رسالة في الذب عن عالم السنة أبي إسحاق الحويني رسالة في الذب عن عالم السنة أبي إسحاق الحويني تمهيد
الحمد لله رب العالمين، وعد المؤمنين بالنصر و التمكين، وجعل العاقبة للمتفين العالمين العاملين، ووعد الظالمين بالخسران المبين، وجعل سمتهم الجهل المبين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، الذي بشّر أمته بالغربة لهذا الدين، أما بعد:
فقد ذكره القرطبي في تفسير قوله تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} "هو عام في بغي كل باغ من كافر وغيره، أي إذا نالهم ظلم من ظالم لم يستسلموا لظلمه". وبعد أن عرض القرطبي جملة من الأقوال علق قائلاً: "وبالجملة العفو مندوب إليه، ثم قد ينعكس الأمر في بعض الأحوال، فيرجع ترك العفو مندوبًا إليه .. وذلك إذا احتيج إلى كفّ زيادة البغي وقطع مادة الأذى، وعن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه".
ويقول ابن العربي المالكي موضحًا - متي يكون الانتصار - :" أن يكون الباغي معلنًا بالفجور، وقحًا في الجمهور، مؤذيًا للصغير والكبير، فيكون الانتقام منه أفضل". ويصف الحالة المقتضية للعفو فيقول: "أن تكون الفلتة، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة، ويسأل المغفرة، فالعفو هاهنا أفضل".
فلا حرج من الانتصار خصوصًا إذا كان ممن اتخذ دين الله سخرية، وجعل ديدنه انتقاص العلماء و التخذيل عنهم.
و قد حرّم الإسلام الغيبة، بل وعدّ المستمع لها مُقرًا لها مشاركًا فيها، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عنه النار يوم القيامة".
وقد تكلم بعض الظالمين في العالم المشهور بالفضل و الصلاح و العلم الغزير فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني – حفظه الله - ، وفور قراءتي لهذا الكلام العاري من الصحة و التحقيق، قررت ألا يغمض لي جفن حتى أذب عن عرض هذا الرجل الكريم الذي قضى عمره في الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى، وأسأل الله الصدق و الإخلاص والثواب.
معلومات خاصة
قامت أسماء نصار الكاتبة في روز اليوسف بكتابة مقال تتناول فيه الدعوة السلفية و شيوخها و بالأخص فضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني، و اتهمته باتهامات خطيرة سوف يأتي تفنيد بعضها إن شاء الله، ولولا خوفي من اغترار من لا يعلم بكلامها ما رددت عليها، لأن الرد عليها يُعلي ذكرها، وتذكرني هذه الكاتبة بالرجل الذي بال في بئر زمزم في موسم الحج، فأتى به الناس و سألوه: لم فعلتَ هذا؟، قال : وددتُ أن يذكرني الناس ولو باللعنات.
وروز اليوسف مجلة معروفة بفسادها و إفسادها، فهي قلعة لبث الانحلال الأخلاقي و العداء للإسلام و الدعاة إلى الله وغير ذلك من الطوام، فليس غريبًا أن يكون كاتبوها متأثرين بل متلبسين بمنهجها الإنحلالي، ولعل الانحلال الذي هو سمتهم وراثي، فهم نسل روز الممثلة النصرانية الناشئة في فرقة (عزيز عيد)، ثم تزوجت و أعلنت إسلامها و غيرت اسمها ل (فاطمة) ثم أصبحت ممثلة مشهورة ثم اعتزلت التمثيل و اتجهت للصحافة، ومن أزواجها الثلاثة الذين تزوجتهم واحدًا تلو الآخر – قاسم أمين حفيد قاسم أمين أو آثم أمين، عدو المرأة صاحب كتاب(تجريد المرأة) كما وقع في آخره كخطأ مطبعي، وكأن الله أراد إظهار عنوانه الحقيقي.
وأنت قبل فتحك للمجلة تكون متأكدًا من وجود مقال يطعن في الإسلام و دعاته، وهذا للتوجه العلماني لأغلب كتابها، في عصر يكتب فيه من شاء ما شاء، أو إذا شئت فقل: يكتب فيه ما شاء ما شاء.
لدرجة أن النصارى بل واليهود يستشهدون بمقالات كاتبيها من أجل الطعن في الإسلام، وسيتبين لك هذا بعد أسطر قليلة موجزًا.
