جميلة ممشوقة ذات بشرة بيضاء و عينين لوزيتين زرقاوتين و شعر أصفر منسدل حتى الخصر متأنقة بذوق مرهف : قميص أبيض أزهار صغيرة حمراء بنطلون أسود و حذاء عالي بلون نبتة العليق ذات كبرياء طاغ تجلس بشموخ و وقار عالي كان الصمت سائد في تلك القاعة الكبيرة اتخذت من زرقة البحر لونا لها يتوسطها طاولة مستديرة من الزجاج و حولها كرسيين لونهما أسود وفي زوايا الغرفة توجد آلات التصوير قطع الصمت صوت الصحفي قائلا : اعزائي المشاهدين ضيفتنا اليوم مميزة من أذهلت الجميع بنجاحها الكاتبة الاولى في لندن بدون منازع التي حققت كتبها اعلى نسبة مبيعات انها السيدةجوليا بروت.
بدأ الصحفي يطرح عليها اسئلة حول كتبها و مشوارها الفني فكانت تجيب و هي راسمة على فمها ابتسامة الثقة
الصحفي : لقد قمتي مؤخرا بنشر ملخص لكتابك الجديد فهل يمكن ان تتحدثي للمشاهدين عنه
جوليا بابتسامة : عنوان الكتاب حياتي محطات و هو عبارة عن سيرة ذاتية لشخص ما و كيف استطاع اجتياز العقبات لتحقيق أهدافه
الصحفي بتسأل : ومن هذا الشخص
الصحفي :و الان مع اخر سؤال سيدتي ما سر وراء نجاحك الباهر فقبل بضعة سنوات لم نكن نسمع عنك بل لم نعرفك حتى اما الان فأنتي الرقم الاول فيا ترى ما هذا السر
صمتت لبرهة ثم قائلة :هو أنني قررت ان أحارب من أجل ما أريده و ان أكون مالا يريده الاخرون لي
كانت اجابتها غريبة نوعا ما في نظر الصحفي أو بالاحرى لم تكن اجابة مقنعة
الصحفي باتسامة : اعزائي المشاهدين نصل الان الى ختام برنامجنا سررت كثيرا بالتحدث اليك سيدة جوليا بروت ارجوا ان نراكي مرة أخرى في حلقة جديدة
جوليا بابتسامتها المعتادة : أرجوا ذلك
كان جميع الناس يشاهدون اللقاء الصحفي من داخل و خارج لندن من الصغير الى الكبير فكتبها كانت مطلوبة من قبل الجميعانتهى اللقاء الصحفي ركبت جوليا سيارتها الرمادية و انطلقت بأسرع سرعة
في مكان بعيد في قرية ريفية حيث بدأت الشمس بالمغيب تلونت السماء باللون البرتقالي عكست لونها على البحيرة حيث كان الاطفال يلعبون هب نسيم عليل يداعب أزهار عباد الشمس المصطفة بانتظام واحدة تلوى الاخرى بالتحديد في غرفة مظلمة لا يرى سوى ضوء شاشة التلفاز: هه اهده هي جوليا حقا لقد تغيرت كثيرا. هذا ما قاله المتواجد في تلك الغرفة بعدها قام بإطفاء الشاشة و رسم ابتسامة باهتة على وجهه سرعان ما ازالها بعد سماع صوت فتح باب الغرفة لتدخل فتاة ذات بشرة حنطيه و عينين عسليتين و شعر أسود داكن منسدل حتى الكتفين مرتدية فستان بني طويل بدون أكمام قائلة بلهفة : هل شاهدت جوليا هذا .
اجابها بملل: الم تتعلمي ان من أداب الدخول طرق الباب أولا. الا انها تجاهلته تماما و سارت باتجاه النافذة ابعدت الستائر فتحتها بقيت تراقب غروب الشمس و النسيم يداعب شعرها الاسود ابتسمت قائلة: لقد لاحقتها الماسي منذ اعوامها الاولى و مع ذلك صمدت وحققت ما كانت تطمح انها حقا مثال لصمود و المثابرة أليس كذلك .
لكنها لم تتلقى اجابة فاستدارت فلم تجده تنهدت بيأس : تركني اتحدث وحدي للمرة المليون.
ابتسمت وغادرت هي الاخرى الغرفة
توقفت جوليا عند شاطئ البحر فجلست على رماله الذهبية و سرحت بخيالها بعيدا الان ان قطع حبل أفكاره صوت الهاتف نظرت لترى اسم المتصل فأجابت : مرحبا ليدي كيف الحال
ليدي بمرح : كنتي رائعة بل مذهلة
جوليا بغرور مصطنع : أنا دائما مذهلة
ليدي بصوت طفولي : مغرورة لا أهتم متى ستعودين و أين أنت
جوليا : انا في شاطئ البحر
جوليا وهي مغمضة عينيها : ان صوت أمواجه أصدق من أحاديث البشر رتبت أفكاري سأعود حالا
ليدي بمرح : حسنا لا تتأخري
أغلقت جوليا هاتفها بقيت على شاطئ البحر مدة طويلة ثم نظرت الى ساعة فوجدتها تشير الى اساعة الواحدة بعد منتصف الليل ركبت سيارتها و انطلقت متوجهة الى المنزل
وصلت جوليا دخلت وجدت الظلام الحالك توجهت الى غرفة الاستقبال أشعلت الضوء فوجدتها في حالة يرثى لها: هل وقعت هنا الحرب العالمية و انا لا أدري هذا ما قالته جوليا وهي مستغربة فكانت تسير في الغرفة كانت علب العصير الفارغة مرمية في كل مكان وليدي نائمة على الاريكة في وسط الغرفة التلفاز موضوع على أعلى صوت توجهت جوليا اليها
جوليا : استيقظي يا حمقاء لما كل هذه الفوضى
ليدي بنعاس شديد :كنت أشعر بالملل فتسليت مع صديقاتي و
جوليا مقاطعة لها :حسنا فهمت اما الان اصعدي الى غرفتك كي تكملي نومك
ليدي متوجهة نحو غرفتها ثم قالت بتثائب : حسنا طابت ليلتك
قامت جوليا بتنظيف المكان غيرت ثيابها ثم ذهبت نحو غرفتها توجهت الى النافذة فتحتها بقيت تراقب النجوم بعدها استلقت على السرير و غطت بنوم
عميق
نهاية البارت
رأيكم
اي انتقادات او أسئلة