لطالما كنتُ أسمعُ عن مواقِف مثل موقِف "عُمران" أو شبيهةً بِها.. كـإيلان مثلاً!
أتأثر، تغمرُني مشاعِر الحُزن.. أتساءِل في نفسي: لِما كُلّ هذا؟ ما المغزى على أيةِ حال؟
متى ينتهي؟ ماذا سيستفيدون.. غيرَ التشرُد، الضياع، الحرب، القتل، الدمار!
لَكن كردّة فعلٍ عندّ مشاهدتي لـعُمران.. لم تحصُل لي قَط.. تفاجئتُ أنّني وبصمت قد بكيت..فقط بصمت
حتّى الآن، أكتُب ويداي ترتجفان، عيّناي لديها رغبّةٌ بالبُكاء، رُغبة مُلحة لأزالة تلك الغصّة المؤلِمة!
أقولُ في نفسي: كم هو قوي، قويٌ جداً.. قُوته بالفعلِ تُضاهي قوةَ أي سِلاح..
كان صامِداً، صامداً.. فقط عينه "تحكي"، تُشكي لك.. كانت عينيه تُثرثر طويلاً، لكن بصمت..
ليتنا أقويّاء مثلهُ.. أقوياء مثلَ "عُمران"!
مرّة وأنا أتصفحُ صفحة خاصّة لفتاة في الفيس بوك، كانت قد نشرت منشوراً إذا ما كُنّا نعرفُ عن قِصّة عُمران! وكان هذا قبل أسبوعين تحديداً..ويبدو أنّني كنتُ آخرُ من يعلمُ بأمره!
كانت قد وضعتُ فيديو أخباري عن قِصّة "عُمران" وما حدَثَ لهُ.. في منشورها..
فغمرني الفضول لمعرفِة أمرُ هذا الطفل..
ليتني لم أُشاهد.. هل هو سيء أن تندمَ على شيءٍ كهذا؟
تشتُم، تسُب.. رُبما تلعن.. لما كُلّ هذا على أيةِ حال؟ هذا ما جالَ في خاطري بعدَما رأيتُ الفيديو..
"عُمران" كان الطفل الذي استطاع أنّ يُبكيني، يجعلني بالفعل ضَعيفة جداً أمام صلابِته..
صًلباً بالقدرِ الكافي الذي يجعلهُ لا يبكي.. صامِد، مذهولٌ رُبما!
كثيراً، حينما ترى مواقفَ مثل هذه.. يغمرُك الضُعف الشديد، شديد.. بأنك لستَ قادراً لفعلِ شيء
رُغم أنّك تُودُّ أنّ تفعلَ أيّ شيء..
الدعاء، هو الأمرُ الجليل الوحيد الذي باستطاعتِنا فعلهُ..
أرجُو فقط أنّ ينتهي كُلّ هذا.. رؤية مثلُ هذه الأمور بالفعلِ غيرُ محتَملة!
"عُمران" هو رُمزٌ تعبيري لكُل الأطفال الذين مثَله..
كان يتحدثَ بلسانٍ غير ناطِق، يحكي لك بعينين تنطقُ كُلّ شيء..
ربما قد فعلَ ذلِك بدونِ أنّ يُدرِك.. لكن بالفعل قد أجاد هَذا.. التحدثُ بصمت!
آخ، بالفعل " وينُو ئلبُو؟ ئلبُو غادَر مطرحو!"
هل الانسانيّة، الرحمة، قد ماتت بالفعل؟!
الأنسانية هي فطرة أوهبها الله لكلِ البشر.. أنّها فطرة موجودة لكنها تظهرُ من خلال المواقف والتجارُب..من المؤسِف أنّ نُضيع هِبّة وفطرة ربانية كهذه.. تموتُ كُل الصِفات، الأحاسيس.. المشاعر.. إلّا هي.. لأنّها هي الوحيدة القادرة على ضبطِ الأنسان، وتمنَعه من فِعل أي أمرٍ تجعله ليسَ إنساناً!
أن تقتُل، تُدمر، تَفسِد، إلخ.. هي بالفعل عدمُ إنسانيّة..
ما يحصُلُ في هذا الوقت، هو عدمُ إنسانية..
الإنسان ما يميزُه عن بقية الكائنات الأُخرى، أنّه يمتلكُ عقلاً، مزيجٌ من الأحاسيس والعواطف التي تُسيطر عليه..
الّلاإنسانية.. تعني أنّك لستَ إنساناً..يمتلُكُ عقلاً، تلك الأحساسيس والعواطف.. تلك النزعة الإنسانية التي تمنُعك من القيام بأمرٍ مُنفر لا يقبله إنسان عاقِل..
بإختصار نُحنُ في عصرٍ لاإنسّاني.. هُناك أشخاص بالفعل قد ماتت إنسانيتُهم..
وأصبَحوا مُجرد حيواناتٍ مُفترِسّة، تشتهي التعذيب، والقتلِ.. كحجةٍ للبقاء!
لا فرقَ بين الّلاإنساني والحيُوان!
حيوانات، إنّهم كذلك بالفعل!
..
#إيطالية: ليسَ محزناً فحسب، بل شنيع!
فلتصبُهم العِنايّة الربانيّة، ويحميهُم الله.. ويفّرج كُربهُم ومصابيهُم جميعاً
وإنّ يعيدّهُم إلى كَنفِ الأمنِ والأمان.. ويرزقُهم الله القُوة والصبَر لتحمُلِ مصابِهم..
ويخرجُهم من ضوائِق الحيّاة، ويُجبِر خواطِرُهم مِن فُقدان الأحبّة.. ويُرزقَ موتَاهُم الجنّةَ .
#عُمران #فضفضة
التعديل الأخير تم بواسطة نِيلُـوﭬَـر❝ ; 09-03-2016 الساعة 11:46 AM |