيير صوت أثناء حديثها مع شقيقها . كان صحيحا .. أنها لم ترد أن يعرف بوجودها.
لكنه هزه من كتفه بلطف و رسم بصعوبة على ملامحه ابتسامة محفزة لم تكن نابعة من يقين حقيقي.
"لم يفت الأوان بعد ، تستطيع الاعتذار إليها و أنا واثق أنها ستسامحك .. فهي لونا ! لا أحد بمثل طيبتها و سعة قلبها و أنت تعرف ذلك !"
نظر وليام في عينيه و ظهر عليه التردد و الحيرة و ربما بعض الأمل ، و قد أرجعت عبارة جان التالية إليه كامل إدراكه و إتزانه :
"أين هاتفك ؟! يجب أن نتصل بويندي فهي بلا شك تعرف مكانها !"
في تلك اللحظة عادت الدماء لتسير في أطرافه ، فحرك يده داخل جيبه و التقط هاتفه المحمول سريعا.
أخذ جان و هاي يتابعان حركات إبهامه على الشاشة بترقب ، أما رون فلم يكن دافعه للمكوث أكثر من الفضول . ألقى نظرة أخيرة على نظاراته المكسورة ، ثم رماها بلا اكتراث في أقرب سلة نفايات.
رفع وليام أخيرا الهاتف إلى أذنه و أخذ ينصت .. كانت أنفاسه المتوترة تتسارع بصوت مسموع في حين تنقر سبابته على ظهر الجهاز بقلة صبر واضحة.
و بعد خمس دقائق من الانتظار أبعد الهاتف عن وجهه و زمجر بغضب : "إنها لا ترد !"
قال جان بتؤدة : "حاول ثانية"
فقبض وليام على هاتفه بقوة و أعاد الاتصال مرة أخرى .. لكن دون إجابة.
صاح و قد انقلب لون وجهه من فرط الغضب : "تلك الحمقاء لا تجيب !" كاد يقذف هاتفه نحو الجدار لولا أن خاطرا مر بذهنه فتراجع عن ذلك ، و ضغط عدة أزرار ، ثم ألصقه بأذنه و انتظر.
هذه المرة لم يطل انتظاره و حالما فتح الطرف الآخر الخط حتى اندفع قائلا : "لم لم تخبرني ؟!"
تريث المعني قليلا قبل أن يقول بهدوء : "أخبرك بماذا ؟!"
هدر وليام و قد ثارت ثائرته : "لا تتظاهر بالجهل ! كنت تعرف طوال الوقت حقيقة الذي مع ويندي لكنك أخفيت الأمر عني كما لو أنه لا يخصني !"
تنهد الطرف الثاني عميقا ، ثم تكلم دون أن ينقص غضب محدثه من هدوئه شيئا : "كنت مضطرا للابقاء على سرية وجوده حتى عنك أنت . أنت لا تعلم خطورة الموقف الذي وضع نفسه فيه و كان تهورك لأجل إنقاذه سيزيد وضعه سوءا . أنا آسف لعدم إخبارك .. كنت أنوي كشف كل ما يتعلق به أمامك حالما أستيقن من سلامته و بعده عن الخطر .. "
بدا وليام كمن يتلوى على الجمر و استبكى صوته حين قال : "أين هو الآن ؟!"
أطلق المعني تنهيدة مهمومة أتبعها بقوله : "في كان.."
"حسنا.."
قال وليام على عجل و أغلق الخط ، ثم عبر الممر مسرع الخطى نحو المصعد لحقه جان دون استفسار و قالت هاي : "هل أستدعي جيمس ليأتي معنا ؟!"
ضغط وليام زر المصعد و التفت نحوها مجيبا بحزم : "لا ، سأذهب أنا و جان فقط ، لا داعي لمجيئكم !"
أرادت هاي أن تحتج غير أن نظراته الصارمة قمعت كلماتها و أجبرتها على الرجوع خائبة الأمل إلى حيث وقف رونالد ساهما.
⭐⭐⭐
أغمضت إيلينا عينيها بقوة في محاولة يائسة لانتشال نفسها من هذا الكابوس ، لكن صوته الساخر كان يجرها كل مرة من الأمان الزائف الذي يوهمها به عالمها المظلم و يرمي بها أمامه بقسوة.
"هل ظننت فعلا أنك نجحت في الهرب مني ؟!"ضحك بخفوت و أضاف : "لا تزالين بلهاء كما عهدتك يا أختي !"
نظر بيكارت إلى السيد لامارك أو بالأصح منتحل شخصيته الذي أسدل أخيرا ستار مسرحيته و رمى عن وجهه قناع الطيبة و الوداعة ليكشف الشر المهول الكامن وراءه . رفع مورفان كلتا يديه إلى عينيه و بعناية أزال العدسات الزرقاء و تركها تسقط بلا اهتمام عند قدميه.