من هو أبو إسحاق الحويني؟
هو ذلك الشاب البسيط الذكي من مواليد كفر الشيخ ، الذي كان متفوقًا دائمًا بين زملاءه، حتى دخل كلية الألسُن فسم اللغة الإسبانية، والذي كان لا يخرج عن الأوائل الثلاثة على كل دفعة، وكاد أن يُعيّن معيدًا ولكنه خاف أن يُشغل عن تعلُم العلم الشرعي الذي أحبه منذ الصغر، و الذي كان يجتهد فيه لكي يصبح من علماء الأمة الذين يعلمون الناس، و يجددون لهم دينهم، فقضى ما فات من عمره في التعلم و التعليم و التأليف، حتي أثنى عليه العلماء الكبار أمثال الإمام الألباني و غيره، وأصبحت كتبه مرجعًا لطلبة العلم و العلماء، لدرجة بلغت أن كتبه دخلت تلك المكتبة العظيمة في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم، و هذا رأيته بعيني في رمضان الفائت، واهتدى على يديه كثير من الشاردين من الصغار و الكبار، وأحيا السنة بعد أن ماتت، و قمع البدعة بعد أن ذاعت، وبالإضافة إلى ذلك فهو رجل هين لين سهل، وجهه كالقمر ليلة البدر، منخفض الصوت إلا إذا انتُهكت حرمات الله، تعلو وجهه ابتسامة ما أجملها وألطفها !، إذا كلمتَه شعرت أنه يعرفك من زمان، يعتني بك و يلاطفك و يحرص على إفادتك، إذا ناقشته في مسألة وجدته عالمًا كبيرًا حافظًا لسنة النبي صلى الله عليه و سلم، يذكر لك الحديث و سنده و أين هو في كتب السنة، وإذا كان لا يعرف، لا يخجل أن يقول لك: سل غيري، أو: لا أدري ، أو: سأراجعها و أوافيك بالجواب، له من الدروس الكثير و الكثير، سلاسل علمية و دروس منهجية، ويطوف البلدان داعيًا إلى الله ناشرًا سنة الحبيب صلى الله عليه و سلم، وهو مع ذلك كله ليس مَلكًا، بل هو بشر يجوز عليه الخطأ كغيره.
على النقيض: من هى أسماء نصار؟
أسماء نصار هى كاتبة، لا ندري عنها خيرًا قدمتْه للمسلمين، ولا نعلم عنها أنها من دارِسات الشريعة الإسلامية، بل للأسف الشديد كثير ممن يقرأون مجلة روز اليوسف عرفوا طبيعة مقالاتها، فهي غالبًا ما تسخر من المحجبات و الحجاب، وتسخر من الرجال الملتحين، وتستهزأ بالذي يلبسون قميصًا إسلاميًا، أو تنتقد الدعاة انتقادات غير معتبرة و غير صحيحة، وهكذا، فأصبح القارئ إذا راى اسمها يطوي الصفحات هربًا منها ومن تكرارها و من مللها.
ليس الأمر كذلك فحسب، بل هذه الكاتبة تتطعن في ثوابت الدين، وهذا أعجب القرّاء الغير مسلمين، بل و الأدهى و الأمرّ أن الصهاينة استدلوا ببعض مقالاتها في طعنهم على الإسلام و أهله.
