09-01-2016, 10:49 PM
|
|
‘ *# عادوا للإلتفات ناحية الباب على إثر دخول شاب يعتمر نظارة طبية عريضة تغطي لمعتها حدقتيه الحمراوين ورجل طويل الساقين بدا كبيراً بالسن ولكن الزمن لم يأخذ منه كفايته كان جسده المغلف برداء باهض الثمن هزيلاً بعض الشيء وبيده التي ارتكزت بأصابعها ثلاثة خواتم عكاز ذو رأس صقرٍ ذهبي وساقه طويلة من خشب الزان الفاخر متغطرساً وعيناه الزرقاوان لم ترمقا أياً من الحاضرين وكانت لكنته مميزة غير معروفة بينهم فأنعشتهم وجعلتهم يبتسمون عندما حياهم ملوحاً بيده الحرة: "صباح الخير شباب!!" هتفوا بصوت واحد: "صباح الخير أيها الدوق (ويزال)!" ضحك الدوق ويزال ورفع خصله الذهبية الطويلة عن وجهه فبانت بعض التجاعيد حولها وهو يهديهم نظرةً راضية كأنه أب لهم... وكانَ الأحقَ بهذا الشعور لأنه بلغ عقده الخامس من العمر والعجيب به كونه يتوثب بخطوات سريعة بشكل عادي فلا يعاني من أية آلام أو تشنجات وصل لآخر كرسي حيث يقابل آسونا وجلس بطريقة أرستقراطية حذرة وركن عكازه على عمود المكتب أعلى يده بعدها وعدل وضعية وشاحه الملتف حول عنقه حتى أعلاه، لم يترك أية طرف منه يتضح فكُله محشور تحت ياقة بذلته المميزة. لا حاجة لويزال بالأوراق فعقله يعمل كالساعة في دقته وتقيده وبإمكانه تحليل المهام والاسترسال بما جرى له في هذا الشهر قدراته الكبيرة لا تنحصر على ذلك فقط، فلطالما بعث اسمه الكامل الرعب بقلوب أعتى المجرمين لما يقارب ثلاثين عاماً تاريخ حافل بحد ذاته ويحتفظ بهدوئه وبلباقته لوقت كهذا. عاد صاحب النظارات العريضة للجلوس مكانه مستغرباً عدم لحاق القصيرة وزميليه الأخرين بالاجتماع! عدل من وضعية نظارته التي تبرق بين الفينة والأخرى بلمعان أغر وسحب مقعده ومنديلاً من جيب بنطاله العسكري كما باقي ثيابه وراح يمسحه مخافة التصاق الجراثيم به ألقى منديله جانباً واتخذ مكانه بمجلسه مرخياً لملامحه الهادئة والتي تداخلت ببعضها لدى لمحه لشيء يتشكل على الكرسي شماله فأضحى الفزع يتجمع بها وبعدها تفرق مبقياً على تداعي أفكاره غير المحدودة كانت تلك المادة شبه الشفافة تتشكل على هيئة كتلة بشرية بتحول أطرافها وامتدادها وبعد بضعة ثوان سكنت تلونت بسمرة باهتة وقد اكتست حلتها الآدمية بظهور معالمه الحادة وتلفت للشاب المذعور جواره ربت على كتفه بمحاولة لإمتصاص اضطرابه "مرحباً (تاكاشي)!!" اصطكت أسنان تاكاشي ذو النظارات ببعضها مما رآه، فهو نادر الحدوث وشيء مقزز يُفضل الموت على رؤيته أمامه طريقة مجيء زميله وحضوره لوحدها تثير الرعب، بينما فيشآل لم تعبأ بأي شيء وهي قريبة منه أيضاً فتثاءبت وقلبت رهطها عنهم لويزال الجالس يسارها تعرف بأنه يحترم حقوق النائم عكس الآخرين... ولازال أمامها بضعة دقائق حتى قدوم سميث انتفض تاكاشي واقفاً بحركة دفاعية وعيناه تتراقصان خوفاً فرفع الآخر يده يكتم ضحكاته وأنظار البقية عدا حمراء الخصل ترمقهم قال بوعيد: "الويل لك، لا تضع يدك القذرة علي مجدداً (تيفو)!" بدا تاكاشي جاداً للغاية وراح يدقق بقوله بأنفة شابهت الغرور: "لست أعرف أي نوع من البكتيريا تحملها من موطنك وأتيت بها للأرض؟" سحب منديلاً آخراً من جيبه ونفض المكان حيث وضع المدعو تيفو يده وراح يمسحه بضجر مدافعاً عن نفسه أجاب تيفو: "لتوي خرجت من الحمام!!؟