فظهر عندها الأثر الوحيد الذي نجا من الجراحات المتكررة التي محت كل ما سواه من ملامحه القديمة . ذلك اللون الذهبي الآخاذ الذي يزداد بريقا كلما مر خيط من خيوط الضوء خلاله.
كانت العينان لتكونا بديعتين لولا وميض الشر الذي التمع بقوة منذرا بالخطر.
انزوت إيلينا وراء ابنها المقيد و قد بددت رؤيتها - التي لم تدم أكثر من ثانية - لتينك العينين كل ما تبقى من شجاعتها و هدوئها و أخذت يداها المتشبثتان بذراعي بيكارت ترتعشان بشدة.
اتسعت ابتسامة مورفان الشريرة استمتاعا بهذا المنظر الذي بدت فيه شقيقته الصغرى مثل أرنب محاصر يرتجف خوفا من أنياب ذئب توشك أن تفتك به.
امتدت يده للمسدس الذي حمله إليه الخادم ، ثم نظر للسلاح الأسود الذي استقر في راحة يده و قال مخاطبا أخته : "إذن.. فأنت تفضلين أن تضحي بابنك على أن تموتي أليس كذلك ؟!"
رمقه بيكارت بنظرة حادة ، فيما رفعت أمه رأسها بفزع و اندفعت كلمة سريعة متوسلة بين لهاثها : "لا !"
صوب مورفان المسدس نحو جبهة بيكارت و قال بصوت منزوع من الرحمة : "لماذا تختبئين خلفه إذن ؟! أليس لأجل أن يتلقى الضربة عنك ؟!"
"لا أرجوك !"
صاحت إيلينا ، ثم نهضت مترنحة و ركعت عند قدميه و دموعها تبلل وجهها و تتساقط على حافة حذائه.
"أرجوك .. أتوسل إليك .. لا تؤذه ! افعل بي ما شئت .. لكن دع دان و شأنه !" و أخدت تنشج بصوت مرتفع و دموعها تنهمر بغزارة.
"انهضي !"
كان بيكارت هو من صاح ، كان يجز على أسنانه و يحدج والدته بنظرة تتميز غيظا و غضبا "كيف تسمحين لهذا الوغد بإذلالك ؟!"
التفت أمه إليه بعينين محمرتين غارقتين في اليأس "دان.. "
"إن كنت أنت تقبلين فأنا لا ! لن أسمح لك أن تلطخي كرامتك من أجلي حتى لو كان ذلك ثمنا لحياتي ، أتفهمين ؟!"
"لكني لا أريدك أن تموت !"
"إن كان قدري أن أموت سأموت مهما فعلت ! و إن كان ما زال في حياتي بقية فلا هذا المجرم و لا أي مخلوق في العالم يستطيع إنهاءها ، و بالنسبة لي الموت أفضل مئة مرة من نجاة ذليلة كالتي تريدنها لي !"
صمتت إيلينا عندها ، فأتت ضحكة شقيقها لتهدم الصمت القصير الذي حل على الغرفة.
"يا له من كلام مؤثر ! إذن فأنت لا تخاف الموت !"
قال بيكارت بصوت راعد : "أجل !"
فارتفع جانب فم خاله مشكلا ابتسامة ساخرة "حسنا إذن.."
وزع نظراته بينهما ، ثم أمال رأسه للجانب و اتسعت عيناه الصفراوان بشر "سأقتل كليكما !"
و حرك مسدسه مبعدا فوهته عن بيكارت ليوجهه إلى رأس أخته التي تجثو أمامه.. "و سأبدأ بأختي العزيزة أولا !"
مسحت إيلينا دموعها بسرعة ، ثم انتصبت واقفة و قد استعاد الشموخ و الكبرياء نفوذهما الواسع على سحنتها . كان كامل جسد بيكارت مخفيا خلف والدته ، فلم يسع مورفان رؤية ما ارتسم على ملامح وجهه كرد فعل لاختيار أمه لتكون الضحية الأولى.
حدث ما بعد ذلك بسرعة فائقة .. فقد طارت سكين من فوق كتف إيلينا و كادت تنغرس في كتف مورفان لولا أنه كان سريعا و مرنا بما يكفي ليتجنبها ، لكن الكرسي الذي قذف ناحيته كان غير قابل للتفادي فضربه مورفان بذراعه القوية ليسقط فوق خادمه.
اعتدل مورفان واقفا و مصوبا مسدسه نحو بيكارت الذي وقف أمام والدته و أخذ يفرك معصميه حيث تركت القيود أثارا محمرة و عميقة ، رمق مورفان بنظرة احتقار كان الشخص الوحيد الذي تجرأ على إظهارها له هو جوزيف آيون و زمجر قائلا : "لن تمس والدتي و أنا حي .. يا مورفان !" و نطق اسمه بأكبر قدر من الاشمئزاز و التقزز.
