الموضوع
:
إبداع متناثِر ~ 🔥باحثا عن ظلي🔥
عرض مشاركة واحدة
#
288
08-23-2016, 01:04 PM
Mygrace
الفصل الخامس و الخمسون
*نصل ثان*
على أرض مهجورة طواها النسيان و طال الإهمال كل شبر منها هبطت الحوامة وسط دوامة من الرياح المغبرة و ضجيج مراوحها يبدد جدار الصمت و يتردد وحيدا في الحديقة الساكنة سكون الموت.
كانت قدما الكونت أول ما وطئ الأرض منذ سنوات . تملكه شعور قاهر بالألم و الحسرة حين وقعت عيناه على ما كانت يوما حديقة غناء تختال بجمال طبيعتها و العناية الفائقة التي تحظى بها ، لكنها اليوم لم تعد أكثر من أرض جرداء تكسوها الأعشاب الضارة و رماد الأزهار الميتة و فتات الزجاج الذي يتكسر تحت أقدامهم مع كل خطوة يقطعونها.
لم يشعر بالنظرات المشفقة التي يرمقه بها آوتنبورغ و إيريك و غلبيرت و روجر ، و لم يدرك إلا و قد ترك أتباعه خلفه و سار نحو المدرج مهتديا بضوء المصباح اليدوي الذي يحمله . تحركت قدماه كما لو كان شخص غيره يتحكم فيهما ، و مشى دون أن يعي المسار الذي تتخذه خطواته الالية . في تلك اللحظات نسي كليا سبب قدومه و أخذ يطالع أشباح الذكريات الهائمة حوله بعيون ملؤها الأسى . مر بالنافورة الضخمة ذات التماثيل الإغريقية البديعة التي أردى الغبار المتراكم لونها الرمادي اللامع ، و قطع الباحة الفسيحة لا ترافقه سوى هبات الرياح و أصوات صفيرها خلال الأغصان العارية و الفناء الذي هجره ضجيج الحياة.
توقفت خطاه و ارتقت عيناه مع ضوء مصباحه إلى البناء المهيب يعلو شامخا أمامه . نوافذه محطمة بالكامل ، و أبوابه إما مخلوعة جذريا من مكانها أو - في أحسن الأحوال - تتأرجح نحو سقوط وشيك ، لكن هيكل القصر بأساساته بقى صامدا و لم تثنه قوة القنابل و لا نيرانها الفتاكة عن موضعه قيد شعرة . كان و ما زال قصر الماسة الرمادية !
توقف إيريك و آوتنبورغ و غلبيرت مشهرين أسلحتهم في تأهب و حذر على بعد أقدام قليلة من الكونت . لم يبد على الأخير الإحساس بوجودهم و كان ذلك كما أرادوا ، فقد حرصوا على إتباعه دون إصدار صوت و إبقاء مسافة بينهم احتراما لخصوصيته ، لكن حين تقدم نحو درجات القصر تعدت المسألة إطار الشخصية و أضحت تعنيهم جميعا ، فأسرعوا للحاق و هذه المرة دونما اهتمام بالحفاظ على هدوئهم.
و سرعان ما التفت الكونت نحوهم بدهشة ما لبث أن أتبعها بنظرة زاجرة : "الزموا أماكنكم سأدخل وحدي !"
صاح آوتنبورغ معترضا : "كيف تذهب وحدك لذلك الشيطان سيدي ؟! في مكان مظلم و مهجور كهذا .. ربما يحضر مكيدة ما للإيقاع بك !"
"لا يهمني .. هذا الأمر يخصني أنا و يجب أن أتولاه بنفسي !"
كان على وعي تام بأن اختيار مورفان لقصر الماسة ليس عبثيا بل إن وراءه هدفا خبيثا ، و لذلك آثر الذهاب وحيدا.
أعطاهم ظهره و واصل صعوده بإصرار غير مكترث لاحتجاجاتهم الساخطة .. حتى بلغ قمة المدرج ، عندها استدار تجاههم نصف استدارة و أضاف بهدوء : "لن أتأخر في طلب مساعدتكم إن أحسست بضرورة ذلك .. " ثم أشار بسبابته إلى الساعة الأنيقة حول معصمه و أردف : "لا داعي للقلق !"