وإليك مثالا بسيطًا لطعنها في ثوابت الدين:
كتبت هذه الكاتبة انتقادًا لأحد تفاسير القرآن، أتعرفون لماذا؟، الإجابة ببساطة و اختصار: لأن هذه الكتاب يقول إن الدين الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح ولابد أن يدخل فيه جميع الناس، واليهودية و النصرانية من يعتنقهما فهو كافر و لن يدخل الجنة، وقالت بكل سذاجة( وأخطر ما فيها ما احتوته من أفكار مغلوطة تحرض على رفض أصحاب الأديان السماوية كما جاء فى تفسيرها لفاتحة الكتاب ووصفها «المغضوب عليهم» باليهود، أما «الضالين» فهم النصارى بما يتعارض مع أصل الدين الإسلامى نفسه وسماحته!) ا.ه
انظر أيها القارئ، تقول إن وصف النصارى ب(الضالين)، واليهود ب(المغضوب عليهم) يتعارض مع أصل الدين الإسلامي، و أقول لها: أنت بذلك تتهمين النبي صلى الله عليه و سلم بمخالفة أصل الدين الإسلامي، وتتهمينه أيضًا بالتشدد، هذا لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (اليهود مغضوب عليهم و النصارى ضالون) و هو حديث في صحيح مسلم، ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم أيضًا(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولميؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) و هو في صحيح مسلم أيضًا
فالله تعالى قضى بتكفير اليهود و النصارى في القرآن و مع ذلك أمر بالعدل معهم و القسط، وحسن العشرة و المعاملة، ولكن من غير حب لدينهم ، قال الله تعالى: ( لقد كفر الذين قالو إن الله ثالث ثلاثة) و قال سبحانه(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) و قال تعالى( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
قال القاضي عياض رحمه الله(ولهذا نكفِّر كل من دان بغير ملة المسلمين من الملل ، أو وقففيهم، أو شك ، أو صحَّح مذهبهم ، وإن أظهر مع ذلك الإسلام ، واعتقده ، واعتقد إبطال كل مذهب سواه ، فهو كافر بإظهاره ما أظهر من خلاف ذلك)
وتكفير اليهود و النصارى لا يعني قتلهم و ظلمهم و اضطهادهم، فالفرق و اضح جدًا، وراجع كتب التفسير في تفسير آيات تكفير اليهود و النصارى.
إذا فالله تعالى و رسوله صلى الله عليه و سلم يقولون إن اليهود و النصارى كفار، وأسماء نصار تقول : لا، هذا تشدد.
وفرحَ الصهاينة الأمريكان بكلامها جدًا، تابع التقرير الآتي:
( اتهمت المنظمة الصهيونية الأمريكية المعروفة اختصارا باسم (زوا) اتهمت مصر بالترويج لكراهية اليهود والمسيحيين، مستشهدة في ذلك بتحقيق أجرته صحفية مصرية في مجلة أسبوعية مصرية بارزة عن أحد تفسيرات القرآن للأطفال، حيث دعت المنظمة إدارة بوش إلى إعادة النظر فيما إذا كان من مصلحة أمريكا تمويل النظام المصري في ظل تشجيع مصر " للكراهية ضد المسيحيين واليهود"، بحسب المنظمة الصهيونية.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك قالت "المنظمة الصهيونية في أمريكا" (زوا)، وهي أقدم منظمة موالية لإسرائيل في الولايات المتحدة، "إن مصر، ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات الخارجية الأمريكية (2.1 بليون دولار سنويا، متطابقة تقريبا مع إسرائيل التي تحصل على 2.4 بليون دولار) مازالت تواصل تشجيع الكراهية ضد المسيحيين واليهود، كما يدل على ذلك تفسير مشهور للقرآن، منشور في مصر، ومخصص للأطفال، ويُستخدم على نطاق واسع".
واستشهدت المنظمة الصهيونية، ومقرها نيويورك، بتحقيق أجرته الصحفية المصرية أسماء نصار والذي نشرته مجلة روزاليوسف الأسبوعية في شهر سبتمبر/أيلول، والذي تناولت فيه تفسيرا للقرآن الكريم للأطفال نشرته دار الصحابة للتراث بطنطا (شمال مصر)، وتم ترجمته إلى عدد من اللغات، من بينها الإندونيسية والماليزية والتركية.
واعتمدت المنظمة الصهيونية الأمريكية في اتهامها مصر بالترويج للكراهية ضد اليهود والنصارى على التحقيق الذي أجرته الصحفية أسماء نصار، والذي تم ترجمته إلى الإنجليزية عن طريق، معهد الشرق الأوسط للأبحاث (ميمري)، وهو منظمة إعلامية صهيونية أخرى معنية بمراقبة ورصد كل ما يكتب في الإعلام العربي أسسها في واشنطن ضابط استخباراتي إسرائيلي سابق.
وكانت أسماء نصار قد وصفت في مقالها، الذي اطلعت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، هذه التفاسير ب"المحرضة"، وهو الوصف الذي نقلته المنظمة الصهيونية التي قالت إن مقال أسماء نصار يشير إلى أن التفسير المشهور للقرآن المخصص للأطفال يحتوي على "تحريض خبيث ضد المسيحيين واليهود، ويدعو الأطفال والبالغين إلى قتالهم".
...وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الصهيونية الأمريكية (زوا)، والتي تأسست عام 1897، تُعد أقدم المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وتقول المنظمة إنها تعمل على تقوية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وإعلام الشعب الأمريكي والكونجرس ب"المخاطر التي تواجهها إسرائيل، ومواجهة التحيز المعادي للسامية في وسائل الإعلام وحرم الجامعات".