همست أمه من خلفه باكية : "دان .. لا .. كان يجب أن تهرب !"
لكن بيكارت الذي لم يرفع عينيه عن مورفان رد بحزم : "و أتركه ليقتلك ؟! لن أكون حينها أقل سوءا من شقيقك الدنيء هذا !"
كان شرر النار التي أججها بيكارت يتطاير من عيني مورفان و للمرة الأولى منذ زمن طفا الغضب على وجهه.
"إن ابنك الكريه أكثر حمقا منك بكثير !"
و أطلق رصاصة على ساق بيكارت ، فصرخت إيلينا و تمسكت بابنها الذي اختل توازنه فور إصابته و سقط بدمائه على الأرض .. أخذ يتلوى و يعض شفتيه من الألم لكن آهاته ظلت سجينة صدره.
ترجت إيلينا باكية : "أرجوك توقف.. "
"سأعلم هذا النكرة كيف يتحدث باحترام !"
ثم رمى بطلقة أخرى على ذراع بيكارت ، فانهارت عندها مقاومته و اندفعت من فمه صرخة عالية.
تحضر مورفان لهجمة أخرى و رفع قليلا فوهة مسدسه قبل أن ينقطع تدفق الدخان منها.
أدركت أخته نواياه ، فضمت ابنها المصاب إلى صدرها و أحاطت رأسه بذراعيها المهتزتين.
لكن لم يكن لفعلها أي داع ، فالرصاصة الثالثة التي اخترقت هواء الغرفة .. أطاحت بمسدس مورفان !
التفت العجوز المتنكر بسرعة إلى النافذة .. حيث الثقب الذي أحدثته الرصاصة .. و سرت على شفتيه ابتسامة تتخللها متعة جنونية : "لقد وصلوا !"
و في اللحظة التي نطق بها عبارته قفز جسم من الخارج على النافذة المثقوبة بقوة كسرت زجاجها المتين و أردته على الأرض حطاما لامعا.
شهق الخادم برعب بينما وقف سيده يراقب المقتحم الذي اعتدل لينفض بهدوء فتات الزجاج عن خوذته و ملابسه القاتمة .. و استطاع مورفان أن يلمح من خلفه مروحية تجوب سماء حديقته برشاش من الرصاص !
رفع المجهول رأسه تجاه مورفان و حين تحدث خرج صوته أنثويا قويا : "لقد انتهت اللعبة يا مورفان و من الأفضل لك ألا تقاوم !"
تبسم المعني بسخرية قائلا : "كلام كبير من طفلة صغيرة !"
و في اللحظة التي همت الفتاة فيها بالهجوم أمسك مورفان بساق الكرسي الذي رماه عليه بيكارت و ألقاه نحو المهاجمة ، لكن ركلتها الخاطفة شديدة القوة أسقطته مهشما.
و قد استغل مورفان لحظة انشغالها تلك و فر هاربا من الغرفة . نظرت الفتاة نحو الباب المفتوح و تمتمت بعزم : "لن تهرب يا مورفان !"
و لم تكد تعبر نصف الغرفة حتى استوقفها نداء إيلينا
"يا آنسة هل أنت شرطية ؟!"
استدارت الفتاة المقنعة تجاهها ، فانتبهت للرجل الجريح بين ذراعيها .. فرفعت يدها إلى بقعة من الخوذة تقبع أذنها تحتها و قالت : "هناك رجل مصاب يا إنزو و هو ينزف بشدة .. حاولوا الإسراع فحالته تبدو سيئة !"
أنزلت يدها و خاطبت إيلينا قائلة قبل أن تركض خارج الغرفة : "لا تقلقي .. سيأتي رفاقي لنقله إلى المشفى بأقصى سرعة !"
جرت في الممر الطويل و هي تركل و تلكم كل من يعترض طريقها من خدم و حراس حتى وقف أمامها شخص بمثل ردائها . قال و هو نصف ساخر و نصف مستاء : "سمحت له بالهرب ؟! لطالما قلت أنك عديمة الفائدة يا وجه الكنغر . كان الأجدر بنا أن نرحلك إلى أستراليا حيث يعيش أبناء جلدتك ، و أظني سأفعل ذلك لو أفلت مورفان من بين أيدينا بسببك !"
زفرت إلسا بضيق و تخطته مواصلة بحثها في الممرات و الغرف و المكاتب و حتى الحمامات ، لكن .. لا وجود له !
Mygrace
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mygrace
البحث عن المشاركات التي كتبها Mygrace