******
كان هو هناك في حجرة خالية حتى من مصابيح الإنارة يقف مستندا إلى الجدار يلف الظلام الحالك معالمه ، و بين حين و آخر تتسلل دفقة واهنة من ضوء القمر لتزعزع شيئا من سواد الليل و تكشف الابتسامة التي تعلو شفتيه في ثقة لا حد لها . انتظر طويلا ، لكن انتظاره لم يذهب سدى و ها هي خطته تسير على النحو الذي يريد.
رفع رأسه فيما تتسع ابتسامته الخبيثة .. كان يتطلع إلى السقف كما لو أن رأس عدوه قد برزت منه.
"ما رأيك يا آيون ؟! أما زلت تراني خاسرا ؟!" فرد ذراعيه و أطل الجنون من عينيه و هو يقول : "أنا الأقوى ! و ستشهد انتصاري في قصرك هذا !"
كان صدى صوته المتهدج من الانفعال يتردد في زوايا الحجرة الفارغة و لا يلبث طويلا حتى يبتلعه الصمت.
أنزل ذراعيه بضجر ساخر و قال : "من المؤسف ألا يمكنني رؤية تعابير الخيبة على وجهك بعدما غدوت عديم الوجود في عالمي !"
كاد يتبع قوله بضحكة لولا أن صوتا خفيضا مر خلال الجدران حتى بلغ مسامعه . انطفأت ابتسامته كما ينطفئ النور بكبسة زر ، و تشكلت عقدة حادة فوق عينيه و هو ينصت لتلك القهقهة .. ليست واحدة بل عديدة ، تمتزج فيها الأصوات الرقيقة و الخشنة ، العالية و الخافتة ، الأنثوية و الرجولية ، لكنها جميعا هازئة و مشبعة بالشماتة و الاستخفاف.
أول الأمر لم يعطها اعتبارا و أقنع نفسه أنها ستتوقف في أية لحظة ، لكن ذلك لم يحدث . كانت الضحكات تنخفض حينا و تبعد حين آخر غير أنها لم تختف أبدا .
كانت تشتت تركيزه و توتر ذهنه ، فلم يجد بدا من المغادرة . صر على أسنانه بغيظ و جر ساقيه إلى خارج الغرفة بعد سيل عنيف من اللعنات و الشتائم المبتورة.
استمر في السير داخل الأروقة حتى تلاشت الأصوات تماما . تنهد بارتياح ، لكن ما إن عاد ينظر أمامه حتى باغته منظر أفظع ألف مرة من ضحكات الأشباح .
فتاة بفستان أبيض طويل تقف و يداها على إفريز النافذة . كان نور القمر يكسب وجهها الشفاف بريقا فضيا ، أما النسمات الجليدية التي تتسلل عبر الزجاج المحطم ، فبدت عديمة التأثير على خصلات شعرها الشقراء الراكدة.
لفترة تملكته الصدمة و أخذ يحدق فيها مكذبا ما تنقله عيناه . و كأن إحساسه بالشك قد وصلها إذ استدارت نحوه .. نحو قاتلها و على وجهها ابتسامة وديعة مسالمة لم يشبها و لو مسحة من حقد أو ضغينة ، بل العكس أخذت تتشرب حبا و هياما مع كل ثانية تمر.
كيف تفعل ذلك ؟! كيف تبتسم في وجهه بتلك الصورة و كأنها لا تدري أنه من تسبب في موتها و لم يندم لحظة على جرمه ؟!
ملأه الغضب من سذاجتها و زاد كرهه لها .. تجعد وجهه في اشمئزاز و صوبها بنظرة محتقرة : "عشت و مت حمقاء !"
لم تتغير ابتسامتها كأن كلماته أبعد من أن تصلها ، و لم تبرح مكانها ابتعادا و لا اقترابا ، مكثت حيث هي تمتع ناظريها بالتطلع إليه بذات الحب الفياض.