وفي بيانها الذي تم توزيعه على الصحفيين هنا في الولايات المتحدة وتلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه استعرضت المنظمة تحقيق مجلة روزاليوسف المصرية، حيث قالت إن تفسير سورة الفاتحة يحرض على الكراهية، حيث جاء فيه أن تعبير "المغضوب عليهم" يعني اليهود، أما تعبير "الضالين" فيعني النصارى.
وقالت المنظمة إن تفسير الآية القرآنية " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" يشير، بحسب التفسير الذي أثار غضب المنظمة الصهيونية، إلى "حظر اتفاقيات السلام والمصالحة [مع اليهود والنصارى] منذ نزول هذه الآية".
واعتمدت المنظمة في هذه النتيجة على المقال الذي نشر في المجلة المصرية الأسبوعية الذي جاء فيه أن معدي التفسير قالوا إن "الصلح والسلام غير جائز بعد الآية الكريمة".
وأشارت المنظمة إلى عدد من تفسيرات الآيات القرآنية التي تحث على الجهاد، نقلا عن التحقيق الذي أجرته نصار...) ا.ه
وأترك لكم أيها القراء الحكم على كاتبة يستدل بكلامها الصهاينة المعادين لأمتنا الإسلامية.
وغير ذلك، فهي كاتبة متاقضة جدًا، ففي الوقت الذي تدعو فيه لحرية المرأة المزعومة، تجدها تكفل الحرية لأناس و تمنعها عن أناس، فهي مثلاً تترك العاريات و لا تتكلم عليهن و تقول عليهن هن من الأحرار، وتنتقد المحجبات، هل هناك تناقض أكبر من ذلك؟!، ومما يُؤخذ عليه أيضًا أنها تقول كلامًا خلاف الواقع، و تستغل القرّاء و تستغل عدم سؤالهم عن مصدر أخبارها.
ما انتقدتْ من أجله الشيخ أبا إسحاق الحويني
انتقدت الكاتبة ُالشيخَ أبا إسحاق الحويني باتهامات هي في الحقيقة اتهامات لأحكام الله تعالى، لأن الشيخ لا يتكلم من قِبل نفسه ولكنه يتكلم بما دلّ عليه الكتاب و السنة، وإليك أمثلة علي ما أقول:
1- الحجاب الكامل:
فهي تنتقد الشيخ الحويني لأنه يقول إن ستر بدن المرأة كله واجب، وهذا مذهب معروف لكبار العلماء بل و الأقوى، والمسألة خلافية فلماذا التشنيع على المخالف و وصفه بداعية الظلام وأمثال هذه الألفاظ التي لا تخرج من ذوي الأخلاق الرفيعة؟
وقال بمثل قول أبي إسحاق علماءُ كثيرون جدًا، وإليك أمثلة موجزة:
قال الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الأربعة: ( عورة المرأة عند الشافعية و الحنابلة جميع بدنها ، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب ، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج ، و الخاطب للزواج ، و الشهادة أمام القضاء ، و المعاملة في حالة البيع و الشراء ، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها . و عورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه و الكفين ، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها و كفيها في الطرقات ، و أمام الرجال الأجانب . و لكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة . أما إذا كان كشف الوجه و اليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما )
و قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في " الفتح " : "لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترن وجوههن عن الأجانب "
وروى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن مروطهن فاختمرن بها.
والخُمر: جمع خِمار، مأخوذ من الخمر، وهو: الستر والتغطية، ومنه قيل للخمر خمراً؛ لأنها تستر العقل وتغطيه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: (( ومنه خمار المرأة؛ لأنه يستر وجهها ))
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي: (وأما وجهها ويداها وقدماها فهي إنما نهيت عن إبداء ذلك للأجانب ولم تنه عن إبدائه للنساء ولا لذوي المحارم)
وقال ابن القيم في روضة المحبين: (ولهذا أمر النساء بستر وجوههن عن الرجال فإن ظهور الوجه يسفر عن كمال المحاسن فيقع الافتتان)
و قال السيوطي رحمه الله: (أن المرأة في العورة لها أحوال حالة مع الأجانب وعورتها كل البدن حتى الوجه والكفين).
ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام الغزالي أنه قال(لم تزل النساء يخرجن متنقبات)
وغيرهم من علماء الأمة الكبار، وراجع فذ ذلك مجلد(أدلة الحجاب) من سلسلة عودة الحجاب للدكتور محمد إسماعيل المقدم، وهو رائع جدًا.
إذا ما هو وجه الانتقاد الموجه للشيخ؟!، سبحانك يا ربي هذا بهتان عظيم.
2- اللحية:
وتنقد الشيخ و تصفه بالتشدد لأنه قال إن اللحية واجبة و يحرم حلقها.
وأقول لها: إن هذا ليس بدعًا من القول بل هو الصحيح، وهو من أمر النبي صلى الله عليه و سلم، وإليك أقوال العلماء:
الإمام الشافعي قد نص في كتابه ( الأم ) على تحريم حلق اللحية
وقال القرطبي : ( لايجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قصها )
و قال السفاريني في ( غذاء الألباب ) : و( المعتمد في المذهب حرمة حلق اللحية) يقصد مذهب أحمد بن حنبل
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى رحمة واسعة(ويحرُم حلق لحيته )
وقال ابن حزم(وأتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثلة لاتجوز )
و قال الألباني (مما لاريب فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويته أن كلا من الدلة السالفة الذكر كافي لإثبات وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها فكيف بها مجتمعة ))
ومع كل ذلك تواصل الكاتبة سخريتها من هذه الشريعة الإسلامية و تضرب بأدلتها و أقوال العلماء عرض الحائط، وقديمًا قالوا: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، فلماذا تكتبين في الدين، من الممكن أن تكتبي في الوفيَات أو في الحوادث، فهذا لا يحتاج لعلم شرعي، أما الكلام بغير علم و تضليل عباد الله فهذا سيوردك المهالك إن لم تتوبي و تعودي إلى الله.
3- تعدد الزوجات:
تنتقد الكاتبة الروزية الشيخَ الحويني لأنه ينادي بتعدد الزوجات، وهذا من شريعة الله تعالى و حلال،فلماذا تحرمين ما أحله الله؟، إذا كنت لا تريدين أن يتزوج زوجك واحدة غيرك فهذا شأنك، ولا يلزم منه تحريمك للتعدد، فالشيخ يبيح ما أباحه الله، أتنتقدينه لأنه يتكلم بالقرآن؟!، ذكّرتيني بقوم لوط لما قالوا(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)
- [ إن الإسلام حرم الزنا، وشدَّد في تحريمه؛ لما فيه من المفاسد العظيمة التي تفوقالحصر والعد، والإسلام حين حرَّم الزنا وشدَّد في تحريمه فتح باباً مشروعاً يجد فيهالإنسان الراحة، والسكن، والطمأنينة ألا وهو الزواج، حيث شرع الزواج، وأباح التعددفيه كما مضى . ولا ريب أن منع التعدد ظلم للرجل وللمرأة؛ فمنعه قد يدفع إلى الزنا؛لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في كل زمان ومكان، ويتجلى ذلك في أيام الحروب؛فَقَصْر الزواج على واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وذلك يسببلهن الحرج، والضيق، والتشتت، وربما أدى بهن إلى بيع العرض، وانتشار الزنا، وضياع النسل.
2- أن الزواج ليس متعة جسدية فحسب: بل فيه الراحة، والسكن، وفيه-أيضاً-نعمة الولد، والولد في الإسلام ليس كغيره في النظمالأرضية؛ إذ لوالديه أعظم الحق عليه؛ فإذا رزقت المرأة أولاداً، وقامت على تربيتهمكانوا قرة عين لها؛ فأيهما أحسن للمرأة: أن تنعم في ظل رجل يحميها، ويحوطها،ويرعاها، وترزق بسببه الأولاد الذين إذا أحسنت تربيتهم وصلحوا كانوا قرة عين لها؟أو أن تعيش وحيدة طريدة ترتمي هنا وهناك؟ !.
3- أن نظرة الإسلام عادلة متوازنة: فالإسلام ينظر إلى النساء جميعهن بعدل، والنظرة العادلة تقول بأنه لا بد من النظر إلى جميعا النساء بعين العدل.
إذا كان الأمر كذلك؛ فما ذنب العوانس اللاتي لاأزواج لهن؟ ولماذا لا يُنظر بعين العطف والشفقة إلى من مات زوجها وهي في مقتبل عمرها؟ ولماذا لا ينظر إلى النساء الكثيرات اللواتي قعدن بدون زواج؟.
