عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

كم أكرهه !

إنه لا ينفك عن حشر أنفه فيما يخصني !

يتسغل الفرص ثم يدخر ورقته الرابحة ليبتزني بها لاحقاً

لديه أسلوب قذر ومراوغ يخبرك بمدى إجادته بلعب القمار

بينما فؤادي الأعوج يتلوى أعجاباً لصنائعه العرجاء !

ما الجيد فيه ؟ أطلته أم صفاته ؟! لا أعلم ربما جُننت بالفعل

ووجوده الآن بجانبي في مهرجان التاناباتا قد جعلني أخسر آخر بقيعةٍ من قلبي للأبد

آه ! .. حقاً فأنـا أبغض وجوده حولي !

لا أطيق وجوده !

ولا أطيقه !

الشخص المكروه بجانبها كان يعلم بحنق مُرافقته له ، بما أنه مكشوف علنياً

لذا كثر تبسمه بين الحين والحين لمعرفته أنّ وجوده بقربها بحذ ذاته يتلاعب بأعصابها ويزيد الطين بلة !

أطلق بصره في الخفاء نحوها يتمعنها بصمت لحظة شرودها ،

وجهها العابس وشفتيها المزمومتين وحاجبيها المقوسين تقوساً عنيفاً في وضعها الحالي

ثم لشعرها الطويل الفاحم المموج الذي رفعته في شكل تسريحة سريعة

لأعلى وتركت البعض يتعرج ويتزخرف ليستقر على منطقة كتفيها

أثارت أعجابه لإختيارها لرداء كيمونو بنفسجي بألوان مدرجة ناسب بشرتها القمحية وعكس لمعان خُضرة عينيها الصافيه

أوضح حنجرته في محاولة لتلطيف الجو و يخمد رغبة لبوة بافتراسه حيّاً لثوانٍ :" لا أر التانزاكو الخاصة بك مٌعلقه بعد ؟ "

التفتت ناحيته متفاجئة من قوله :" وهل سأعلق قصاصتي مكتوب عليها أمنيتي نصب عينيك السوداوين الساحرتين؟!"

سخريتها أعلمته بزيادة تفاقم الوضع

فغير اتجاه الموضوع علّ الرياح تهب في ناحيته هذه المره :" هل أقص لكِ حكاية جميله يا سوهان ؟"

" لا شكرا ، لست بحاجة لقصص ما قبل النوم قد تخطيت ذلك العمر !"

ولكنه مضى في أمره وكأنه لم يسمع شيئاً : " يُروى أن في زمنٍ ما ، زادت حالات سرقة القلوب الحمراويه ، نتيجة لشعلة حب عاشقين يافعين ،

أسفرت عن ولادة أسطورة يحتفل بها ليومنا هذا ، أولئك كانا

أوريهيميه و هيكوبوشي ، و .."

أتاه ردها جافاً مٌقاطعاً كما توقع :" لم اسمع ولست بمهتمه على فكرة !"

واصل سرده للحكاية يغظيها بحماس مضاعف:" أوريهيميه وهيكوبوشي حاولا بكل السبل المُضنية للقاء بعضهما ولكن نهر

النجوم حال بينهما كسدٍ شاهق ناري مُخلف فجوة بركانيه لفصلهما عمداً أُسميت بدرب التبانه إلا أنه سُمح لهما بالإجتماع مرةٍ واحدة في

السنة وفقط في اليوم السابع من الشهر القمري السابع للتقويم القمري و"

قاطعته مرة ثانيه باندفاعٍ متهور وبنبرة ساخره :" و قصة لقائهما العاطفية التاريخية المٌبكية الرومانسية هذه ! ، غدت اسطوره ليومنا هذا

آه نعم ! ، هذين النجمين المؤثرين قد سُمح بلقائهما مرة .. فقط مرة ! " سكتت لدقيقه تحاول إرغام نفسها لتبكي

لتتقن المشهد مع الموقف وعندما كل ما خرجت به دمعة مسكينة لا حول ولا قوة لها غيرت الإيقاع لآخر جهوري كأنها تخاطب

شعب و أُمه دون أن تنسى تعبيرات الجسد المُصاحبة بغرض إيصال المعاني بدقة

" نحن .. نحن اليابانيون نحتفل بذكرى هذا اليوم الوطني ونرتدي هذا " سكتت تشير لملابسها وملابسه ثم أكملت :" نرتدي هذا الألم الكيمونو و نخرج والابتسامه

تعلو محيانا لنعلق أماني نعلم بأنها لن تحقق ولكن لتقليدٍ ولشعار مُقيد أعمى حيث نرمي بالمنطق لنصدق الخزعبلات "

أنهت خطبتها الكارثيه بنجاح شاعرة برضى النفس ،ثم التفتت للواقف بجوارها تعيد قناع العبوس

خاصتها لمكانه :" والآن هلّا تركتني أكتب وأعلق أمنيتي ! "

هز روكا رأسه يمنة ويسرة تعجباً ودهشة وصفق يديه بحرارة و بتأثرٍ كامل لآدائها :" لم أكن أعلم بأنكِ رائعة لهذا الحد !

تستطيعن فعل اللامتوقع عندما ترغبين في شيء ، حسنا سأطلق سراحك .. فاكتبي أمنيتك الثمينة وعلقيها على أعواد الخيزران التي أمامك ولا تفقدي الأمل"

تباً لك روكا ! قد أفسدت يومي بوجودك فيه

مضى ساعة على أمرك و على لقائي المشؤوم بك في المهرجان وما زلت اتذكر كل

شيء بالتفاصيل الجحيمية عنك

حتى وأنا في فراشي الآن أنشاد النوم ليرحمني من عناء التفكير بك

آمل ألا أر شبحك يحوم حولي غداً !