لم يستطع استيعاب رد فعلها المستهجن و المستفز في آن واحد ، و استغرق الأمر منه لحظات من التحديق و إمعان النظر في وجهها حتى أدرك أخيرا السبب.
ببطء أدار وجهه للخلف .. و تبسم حين وجد ظنه في محله.
ليليان في الحقيقة لم تكن تنظر إليه .. اخترقته عيناها إلى ما وراءه و كأنه ليس أكثر من جسد يتحرك بلا اسم أو روح أو أهمية ، و كل ما أظهرته من عواطف لم تكن لزوجها ، بل للنسخة المصغرة منه ! نسخة حافظت على أصالتها باطنا و ظاهرا و لم تسمح للتشويه بأن يطالها خلافا لسابقتها.
"لقد تأخرت !"
قال مورفان بنعومة و هو ينظر نحو آلويس لا مباليا بالمسدس الذي يشهره في وجهه.
أمال الأخير رأسه و حدق في المكان الذي كانت ليليان قبل لحظة واقفة فيه .. ثم التفت نحو أبيه بنظرة نارية و سأل بصوت عال حاد :
"مع من كنت تتكلم ؟!"
عاد مورفان ينظر إلى البقعة التي ظهرت و اختفت فيها ليليان و قال بسخرية : "هل تصدق لو قلت أنها أمك ؟!"
زوى آلويس ما بين عينيه المشتعلتين حقدا "أمي التي قتلتها ؟!"
قهقه مورفان بقسوة لا إنسانية و قال : "كانت بلهاء ساذجة !"
"اخرس ! إياك أن تتجرأ على إهانة أمي أيها الدنيء ! الأبله الوحيد هو أنت ، لا لست أبله فقط بل معدوم العقل بالكامل . كان يمكنك أن تنسى موضوع انتقامك الغبي و تكمل حياتك بسعادة مع أمي . لقد أحبتك أكثر من أي شخص آخر ، لكنك لشدة حمقك آثرت قتلها و سحق أعظم فرصة للتوبة أتيحت لك على التخلي عن أهدافك القذرة !"
كان يتحدث و صوته آخذ في العلو و مع كل كلمة ينطقها تزداد الكراهية استبدادا في نبرته ، بينما يحتفظ مورفان بابتسامته بلا أدنى إشارة على التأثر ، و عندما فرغ الكونت من هجومه الشرس التفت نحوه متصنعا العجب :
"إذن فأنت ترى أنه كان علي الصفح و مبادلة الحب لابنة الذي قتل عمي و .."
"أنت لم تقابل في حياتك ذلك العم فقد مات قبل ولادتك ، لذلك كف تمثيل دور المتيم بعائلته ! لو كان لديك ذرة من حب لأسرتك ما كنت لتستعبد أختك و تحاول قتلها و ابنها بتلك الوحشية . أنت تنتقم لأجل الانتقام بحد ذاته و ليس حبا لبشر !"
ضحك مورفان بخفوت و رفع حاجبه في عجب حقيقي : "و هل قلت أني أحبهم ؟! انتقامي لعمي و أبي لم يكن يوما بدافع الحب ، بل إني لم أشعر نحوهم بأي عاطفة أكثر من الاحتقار . كانوا حمقى بلا حيلة أو فائدة ، و دوما ما أحسست بالعار من الصلة التي تربطني بهم ، لكنهم - حتى و إن لم أرد ذلك - ينتمون إلي ، يتشاركون معي الاسم و الدم و سمعة العائلة ، لذلك و بغض النظر عن مشاعري تجاههم فإن كل ما يصيبهم يصيبني بشكل أو بآخر !"
سكت لبرهة قبل أن يضيف باستهانة : "كانوا أغبياء .. كل أفراد مورفان كانوا أغبياء مهزومين و مثيرين للاشمئزاز ، لكني و في اليوم الذي ولدت كسرت هذه القاعدة . أنا مورفان الحقيقي ! أنا وحدي من استحق حمل هذا الاسم ! و أنت ستكون التالي من بعدي يا مورفـ.. "
صاح آلويس و صوته يرتعش غضبا : "لا تدعني بهذا الاسم الكريه ! لا تتجرأ على ذلك !"