أيهما أفضل للمرأة: أن تنعم في ظل زوج معه زوجة أخرى، فتطمئن نفسها، ويهدأ بالها، وتجد من يرعاها، وترزق بسببه الأولاد، أو أن تقعد بلا زواج البتة؟.
وأيهما أفضل للمجتمعات: أن يعدد بعض الرجال فيسلم المجتمع من تبعات العنوسة؟ أو ألا يعدد أحد، فتصطلي المجتمعات بنيران الفساد؟.
وأيهما أفضل: أن يكون للرجل زوجتان أو ثلاث أوأربع؟ أو أن يكون له زوجة واحدة وعشر عشيقات، أو أكثر أوأقل؟.
4- أن التعدد ليس واجباً: فكثير من الأزواج المسلمين لا يعددون؛ فطالما أن المرأة تكفيه، أو أنه غير قادر على العدل فلا حاجة له في التعدد.
5- أن طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل: وذلك من حيث استعدادها للمعاشرة؛ فهي غير مستعدة للمعاشرة في كل وقت، ففي الدورة الشهرية مانع قد يصل إلى عشرة أيام، أو أسبوعين كل شهر.وفي النفاس مانع-أيضاً-والغالب فيه أنه أربعون يوماً، والمعاشرة في هاتين الفترتين محظورة شرعاً، لما فيها من الأضرارالتي لا تخفى. وفي حال الحمل قد يضعف استعداد المرأة في معاشرة الزوج، وهكذا. أماالرجل فاستعداده واحد طيلة الشهر، والعام؛ فبعض الرجال إذا منع من التعدد قد يؤولبه الأمر إلى سلوك غير مشروع.
6- قد تكون الزوجة عقيماً لا تلد: فيُحْرَمُ الزوج من نعمة الولد، فبدلاً من تطليقها يبقي عليها ويتزوج بأخرىولود.
7- قد تمرض الزوجة مرضاً مزمناً: كالشلل وغيره، فلا تستطيع القيام على خدمة الزوج؛ فبدلاً من تطليقها يبقي عليها، ويتزوج بأخرى.
8- قد يكون سلوك الزوجة سيئاً: فقد تكون شرسة،سيئة الخلق لا ترعى حق زوجها؛ فبدلاً من تطليقها يبقي الزوج عليها، ويتزوج بأخرى؛وفاء للزوجة، وحفظاً لحق أهلها، وحرصاً على مصلحة الأولاد من الضياع إن كان له أولاد منها.
9- أن قدرة الرجل على الإنجاب أوسع بكثير من قدرة المرأة: فالرجل يستطيع الإنجاب إلى ما بعد الستين، بل ربما تعدى المائة وهو فينشاطه وقدرته على الإنجاب.
أما المرأة فالغالب أنها تقف عن الإنجاب فيحدود الأربعين، أو تزيد عليها قليلاً؛ فمنع التعدد حرمان للأمة من النسل.
10- أن في الزواج من ثانية راحة للأولى: فالزوجة الأولى ترتاح قليلاً أو كثيراً من أعباء الزوجية؛ إذ يوجد من يعينها ويأخذعنها نصيباً من أعباء الزوج.
ولهذا، فإن بعض العاقلات إذا كبرت في السن وعجزت عن القيام بحق الزوج أشارت عليه بالتعدد.
11- التماس الأجر: فقد يتزوج الإنسان بامرأة مسكينة لا عائل لها، ولا راع، فيتزوجها بنيَّة إعفافها، ورعايتها، فينال الأجر منالله بذلك.
12- أن الذي أباح التعدد هو الله-عز وجل-: فهو أعلم بمصالح عباده، وأرحم بهم من أنفسهم.](انتهي من كلام الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد)
وانتقدت عليه كلامًا آخر يغني بطلانُه عن إبطاله، و في ذلك كفاية لأهل الحق و البصيرة.
