عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-27-2016, 08:41 AM
 
كبار السن يبحثون عنكم يريدون فقط الحنان

السلام عليكم




رجلٌ مسن , يمشي على ثلاث ..
عصاه لا تفارق يده و لولا حاله المُتعسرة لـ أشترى كرسياً كهربائي !
يخرجُ من منزله .. يعرجُ في الطريق كأنه سفينة قديمة تواجه أمواج البحر العاتية ..
يقطع الشارع تلو الآخر , يعبرُ الطرقات لـ" وحده " قاصداً دكان الحي لـ يشتري الخبز له و لعائلته الصغيرة ..
لا يمد يديه مهما بلغت به الحاجة لـ أياً كان ,
من العفة الكُل يشاهد ابتسامته المفضوحة فـ ابتسامته شاحبة و يدّعي أنه بخير ..
بعد كل تلك السنوات من الكفاح , و الظروف القاهرة لا زال يعرجُ لـ أجل تلك الفتيات ..
يحملُ ما يشتري و يعود من الطريق الذي جاء عبره ..
تارة يتوقف من شدة الألم في ركبتيه , و تارة يوشك أن يسقط و تسقط معه سنوات كفاحه ..
كل ما يعاني منه هو الفقر , و كل ما لا يحتمله هو الفقر !






و على هذه الحال إعتاد أن يفعل ...
في بعض الأحيان ( أحيان قليلة ) يصادفه أحد فاعلي الخير ..
و يُقسم بأنه لن يتحرك حتى يقلّه لـ منزله / لكنها أحيانٌ قليلة ..
أحيانٌ قليلة يشعرُ بأن هذا العالم لا زال يشعرُ به !
كبار سن كُثر هم على حالته , يعانون كما يعاني .. بل أكثر
كبار سن كُثر أفنوا أعمارهم لـ بناء هذه الأمة , لكن الأمة خذلتهم حتى أصبحت حالهم لا تطاق !
هم كثر .. ما بين البنايات الشاهقة التي نظن بأن أهاليها يعيشون برفاهية /








تجد كبار سن مرضى لا يجدون ما يتعالجون به ..
أعلمُ بأنهم لا يريدون الكثير .. يريدون فقط " الإهتمام " فـ جلّ حاجتهم ذلك !
يريدون ألا يسألوا الناس لـ إطعام فتياتهم العفيفات الذي لم يُقدر لهن الزواج ..
يريدون أن يصبح بعضاً من العامة كالأبناء لهم , يقضون شيئاً من حاجاتهم العسيرة ..
هم كثر , و لن أطيل .. أولاً لا أريد إشغالكم , و ثانياً لأن حالي يُرثى لها
كلما تذكرتُ صورة ذلك الأعرج الذي توفي قبل سنوات
لافضاً أنفاسه الأخيرة في طريق فارغ إلا من أمنياته الصغيره





كونوا لهم أبناء يا رفاق
رد مع اقتباس