اهتز مسدسه و يده تضغط عليه بشدة و مورفان يرقبه باستمتاع هجين.
"لم لا تطلق ؟!" رفع يديه في الهواء مؤكدا خلوهما "ها أنا ذا أقف أمامك أعزلا فلم التردد ؟!"
"ليس هناك من يود قتلك أكثر مني يا مورفان ، لكن الوقت لم يحن بعد ، ليس قبل أن أعرف كل شيء عن منظمتك و أتباعك المتخفين !"
"أوه .. هكذا إذن !"
حك مورفان رأسه و إحساسه بالمتعة يتزايد و يطفو بجنون إلى وجهه . أضاف بغموض و آلويس يرفع يده إلى أذنه : "لو كنت مكانك ما كنت لأفعل أيها الفتى !"
نظر نحوه بحدة "ماذا تعني ؟!"
هز مورفان منكبيه و التمع الخبث في عينيه حين قال : "كيف حال ابنة خالك البائسة ؟!"
مليمترات قليلة كانت تفصل الرصاصة - التي انطلقت كلمح البصر - عن عين مورفان !
رفع الأخير يده و تحسس أطراف شعره المبتورة باهتمام غريب.
صاح آلويس و النار تشتعل في صوته : "لا تذكرها و لا أي فرد من عائلتي على لسانك ! هذا هو الإنذار الأخير لك ، هل تسمع ؟!"
"حقا ؟! و ما الذي يجعلني أهتم بتهديدك هذا إن كنت سأموت في كل الأحوال ؟!"
سكت و متع نفسه بالنظر إلى ابنه و الحقد يفترسه قبل أن يتجرأ و يضيف : "ثم لست وحدي من سبب لها المعاناة ، أنت أيضا كان لك دور ليس بالصغير !"
"اصمت ! لا أريد الاستماع لترهاتك !"
تفرسه مورفان بنظراته الثاقبة و هو يتبسم بمكر "يبدو أنك لا تعلم !"
"ما الذي لا أعلمه ؟!"
سأل آلويس محاولا مواراة قلقه خلف الحدة و عدم الاهتمام و قد نجح في ذلك حتى اللحظة التي نطق فيها مورفان.
"بشأن مرضها ! أنت لا تدري صحيح ؟! لا علم لك بإصابتها بسرطان الرئة ، أليس كذلك ؟!"
سقط الغضب و الحقد و كل المشاعر وحده الخوف بقي متعلقا بوجهه . كانت قبضته الممسكة بالمسدس ترتعش بصورة غير اعتيادية . لم يعد يستطيع سماع نبض قلبه .. هل تراه توقف ؟! أم أنه هوى بعيدا إلى مكان سحيق لا يسع صوته تجاوزه ؟! لم يدر و لم يهتم بأن يعرف الإجابة .. فمصابه شغل فكره حتى عن حياته هو.
كان مورفان يراقب تعابيره دون محاولة لإخفاء استمتاعه .. لقد تصرف كما توقع تماما.
"كاذب !"
صاح آلويس و قد استعاد نظرته الملتهبة و تغلغلت الكراهية مرة أخرى في صوته.
"ما الذي قد يأتي بهذا المرض إليها إن.. "
"عن طريق أمها !" قال مورفان بطريقة من يشرح شيئا بديهيا "كانت إيفا تدخن و دون علم زوجها !"
اتسعت عيناه و الصدمة تحكم وثاقها على صوته .. لم يصدق أن مورفان يحيط علما بأسرار أسرته أكثر منه هو.
أشاح الآخر بنظراته و ابتسامة متشفية دنيئة تعلو شفتيه.
"لقد ورثت المرض صحيح ، لكنه بحكم مناعتها القوية و حسن اعتنائها بصحتها و نظامها الغذائي ظل ضامرا منطويا فترة طويلة من الزمن حتى جاء الوقت الذي استرجعت فيه ذاكرتها .."