بعض الكذبات
قبيح بالمرء أن يكذب، و هي لم تكذب فقط بل قطعتْ بحر الكذب عرضًا و طولا، ومن أمثلة كذبها باختصار شديد:
1- قولها: (إن الشيخ يقول:إن تعدد الزوجات فريضة )
وهذا كذب أصلع له قرنان، الشيخ لم يقل ذلك البته في أي كلام له، فلماذا الافتراء؟
2-قولها: (وحيد عبد السلام بالى الذى كون ثروة طائلة من الدجل والشعوذة والعلاج من مس الجن حيث كان يعمل بتلك المهنة فى السعودية ومصر)
ويتضح لك أيها القارئ مدى كذبها، ف (وحيد عبد السلام بالي) من أكثر الناس تحذيرًا من السحر و الشعوذة وله كتب في ذلك، ولكنها تفتري عليها أتعرف لماذا؟ لأنه من خيرة الدعاة إلى الله، فحسبنا الله و نعم الوكيل.
3-قولها: (وفى تلك الفترة عُرف عن الحوينى سفره المتكرر لدول الخليج لمدة 20 يوما أو شهر، حيث كان على ارتباط بالعديد من الشيوخ هناك)
بل يسافر ليلقي دروسًا في الخليج، فهم يدعونه شبه سنويًا ليلقي دروسه على طلاب العلم.
4-قولها: (دخل الحوينى بدعوة ظلامية على مجتمع بسيط متسامح متدين بالفطرة ولكنه فقير يعانى ويلات الانفتاح فوجد خلاصة فى دعوة تلخص متطلباته فى جلباب قصير للرجال وعباءة ورداء للمرأة كما أنها تعفيه من كل وسائل التكنولوجيا، لأنها حرام فأنقذته)
ومن اشتكى لك من هؤلاء المساكين؟!، ومما يُوضح كذبك أن الأهالي يكادون أن يحملوا الشيخ بعد الخطبة على أعناقهم، وهذا يعرفه من يحضر للشيخ، ويجتمع الناس حوله يقبلون رأسه و يده، وأين قال الشيخ إن وسائل التكنولوجيا حرام؟!، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
5- قولها(إن الشيخ يقول فى كثير من خطبه إن النصر لن يتحقق بالمظاهرات وحرق العلم الإسرائيلى أو صورة الرئيس الأمريكى وإنما النصر يأتى بالالتزام بشعار المرحلة أى النقاب للمرأة والجلباب القصير للرجل، ولقد أكد على هذا فى أكثر من خطبة وشريط وجعلهما أسباب النصر والهزيمة)
لم يقل الشيخ إن النصر سيتحقق بالالتزام بالمظهر فقط، بل يقول إننا لن ينصلح حالنا إلا إذا التزمنا بشريعته سبحانه كلها و السنة الظاهرية من شريعة الله، ولا أجد دافعًا لكذبك إلا أنك مُتغيظة من انتشار الالتزام بدين الله تعالى، موتي بغيظك.
6- قولها(فيقول: إن اللحية شعار الإسلام وليست مكرمة بل فرض، أى من لا يطلقها يعاقب كتارك الفروض الخمسة)
أنا أتحداكي أن تأتي بهذا الكلام للشيخ، أين قال الشيخ إن حالق اللحية كتارك الفروض الخمسة؟، ولكنه الهوى يصم و يعمي.
7- قولها : (وبناته يدرسن فى مدارس مختلطة وله ابنة فى الجامعة، وإن كانت منتقبة)
لن أقول لك إلا: أنت أكذب من رأيت في حياتي، فهذا كله كذب.
وهذا نموذج مختصر من كذبها في مقالة واحدة ! فضلاً عن باقي المقالات الهابطة. الدعوة السلفية
هي باختصار دعوة للالتزام بالإسلام وفهمه كما التزم به و فهمه خير الناس و هم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، ويقول صلى الله عله و سلم(إنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليه بالنواجذ، و إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).
فالسلفية ليست جماعة و لها أمير، بل هي منهج الإسلام الصحيح، فهي تنادي باتباع القرآن و السنة بفهم سلف الأمة من الصحابة.
ولا مانع لديها من التكنولوجيا الحديثة، بل هي من الأاسباب التي حض الشرع الحنيف على الأخذ بها، وإنما المنهي عنه هو الابتداع في مسائل الدين.(راجع كتاب أسئلة و أجوبة حول السلفية للدكتور علاء بكر)
نصيحة للكاتبة
اعلمي أنك ستقفين أمام رب العالمين و سيحاسبك على كل صغيرة وكبيرة، فاجعلي كتاباتك لخدمة الإسلام و الدفاع عنه.
والتزمي بشريعة الله تعالى فالخير كله فيها، و لا فائدة من العناد، وأعلني تراجعك عما كتبتيه ضد الإسلام و دعاته.
وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وآله
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك. |