، تستطيع شم رائحة بلسم شعري الرائعة... وما رأيك بثيابي الفاخر أيضاً!؟" رفع خصلة من شعره القسطلي متوسط الطول وراح يقربها من تاكاشي فإنتفض مجدداً وهرب للمقعد الآخر مخاطباً بلهجة أكثر جدية: "أبعده عني، أبعد هذا الصوف حالاً... لا تقترب مني لا أنت ولا ظلك حتىَ؟" أتم تيفو ضحكاته وأشار له على بعد ثلاثة مقاعد منه "بالمرة المقبلة انزع نظارتك التي لا فائدة منها ولتنصرف إلى مجلسك!" كور تاكاشي قبضتي يديه وانصرف بحنق شديد بان على خطواته التي تصدر صوتاً عنيفاً جراء وقع قدميه على الأرض متأكد بأنه الحلقة الأضعف بالمجموعة كافة لكونه الأقل سناً بين القادة ولا أحد يقدس النظافة مثله لأنه مهووس للغاية وكما بدا للجميع فنظارته غير مفيدة ولكنه الأدرى بمدى كِبر نطاق رؤيته وصحة بصره أعاد تنظيف الكرسي قبل الجلوس عليه بضجر وتمتم بعدة ألفاظ حانقة واتخذ مكانه نهايةً همس كينجي الضخم لماريا: "ياللهول، لمَ يكون حظنا بزملاء معقدين هكذا!؟" فهمت مرماه فأدارت بصرها إليه بزاوية شبه مغلقة تبث فيه شيئاً من الرعب إن لم يتوقف عن اهانة صاحبها النينجا "بما يشمل في ذلك الباندا أيضاً!!؟" أردته لرماد مشتت وشتت ذهنه وذهن النينجا الذي لايزال يدعي بأنه بعالم آخر وهو حاضر ويعرف كل ما يجري حوله فحرك أحد حاجبيه قليلاً وعاد لوضعه السابق دلالةً على دخوله غير المباشر بالحوار تلفت كينجي لهيرو هامساً: "أتدري بأنك غبي يا صاحبي!؟" "بما يشمل في ذلك الباندا أيضاً!!؟" أجابه بما أجابته ماريا بلهجة رزينة للغاية وتوضحت نواياه ربما كانا متفقين عليه وهو غير مدرك تأفف بضجر ورفع يده لبعثرة شعره الكحيل مدعياً للمزاح: "أوه، حبيبي الصامت!!، أخبرني ماذا كنت تفعل عندما أتيت، أتيت مبكراً قبلنا... أليس كذلك!" "دعني كينـ... كينـ!؟" كان كينجي يلف ذراعه القوية حول عنق هيرو ويده الأخرى تعبث بخصله غير معترف بأن مزاحه، مزاح خشن وسمج "أنت ستقتـ... ستقتلني!!" ماريا بطبيعة الحال لم يعجبها ما يحدث من ضجة جوارها فرفعت قدمها ووخزت قدم كينجي بكعبها أسفل الطاولة تأوه الأخير وأفلت صاحبها من قبضته وراح ينتحب عاد يرمقها بنظرات آسية وبائسة تحت نظارته ولعلها تنقص بعضاً من وحشيتها فيما يتعلق بالملكية "تلطفي بحالي!؟" "لا يجوز للفريسة أن تستنجد كين!؟" كان ليتعمق أكثر بحوارها حول الفريسة وما عنته بقولها ولكن دخول الحمامة الأرجوانية الملفت أوقف كل نقاش بالقاعة الباب مفتوح على مصرعه وعود الدانغو محشور بزاوية فمها ويدها مرتكزة على خاصرها حيتهم: "صباح الخير أحبابي!" صوتها ملئ الأرجاء حتى تهافتت الطيور على حزم أمتعتها ومغادرة المدينة وخُيل إليهم أن قطعان من الثيران تركض قادمة من مكان بعيد وصوت لتحطم العمارات هرعت فيشآل واقفة وعيناها زائغتان بالفراغ كأن سطلاً من المياه المجمدة كُبَ عليها أدارت رأسها إلى حيث نظر الجميع بغرابة دون استثناء وقالت تلتقط أنفاسها الفارة: "تاماياشي!" ألقت تاما عود الدانغو الفارغ من بين شفتيها ونفضت يديها تسير لمكانها وتبتسم بفخر مشيرة لنفسها "لا أحب سكونكم!" ضحك ويزال والذي كان لابد له أن يتفاعل مع الأجواء التي تصنعها القصيرة فقال مشيداً بفعلها: "مملين دوماً قبل مجيئك!" جلست مكانها وجابت بنظراتها المكتب ابتداء من آسونا ونهاية بآخر من تحدث "حتى أن الصباح جميل لأجل أن تتحججوا!؟" تأففت آسونا ممتعضة ومنعت نفسها من التثاؤب: "بربك!، ان صادفتكِ مشكلة ومهمة مثلي فعليك حينها التحدث تاما لا تجعلي الجميع بالنسبة لك كواحد!؟" "لم أكن أشملك لوحدك بحديثي، آه!؟" جلست مكانها حيث توسطت آخر مقعدين فارغين وأدارت رأسها لمن تحدثت أخيراً ضحكت آسونا وأتمت: "إذاً توقفي عن زعزعة الأجواء!؟" "هذا مستحيل حبيبتي!" هتفت آسونا وتجاهلت آخر ما رفضته تاما: "ذكريني بأمر بعد خروجنا!!؟" كانت تعرف بأنها علبة دانغو مسبقاً فقد التقت بمساعد آسونا وحكى لها هذا قبلاً تهللت أساريرها غبطةً وأومأت بسعادة "سأفعل لا تنسي فقط!." ‘ *# نهاية الجزء الأول من الفصل الثاني~ |
__________________ س3 Jiharu+Tama
=
حب0 |