تحركت عيناه الحادتان حتى استقرتا على وجه ابنه الذي تخلله الخوف و ذهب بدمائه و تابع كلامه المسموم : "بدأت تضعف ، تنكسر ، و تنهار ، و بدأ المرض في الآن ذاته ينشط ، و يستفحل ، و ينخر أحشاءها يوما بعد يوم . إن الألم و الحزن المكبوت يدمران المناعة أكثر من أي مرض ، و لهذا أقول أنك لعبت دورا ليس بالهين ، فقد كنت شخصا عزيزا عليها و لو أنك تدخلت لربما استطعت إنقاذها ، لكنك لم تفعل .."
"اصمت !"
صرخ و الدموع تتجمع بغزارة في عينيه و تتأرج على جفونه مهددة بالسقوط في أية لحظة ، و كان كل ما بمقدوره فعله هو الاستمرار في صد فيضانها.
تشكلت ابتسامة صغيرة ماكرة على جانب فمه و قال مغلفا صوته ببراءة زائفة : "أظنك في حاجة للحديث إليها و توضيح بعض الأمور !"
"لست في حاجة لتخبرني بذلك سأفعل بعدما أخلص العالم منك ، و الآن.. "
عاد مورفان يكرر تحذيره السابق : "لو كنت مكانك ما كنت لأفعل ! يمكنك قتلي لكن هذا سيكلفك كثيرا .. كثيرا جدا !"
انسحبت دموع الكونت سريعا بعد قول مورفان الأخير و تحدث باستخفاف : "يبدو أنك لم تستوعب بعد الضعف الذي آل إليه موقفك . لقد انتهت منظمتك و هزم أتباعك ، و حتى أؤلئك الذين لم نصل إليهم بعد لا يمكن أن يغامروا بكشف حقيقتهم من أجلك !"
"حقا ؟! هل أنت واثق مما تقول ؟!"
كان واثقا .. على الأقل قبل سؤال مورفان . شيء ما في نبرة صوته الغريبة جعل الشك يتسرب إلى قلبه.
عاد مورفان يقول و ابتسامته تتسع و تزدان بالثقة : "هل أنت واثق من هزيمتي ؟! هل أنا حقا وحيد ؟!"
خيم الصمت و اختلجت عينا الكونت لجزء من الثانية . تردد لفترة قبل أن يقول بنبرة عدائية : "لو لم تكن فعلا وحيدا و عاجزا ما كنت ستقف هنا أعزلا و أنا أوجه فوهة مسدسي إلى رأسك !"
أحنى مورفان رأسه للجانب و التمع وميض رهيب في عينيه الصفراوين جعلهما أقرب ما يكون لعيون الذئاب.
"و ماذا لو كان ذلك ضمن خطتي ؟!"
ضيق الكونت عينيه بحدة على خاصتي أبيه .. هم بتكذيب إدعائه و السخرية منه لكن رنينا قطع عليه عزمه قبل أن يبدأه !
تحسس جيبه تلقائيا .. لم يكن الرنين صادرا من هاتفه . إذن ..
رفع رأسه إلى مورفان الذي تبسم و قال تغمره نشوة الانتصار : "جاء في وقته تماما !"
"من تقصد ؟!"
مد مورفان يده إلى جيب سرواله و أخرج هاتفه الذي استمر يضيء و يرن بإلحاح.
"لم لا تسأله بنفسك ؟! أظنه يتوق بدوره للحديث معك !"
"لا !"
صاح آلويس بلهجة قاطعة ، فآخر شخص يمكن أن يغامر بالوثوق به هو مورفان.
"افتح الخط و شغل السماعة الخارجية !"
هز مورفان كتفيه و نفذ أمره دون تردد أو مبالاة . و في اللحظة التي ضغط زر الرد اندفع الطرف الثاني عجلا عنيفا و بلا مقدمات :
"إذن .. أين صار المتبجح ؟!"
توسعت عينا الكونت على مداهما .. لم يكن الصوت بحد ذاته مألوفا له ، لكنه لا يمكن أن يخطئ نبرته.
تلك اللهجة المتغطرسة ، المفعمة بالحقد و الاحتقار .. لا يمكن أن تكون إلا لشخص واحد ..
جاستن !
Mygrace
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mygrace
البحث عن المشاركات التي كتبها Mygrace